٢٠ اغسطس ٢٠١٢
كتبته جي هايون كيم
المترجم ؛ ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٤٠٣ لسنة ٢٠١٨
Explainer: what is memory?
August 20 2012
Jee Hyun Kim
مقدمة المترجم
كما ان الذاكرة نعمة من نعم الله على المخلوقات ومنها الانسان كذلك الذاكرة بمعناها السلبي والذي نسميه النسيان. هذه القوة التي ربما لا تزال سراً من الاسرار لا زال البحث يتعقب الكشف عنه، هي موضع اهتمام كل شخص . لكن الكثير منا قد لا يعرف ما هي الذاكرة وما حدودها وهل يمكن تحسينها؟ ربما المقال التالي يلقي الضوء على ذلك .
**النص **
هل نسيت أن تقفل الباب ام نسيت أن تولي الإنتباه المناسب
من الصعب ان تُعرَف الذاكرة بلا تعميم . الناس غالبا ما تُعرَف الذاكرة "كشيء يمكنك ان تتذكره". ولكن لا يمكننا أن ننكر وجود الذاكرة عندما لا يكون هناك ما نتذكر.
كان سيغموند فرويد أول من وضع نظرية لهذه الفكرة: الذكريات التي لا تُتذكر بشكل واعي يمكن تبسط سيطرتها من خلال الاوعي. على الرغم من ان اكثر مناهج أبحاثه قد انتقدت في العصر الحاضر ، فهو قد فتح أعيننا على كيف اثرت الأحداث الماضية علينا بطرق ما وبغض النظر عن وعينا.
اذاً فما هي الذاكرة؟ أود أن اعرّف الذاكرة على أنها "الماضي الذي اصبح جزءًا مني". ومن المثير للاهتمام، أن الأحداث الماضية قد أصبحت جزءًا منا في ثلاث طرق مختلفة - كذاكرة إجرائية، دلالية و / أو ذاكرة عرضية.
وغالبا ما تحدث هذه الطرق المختلفة في وقت واحد. تعلم ركوب الدراجة ينطوي على ذاكرة إجرائية، والتي تتذكرها أجسادنا في كيف تنسق بين الأطراف المختلفة والتصورات بناء على محاولات سابقة لركوب الدراجة.
تذكر ان التروس التي تستخدم لتبديل محيط دوران العجلة تمثل الذاكرة الدلالية.
يمكنني أيضا أن أذكر متى وأين، وممن تعلمت كيفية ركوب الدراجة - كمثال للذاكرة العرضية.
وعلى الرغم من الفروق بين انواع الذاكرة الثلاثة، يظهر ان كافة أنواع الذاكرة تخضع لمراحل مماثلة عبر الزمن. أولا، الانتباه أمر حاسم لبدء تشكيل الذاكرة. فكثيراً ما أقوم بقفل الباب وأنا اغادر منزلي دون الالتفات. وبعد ان اذهب الى العمل لا أستطيع أن أتذكر ما إذا كنت قد قفلت بابي أم لا.
هذا لا يعود إلى النسيان، ولكن هو الفشل في تشكيل الذاكرة. وربما هذا ما حدث للشرطة التي فقدت المفاتيح الخاصة باستاد ويمبلي خلال دورة الألعاب الأولمبية آنذاك..
الانتباه يؤدي إلى الذاكرة الفاعلة، والتي تستمر من ثواني إلى دقائق. بمجرد ان يشكل حدث ما ذاكرة قصيرة او طويلة الأمد، فإننا لم نعد نفكر في الحدث، ولكن استرجاعه ممكن بعد ساعات الى أسابيع أو أشهر إلى سنة بعد الحدث.
بيولوجيا، الذاكرة القصيرة او الطويلة الأمد تختلف عن بعضها البعض، كما يتضح من أبحاث الحائز على جائزة نوبل إريك كاندل .
الذاكرة طويلة الأمد وليست قصيرة الأمد تنطوي على تغيرات مادية في الخلايا العصبية والتي تؤدي في نهاية المطاف الى تغير في مستويات الروابط الكهربائية و / أو الكيميائية بين الخلايا العصبية المختلفة.
هذه الروابط البيولوجية للذاكرة توحي بشكل قوي الى الفروق الفردية في قدرات الذاكرة. وهذا بالضبط كإرتباط قدراتنا البدنية بقوة أجسامنا، فقدرات ذاكرتنا ترتبط بأدمغتنا.
على الجانب الآخر، يمكننا تحسين ذاكرتنا بممارسة التمارين الرياضية، تماما كما يمكننا تحسين قدراتنا البدنية بممارسة الرياضة. هذا أمر منطقي، لأن الدماغ هو جزء من جسمنا.
ومع ذلك، فإن الدماغ هو جهاز خاص وغامض لأن هناك أشخاصاً موجودين لديهم قدرات خاصة يشار إليها بالذاكرة "التخيلية" أو "التصورية" . فمثل هؤلاء الناس يستعرضون قدراتهم على تذكر الصور والكلمات أو الأصوات بدقة متناهية.
في عام ٢٠٠١ تم تصوير الفنان المعماري البريطاني ستيفن ويلتشير وهو يحلق فوق لندن على متن طائرة هليكوبتر، وبعد استكماله الرحلة الجوية التوضيحية التفصيلية والمقاسة بدقة في منطقة تبلغ أربعة اميال مربعة من العاصمة البريطانية في غضون ساعات قليلة. فقد كان موهوياً أن كرر ما رآه في عدة مناسبات.
في النصف الأول من القرن ال٢٠، عملاق الذاكرة ( الشخص الذي يتذكر قائمة من الاشياء طويلة على مدى مدة طويلة) الروسي سليمان شيرسكڤيسكي بين انه قادر على ان يتذكر سلاسل من الكلمات العشوائية كان قد رآها قبل عقود.
ولكن هل الذاكرة التخيلية موجودة؟ بالتأكيد ليس في شكل التفسير الخاطيء المنتشر للمصطلح الذي يفترض التذكر الكامل لجميع الأحداث التي تحدث في حياة المرء.
التقرير الوحيد لمثل هذه القدرة جاءت من الدكتور شيلدون كوبر من البرنامج الكوميدي التلفزيوني : نظرية الانفجار الكبير. في الحقيقة، كأي ذاكرة اخرى فان الذاكرة التخيلية تتأثر بعوامل كالانتباه والاهمية والمدة / الوتيرة للحدث وما هو الأكثر أهمية هي مفاتيح تساعد على التذكر،
ذكر شيريشيڤسكي انه استخدم طريقة تذكرية بها استطاع ان يتخيل وضع اشياء على طول امتداد طريق مألوف خلال مرحلة التعلم.
خلال استرجاع هذه الكلمات، عاد والتقطها واحدة تلو الأخرى في خياله. وهذاالتقرير يثبت أن ذاكرته كانت في الواقع ذاكرة عادية لكنها مدربة تدريباً عالياً. الكثير ممن يدعون أن عندهم ذاكرة تخيلية يستخدمون هذه التقنيات التذكرية.
في الواقع، فإن وجود الذاكرة التخيلية باعتبارها قدرة تذكرية مستقلة خاصة بالمقارنة مع ذاكرة شخص عادي فهي قضية مثيرة للجدل للغاية.
العباقرة كيلتشير يمكنه من استرجاع الذاكرة في غضون أيام فقط، مما حدا بالبعض إلى القول بأن تلك الحالات تعكس شكلاً من أشكال الذاكرة العاملة القوية جداً أو الذاكرة القصيرة المدى .
كواتو من الفيلم الأصلي توتال ريكول قال ما يلي: " الرجل يعرف من عمله لا من ذاكرته". ولكن فعله يتحدد من خلال ما يتذكره وما يؤمن به.
ربما لهذا السبب عمل العلماء بجد لفهم كيف تعمل الذاكرة. ومن ناحية أخرى، معرفة عملية كيف بحدث النسيان غير معتنىً به .
كالذاكرة الفائقة التي يمكن أن توجد كشكل من الأشكال المفرطة للذاكرة العادية ، فربما قد يكون النسيان أيضا شكلاً من أشكال النسيان الفائق.
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على صفحتنا على الإنترنت على هذا العنوان؛
August 20 2012
Jee Hyun Kim
|
| هل نسيت أن تقفل الباب ام نسيت أن تولي الإنتباه المناسب |
اذاً فما هي الذاكرة؟ أود أن اعرّف الذاكرة على أنها "الماضي الذي اصبح جزءًا مني". ومن المثير للاهتمام، أن الأحداث الماضية قد أصبحت جزءًا منا في ثلاث طرق مختلفة - كذاكرة إجرائية، دلالية و / أو ذاكرة عرضية.
وغالبا ما تحدث هذه الطرق المختلفة في وقت واحد. تعلم ركوب الدراجة ينطوي على ذاكرة إجرائية، والتي تتذكرها أجسادنا في كيف تنسق بين الأطراف المختلفة والتصورات بناء على محاولات سابقة لركوب الدراجة.
تذكر ان التروس التي تستخدم لتبديل محيط دوران العجلة تمثل الذاكرة الدلالية.
يمكنني أيضا أن أذكر متى وأين، وممن تعلمت كيفية ركوب الدراجة - كمثال للذاكرة العرضية.
وعلى الرغم من الفروق بين انواع الذاكرة الثلاثة، يظهر ان كافة أنواع الذاكرة تخضع لمراحل مماثلة عبر الزمن. أولا، الانتباه أمر حاسم لبدء تشكيل الذاكرة. فكثيراً ما أقوم بقفل الباب وأنا اغادر منزلي دون الالتفات. وبعد ان اذهب الى العمل لا أستطيع أن أتذكر ما إذا كنت قد قفلت بابي أم لا.
هذا لا يعود إلى النسيان، ولكن هو الفشل في تشكيل الذاكرة. وربما هذا ما حدث للشرطة التي فقدت المفاتيح الخاصة باستاد ويمبلي خلال دورة الألعاب الأولمبية آنذاك..
الانتباه يؤدي إلى الذاكرة الفاعلة، والتي تستمر من ثواني إلى دقائق. بمجرد ان يشكل حدث ما ذاكرة قصيرة او طويلة الأمد، فإننا لم نعد نفكر في الحدث، ولكن استرجاعه ممكن بعد ساعات الى أسابيع أو أشهر إلى سنة بعد الحدث.
بيولوجيا، الذاكرة القصيرة او الطويلة الأمد تختلف عن بعضها البعض، كما يتضح من أبحاث الحائز على جائزة نوبل إريك كاندل .
الذاكرة طويلة الأمد وليست قصيرة الأمد تنطوي على تغيرات مادية في الخلايا العصبية والتي تؤدي في نهاية المطاف الى تغير في مستويات الروابط الكهربائية و / أو الكيميائية بين الخلايا العصبية المختلفة.
هذه الروابط البيولوجية للذاكرة توحي بشكل قوي الى الفروق الفردية في قدرات الذاكرة. وهذا بالضبط كإرتباط قدراتنا البدنية بقوة أجسامنا، فقدرات ذاكرتنا ترتبط بأدمغتنا.
على الجانب الآخر، يمكننا تحسين ذاكرتنا بممارسة التمارين الرياضية، تماما كما يمكننا تحسين قدراتنا البدنية بممارسة الرياضة. هذا أمر منطقي، لأن الدماغ هو جزء من جسمنا.
ومع ذلك، فإن الدماغ هو جهاز خاص وغامض لأن هناك أشخاصاً موجودين لديهم قدرات خاصة يشار إليها بالذاكرة "التخيلية" أو "التصورية" . فمثل هؤلاء الناس يستعرضون قدراتهم على تذكر الصور والكلمات أو الأصوات بدقة متناهية.
في عام ٢٠٠١ تم تصوير الفنان المعماري البريطاني ستيفن ويلتشير وهو يحلق فوق لندن على متن طائرة هليكوبتر، وبعد استكماله الرحلة الجوية التوضيحية التفصيلية والمقاسة بدقة في منطقة تبلغ أربعة اميال مربعة من العاصمة البريطانية في غضون ساعات قليلة. فقد كان موهوياً أن كرر ما رآه في عدة مناسبات.
في النصف الأول من القرن ال٢٠، عملاق الذاكرة ( الشخص الذي يتذكر قائمة من الاشياء طويلة على مدى مدة طويلة) الروسي سليمان شيرسكڤيسكي بين انه قادر على ان يتذكر سلاسل من الكلمات العشوائية كان قد رآها قبل عقود.
ولكن هل الذاكرة التخيلية موجودة؟ بالتأكيد ليس في شكل التفسير الخاطيء المنتشر للمصطلح الذي يفترض التذكر الكامل لجميع الأحداث التي تحدث في حياة المرء.
التقرير الوحيد لمثل هذه القدرة جاءت من الدكتور شيلدون كوبر من البرنامج الكوميدي التلفزيوني : نظرية الانفجار الكبير. في الحقيقة، كأي ذاكرة اخرى فان الذاكرة التخيلية تتأثر بعوامل كالانتباه والاهمية والمدة / الوتيرة للحدث وما هو الأكثر أهمية هي مفاتيح تساعد على التذكر،
ذكر شيريشيڤسكي انه استخدم طريقة تذكرية بها استطاع ان يتخيل وضع اشياء على طول امتداد طريق مألوف خلال مرحلة التعلم.
خلال استرجاع هذه الكلمات، عاد والتقطها واحدة تلو الأخرى في خياله. وهذاالتقرير يثبت أن ذاكرته كانت في الواقع ذاكرة عادية لكنها مدربة تدريباً عالياً. الكثير ممن يدعون أن عندهم ذاكرة تخيلية يستخدمون هذه التقنيات التذكرية.
في الواقع، فإن وجود الذاكرة التخيلية باعتبارها قدرة تذكرية مستقلة خاصة بالمقارنة مع ذاكرة شخص عادي فهي قضية مثيرة للجدل للغاية.
العباقرة كيلتشير يمكنه من استرجاع الذاكرة في غضون أيام فقط، مما حدا بالبعض إلى القول بأن تلك الحالات تعكس شكلاً من أشكال الذاكرة العاملة القوية جداً أو الذاكرة القصيرة المدى .
كواتو من الفيلم الأصلي توتال ريكول قال ما يلي: " الرجل يعرف من عمله لا من ذاكرته". ولكن فعله يتحدد من خلال ما يتذكره وما يؤمن به.
ربما لهذا السبب عمل العلماء بجد لفهم كيف تعمل الذاكرة. ومن ناحية أخرى، معرفة عملية كيف بحدث النسيان غير معتنىً به .
كالذاكرة الفائقة التي يمكن أن توجد كشكل من الأشكال المفرطة للذاكرة العادية ، فربما قد يكون النسيان أيضا شكلاً من أشكال النسيان الفائق.
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على صفحتنا على الإنترنت على هذا العنوان؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق