الجمعة، 15 فبراير 2019

من دا فينشي إلى ديغا: كيف تأثر الفنانون المشهورون ببصرهم


بقلم روزين اوكنار

١٨ اكتوبر ٢٠١٨

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم ٥١ لسنة ٢٠١٩

التصنيف : مواضيع فن 

From Da Vinci to Degas: How famous artists were affected by their eyesight

Roisin O'Connor

18 October 2018 

عانى ديغا من تدهور الرؤية  من عام ١٨٦٠ إلى عام ١٩١٠ ، حيث أصبح أسلوبه أكثر تقريبية مع تقدم مرض بصره


هل ساعد اضطراب الرؤية (١) عبقرية ليوناردو دا فينشي  ؟ هذا بالتأكيد ما يقترحه بحث جديد (٢).

وقد كشف تحليل وجه فنان عصر النهضة من اللوحات والرسومات والمنحوتات أنه ربما كان  يعانى من زوَر في العين  squint تعرف طبيا باسم الحول strabismus.

يُعتقد أن دافنشي قد عانى من نوع يسمى الحول الوحشي المتقطع (٣)  ، وهي حالة تؤدي إلى نظر  إحدى العينين أو كليهما إلى الخارج exotropia ( الحول الوحشي)  وتؤثر على شخص  من كل ٢٠٠ شخص.

 أشار  الباحثون  إلى  أن هذا الاضطراب ربما ربما أعطاه  القدرة على التحول إلى الرؤية الأحادية (٤) ، حيث تُستخدم  كلتا العينين بشكل منفصل ، وتسمحا له بالتركيز على الأسطح المستوية عن قرب. "من الصعب معرفة أي عينيه كانتا مصابة بالحول  من اللوحات المرسومة كما قال البروفيسور كريستوفر تايلر ، باحث الأعصاب البصري:  "لكن كان ذلك  مفيداً  بشكل خاص في جعل  الصورة متكاملة هندسياً."


ليوناردو دا فينشي ، صورة شخصية رسمها بنفسه، حوالي ١٥٠٠ م

"إن ثقل قرينة التقارب converging  ( في الرسم) يوحي بأن دافنشي كان لديه حول  وحشي متقطع، مع قدرة مترتبة على ذلك  للتحول إلى رؤية أحادية" كما قال. "ربما هذا من  شأنه أن يفسر براعته الكبيرة للتصوير   الثلاثي الأبعاد الراسخ  للأوجه والأشياء  في العالم والإرتداد  العميق والبعيد للمشاهد الجبلية".

 دراسات متعددة نشرت على مدى العقود الأربعة أو الخمسة الماضية قيمت كيف غيّرت حالة العين الأشغال الفنية  لرسامين كبار في حياتهم الأخيرة ، وأبرزها دراسات الدكتور مايكل مارمور Marmor، الذي ألف  العديد من الكتب حول هذا الموضوع.

وفيما يلي بعض الفنانين البارزين الذين تأثر عملهم بحالات عيونهم .

إدغار ديغا Degas
عانى ديغا (٥) من ضعف في الرؤية (٦) من عام ١٨٦٠ إلى عام ١٩١٠ ، حيث أصبح أسلوبه  تقريبياً  rough بشكل متزايد مع تدهور بصره.

دراسة لرأس فتاة "لهيليري  جيرمين ايدغار ديغا  ، أواخر 1870 - 1890 (المعرض الوطني الاسكتلندي)

في عام ٢٠٠٦ ، خلص الدكتور مارمور إلى أن رؤيته المركزية ، حيث حدة البصر في أشدها  ، قد ضعفت في سنواته الأخيرة. مع ازدياد في ضبابية الرؤية ، أصبح أسلوبه في الرسم غير ناعم  coarse أكثر  ، ففقد دقة عمله الفني السابق.

يعتقد  مارمور  أن عمله الأخير بدا أكثر نعومة وطبيعية  أكثر مما كان للناظرين بعيون سليمة ، لأن عمله   ترشح ( تفلتر) من خلال  باثلوجيا بصره  الخاص.

رامبرانت (٧)
في عام ٢٠٠٤ ، لاحظ أخصائيا الأعصاب مارغريت إس ليفنغستون وبيفيل آر كونواي ، وكلاهما كانا طالبين في كلية هارفارد الطبية ، أن عيني الرسام الهولندي في القرن السابع عشر كانتا غالبًا منحرفتين ( حولاء) في صوره الشخصية التي رسمها بنفسه لنفسه، لذا بدت  واحدة منها تنظر مباشرة إلى الناظر ، بينما الآخرى بدت تنظر جانباً.
صورة شخصية لرامبرانت رسمها بنفسه ، ١٦٦٠  (متحف نيويورك متروبوليتان للفنون)

 ليفنغستون وكونواي يعتقدان أنه ، على افتراض أن رامبرانت قد رسم نفسه بدقة صارمة ، وكان لديه رؤية مُجَسَمة - ثلاثية الأبعاد  (٨)  - والتي يمكن أن تكون مفيدًة لأنه كان سيعاني من أجل رؤية العمق باستخدام قرائن مجسمة.

فقدان  اارؤية المجسمة ، أو عدم القدرة على استخدام التحول الأفقي بين العينين   للسماح لنا برؤية ثلاثية الأبعاد ،يمكن ان يساعد الفنانين على الرسم في بعدين.

مونيه
كتب كلود مونيه (٩) عن تضايقه المتزايد من بصره  المتدهور في عام ١٩١٤ ، مشيرًا إلى أن الألوان لم تعد لها نفس الشدة.

كلود مونيه: الانطباعي (مذهب ثوري حديث في الفن والأدب والموسيقى) الفرنسي يعاني من إعتام عدسة العين


وكتب يقول: "يبدو الأحمر  موحلاً ( قاتمة)". "لوحاتي اصبحت تبدو أكثر  قتامة."

بعد خضوعه لجراحة إزالة الماء الأبيض في عام ١٩٢٣ ، تمكن مونيه من العودة إلى أسلوبه الأصلي في الرسم ، حتى أنه رمى الكثير من الأعمال الفنية التي أكملها خلال فترة العشر  سنوات عندما كان يعاني من مرض في العين.

جورجيا أوكيفي (١٠)
لوحة جيمسون وييد/  الوردة البيضاء رقم ١ (جورجيا أوكيفي ١٩٣٣٦) (١١)
‘Jimson Weed / White Flower No 1’ by Georgia O’Keeffe، 1936 (AP)
اشتهرت  الرسامة الأمريكية المعروفة في القرن العشرين بلوحاتها الزيتية التي تصور الزهور وجماجم الحيوانات والمناظر الطبيعية الجنوبية الشرقية.

جيمسون ويد/ الواردة البضاء رقم ١ رسمتها جورجيا أوكيفي  ١٩٣٦م‘Jimson Weed / White Flower No 1’ by Georgia O’Keeffe، 1936 (AP)


كانت تعاني من التنكس البقعي - وهي حالة طبية يمكن أن تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو عدم امكانية الرؤية من مركز المجال البصري - أكملت اوكيفي O’Keeffe الرسم الزيتي الأخير بدون مساعدة في عام ١٩٧٢.

ومع ذلك ، لم يطفي  بصرها المتدهور إرادتها في إبداع الفن. عندما كانت عمياء تقريبا ، عادت O’Keeffe إلى الفن بمساعدة العديد من المساعدين وصنعت  زخارف بصرية محببة  من الذاكرة ومن خيالها المفعم بالحيوية.

في عام ١٩٧٧ ، لاحظت حيث كان عمرها حينئذ   تسعين عاماً: "أنا استطيع أن أرى ما أريد أن أرسمه. الشيء الذي يجعلك تريد أن تبدع   ما زال موجودًا. "

تعريفات ومصادر من داخل وخارج النص 

١-
https://www.lshf.org/sight--hearing-in-the-news/from-da-vinci-to-degas-how-eyesight-issues-affected-famous-artists

٢-
https://www.independent.co.uk/arts-entertainment/art/news/leonardo-da-vinci-eye-disorder-cross-wall-eye-mona-lisa-painting-depth-perception-a8590331.html

٣-
https://www.altibbi.com/مصطلحات-طبية/امراض-العيون/حول-وحشي  

٤-الرؤية الأحادية:  هي الرؤية التي  تُستخدم فيها  كلتا العينين بشكل منفصل. باستخدام العينين بهذه الطريقة ، وعلى النقيض من الرؤية الثنائية  ، يزداد مجال الرؤية ، في حين يكون إدراك العمق محدودا  (
إدراك المحيط بنظرة ثلاثية الأبعاد) .
. عادة  ما توجد عيون الحيوان ذي الرؤية الأحادية  في مكانيين   متقابلين على رأسه ، مما يمنحه القدرة على رؤية شيئين في وقت واحد. ترجمناه من النص على هذا العنوان 
https://en.m.wikipedia.org/wiki/Monocular_vision

٥-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/إدغار_ديغا

٦-https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-1-4471-3521-0_7

٧-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/رامبرانت

٨-http://www.vision3d.com/stereo.html

٩-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/كلود_مونيه

١٠-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/جورجيا_أوكيفي

١١-
https://www.georgiaokeeffe.net/jimson-weed-white-flower.jsp

المصدر الرئيسي
https://www.independent.co.uk/arts-entertainment/art/features/leonardo-da-vinci-eyesight-painting-degas-monet-rembrandt-artists-vision-a8590826.html


للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على صفحتنا على الإنترنت على هذا العنوان؛
 https://sites.google.com/view/adnan-alhajji



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق