الخميس، 21 مارس 2019

النسيان يستخدم قوة دماغ أكبر من التذكر


١١ مارس ٢٠١٩ 

المترجم : أبو طه / عدنان أحمد الحاجي 

المقالة رقم ٨٤ لسنة ٢٠١٩

التصنيف : ابحاث الذاكرة 


Mar 11, 2019




اكتشف باحثون من جامعة تكساس في أوستن من خلال التصوير العصبي أن اختيار نسيان شيء ما قد يتطلب بذل جهد عقلي أكبر من محاولة تذكره.

هذه النتائج ، التي نشرت في مجلة نيروساينس ، تشير إلى أنه من أجل نسيان تجربة (ممارسة)  غير مرغوب فيها ، ينبغي تركيز المزيد من الاهتمام ( الإنتباه) على العملية.  هذه النتيجة المفاجئة توسع  الأبحاث السابقة على النسيان المقصود ( المتعمد) ، والتي ركزت على تقليل الانتباه للمعلومات غير المرغوب فيها من خلال إعادة توجيه الانتباه بعيدًا عن الممارسات  غير المرغوب فيها أو تثبيط استرجاع الذاكرة.

وقال جارود لويس بيكوك ، كبير مؤلفي الدراسة وأستاذ مساعد في السايكلوجيا بجامعة تاكساس في أوستن UT Austin: "قد نرغب في تجاهل الذكريات التي تؤدي إلى استجابات  غير متلائمة مع الوضع maladaptive responses ( انظر التعريف في ١) ، كالذكريات المؤلمة ، حتى نتمكن من الاستجابة للتجارب (الممارسات)  الجديدة بطرق أكثر ملائمة للوضع". . "لقد أظهرت عقود من البحث أن لدينا القدرة على نسيان شيء ما طواعية ، ولكن كيف تقوم أدمغتنا بذلك لا يزال موضع تساؤل. بمجرد أن نتمكن من معرفة كيف تضعف  الذكريات ونقوم  بإستخداث  طرق  للسيطرة على ذلك ، يمكننا من تصميم علاج لمساعدة الناس على التخلص من الذكريات غير المرغوب فيها. "

الذكريات ليست ثابتة. بل  بنيويات دماغ  ديناميكية   يتم تحديثها وتعديلها وإعادة تنظيمها بانتظام من خلال التجارب ( الممارسات).  الدماغ يستذكر دائماً  وباستمرار وينسى المعلومات - ويحدث الكثير من هذا تلقائيًا أثناء النوم.

عندما يتعلق الأمر بالنسيان المتعمد ، ركزت الدراسات السابقة على تحديد "نقاط ساخنة" للنشاط في هياكل التحكم في الدماغ ، مثل القشرة ما قبل الجبهية في الدماغ ، وبنيويات الذاكرة طويلة المدى ، مثل الحصين.  الدراسة الأخيرة ، بدلاً من ذلك ، تركز  على المناطق الحسية والإدراكية للدماغ ، ولا سيما القشرة الصدغية البطنانية ، وأنماط النشاط هناك التي تتوافق مع تمثيلات الذاكرة للمحفزات البصرية المعقدة.

وقال لويس بيكوك ، المنتسب أيضًا إلى قسم علوم الأعصاب  في ،كلية   ديل Dell  للطب في UT أوستن: "إننا لا ننظر إلى مصدر الأنتباه في الدماغ ، ولكن الى جذوره".

باستخدام التصوير العصبي neuroimaging لتتبع أنماط نشاط الدماغ ، أظهر الباحثون لمجموعة من البالغين الأصحاء صورًا لمشاهد ووجوه ، وأمروهم  إما أن بتذكر وا كل صورة أو أن ينسوها .

 النتائج   التي توصلوا إليها لم تؤكد فقط  أن الناس  لديهم القدرة على التحكم فيما ينسوه، بل إن النسيان المقصود ( المتعمد)  الناجح يتطلب "مستويات معتدلة" من نشاط الدماغ في هذه المناطق الحسية والإدراكية - أكثر مما هو مطلوب لتذكره.

"المستوى المعتدل لنشاط الدماغ أمر حاسم بالنسبة لآلية النسيان هذه،  إذا كان قوياً  جدا ، فسوف بقوي الذاكرة ؛وإذا كان ضعيفاً  فلن تقوم بتعديله". كما قالت تريسي وانغ ، المؤلفة الرئيسيّة  للدراسة وطالبة ما بعد الدكتوراه في السايكلوحيا  في جامعة تكساس في أوستن: ""ما هو المهم  ، هو أن  نية أن ننسى التي تزيد من تنشيط الذاكرة ، وعندما يصل هذا التنشيط إلى نقطة ' المستوى المعتدل المثلى ، وذلك عندما يؤدي إلى نسيان هذه التجربة لاحقًا."

 الباحثون وجدوا أيضًا أن المشاركين هم أكثر إحتمالاً لنسيان  المشاهد  من نسيانهم للوجوه ، والتي يمكن أن تحمل معلومات  عاطفية أكثر.

"نحن نتعلم كيف تستجيب هذه الآليات في ادمغتنا  لأنواع مختلفة من المعلومات ، وسوف يستغرق الأمر لكثير من البحث وتكرار هذا العمل البحثي قبل أن نفهم كيف نسخر قدرتنا على النسيان" ، قال لويس بيكوك Lewis-Peacock,، الذي بدأ دراسة جديدة باستخدام الارتجاع العصبي neurofeedback لتتبع مقدار الآنتباه الذي يُولى  لأنواع معينة من الذكريات.

وقال لويس بيكوك: "هذا سوف يفسح المجال أمام دراسات مستقبلية حول الطريقة التي نعالج بها الذكريات العاطفية القوية والتي يصعب التخلص منها  ولها وقع كبير  على صحتنا وسعادتنا، على أمل أن نتخلص منها.


مصدر من خارج النص : 
تعريف اmaladaptive responses: الاستجابات غير المتلائمة  مع الوضع تعرف  على أنها المعتقدات والمواقف التي توجهه بعيدًا عن تعمد التأثير على ظروف العوامل المسيببة للضغوطات والقلق  أو تغييرها ، كحالات وجدانية  سلبية منتزعة  من سياق هذه الاستجابات المتلائمة مع الوضع ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2891415/

المصدر الرئيسي:
https://news.utexas.edu/2019/03/11/forgetting-uses-more-brain-power-than-remembering/

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على صفحتنا على الإنترنت على هذا العنوان؛
 https://sites.google.com/view/adnan-alhajji



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق