٣ سبتمبر. ٢٠١٨
بقلم كاثرين هاينمير، باحثة ما بعد الدكتوراة وممارسة فنون في جامعة يورك سان جو
ترجمة عدنان أحمد الحاجي
مراجعة وتقديم الدكتور رضي المبيوق ، برفسور ومنسق برنامج التطوير المهني للمعلمين التابع لجامعة شمال أيوا
المقالة رقم ١٣٠ لسنة ٢٠١٩
التصنيف : أبحاث التعليم
September 3, 2018
Catherine Heinemeyer
Postdoctoral researcher and arts practitioner, York St John University
غياب المناهج الإبداعية في المدارس يفاقم أزمة الصحة النفسية لدى المراهقين
بلا شك ان مرحلة المراهقة مليئة بالتحولات والتغيرات البدنية والنفسية والعاطفية. كيف يتأقلم المراهق مع كل هذه التغييرات؟
بعض المراهقين لا يحسُن التكيف مع التغيرات الكبيرة في حياته والبعض الآخر يجد صعوبة حتى في تقبل ما يطرأ عَل جسمه من تغيرات فسيولوجية وسايكولوجية. بعض هذه المتغيرات قد تكون كبيرة وذلك يسبب تغيرات دراماتيكية في المزاجية لدرجة ان المراهق قد يكون متقلب المزاج في أوقات مختلفة من اليوم الواحد، اذ يمكن أن يكون في احسن حال في الصباح ولكن سرعان ما ينقلب الى كآبة وحزن وحتى بكاء.
بعض أعراض الكآبة المصاحبة لمرحلة البلوغ طبيعية وتنتهي الأعراض بعد فترة من الزمن. الصعوبة تكمن في المراهقين الذين تظهر عليهم أعراض لحالات نفسية قبل واثناء وبعد مرحلة البلوغ. الكثير من المراهقين يحتاجون الى تدخل مبكّر لكي لا تستفحل حالتهم النفسية .
وهنا يأتي الدور الهام للمدرسة وذلك من خلال إعداد برامج ابداعية تعطي فرص للمراهقين لإكتشاف ذواتهم وقدراتهم.
مقال اليوم يركز على موضوع هام يتعلق بدور المدرسة في خفض او استفحال الحالات النفسية عند المراهقين.
المقال يبدأ بالحديث بشكل عام عن البرامج التي عادة ما تستخدم للتصدي للاسباب الرئيسية لقضايا الصحة النفسية. ومن ثم ينتقل الكاتب الى الإفصاح عن فكرته الرئيسية وهي أن البيئة التعليمية بإمكانها أن تلعب دوراً مركزياً في تعزيز الصحة النفسية للمراهقين. الكاتب يسهب في الحديث عن إعطاء المراهقين مساحة للنمو وحرية التحرك.
*************************************
البحث
بعد التقرير الأخير لجمعية الأطفال الذي يفيد بأن ربع الفتيات البالغات من العمر ١٤ عامًا قد تعرضن للأذى (٢) ، دعا العديد من الناشطين إلى تتبع الأسباب الجذرية لأزمة الصحة النفسية للمراهقين (٣) - بدلاً من مجرد مكافحة الأعراض.
قد تكون دروس القدرة على التكيف وتوجيه الأقران وحملات التوعية وتوفير التدخل المبكر مبادرات قيمة (٤). لكنها لا تفعل سوى القليل للتصدي الى الأسباب الرئيسية لقضايا الصحة النفسية - والتي من المحتمل أن تكون خصائص أساسية للاقتصاد النيوليبرالي (٥ ، ٦) ، بما في ذلك التزمت والريب العالمي والنظام التعليمي الذي يوضع الطالب تحت ضغوط شديدة (٧) .
برنامج ال " Power Threat Meaning Framework” (٨) الذي نشرته الجمعية البريطانية للسايكلوجيا مؤخرًا يدعم وجهة النظر هذه. هذا البرنامج يرى الضائفة النفسية أقل كمسألة طبية فردية ، ومعقولة أكثر كإستجابة للضغوط الاجتماعية والمادية والثقافية الفاعلة في الناس.
أكثر خبراتي كقاص وفنان مجتمع ، وأنسق شبكة "الأشياء كما هي Things As They Are network"(٩) للفنانين الشباب من الذين لهم مشاكل صحة نفسية. لقد وجدت أن الشباب الذين يعانون من ظروف الصحة النفسية غالباً ما يكون لديهم إدراك قوي لكيف يساهم الإعلام والاقتصاد والمجتمع في مشاكلهم. غالبًا ما تكون هذه المشاكل الواسعة النطاق خارج نطاق المدارس مما لا يمكنها معالجتها ، ولكن مع التغير في التركيز ، يمكن للبيئة التعليمية أن تتجاوز مكافحة المشاكل حتى تلعب دورًا أكثر جوهرية.
وقت أكثر للعب
تتمثل الخطوة الأولى الحيوية في اتخاذ تدابير لغرض عكس انكماش ما يمكن تسميته ب"النطاق العام لحياة الشباب". أعني بذلك المكان والزمان المسموح بهما للحوار والتعبير عن الذات واللعب والاستكشاف وتطوير المبادرة الشخصية (١٠، والدردشات البسيطة ، بين الشباب والمهتمين من الكبار .
هذه الفرص تمكن الشباب من فهم ما يدور حولهم وينجحون على رغم الشدائد التي تعترضهم. ولكنهم منهكون بشكل خطير بمناهج دراسية محددة بشكل وثيق (١١) ، وأنظمة التعليم المركزة على الأداء وضعف خدمات الشباب.
مساحة للنمو
على الرغم من أن الأمر يبدو مراً ، يمكن أن أذكر أيضًا محاولتي المحبطة لإنشاء نادي لسرد القصص في وقت الغداء مع مجموعة من الشباب المتحمس والمحتاج لعناية خاصة في مدرسة ثانوية محلية. كان المعلمون داعمين للفكرة - أردنا إنشاء مساحة حيث يمكن لـ "مجموعة " الشباب المختلف تكوين صداقات والتعاون بشكل خلاق خارج المنهج ، وهذا من شأنه أن يوفر مساحة صغيرة للكتابة الإبداعية أو العمل الجماعي.
من المتفق عليه على نطاق واسع أن أنظمة التعليم التي تركز على الامتحانات تشدد على الشباب ، ومع ذلك فهناك فهم أقل لتأثيرها الأكثر مكراً. أي ميلها إلى اعادة تشكيل كل تبادل بين المعلمين والتلاميذ (١٢) إلى شيء موجه نحو هدف التقييم.
"وايضا، أنظمة التعليم تسعى الى بتر اي شيئ لا يمت بصلة الى ذلك من الوقت المحدد للدراسة في اليوم الدراسي. الأنشطة الفنية والأنشطة الرياضية، ١٣) تتضاءل من المناهج الدراسية ، ويجد المعلمون أنفسهم أقل من المعتاد في أدوار المعلم والمرشد والموجه غير متكلفة وداعمة .
وفي الوقت نفسه ، خارج المدارس، أدى التزمت إلى استبدال نوادي الشباب المفتوحة بشكل تدريجي ببند مستهدف (١٤) لتحسين "النتائج" لرافضي المدارس أو أولياء أمور المراهقين أو الشباب الذين يعيشون تحت رعاية السلطات (١٥) - وحتى هذه الحالات قِطعت في معظم المناطق. لا تزال أيضًا الصحة النفسية والرفاهية تحول إلى أهداف يجب على الشباب تحقيقها بشكل فردي من خلال استراتيجيات التعلم.
ما وراء قائمة المنافسات
لكي ينمو الشباب عاطفيًا ، يحتاجون إلى وقتهم ومساحتهم (حرية التحرك) ، وهذا ليس موجهًا صراحة إلى مخرجات معينة. يجب أن تكون هذه الساحة بحيث يتمكن فيها مجموعات متنوعة من الشباب بتشكيل هوياتهم وجداول أعمالهم - ربما مع إشراف غير متعسف من البالغين المتعاطفين. الفنون تتيح بعض المنتديات الرئيسية لهذا - أتذكر بامتنان مدرس الموسيقى الذي ساعدني وأصدقائي في إعداد فرقتنا في استراحة الغداء.
لمحاولة مواجهة المصاعب التي يواجهها الشباب ، يمكن أن يبدأ قطاع التعليم بتخصيص الوقت والمكان في المدارس للنشاط الاستكشافي وغير المتكلف وتوجيه التلاميذ. ويمكن القيام بذلك عن طريق إعادة استراحات الغداء والسماح بالقيام بأنشطة خارج المنهج. يجب أيضًا استعادة دروس الفنون والرياضة حيث كانت مخفضة ضمن المناهج الدراسية.
يجب على قطاع التعليم إبلاء عناية لحل أزمة الصحة النفسية التي تنبثق من الشباب أنفسهم -
كناشط صحة نفسية أشار ناتاشا ديفون (١٦) إلى أن إيذاء النفس هو في كثير من الأحيان وسيلة يستخدمها الشخص لكي يُستمع إليه (١٧). ربما ، لو ساعدنا الشباب على إيجاد منافذ أخرى أكثر إبداعًا ، فقد نجد أن سماع ما يحاولون إخبارنا به أكثر سهولة.
مصادر من داخل وخارج النص
١-https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/adolescent-mental-health
٢-https://www.theguardian.com/society/2018/aug/29/quarter-of-14-year-old-girls-in-uk-have-self-harmed-report-finds
٣-https://www.thetimes.co.uk/article/getting-to-the-heart-of-why-girls-self-harm-g9n7fd9wp
٤-https://theconversation.com/key-to-lifelong-good-mental-health-learn-resilience-in-childhood-99776
٥-https://theconversation.com/how-neoliberalism-is-damaging-your-mental-health-90565
٦-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/نيوليبرالية
٧- نظام التعليم في هونغ كونغ مثلاً على ذلك حيث يمارس أولياء الأمور ضغرطاً على أطفالهم حيث يعرضونهم الى ضغوط ومطالب من اجل تعليمهم. المزيد على هذا العنوان :https://www.google.com/amp/s/amp.scmp.com/comment/insight-opinion/article/2141621/hong-kongs-pressure-cooker-education-system-producing
٨-https://www.bps.org.uk/news-and-policy/introducing-power-threat-meaning-framework
٩-http://www.thingsastheyare.co.uk/
١٠-متلازمة سلوكية تؤدي إلى اتخاذ الشخص نهجًا نشطًا وبداية ذاتية للعمل على أهداف ومهام ومواصلة التغلب على الموانع والنكسات، ترجمناه من نص على هذا العنوان: http://www.evidence-based-entrepreneurship.com/content/publications/063.pdf
١١-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/منهج_دراسي
١٢-http://www.ukgermanconnection.org/why-school-exchanges
١٣-https://www.telegraph.co.uk/sport/othersports/schoolsports/11343801/Alarming-fall-in-school-PE-lessons-casts-doubt-over-governments-commitment-to-tackling-obesity-crisis.html
١٤-
https://www.unison.org.uk/content/uploads/2014/07/On-line-Catalogue225322.pdf
١٥-https://learning.nspcc.org.uk/children-and-families-at-risk/looked-after-children/
١٦-https://www.theguardian.com/society/2018/aug/29/quarter-of-14-year-old-girls-in-uk-have-self-harmed-report-finds
١٧-https://www.mind.org.uk/information-support/types-of-mental-health-problems/self-harm/#.XMTAW6RRWaN
المصدر الرئيسي ؛
https://theconversation.com/mental-health-crisis-in-teens-is-being-magnified-by-demise-of-creative-subjects-in-school-102383?fbclid=IwAR25MKDlPs3X4AJgFb_o2CeZtLiSJlLD0vVQrEoVQKHqWvKOBuoWSvkAovo
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على صفحتنا على الإنترنت على هذا العنوان؛
https://sites.google.com/view/adnan-alhajji
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق