الأربعاء، 1 مايو 2019

لماذا الناس تسوف ؟ تفسير من باحث في علوم الأعصاب



١٦ أبريل ٢٠١٩

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم ١٣١ لسنة ٢٠١٩

التصنيف: ألحاث سلوك  



Apr 16, 2019




عندما تكون لدينا  مهمة علينا أن نكملها  - وخاصة إذا كانت  المهمة غير  مستحقة في المستقبل القريب - فإننا نميل إلى الانتظار حتى نقترب من الموعد النهائي لنعمل عليها ، وأحيانًا نتدافع مسرعين   لاستكمالها في الوقت المناسب.  لماذا  نفعل هذا؟  لماذا نماطل؟

 سأؤجل الإجابة على هذا السؤال للحظة وأبدأ بدلاً من ذلك بسؤال هو أكثر أهمية: لماذا نفعل أي شيء؟  أو بشكل أكثر تحديداً ، لماذا نفعل أي شيء يتطلب جهداً أو مهارة معينة ؟  في حال كانت كل الأشياء متساوية ، فنحن لا نحب عمومًا بذل جهد ذهني (١) أو بدني (٢) ، إذاً لماذا لا نتحاشاها جميعاً؟  السبب واضح: الخصول  على الأشياء التي نريدها ، وتحاشي الأشياء التي لا نريدها  يتطلب بذل جهد.  كما قال تيدي روزفلت ، "فقط من خلال العمل والجهد المؤلم [...] نتقدم إلى أشياء  أفضل."بالنسبة لنا، هذه الأشياء يمكن ان تحدث بمجرد اكمالنا  المهمة ( على سبيل المثال، تقاضينا أموالاً،  إثارة إعجاب أقراننا)  أو يمكن أن تتراكم على المدى الطويل (على سبيل المثال ، نجاح وظيفي،  سمعة إيجابية).

لكن لا يكفي أن توجد هذه الحوافز  لهم لكي تؤثر على سلوكنا.  لا ، يجب أن نعي هذه الحوافز ونعتني بها لهم لنغير  مقدار الجهد الذي نقرر الاستثمار فيه.  بعد كل شيء ، لن تبذل ما في وسعنا    لإكمال المهمة إذا شعرنا أن المكافأة لم تكن  مهمة ، أو إذا لم نكن نعرف أنها سنكافأ عليها.  قد يبدو واضحاً ، لكن من المحتمل أن يكون الأمر مهمًا لفهم التسويف.

  اختيار التغلب  على مانع للمحفزات فيه قليل من الجذب  علينا   بأتي إلينا بشكل طبيعي عندما نهرب من تهديد وشيك أو نلاحق  سيارة الآيس كريم القريبة منا.  عندما تكون  المكافآت والتهديدات المحتملة مرتبطة بموعد نهائي  في المستقبل البعيد ،  تأثيرها يكون  أقل علينا (٥).  نحن ببساطة أقل اهتمامًا بالجزرة والعصا كلما شعرنا  ببعدهما عنا  ، وهذا يجعل  حشد الجهد اللازم  صعباً علينا، خاصةً عندما نكون محاطين كثيرًا بالجزر الذي يبدو  بالقرب منا  (من مهام  تقدم مكافآت أكثر فورية  إلى تشتتات من أمثال  تويتر والإنستغرام ).

حقيقة  أن المزيد من الحوافز الفورية التي تشعر بأنها أكثر أهمية بالنسبة لنا هي جزء من سبب  تأجيلنا أداء المهام ، لكن الجزء الآخر يتعلق بأنواع الجهد الذي  تتطلبه هذه المهام.  بشكل عام ، لا يعد إكمال واجب الفصل أو مشروع العمل أمرًا سهلاً كما نرفع أثقالاً.  تتطلب هذه المهام تخطيطاً  ، مما يعني التفكير من خلال جميع المقاربات  الممكنة لإنجاز المهمة والاختيار بين هذه المقاربات ، وهو أمر لا نستمتع  بعمله بشكل عام (٦).  قد تجعل تكاليف التخطيط المسبق  بداية المهمة هذه منفرة بشكل خاص (٧) ، وتؤدي  الى مشاعر سلبية أخرى عندنا بشأن الشروع في هذه المهمة (مثل عدم الثقة بالنفس) (٨).

بمجرد أن نتوصل إلى خطة ، لا يزال يتعين علينا إكمال جميع الخطوات التي خططنا لها قبل أن نصل إلى هدفنا النهائي  (٩).  كل  من هذه المهام الفرعية تتطلب منا بذل بعض الجهد ، لكن مكافأة هذا الجهد لا تأتي إلا حين  نكمل المهمة بأكملها.  ليس من الواضح كيف يتأثر التسويف بالمهام الفرعية المطلوبة ، لكن وجودها يمكن أن يسهم في رغبتنا في المماطلة ( التسويف) بطريقتين على الأقل.  أولاً ، قد نُحبط في كل مرة نؤدي فيها مهمة فرعية إذا  لم نُكافأ.  ثانيًا ،  الفواصل بين المهام الفرعية تخلق فرصًا لنا للاستسلام لإغراء الجزرة في جوارنا (على سبيل المثال ، تفقد  وسائل التواصل الاجتماعي من وقت لآخر) ، الأمر الذي يتطلب منا بعد ذلك بذل جهد إضافي لإعادة تركيز انتباهنا على المهمة الفرعية التالية.

عندما تُجمع كل هذه العوامل معًا ، يبدأ الأمر في أن يكون  منطقياً  في  أننا  سنعمل على  المهمة على الأرجح عندما نكون أقرب إلى الموعد النهائي لها (عندما تكون الجزرة والعصا  أكثر أهمية) ، ونميل  إلى أن نؤجل   المهمة ككل بدلاً من توزيعها  على أجزاء  يمكن التحكم فيها بمرور الوقت.

  معرفة  هذه الآليات يمكن أن تساعدنا على أن نعرف   طرقاً لتجنب التسويف.  على سبيل المثال ، إذا كافأنا أنفسنا على إكمال  المهام الفرعية ، فيمكننا حينئذٍ أن نجعل المكافأة النهائية تبدو أقل بُعدًا بالآضافة الى زيادة تحفيزنا  لمواصلة العمل على المهمة الفرعية التالية.  البحث  الأخير يبين  أن هذه المقاربة  بعينها - التي تجمع بين الفكرة القديمة المأخوذة من علم النفس والتي تسمى الترويض shaping  (١٠)  والأفكار الجديدة حول كيف تُبقي الناس منهمكين  في لعبة الفيديو - فعالة في جعل الناس أقل  تسويفاً .  على الرغم من أن هذه الطريقة لم يتم تطبيقها بعد على مهامنا اليومية ، فمن المعقول افتراض أن الباحثين سيحدون الوقت للقيام بذلك.  في النهاية.

مصادر من داخل وخارج  النص 
١-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2970648/

٢-https://psycnet.apa.org/record/1944-00022-000

٤-https://www.annualreviews.org/doi/full/10.1146/annurev-neuro-072116-031526

٥-https://www.nature.com/articles/nn.4173

٦-https://www.pnas.org/content/111/30/10978.short

٧-https://www.mitpressjournals.org/doi/full/10.1162/jocn_a_01263

٨-https://www.nytimes.com/2019/03/25/smarter-living/why-you-procrastinate-it-has-nothing-to-do-with-self-control.html

٩-https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0959438812000876

١٠-https://en.m.wikipedia.org/wiki/Shaping_(psychology)

المصدر الرئيسي
https://www.brown.edu/carney/news/2019/04/16/why-do-humans-procrastinate-neuroscientist-explains

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على صفحتنا على الإنترنت على هذا العنوان؛
 https://sites.google.com/view/adnan-alhajji



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق