الأحد، 5 يناير 2020

ثقافات جديدة ، تجارب جديدة: أربع طرق لإستمرار الأطفال في التعلم أثناء السفر

بقلم فلورانس مونيك بولارد عميدة مشاركة لكلية التعليم والتعلم وبرفسورة في جامعة جيمس كوك   

٣٠ ديسمبر ٢٠١٩

المترجم: أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم ٦ لسنة ٢٠٢٠ 

التصنيف: أبحاث التعلم




Florence Monique Boulard Associate Dean Teaching & Learning and Senior lecturer, James Cook University

December 30, 2019 





انتهت السنة الدراسية والعطلة على الأبواب . لكن هذا لا يعني أن ممارسات أطفالك التعلمية لا يمكنها الإستمرار.

لو كنت تخطط لرحلة في الخارج مع عائلتك ، فأنت تقوم بذلك للحصول على العديد من المزايا. تبين الأبحاث أن السفر له تأثير إيجابي (١) على الصحة العقلية والبدنية والعلاقات الأسرية.

السفر هو أيضا فرصة تعليمية (٢). إنه تجربة غنية لرؤية أماكن مختلفة من العالم ومعرفة ثقافات أخرى. وهناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لدعم تعلم أطفالك.

كيف يعلمنا السفر
الطريقة التي يتعلم بها الأطفال أثناء السفر هي في كثير من النواحي مماثلة لما يسميه الباحثون التربويون/التعليميون بالتعليم القائم على اللعب. التعلم القائم على اللعب والسفر  يحفزان عقول الأطفال من خلال تعزيز إبداعهم وخيالهم. ويمكن أن يساعدا كلاهما أيضاً في تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية ويشجعان على  تنمية اللغة.

الطريقة التي يتعلم بها الأطفال أثناء السفر هي في كثير من النواحي مماثلة لما يسميه الباحثون التعليميون/التربويون بالتعلم القائم على اللعب (٣).  التعلم القائم على اللعب والسفر يثيران عقول الأطفال  (٤) من خلال تعزيز إبداعهم وخيالهم. كلاهما (السفر واللعب)  يمكن أن يساعدا أيضاً على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية ويشجعا على تطور اللغة.

السفر يعرض الأطفال لسيناريوهات ولحل مشاكل جديدة  - كتتبع طريق معين على الخريطة.  يستكشفون طعاماً جديدًا ، ويصادفون أشخاصًا يتحدثون  بلغة مختلفة ، ويلاحظون سيارات تسير على الجانب الآخر من الطريق ولوحة إعلانات تعرض منتجات لم يرونها من قبل.

تُثار كل حواسهم عندما يمرون من خلال هذه التجارب الجديدة.

يمكن أن تثير التجارب الجديدة بعض القلق ، وهو ما يرجعه عالم الاجتماع وأستاذ التعليم جاك ميزيرو Jack Mezirow إلي معضلات تحرف عن الوضع السوي (٥). جاك يحاجج بأن مثل هذه المعضلات هي الخطوة الأولى للتعلم التحويلي (٦)، حيث  تُثار افتراضات المتعلم الحالية  وتُحول معتقداته.

على الرغم من أن  ميزيرو  Mezirow  يربط التحول في كثير من الأحيان بعناصر أزمات الحياة ، يشير آخرون (٧) إلى أن التعلم التحويلي (للتعريف، راجع ٨) يمكن أن يحدث في سياقات مختلفة ، وأبرزها السفر.

لكن التعلم التحويلي عادة ما يكون له تأثير سلبي ، كتغيير الروتين (٩)  الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاعر متباينة ، خاصة بالنسبة للأطفال. هذا هو السبب في أن السفر كعائلة يكون دارئاً مؤقتًا ، لأنه غالبًا ما يعزز بيئة آمنة.

ماذا تستطيع فعله؟
بعض من أغنى أنواع  التعلم (١٠) ، للطفل ، يمكن أن يُقنّع (يُخفى) في كونه استكشافاً ومغامرةً. يمكن للوالدين تعظيم مثل هذا التعلم أثناء السفر من خلال إدراج مهارة التعليم المقصود (١١) في التجربة ( تجربة السفر )  بشكل خفي/لطيف، كما يفعل المعلمون في سيناريوهات التعلم القائم على اللعب.

فيما يلي بعض الطرق للقيام بذلك.

١. قم  ببعض القراءة القبلية ( قبل السفر ) عن وجهة السفر 

سيساعدك هذا في تحديد أين  وكيف يحدث التعلم. يمكنك أيضا إشراك أطفالك في هذه القراءة. لنَقُل أنك في رحلة بحرية إلى جنوب المحيط الهادئ. وقبل المغادرة ، يمكنك إلقاء نظرة على خريطة للمحيط الهادئ مع أطفالك لتحديد الجزر المختلفة الموجودة في هذا الجزء من العالم.

يمكنك أيضًا تشجيع أطفالك على اكتشاف معالم  الأماكن المختلفة باستخدام Google Earth. ستدعم هذه الأنشطة تطوير مهارات التنبؤ لدى أطفالك (١٢). هذا يساعد الأطفال على توقع نشاطات مستقبلية مما يزيد من تفاعلاتهم الفكرية مع هذه النشاطات.

أظهرت البحوث التعليمية/ التربوية (١٣) أن عملية التنبؤ تعزز الروابط بين المعرفة الجديدة للأطفال وفهمهم الحالي للعالم.

٢. تعلموا بعض اللغة معًا 
 تعلُم حتى القليل من اللغة المحلية (لغة البلد المسافر إليه) سيفتح جوانب من الثقافة التي ربما لم يتسنى لك أن تمارسها من قبل .

مع أطفالك ، يمكنكم البدء في تعلم أساسيات اللغة الجديدة عن طريق تنزيل بعض تطبيقات اللغة التفاعلية (على التلفونات الذكية أو الأجهزة اللوحية) (١٤). طريقة أخرى ممتعة لتوسيع مفرداتكم اللغوية وتحسين نطقكم بها هي عن طريق التغني بها بلغة الهدف (المراد تعلمها).

إن معرفة جزء يسير من اللغة المحلية هو إظهار  للاحترام [لأهل ذلك البلد] مما يعني أن الناس سيكونون أكثر  احتمالاً للانفتاح عليكم ، مما يدعم فرص التعلم لديكم.

٣. نمذج عقلاً استفسارياً
من خلال طرح أسئلة والرد عليها مع أطفالك (١٦) ، فإنك تشجعهم على تحصيل معارف جديدة وتساعدهم على الانخراط في التفكير النقدي والإبداعي.

على سبيل المثال ، عندما تسير في شارع  في المدينة التي تزورها ، شجع أطفالك على ملاحظة ما يدور حولهم والانخراط في طرح أسئلة مفتوحة (١٧) مثل:

•"بآي شيء يشبه هذا السوبر ماركت  السوبرماركت الذي  نتسوق منه عادة ونحن في البلد؟"

• "لماذا تعتقدون أن هذه البيوت بنيت بهذه الطريقة؟"

٤. أضف بعض  التأملات  في نهاية كل يوم

 السفر سيوفر العديد من تجارب التعلم ،  وستحتاج إلى إتاحة بعض الوقت لطفلك للتوقف قليلاً حتى يفهمها/يدركها. سيخبرك أي معلم بأن التأمل /التفكير (١٨) يحدث  غالبًا عندما تكون هناك  روابط عميقة بين التجارب الجديدة  والواقع المعاش. 

 بعض الأطفال سيفكرون / سيتأملون  من تلقاء أنفسهم ، ولكن وضع  روتين للقيام بذلك معًا سيضمن أن  ذلك سيحدث.  مذكرات السفر التقليدية تبقى أداة رائعة للانخراط في التفكير الذاتي. قد يستمتع آخرون بمشاهدة الصور الملتقطة والتأمل في ما قاموا به خلال اليوم من خلال الحديث بين أفراد العائلة.

التعلم عبارة عن رحلة مستمرة مدى الحياة وتمتد إلى ما وراء جدران الفصل الدراسي التقليدي. من خلال التخطيط لبعض التعليم  المقصود  ، يمكنك مساعدة أطفالك على تعلم التفكير النقدي  عن العالم المحيط بهم. وتقديره .


تعاريف ومصادر من خارج وداخل النص 







٨-  نظرية التعلم التحويلي التي طورها في الأصل جاك ميزيرو التي يوصف بأنه "بنائي" ، وهو اتجاه يقول أن الطريقة التي يفسر بها المتعلمون ويعيدون تفسير شعورهم الحسي هي أمر أساسي في صنع المعنى ومن ثم التعلم "(ميزيرو ، ١٩٩١). النظرية لها نوعان أساسيان من التعلم: التعلم الغائي والتواصلي. يركز التعلم الغائي على التعلم من خلال حل المشاكل الموجه نحو المهام وتحديد العلاقات بين السبب والنتيجة. يتضمن التعلم التواصلي كيف يوصل الأشخاص مشاعرهم واحتياجاتهم ورغباتهم (الى الآخرين)،. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان https://www.instructionaldesign.org/theories/transformative-learning/


٩-











المصدر الرئيس

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 http://www.adnanalhajji.sa


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق