الأربعاء، 15 يناير 2020

التأثير الإجتماعي وتحيز التفاعل تدفع بالتخصص السلوكي* الناشيء والشبكات الإجتماعية النمطية عبر الأنظمة (الإكلوجية)**

8  يناير 2020

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي 

المقالة رقم 15 لسنة 2020

التصنيف: أبحاث السلوك 



Jan. 8, 2020


هل بإمكان تقسيم العمل (توزيع العمل) في بيوت النمل أن يكون مدفوعاً بنفس الديناميات الاجتماعية التي تحكم الفجوة بين الليبراليين والمحافظين(1) ؟ كان هذا هو السؤال المثير للدهشة الذي تناوله الباحثان في علم  الأحياء في جامعة برينستون كريس توكيتا Chris Tokita وكورينا تارنيتا Corina Tarnita.

وقال توكيتا ، طالب الدراسات العليا في علم البيئة والبيولوجيا التطورية: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن توزيع  العمل والاستقطاب السياسي - ظاهرتان اجتماعيتان لا تُؤخذان  في الإعتبار معًا في العادة - قد يكونان مدفوعين في الواقع بنفس العملية".   "يُنظر ألى توزيع العمل على أنه فائدة للمجتمعات، في حين ليس الاستقطاب السياسي عادةً كذلك، لكننا وجدنا أن نفس الديناميَّات قد تؤدي  نظريًا إلى  كليهما على حد سواء".

في ورقة منشورة في مجلة واجهة الجمعية الملكية(2) The Royal Society Interface، اختبر  كل نت توكيتا وتارنيتا قوتين معروفتين على أنهما تدفعان بالإستقطاب السياسي وأضافاهما إلى نموذج موجود في كيفية انبثاق  توزيع العمل في مجتمعات النمل. ووجدا أن التغذية الراجعة بين هاتين القوتين أدت بشكل تزامني  إلى توزيع العمل وإلى شبكات اجتماعية مستقطبة.

وقال توكيتا "إن الدراسة  تشير إلى أنه ربما توجد عملية مشتركة يقوم عليها تنظيم المجتمعات".

القوتان هما "التأثير الاجتماعي،" وهو نزعة الأشخاص ليكونوا مشابهين لمن يتفاعلون معهم، و"انحياز التفاعل(3، 4) "، والذي يؤدي بِنَا إلى التفاعل مع الآخرين الذين يشبهوننا بالفعل.  وقد دمج الباحثان هاتين القوتين بنموذج "عتبة استجابة(5) " للديناميات الاجتماعية للنمل، حيث يختار النمل أنشطته بناءً على أي حاجة  تصل إلى عتبة داخلية حرجة اللتفاعل(6).

بمعنى آخر، إذا قامت نملتان A و B بتفقد مخزون أغذية مجتمع النمل وبتفقد صغارهما مؤخرًا، ولكن نملة A  لها عتبة  جوع منخفضة بينما نملة B لديها عتبة  قلق منخفضة بشأن صحة يرقاتها ، فسوف تخرج نملة  A تبحث عن غذاء بينما ستهرع  النملة B إلى صغارها. وبمرور الزمن، سيؤدي هذا العمل إلى تفاعل نملة  A مع النمل الحساس للجوع، الذي سيصبح فريق نمل يبحث عن طعام ، بينما تقضي  نملة B مزيدًا من الوقت مع النمل  الذي  يقدم رعاية للنمل الآخر، ويصبح مقدم رعاية لصغاره /  نسله. لو أُدمج بين ذلك وبين التأثير الاجتماعي وانحياز التفاعل ، ستزداد الفجوة بين النمل الباحثة عن الطعام  والنمل المقدم للرعاية اتساعاً بشكل مطرد حيث يعزز النمل الباحث عن الطعام ، وسلوك النمل  المقدم للرعاية يعزز  سلوك النمل الآخر المقدم للرعاية.

عندما يؤدي هذا إلى قيام مجتمعات تتناول طعاماً بشكل جيد وتقوم بتربية صغار تربية سليمة، يطلق على ذلك  توزيع  العمل ويعد بمثابة حجر الأساس لقيام حضارة. عندما يؤدي ذلك إلى نظام قبلي، يطلق عليه انهيار النقاش المجتمعي(7) . ويقول الباحثون إن القوى الأساسية قد تكون هي نفسها.

وقالت تارنيتا، الأستاذة المشاركة في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري: "تترعرع مستعمرات الحشرات الاجتماعية [مثل النمل والنحل] على عدم التجانس الذي يؤدي إلى توزيع العمل، ولكن في بعض الأحيان تحتاج إلى اتخاذ قرارات يجب أن يتبناها مجتمع العش / المستعمرة  كله". "على سبيل المثال، عندما يحتاج نحل العسل إلى نقل خليته إلى مكان جديد، فسيكون الأمر مشكلة بالنسبة له  إذا لم تتوصل الخلية إلى إجماع / توافق وينتهى الأمر بالانقسام."

لذا ما تساءل الباحثان عنه بعد ذلك هو كيف يمكن ترويض القوى الاجتماعية التي استقطبت النمل في القيام بمهام مختلفة لإعادة بناء إجماع (توافق)  عند الحاجة.   نموذج الباحثين  يتنبأ بطريقة رجوع  واضحة من الاستقطاب: قاومْ النزعة إلى التفاعل فقط مع أولئك الذين يتشابهون معك، وكن مستعدًا للسماح بعتباتك الداخلية بالتغير قليلاً.

وقال توكيتا "يتنبأ نموذجنا بأنه إذا  تفاعلت مع أشخاص مختلفين عنك ، فبمرور الوقت ، ستصبحون متشابهين  مع بعض ". "هذا التفاعل  في الأساس يقضي على هذه الاختلافات."

وأضاف أن هذا ينطبق حتى على علماء الطبيعة وعلماء الاجتماع. "أحد الأشياء التي آمل أن يتمخض عن  هذا المشروع هو أن يتوجه الناس في مجالات مختلفة ويتأملوا في السلوك الاجتماعي من وجهات نظر مختلفة، ويتحدثوا مع بعضهم بعض بشكل أكثر. في هذا المشروع ، تعلمنا الكثير وذلك باستعارة نظريات من علم الاجتماع والعلوم السياسية، والجمع بينها وبين نموذجنا البيولوجي."


وجد الباحثون أن "التأثير الاجتماعي،" وهو ميل الناس ليكونوا مشابهين لأولئك الذين يتفاعلون معهم، و"انحياز التفاعل"، الذي يقودنا إلى التفاعل مع الآخرين الذين هم بالفعل مثلنا، ضروريان لتقسيم العمل  والشبكات الاجتماعية المستقطبة  لتنبثق في مجموعات متجانسة في البداية. عندما يوجد  التأثير الاجتماعي فقط (في أعلى الصورة) ، يتفاعل الأفراد بشكل عشوائي ويصبحون متشابهين، مما يؤدي في النهاية إلى أن يميل أعضاء المجموعة إلى أداء نفس المهمة. عندما يوجد انحياز التفاعل فقط (في أسفل الصورة) ، لا يمكن للأفراد أن يتميزوا عن بعضهم ، ويظل المجتمع متجانسًا. عند وجود كلا القوتين الاجتماعيتبن ، ستؤدي التغذية الراجعة  بينهما إلى تقسيم العمل وشبكات اجتماعية مستقطبة.  مصدر الصورة :  كريس توكيتا ، جامعة برينستون

*التخصص السلوكي behavioral specialization في الحيوان هو القدرة على التكيف مع البيئة والتحديات التي يواجهها في اختيار الموائل والغذاء والأزواج في منظومات بيئية معينة . على سبيل المثال ، افترقت عصافير جزيرة غالاباغوس الي مجموعتين ، أكلة بذور وأكلة حشرات. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

**اختيار  عنوان البحث الرسمي جاء من المؤلف توكيتا عبر اتصال عن طريق الإيميل معه 

مصادر من خارج وداخل النص



3- يجسد انحياز التفاعل ميل الأشخاص إلى التفاعل مع آخرين لهم سمات أو سلوكيات معينة (كالـ هموفوليا / حب المماثل   [.هُموفيليا: "حب المماثل"  مصطلح من مجال علم الاجتماع يصف ميل الشخص إلى تكوين علاقات مع الانسان المماثل له(4)]. وأثبتت  الدراسات التي أجريت أن التشابه بين الناس يساعدهم  على تكوين علاقة بينهم. وهذا التشابه يشمل الصفات المشتركة كـ العمر والجنس, والحالة الاجتماعية . ترجمنا إنحياز التفاعل من نص ورد على هذا العنوان:



 5- تشير عتبة الاستجابة Response threshold  إلى احتمال الاستجابة للمثيرات المرتبطة بالمهام.  الأشخاص ذوو العتبة المنخفضة يقومون بمهام على مستوى تحفيزي أخفض من الأشخاص من ذوي العتبات العالية. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان :

6- "عتبة الإستجابة تصف كيف يستجيب الكائن الحي لبيئته.  نفترض ان المهمات / الوظائف في مجموعة هذا الكائن لها مثير / محفز/ باعث يدل على حاجتها وأن لكل واحد منها له عتبة داخلية تحدد المستوى الذي تبلغه العتبة قبل أن يقوم هذا الكائن  بأداء الوظيفة / المهمة .  على سبيل المثال، البحث عن الطعام قد يثيره جوع المجموعة، فكلما انخفض الحافز / المثير / الباعث بالنسبة الى عتبته (بمعنى آخر إذا كان الباعث أقل من العتبة)، كلما كان إحتمال قيامه بأداء المهمة أقل.  وعندما يفوق الباعث عتبة الكائن للقيام بالمهمة ، سيقوم بأداء المهمة.  وكلما ارتفع مستوى الجوع، فستقوم الكائنات التي لها عتبات جوع منخفضة بالبحث عن الطعام" . ترجمناه من  رسالة بالإيميل أرسلها كرستوفر توكيتا. أَحد مؤلفي الدراسة  


المصدر الرئيس


للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 http://www.adnanalhajji.sa





هناك تعليق واحد:

  1. إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ
    ليس من الضروري ان نختلف فهذا امر محرز
    قد نختلف لكن الاثر يتضح كيف وعلى ومتى نختلف???
    عله
    The boundaries of my language mean the limits of my world."
    Wittgenstein is in a logical message
    لذلكً
    This is largely attributable to sociocultural prejudices.
    ولا استغرب التدوير بها ولها
    And you can see certain biases that come up again and again.

    ردحذف