السبت، 1 فبراير 2020

النمط العمري يفتح نافذة على كيف يشيخ كل شخص، كما أفادت به دراسة من جامعة ستانفورد

باحثون من جامعة ستانفورد تعرفوا على مسارات بايلوجية والتي على طولها يشيخ الشخص بمرور الزمن

 المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي 

المقالة رقم ٣٤ لسنة ٢٠٢٠ 

التصنيف: أبحاث بايلوجية 



Stanford scientists have identified specific biological pathways along which individuals age over time.

13 January 2020



ذلك السؤال قد يكتسب معنىً جديداً ، وذلك بفضل باحثين  صنفوا كيف يشيخ الناس في فئات مختلفة أطلقوا عليها "أنماط عمرية" ، وفقًا لدراسة جديدة من كلية الطب بجامعة ستانفورد.

يعتقد معظمنا أننا نعرف كيف تتمظهر الشيخوخة . تعلن عن نفسها ببشرة متجعدة وشعر أبيض. وتجعل الرؤية غائمة ، و المفاصل تتفرقع ، وإذا لم يتم التصدي لها بصرامة ، فإنها تتسبب في تراخي الأشياء.

لكن باحثون قاموا بفهرسة علامات هي أكثر دقّة للشيخوخة البيولوجية ، وهي تظهر  قبل فترة طويلة من بدء تساقط الشعر  وتجعد البشرة.

إنها قصة تُحكى ليس فقط في أعضاء الجسم ولكن في جينات هذه الأعضاء  وخلاياها وبروتيناتها - حتى في البكتيريا التي تستعمرنا. أولاً ، هي عملية  جزيئية أو عمليتان  تتوقفان عن العملهذه الإخفاقات تتسبب في الإخلال بالوظائف العامة.   أعضاؤنا تتضر بعض الأحيان كلها دفعة واحدة ، وأحيانًا تدريجيًا ،وتبدأ الشبكات بالتضرر بالكاملالجهاز المناعي - مثلاً - يبدأ في التداعي.

معرفة كيف يحدث كل هذا يمكن أن يسمح لنا أن نعيش لفترة أطول يوما ما. لكن الهدف الأقرب قد ينتج عنه مردود أكبر: تحديد ماهية التقدم في السن وطريقة تقدمه بالضبط قد يمكننا من البقاء في صحة جيدة لمزيد من العمر

هناك بحثان جديدان يجعلان هذا الهدف المتمثل في إطالة حياة  الإنسان"الصحيةقريباً أكثركلا العلامتين الحيوتين  تساعدان  في تحديد ما يعني ذلك ، على المستوى المجهري ،  للعمر . كلا العلامتين الحيوتين تركزان على الآليات المعرضة للانهيار مع تقدمنا في العمر ، وبعبارة أخرى ، أهداف لعلاجات  يمكن أن تعرقل أو تؤخر عملية الشيخوخة.

وكلاهما قدم بعض النقاط الإرشادية لقياس فعالية الإكسير الذي يعد بأن يكون (ولكن نادراً ما يكون ) ينبوع الشباب.

في واحدة من الدراسات الجديدة ، قام باحثو جامعة ستانفورد بالبحث في ١٨ مليون نقطة بيانات تم جمعها من ١٠٦ شخص تمت مراقبتهم لمدة عامين إلى أربع سنوات. كان الهدف هو اكتشاف الأنماط المشتركة بين الجميع كلما تقدمنا في العمر وكذلك الأنماط التي تختلف من شخص لآخر.

انبثقت من هذه الدراسة ، والتي نشرت  الأسبوع  الموافق ٢٠ يناير ٢٠٢٠  في مجلة نتشر مديسين Nature Medicine ، فكرة أن الأشخاص يتقدمون في السن على طول أربعة "مسارات" بيولوجية على الأقل. في حين قد يكون شخص ما  أكثر عرضة للتدهور  في وظيفة كليتيه ، فقد يعاني  شخص آخر  من تدهور في الكبد هي أكثر ارتباطًا بالعمر أو الجهاز المناعي أو في وظيفة الأيض.

معظمنا على الأرجح يشيخ   على طول  بعض تلك المسارات أو كلها  ، إن لم يكن أكثر منها ، كما قال باحث الأحياء في ستانفورد مايكل سنايدر ، الذي قاد البحث. وقال إن تصنيف الناس حسب "أسلوب شيخوختهم" الشخصي أو مواطن  أكثر ضعفاً ، قد يساعدهم على تحديد ما ستسلبه الشيخوخة وتحول دون  سلبه .

في الدراسة الثانية ، قام باحثون من معهد باك لأبحاث الشيخوخة بوضع أطلس لعالم الأنسجة والخلايا  المعروفة التي  يمكن أن تكشف عن العمر البيولوجي للجسم البشري. استفادت من البيانات التي تم جمعها كجزء من دراسة قامت بتتبع ٣٢٠٠ متطوع على مدار حياتهم منذ بلوغهم سن الرشد  منذ عام ١٩٥٨.

وقالت جوديث كامبيسيست ، باحثة الكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا الجنوبية ، التي قادت الدراسة التي نُشرت هذا الأسبوع الموافق ل ٢٠ يناير ٢٠٢٠ في مجلة بلوس بايلوجي  PLOS Biology ، إن هذا الأطلس الخاص بالعلامات الحيوية للشيخوخة سيسرع من الجهود المبذولة لإيجاد وتطوير عقاقير يمكن أن تبطئ الشيخوخة البيولوجية. وأضافت أنه في يوم من الأيام ، قد يسمح للأطباء بتزويد  مرضاهم "بقراءة واضحة عن  مدى صحية أو مرضية شيخوخة الأنسجة والأعضاء المختلفة في أجسامهم.

بعد قرون من زيت الثعبان (مرهم زائف لا يستخرج من الثعابين ويضرب مثلاً للشيء الذي لا قيمة له) والعلوم الزائفة ، أصبحت المعركة ضد الشيخوخة حقيقية في السنوات الأخيرة. ركز الباحثون على خلايا "الشيخوخة" ، التي تتوقف عن الانقسام تحت الضغط ، كمسبب رئيسي لحالات كالسرطان وأمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل والخرف. نظرًا لأن هذه الأمراض أكثر شيوعًا مع تقدمنا في العمر ، فقد أصبحت هي وأسبابها الجذرية أساسية لفهم الباحثين  للشيخوخة.

يظن الباحثون بشكل متزايد في أنه عندما تقوم بعرقلة تطور أحد أمراض الشيخوخة ، فقد تساعد في الوقاية ضد أمراض أخرى  - وهو مبدأ يسمى "النظرية الموحدة لعمليات الشيخوخة الأساسية". على سبيل المثال ، إذا أمكن السيطرة على خلايا الشيخوخة والالتهابات التي تثيرها ، فربما يمكن تجنب العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر - وفي الحقيقة الشيخوخة غير الصحية - وقد تكون حياة الشيخوخة أقل بؤسًا بكثير.

هذه هي الفكرة من وراء البحث عن "سينوليتكس senolytics" - الأدوية أو العلاجات التي يمكن أن تزيل أو تعرقل عمل خلايا الشيخوخة. إذا ما تم تطوير هذه الأدوية المضادة للشيخوخة واستخدامها بأمان ، فسوف يحتاج الباحثون إلى التعرف على الأشكال العديدة التي تتخذها خلايا الشيخوخة ، وقياس ما يحدث عند إزالة أو تثبيط خلايا مختلفة من هذه المجموعة.

في دراسة جامعة ستانفورد ، قام الباحثون بعمل تسلسل للجينات. وتحليل  لعينات الدم والبول واللعاب. وفحص الميكروبات في القناة الهضمية والأنف لـ ٤٣ شخصًا. وجد الفريق ٦٠٨ جزيء يمكن تقييمه واستخدامه للتعرف على العوامل  المُحتملة التي تسهم في المشاكل  المرتبطة بالعمر.

توصل فريق ستانفورد إلى أربعة "أنماط عمرية ageotypes" تعتمد على هذه المؤشرات الحيوية وكيف تتحول بمرور الزمن. في حين من المحتمل أن تتوسع القائمة من خلال إجراء المزيد من الأبحاث ، يشير المؤلفون إلى أن الأشخاص يميلون إلى التقدم في العمر بحسب  واحد من أربعة مسارات بيولوجية مميزة: الأيض أو المناعة أو الكبد والكلى.

 الشخص الذي  نمطه العمري السائد هو الأيض  قد يرى  مستوى سكر الدم  A1C لديه،  يرتفع مع تقدمه في العمر ، مما قد يؤدي إلى إصابته بالسكري من النوع الثاني . من ناحية أخرى ،  الشخص الذي لديه نمط عمري مناعي قد يعاني من زيادة  في الالتهابات في جميع أنحاء الجسم ، مما يجعله أكثر عرضة لأزمة قلبية وبعض أنواع السرطانات.

نتائج الدراسة  هي أولية للغاية. كما قال الدكتور زولتان أراني ، الذي يبحث في عمليات الشيخوخة في كلية بيرلمان Perelman للطب بجامعة بنسلفانيا ، إنه في الوقت الذي سيرت هذه الدراسة  مجموعة واسعة جدًا من القياسات  وبحثت عن تغيرات على مدى فترة  زمنية ، فإن تحديد ما إذا كانت هده  العمليات تسبب الشيخوخة في الواقع أو أنها لا أثر لها على هذه  العملية ". سوف يتطلب الكثير من الدراسات  ".

قال الدكتور جيمس ل. كيركلاند ، الذي يدرس الشيخوخة في مستشفى مايو كلينك ، إنه حتى بعد أن أثبت العلماء الجذور المشتركة للأمراض المرتبطة بالعمر - وهي مهمة بعيدة عن الاكتمال - فلا يزال هناك عمل شاق. لو كانت الدراسات كالدراستين اللتين نُشرتا هذا الأسبوع  (٢٠ يناير ٢٠٢٠) ستساعد  على تحسين عمر الناس ، فسيتعين عليها أن  تفسر  سبب تقدمنا في العمر بشكل مختلف ، والتنبؤ بالطرق العديدة التي سيتبعها كل منا.

وقالت كيركباتريك "في الوقت الحالي ، نقيس كل شيء". "لكن الجهود ستكون للتقليل العلامات الحيوية ، وللحصول على درجة  score مركّبة منها ، وهذه عامل  تنبؤ بحدوث انخفاض مستقبلي في العمر الصحي،

وقال سنايدر أن  لديه نفس هذا الهدف الطويل الأجل.

وقال: "يمكنني أن أتصور عالماً بحيث  يتمكن  كل شخص أن يُقاس نمطه العمري ، بحيث يمكنك التدخل في أقرب وقت ممكن لظهور علامة على وحود تسارع في عملية الشيخوخة ". بالنسبة للبعض ، قد يكون ذلك عبر تناول ستاتينات لخفض الكوليسترول ، وبالنسبة للآخرين ، فقد يعني ذلك ممارسة المزيد من التمارين الرياضية.

وقال "هذا يمكن أن يزودك بإنذار  مبكر " لمعالجة نقاط الضعف هذه .

المصدر الأساس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق