الأحد، 2 فبراير 2020

الستاتينات رُبطت بعدوانية أكثر انخفاضاً في الرجال ولكنها أكثر ارتفاعاً في النساء

١  يوليو ٢٠١٥

 بقلم سكوت لافيي

المترجم : أبو طه / عدنان أحمد آلحاجي

 راجعها وقدم لها  الدكتور غسان علي بوخمسين ، صيدلاني أول ، مستشفى جونز هوبكنز أرامكو السعودية 

المقالة رقم ٣٥ لسنة ٢٠٢٠ 

التصنيف : أبحاث سلوكية


July 01, 2015 | Scott LaFee


مقدمة كتبتها الدكتور غسان علي بوخمسين 

أدوية الستاتينات statins رؤية من منظور مختلف 
‏تستخدم أدوية الستاتينات statins مثل دواء أتورڤاستاتين  atorvstatin (تباع تحت الاسم التجاري  ليبتور lipitor ) ودواء simvastatin (ويباع تحت الاسم التجاري زوكور   zocor  ودواء روڤوڤاستاتين Rosuvastatin ( ويباع تحت الاسم التجاري كريستوفر  crestor)  بشكل واسع لعلاج ارتفاع مستوى كلسترول الدم. تعمل هذه الأدوية عن طريق تثبيط إنزيم  HMG COA reductase  ، وهو  الإنزيم الذي يلعب دوراً مهمّاً في تصنيع الكلسترول في الكبد،  والذي بدوره يصنّع ما نسبته حوالي 70% من المجموع الكلي للكلسترول في الجسم،  ارتبطت نسبة الكلسترول المرتفعة في  الدم،  بزيادة احتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والوفاة عند من يحملون عوامل  خطر الإصابة بها. 

أدوية الستاتينات statins هي من اكثر مجموعات الأدوية مبيعا في العالم،  ولكم أن تتخيلوا أن دواءً واحداً  وهو اليبتور Lipitor من إنتاج شركة فايزر pfizer، بلغت مبيعاته خلال الفترة من عام 1992-2017 حوالي 95 مليار دولار!
تتمتع هذه  الأدوية بتأثيرات وآليات مختلفة غير عملية لتثبيط إنتاج الكلسترول في الدم، فلهذه الأدوية تأثير مضاد للالتهابات anti-inflammatory ومضادة للأكسدة antioxidant .  يرى بعض العلماء أن لهذه الأدوية إمكانية علاجية في بعض الاضطرابات النفسية  ، أو أن لها  تأثيرات على الحالة المزاجية والنفسية لبعض المرضى المستخدمين لهذه الأدوية، ولهذا يعتقد بعض الباحثين بإمكانية استخدام أدوية الستاتينات في الحالات المستعصية التي لاتستجيب للأدوية النفسية التقليدية، لأن الأدوية التقليدية تعمل على آليات معينة ترتبط بالنواقل العصبية  neurotransmitters  مثل السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين، فمن المنطقي حينما تفشل الأدوية التقليدية، ينبغي التفكير بطرق غير تقليدية للعلاج، ومنها  أدوية الستاتينات،  لأن لها خصائص مضادة للإلتهاب والأكسدة، والتي يذهب بعض الباحثين إلى أن تفاقم الإلتهابات والأكسدة في الجهاز العصبي  يعتبر أحد الآليات المحتملة في تطور الاضطرابات النفسية psychiatric disorder (١)، لكن هذا الأمر يتطلّب بطبيعة الحال دراسات إكلينيكية موسعة ومعمقة،  للتأكد من فعالية وسلامة هذه الأدوية في علاج هذه الاضطرابات.

إذا أردنا التعمق قليلاً في فهم بعض البيولوجيا الجزيئية لهذه الأدوية ،  فإن الستاتيانات  تنقسم إلى مجموعتين: محبة للدهون hydrphophic ومحبة للماء lipophilic. ومن أمثلة المجموعة الأولى دواء ليبتون  lipitor  ودواء زوكور zocor ومن أمثلة المجموعة الثانية كريستور crestor . ولهذا التقسيم فائدة، حيث أن الستاتينات المحبة للدهون( lipophilc) تستطيع النفاذ من خلال الحاجز الدماغي الدموي Blood Brain Barrier  BBB ، خلافًا  للمجموعة الأخرى التي لا تستطيع النفاذ، ومن هنا نعرف أن الأدوية التي تنفذ خلال الحاجز الدماغي الدموي  تستطيع التأثير على الجهاز العصبي المركزي، ولهذا الأمر تطبيقات علاجية، فلو أن مريضاً يعاني من  أعراض تقلب في المزاج من دواء ليبتور  lipitor مثلاً يمكنه تجربة كريستور crestor لأن تأثيره على الدماغ طفيف جداً.

الدراسة المترجمة  التالية التي بين أيدينا اليوم، قادتها  بها الباحثة باتريشيا غولومب، حيث درست احتمالية وجود علاقة  بين استخدام أدوية الستاتينات والتأثير على الحالة المزاجية على بعض المرضى، خرجت الدراسة بنتائج مختلطة نوعاً ما، مما يستدعي إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة وفهم ميكانيكية تأثير الستاتينات بشكل أدق على الجهاز العصبي وتأثير ذاك على الحالة النفسية والمزاجية، ولمعرفة نوعية الأشخاص الأكثر احتمالاً للتعرض لمثل هذه الأعراض النفسية غير المرغوبة، وبالتالي وضع معايير وتوصيات إرشادية يمكن من خلالها التقليل من حصول مثل هذه الأعراض.

تنبيه : 
تنبيه مهم : ينبغي على المريض المستخدم لأدوية الستاتينات، عدم إيقاف الدواء من تلقاء نفسه، بل عليه مراجعة طبيبه المعالج في حالة وجود أعراض جانبية.

=====================
الدراسة المترجمة 
الستاتينات فئة من الأدوية ذات شعبية كبيرة تستخدم لتخفيض مستويات الكوليسترول في الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. أثارت الدراسات السابقة تساؤلات عن التغيرات السلوكية الضارة من جراء تناول الستاتينات ، كالتهيج أو العنف ، ولكن نتائج الدراسات على الستاتينات غير متسقة. في أول تجربة عشوائية للنظر في آثار الستاتينات على السلوك ، أفاد باحثون في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أن السلوك العدواني انخفض عادة بين الرجال الذين ُوضعوا على الستاتينات (مقارنةً بالعلاج الوهمي) ، ولكن زاد بين النساء اللائي وضعن على الستاتينات .

 نُشرت النتائج في عدد ١ يوليو ٢٠١٥ من مجلة PLOS ONE على الإنترنت.

وقالت المؤلفة الرئيسية وبرفسورة الطب بياترشيا غولومب : "لقد ربطت العديد من الدراسات بين انخفاض نسبة الكوليسترول في الدم وزيادة مخاطر الأعمال العنفية والموت الناجم عن العنف ، والمعّرفة بالوفاة الناجمة عن الانتحار والحوادث والقتل". 

"كانت هناك تقارير تفيد بأن بعض الأشخاص يصابون بنفس التهيج أو العدوانية بشكل متكرر عند وضعهم على الستاتينات. ومع ذلك ، على عكس مقاربات خفض الدهون ما قبل الستاتينات ، فإن التجارب السريرية والتحاليل التلوية لاستخدام الستاتينات (التي كان معظم المشاركين فيها من الذكور) لم تظهر اتجاهاً عاًما في زيادة الوفاة الناجمة من العنف. أردنا أن نفهم بشكل أفضل ما إذا كانت الستاتينات تؤثر على العدوانية وكيف تؤثر ".

قام الباحثون بشكل عشوائي بوضع أكثر من ألف رجل بالغ ونساء بعد سن اليأس إما على الستاتينات (سيمفاستاتين أو برافاستاتين) أو دواء وهمي لمدة ستة أشهر. لا يعلم لا الباحثون ولا المشاركون في التجارب من يتلقى من المشاركين  الستاتينات أو الدواء الوهمي. تم قياس العدوانية السلوكية باستخدام درجة مرجحة من الأعمال العدوانية الفعلية ضد الآخرين أو النفس أو الأشياء في الأسبوع السابق [على تناول الستاتينات أو الدواء الوهمي].

وشملت القياسات الأخرى التي أُخذت مستويات هرمون التستوستيرون ومشاكل النوم المبلغ عنها. وقالت غولومب إنه من المعروف أن السيمفاستاتين يؤثر على كلا القياسين المذكورين أعلاه ، ويؤثر كل من التستوستيرون والنوم على العدوانية.

مجموعات الدراسة من الذكور والإناث قد  عُشْوا randomized بشكل منفصل، وجرى تحليلهم بشكل منفصل لأنه تبين أن استخدام الستاتينات تؤثر على الجنسين بشكل مختلف.بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث ، كما قال العلماء ، كان التأثير المعتاد هو زيادة العدوانية. وكان التأثير معتداً به بالنسبة للنساء فوق سن ٤٥ سنة اللاتي انقطع عنهن الطمث. الزيادة في العدوانية (مقارنة مع الدواء الوهمي) أقوى في النساء اللاتي بدأن بإنخفاض في العدوانية على خط الأساس baseline.

بالنسبة للرجال ، كانت الصورة معقدة أكثر. ثلاثة من المشاركين الذكور الذين تناولوا العقاقير المخفضة للكوليسترول (حيث لم يوضع أي منهم على الدواء الوهمي) أظهروا زيادات كبيرة للغاية في العدوانية. عندما أدرج هؤلاء في التحليل ، لم يكن هناك التأثير المتوسط (للتعريف، راجع ٢). عندما أزيلت هذه "النواشز outliers" من التحليل ، كان هناك انخفاض كبير في السلوك العدواني لمستخدمي الستاتينات من الذكور. والتأثير كان أقوى بين الرجال الشباب الذين يميلون إلى أن يكونوا أكثر عدوانية. "ولكن في الواقع كان التأثير أكثر وضوحاً في الرجال الأقل عدوانية" ، كما قالت غولومب.

كشف الفحص آثار الستاتينات على التستوستيرون والنوم ساهمت في آثار ثنائية الاتجاه. "التغيرات في هرمون التستوستيرون وفي مشاكل النوم مع السيمفاستاتين تنبأت كل منهما بتغيرات في العدوانية بشكل ملحوظ. الإنخفاض في هرمون التستوستيرون من تناول السيمفاستاتين،في المتوسط، ُربط بانخفاض أكبر في العدوانية. الإرتفاع الأكبر في مشاكل النوم من جراء تناول السيمفاستاتين ُربط بشكل ملحوظ بزيادة أكبر في العدوانية. نتائج النوم أيضاً فسرت النواشز: الرجلان اللذان لديهما الزيادات الأكبر في العدوانية كلاهما قد وضعا على السيمفاستاتين ، وكلاهما يعاني من مشاكل نوم "أكثر سو ًءا" حينما وضعا على الستاتينات. "

مجموعة التفسيرات البيولوجية الكاملة التي تربط بين الستاتينات والسلوكيات كعمل قيد التنفيذ. كانت إحدى الفرضيات المبكرة أن انخفاض مستويات الكوليسترول في الدم قد يقلل من السيروتونين في الدماغ. (العلاقة بين انخفاض نشاط السيروتونين في الدماغ والعنف يعتبر واحد من أكثر النتائج اتساقاً في الطب النفسي البيولوجي). لم يكن السيروتونين في كل الدم - والذي يمكن أن يرتبط عكسياً بسيروتونين الدماغ - مؤشراً في هذه الدراسة. ولكن، التستوستيرون والنوم كانا مؤشرين في هذه الدراسة ، بالنسبة لأولئك الذين وضعا على السيمفاستاتين. افترضت غولومب Golomb أن العوامل الأخرى ، كالإجهاد التأكسدي وطاقة الخلية ، قد تلعب دورا. وأشارت إلى أن النتائج تساعد في توضيح التناقضات الظاهرة في الأدبيات العلمية 
 .
"البيانات كررت النتائج التي تفيدأن الستيتانات لا تؤثر على جميع الأشخاص بنفس المستوى - تختلف الآثار في الرجال عنها في النساء والأصغر سناً [من الرجال/ النساء؟ ] مقابل كبار السن. قد تنبأ الجنس الأنثوي وكبر السن بتأثيرات الستاتينات الأقل مواتاة على عدد من النتائج الأخرى ، بما في ذلك البقاء على قيد الحياة. "

مصدر من خارج النص


المصدر الرئيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق