الخميس، 27 فبراير 2020

لماذا الكثير من الأطفال من ذوي التوحد لديهم مشاكل في الاسنان

18  يناير 2020

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

راجعته ودققته الدكتورة أمل حسين العوامي، استشارية طب نمو وسلوك الأطفال 

 المقالة رقم 61 لسنة 2020

التصنيف: أبحاث التوحد 



January 19, 2020




قدرت منظمة الصحة العالمية (1) أن هناك واحداً في  كل ١٦٠ طفلاً في جميع أنحاء العالم لديه اضطراب  طيف التوحد. التوحد هو حالة تتعلق بتطور الدماغ وعادة ما يكون ملحوظاً عند بلوغ الطفل ثلاث سنوات. هذه الإحصائيات ليست متوفرة لأي بلد أفريقي، لذلك يُستخدم الباحثون من أمثالي في جنوب أفريقيا  معدلات الإنتشار العالمي لهذا الإضطراب.

الأطفال الدين لديهم هذا الإضطراب النمائي العصبي  neurodevelopmental  قد يكون لديهم صعوبات في تعلم اللغة والتفاعل مع الناس

الطفل الذي لديه توحد لا يعني أن أسنانه وغيرها من ملامح وجهه ستكون مختلفة. لكن من المرجح أن يصاب  هؤلاء الأطفال  بمشاكل  صحية في الفم وذلك لعدة أسباب مثل عادات فموية غير عادية (2) ، أدوية وخيارات غذائية سيئة. السلوكيات الصعبة (3)  يمكن أن تسهم أيضا في مشاكل الفم . السلوكيات الصعبة هذه  تشمل ضرب الرأس، وعض الشفاه، وإزالة براعم السن و ومضغ الأجسام الضارة  كالحصى (المزيد من هذه السلوكيات في 4). هؤلاء الأطفال يفضلون أيضا الأطعمة اللينة التي يحتفظون بها في التجويف   الخلفي من أفواههم لفترات طويلة من الزمن.

الدراسة الأولى  التي أجريناها في جنوب افريقيا (5) نظرت في صحة فم الأطفال الذين لديهم  توحد. قمنا بفحص  الأطفال الذين يدرسون في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة  في مقاطعة كوازولو ناتال. 

معظم الأطفال يعانون من تجاويف في أسنانهم الدائمة. النسبة المئوية للأطفال الذين لديهم تجاويف كان أعلى من المعدل الوطني. وهذا يعني أن هناك عبء تسوس لأسنان الأطفال ذوي  التوحد في جنوب أفريقيا. الأسنان المصابة بالتسوس  المسجلة في كل من الأسنان الدائمة والأولية  في هذه الدراسة كانت جميعها غير معالجة، مما يعني ان احتياجات أسنان  الأطفال لم تلبى .

ماذا وجدنا
في عام 2017 ، فحصنا الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 14 عامًا باستخدام نموذج المسح العالمي للصحة الفموية من أجل الأطفال. كما طلبنا من والدي الأطفال إكمال استبيان.  فحصنا الأطفال للتأكد من خلوهم من الأسنان المتسوسة والمخلوعة والتهاب اللثة ووجود البلاك  plaque (اللويجة السنية) بالإضافة إلى تآكل الأسنان واصابات الأنسجة الرخوة .

وجدنا تورماً خفيفاً في اللثة في 43.6 ٪ من الأطفال. وقد لاحظنا دليلاً على ممارسات نظافة الفم لا بأس بها في 42.3 ٪ وطحن اسنان خفيف في 47 ٪ من الأطفال الذين فحصناهم. أشارت ردود من استبيان أولياء الأمور أن معظم الأطفال يفضلون النشويات ، ومزيج من النشويات والبروتينات. أكثر من نصف الأطفال (52.9٪) ينظفون أسنانهم مرة واحدة يوميًا. عض الشفاه  (56.3٪) كان أكثر الإصابات  التي تعرضت لها الأنسجة الرخوة انتشارًا.

وجدنا أن لدى 85.2 ٪ من الأطفال تجاويف في أسنانهم الدائمة. وكان هذا المعدل أعلى من الأرقام الواردة في الدراسات الاستقصائية الوطنية للصحة الفموية التي أشارت إلى حدوث إصابات  بالتسوس لدى عموم الأطفال بلغ 41.7 في المائة في عام 2002 (6)؛ أفيد عن  إصابات بلغت 55 ٪  (7) و 56.5 ٪ (8 ) في عامي 2014 و 2015 على التوالي .

بقيت جميع الأسنان المتآكلة دون علاج. احتياجات الأسنان التي لم تلبى في سياق جنوب أفريقيا لا تقتصر على الأطفال  من ذوي الإعاقة. قد تكون نتيجة لعوامل مثل تكاليف العناية بالأسنان  المالية وضعف تغطية التأمين الطبي.

بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يؤثر الدواء الذي يتناوله الأطفال الذين لديهم  توحد أيضًا على صحة اللثة. ما يقرب من 45 ٪ من الأطفال والمراهقين الذين لديهم توحد يستخدمون أدوية آثارها الجانبية لها تبعات على الأسنان (9). وتشمل الآثار الجانبية (10) جفاف الفم واللثة المتضخمة وألم الأسنان والتغيرات في إفراز اللعاب ، والنزيف لفترة طويلة وتغير الذوق.

قد تسبب الأدوية أيضًا اضطرابات حركية  (11) مما قد تؤثر على ممارسات رعاية الفم الفعالة. وقد لوحظ (12) في كثير من الأحيان طحن الأسنان التي تتسبب في تآكل بنية الأسنان لدى هؤلاء الأطفال.


المضي قدماً
الحاجة إلى برامج  لنظافة الفم في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة يُنصح بها بشدة  لزيادة الوعي وتحسين العناية بالفم.

من الضروري أيضًا إجراء تغييرات على ممارسات العناية بالفم عن طريق إجراء برامج لصحة الفم لتثقيف أولياء أمور ومقدمي الرعاية للأطفال الذين لديهم اضطراب طيف التوحد. ومن شأن برنامج منظم أن يساعد من لديهم  اضطراب طيف التوحد في المدرسة وعلى مستوى المجتمع.

على سبيل المثال ، أُدخلت برامج تنظيف الأسنان المتلألئة Sparkle Brush Programmes بنجاح في أربع مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة في كوازولو ناتال وويسترن كيب (13). هذا البرنامج جزء من مبادرة تعاونية لمشاركة المجتمع بين جامعة كوازولو ناتال وجامعة ويسترن كيب.

لهذا البرنامج مرحلتان. المرحلة الأولى عبارة عن برنامج تدريبي كامل لمعلمي ذوي الاحتياجات الخاصة والمساعدين التدريسيين والممرضات. المرحلة الثانية تتمثل في  عرض لفرش (تنظيف) الأسنان وغسل الأيدي والأكل الصحي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. تمت جدولة زيارة مجاملة شهرية  وزيارة كل ستة شهور لهؤلاء الأطفال بالتعاون مع هذه المدارس.

حصل هذا البرنامج على جائزة المسؤولية الاجتماعية الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة بريزبين في أغسطس 2019. تم تقديمه في مؤتمر المسؤولية الاجتماعية الدولية في مدينة بريسبان ، حيث شاركت 33 دولة. حصلت جنوب إفريقيا على أفضل برنامج للمسؤولية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة



مصادر من داخل  وخارج النص



2-


3-



5- 


6-  


7-


8- 

9-
  
10- 




12-  

  

المصدر الرئيس


]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق