لا حاجة للسرعة

تظهر الدراسة أن أسرع ليس بالضرورة أفضل عندما يتعلق الأمر بالتعلم

مقابلة أجرتها مجلة التعليم .Ed التابعة لكلية التعليم العالي في جامعة هارفرد، عدد خريف ٢٠١٩

بقلم لوري هوف

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي

راجعته الدكتورة أمل حسين العوامي استشارية طب نمو وسلوك الأطفال 

المقالة رقم ٣٦ لسنة ٢٠٢٠

التصنيف : أبحاث التعلم 

No Need for Speed

Study shows that faster isn't necessarily better when it comes to learning، 

ED.Magazine, Fall 2019 

Harvard Graduate School of Education

BY LORY HOUGH

مقدمة البرفسور رضي حسن المبيوق، جامعة نورث أيوا

بالنسبة لموضوع السرعة والتعلم، ما أستطيع أضافته هو التالي:

١. السرعة قد تكون مؤشراً على عدم هضم الفكرة او المادة التي تعلمها الطالب. أي أن الطالب يستسلم لأول ترجمة للمعلومات التي يمليها عليه عقله.

ولهذا في تدريبنا للمدرسين والمدرسات، نركز على إعطاء الطلبة مهلة للتفكير قبل الإجابة على السؤال المطروح لكي يتسنى للطلبة التريث وتقليب زوايا الفكرة او الموضوع وعدم العجلة في أخذ اول جواب يأتي إلى لذهن.

٢- هذا المقال  المترجم يمت بصلة لموضوع هام في التعلم ويندرج تحت مسمى تباطؤ سرعة النشاط الإدراكي Cognitive tempo (١) وهو  سرعة تفكيرنا، ويُصنف الطلاب  المتسرعون في الإجابة او الإكتفاء بأول فهم يأتي إلى أذهانهم  بالمتعلمين المندفعين impulsive learners.، ومن ناحية أخرى ، لا يُصنف الطلبة الذين يتريثون ويأخذون  وقتهم على أنهم بطيؤون في الفهم وإنما يطلق عليهم المتعلمون المتأملون Reflective learners

 .

بإمكان تدريب المتسرعين على البطء و التأمل والضغط على أنفسهم في البحث عن أكثر من فهم الفكرة او النظر للفكرة من عدة زوايا 

نص الموضوع المترجم 

كم مرة سمعنا أحدهم يقول ، "إنها متعلمة سريعة (تفهم بسرعة)" ، وهو يعني ضمناً بعبارته تلك  أن أسرع يعني أذكى؟  بعد دراستها لكيف يتعلم الدماغ ، كان لدى باريسا روحاني  دكتوراه في التعليم . شعور أن هذه الفرضية، والتي هي متأصلة في أساس التعليم ، لم تكن صحيحة. لذلك اختبرتها على مجموعة من طلاب الصف التاسع ضمن عملها على  أطروحتها لدرجة الدكتوراه .  روحاني ، نائبة الرئيس والمؤسسة (مع تود روز) في مركز الفكر الشعبي تحدثت مؤخراً الى مجلة Ed  التابعة لكلية التعليم العالي التابعة لجامعة هارفرد  عن  النتائج التي توصلت إليها ، خرافة  المعدًّل   average (للعريف، راجع ٢) ​​، وما هو أهم من السرعة.

س: ماذا بينت دراستك؟ 

ج:  ما وجدته هو أن السرعة [في التعلم] لا تتنبأ بالقدرة.  الطلاب الذين تقدموا في المادة الدراسية course     بسرعة أكبر لم يكن  أداؤهم جيدًا ، وكذلك الحال في أداء الطلاب الذين استغرقوا وقتًا أطول.  لم يكن هناك علاقة ذات مغزى بين الوقت والأداء.  استغرق بعض الطلاب الذين كان  أداؤهم جيدًا في المادة course    وقتاً طويلًا بينما لم يكن هو الحال بالنسبة للبعض الآخر.  لقد اختبرت أيضًا ما إذا كانت سرعة الطالب مستقرة /ثابتة.  هل يمكن أن نتوقع أن يكون الطلاب الأسرع أسرع باستمرار خلال الفصل الدراسي أو في جميع  المواد المختلفة  subject matters؟  الجواب هو لا.

س: لماذا هذا الافتراض إشكالي؟ 

ج: إن وصف شخص ما على أنه "متعلم سريع" أو "سريع الفهم" يقصد به  أن الشخص ذكي ، لأننا نعتقد بفكرة أن السرعة تخبرنا بشيء عن القدرة.  ما كشفته  دراستي هو أن الافتراضات التي كرسناها في لغتنا ، وأُصّلت في منظوماتنا التعليمية الموحدة ، ليست صحيحة في الواقع.  من خلال ترك هذه الافتراضات تراوح مكانها ، فإننا نقيد الطلاب بشكل مصطنع.  نحن نخلق حواجز أمام التعلم ، ونكرس الاعتقاد بأن ليس كل الطلاب قادرين [على التعلم السريع].

س: هل هذا التفكير شائع؟

ج:  يعتبر هذا الافتراض شائعًا جدًا ، لذا من أجل أن تحصل  على مزيد من الوقت في الامتحانات ، ينبغي أن تكون مُعرّفاً  على أن لديك نوعًا من "صعوبات في التعلم" ، مما يوحي ضمنيًا بأنك ضعيف أو أقل قدرة من الطلاب الآخرين.  إذا اعتقدنا أن جميع الطلاب قادرون ، فلماذا نضع أوقات  نهائية صارمة عندما يتعلق الأمر بالتعلم ويتطلب الأمر معرفات [للطالب]  لإعطائه  وقتاً أطول؟

س: إذا لم تكن السرعة مهمة ، فماذا اذاً هو المهم ؟

ج:  أظهر التحليل الذي عملته  أن الوقت لم يكن هو عامل للتنبؤ - ولكن الإتقان (التمكن) كان [عامل تنبؤ].  عندما يُسمح للطلاب بإتقان المواد ، فسيكون أداؤهم أفضل في المادة.  يبدو ذلك واضحًا ، وواضحًا جدًا لدرجة لا نحتاج إلى دراسة لتخبرنا بذلك ، ولكن إذا كان من الواضح جدًا أن الإتقان هو أمر أساسي ، فلماذا لا تعتمد جميع مدارسنا نماذج إجادة التعلم (إتقان التعلم)  ولماذا لم نتخلص من  بيئات تعليمية جامدة  وثابتة السرعة؟

س: ما هي الصِّلة  بخرافة المعدل  ؟

  ولد هذا البحث في الواقع من التفكير في خرافة  المعدل average  (للمعنى، راجع ١).  خرافة المعدل ​​ تسلط الضوء على أن الأفراد ليسوا سواء ، مما يعني أن لديهم أبعاداُ  متعددة لا يمكن اختزالها في درجة score واحدة أو رقم واحد وأنها تتغير عبر المكان والزمان. 

هذا التباين البشري المذهل طبيعي وعادي وهو مهم جدًا.  ومع ذلك ، فإن الطريقة التي نتبعها في التعليم الموحد تفترض أن الطلاب البطيئين أقل قدرة بطبيعتهم ، وأن إعطاء ​​متوسط الوقت اللازم للتعلم للطالب كافٍ - لن يحتاج الطلاب الأذكياء كل الوقت ، وسيكون معظم الطلاب على ما يرام  مع مقدار الوقت الممنوح لهم ، والطلاب البطيئون هم متعلمون ضعفاء ، لذلك يجب أن يُصنفوا على أنهم "عاجزون عن التعلم" حتى يحصلوا على مزيد من الوقت.  لو نعتقد أن السرعة والقدرة ليستا مقترنتين - وأن الطلاب الأبطأ لديهم نفس القدرة التي لدى الطلاب الأسرع - فلن نستخدم حدود / قيود وقتية  لتحديد القدرة في المدارس أو في الإختبارات كإختبارات  SAT  أو  ACT.   وفي الواقع ، فإن الطريقة التي نستخدم بها الوقت في المدارس ستبدو مختلفة بشكل كبير.

تعريف ومصدر من خارج النص 

١-
https://ar.m.wikipedia.org/wiki/تباطؤ_سرعة_النشاط_الإدراكي

٢

تعريف خرافة المُعدل  ​​The Myth of Average    هو اعتقاد كان بارزًا في معظم فروع  العلوم وفي التعليم.  إنه الاعتقاد بأنه يمكننا استخدام المتوسطات الإحصائية لمعرفة  الأفراد.  ولقد أدرك الباحثون العلميون  أنه خرافة ، وعلى مدى السنوات العشر الماضية ، كان ينتقل من المتوسطات averages    الى الأفراد ، لذلك على سبيل المثال نسمع الكثير من الأشياء مثل "الطب المختص بالفرد". لسوء الحظ ، لم يدرك التعليم هذه الخرافة تمامًا الى الآن،  ولذلك ، فما لدينا هو وضع حيث لا نقبل فيه فكرة تصميم شيء للفرد بناءً على المتوسط ​​فحسب ، بل نروج له بالفعل.  الخرافة  هي أن المتوسط ​​يناسب معظم الناس ، في حين أنه في الواقع لا يناسبهم. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان :

https://www.psychologytoday.com/us/blog/what-the-wild-things-are/201307/the-myth-the-average

المصدر الرئيس

https://www.gse.harvard.edu/news/ed/19/08/no-need-speed?utm_source=twitter&utm_medium=social&utm_campaign=gse_organic