السبت، 14 مارس 2020

تصنيف الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي الإحصائي: اضطرابات القلق

 المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي


راجعته دققته الدكتورة أمل حسين العوامي ، استشارية طب نمو وسلوك الأطفال 

المقالة رقم 78 لسنة 2020

التصنيف: أبحاث الأطفال 

DSM-5 Category: Anxiety Disorders


312.23 (F94.0)





مقدمة
وفقًا للإصدار الخامس من الدليل التشخيصي الإحصائي DSM-5 ، فإن الصمت الاختياري هو اضطراب في مرحلة الطفولة يتسم بعدم القدرة على الكلام في ظروف معينة. ،على وجه التحديد ، إنه فشل مستمر في الكلام في مواقف اجتماعية معينة حيث يكون هناك توقع طبيعي للكلام (وفقاً للجمعية الأمريكية للطب النفسي ، 2013). على سبيل المثال ، قد يكون الطفل متكلماً في البيت ولكنه غير قادر على أن يتكلم في بيئة الفصل الدراسي. يعتقد الباحثون أن السلوك هو شكل من أشكال الرهاب الاجتماعي. غالبًا لا يتم التعرف عليه قبل بلوغ الطفل سن الخامسة عندما يدخل المدرسة.

أعراض الصمت الاختياري
تتنوع مظاهر الصمت الاختياري. قد تكون علامة إنذار مبكرة إذا لجأ الطفل الذي عادةً ما يكون ثرثاراً في البيت إلى تعبيرات ذات مقاطع كلامية أحادية أو إيماءات للتواصل مع غيره (Wasssom، 2010). الأخصائي الطبي من شأنه أن يستبعد احتمال وجود الصمت الاختياري لدى الطفل ليس نتيجة لعدم قدرته على التحدث باللغة أو لافتقاره البسيط  إلى المعرفة فيما يتعلق بالموضوع الذي يُطلب من الطفل الإجابة عليه. أيضًا ، يجب أن يكون الصمت الاختياري مستمراً لفترة زمنية أكثر من شهر واحد ؛ وسيتم تحديدها  لو أصبح لها تأثير ضار على المدرسة أو العمل. يجب ألا يكون هناك أي دليل على اضطرابات التواصل المصاحبة كالتأتأة ؛ أو تتواجد أثناء  الاضطرابات الذهانية الأخرى. ومع ذلك ، فإن القرائن السلوكية الإضافية الدالة على الصمت الاختياري تشمل التشبث (بالأم أو الأب آو غيرهما) ونوبات الغضب والخجل المفرط والعزلة الاجتماعية (McKay Storch ، 2011).
  
التشخيص
قد يبدأ تشخيص الصمت الاختياري عندما يتعرف  الوالدان على السلوك غير العادي لطفلهم، مثلاً، الطفل الذي يثرثر  في البيت ولكنه يرفض باستمرار أن يتكلم في الأماكن العامة مثل أماكن العبادة  أو المواقف الاجتماعية الأخرى. عدم الرغبة في الكلام قد يحدث في التجمعات العائلية مثل لقاءات العائلة معاً أثناء العطلات. خلاف ذلك ، قد يعبر المعلم عن قلقه بعد مدة شهر أو أكثر من وجود الطفل في الفصل الدراسي. يجب أن يبدأ أولياء الأمور بعمل فحص جسماني كامل للطفل بما في ذلك الفحص الموحد والفحص النفسي التربوي. ينصح بإجراء فحص نمائي شامل بالإضافة إلى تقييم شامل للكلام واللغة.

يُنصح بالسعي للحصول على خبرة أحد المتخصصين في تشخيص اضطرابات التواصل، حيث أن تشخيص الصمت الاختياري عملية شاقة وتستغرق الكثير من الوقت. يبدأ هذا الفحص بتحديد موعد مع أحد المهنيين المدربين الذين لديهم دراية بالصمت الاختياري. في المقابلة مع الوالدين ، سيقوم الطبيب بتجميع ملف كامل للتاريخ الطبي للطفل ونموه وتفاعلاته الاجتماعية ومظهر القلق والخصائص السلوكية ومواصفات الحياة المنزلية. سيحدد المهني مقابلة متابعة مع الطفل ؛ مع علمه أن الطفل سيكون غير متكلم (غير متواصل كلامياً) على الأرجح . لكن يمكن للخبير أن يتوقع تقييم مهارات التواصل بين الأشخاص وبناء علاقة تحدد ما إذا كان الصمت الاختياري يمكن أن يُستبعد أو يُشخص.

علاج الصمت الاختياري  من قبل أخصائي نفسي 
بعد تشخيص الصمت الاختياري ، ينبغي للوالدين السعي للحصول على المشورة والدعم من معالجي الأطفال المهنيين للتأكد من أن  المقاربة العلاجية المنسقة مصممة ومطبقة. يمكن استخدام أي من الأساليب العلاجية النفسية  التالية في العلاج. تشمل استراتيجيات العلاج السلوكي إدارة الطوارئ والمهارات الاجتماعية وتلاشي التحفيز ونمذجته ، انها قد نجحت جميعها في علاج الصمت الاختياري (Dombrowski؛ Gischlar؛ & Mrazik، 2011). يهدف كل منها إلى مساعدة الطفل على تبني سلوكيات من النوع الكلامي بالتدريج ، ويشمل التعزيز الإيجابي عندما ينجح الطفل.

تتضمن الاستراتيجيات السلوكية المعرفية (CBT) التعرف على أفكار القلق التي قد تسهم في سلوك الصمت ويعلّم الطفل علي تحديد الأفكار السلبية وتدريبهم على استبدال ذلك بأفكار إيجابية. يمكن أيضًا تقديم مجموعة من العلاجات الأخرى وتشمل (على سبيل المثال لا الحصر) التعزيزات العاطفية وتقوية احترام الذات وما الي ذلك (Viana، Beidel Rabian، 2009).

العلاج الدوائي للصمت الاختياري
أجريت بحوث على استخدام المستحضرات الصيدلانية للتدخل في علاج الصمت الاختياري. وقد شملت هذا الأدوية أمثال الأدوية المضادة للاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق. ومع ذلك ، كانت هذه الدراسات محدودة النطاق. نظرًا لأن هذا الاضطراب قد  تعين ربطه باضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي ؛ استخدام الدواء ليس غير متوقع تماما. بنحو متزايد ، ربطت هذه المخاوف باختلال التوازن الكيميائي في الدماغ. وتحديدا باختلال التوازن في الناقل العصبي المسمى بالسيرتونين. المستحضرات الصيدلانية للعلاج تعرف باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI's). وتشمل هذه الأدوية بروزاك   Prozac   وباكسيل Paxil وسليكسا Celexa، وزولوفت Zoloft. ادوية أخرى تتضمن بوسبار Buspar وسيرزون Serzone وريمرون Remeron.

يجب على الوالدين ملاحظة أن هذه الأدوية لم يتم اعتمادها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج الصمت الاختياري SM في الأطفال. الآثار الجانبية ضئيلة للغاية عادةً ويمكن تجنبها تمامًا بالبدء بمستوى جرعات منخفضة للغاية ومن ثم تعديلها بحسب ما يوصى به. ومع ذلك ، فإن الدواء وحده لن يحل المشكلة. ينصح بشدة العلاج السلوكي أو العلاج المعرفي السلوكي. أيضًا ،الجزء الصيدلاني لخطة العلاج قد يدعو  الطفل للبقاء على الدواء لمدة تصل إلى اثني عشر شهرًا. هناك أبحاث لدعم فكرة أن هذه الفترة الزمنية كافية لتقليل قلق الطفل وزيادة ثقته. سيتطلب وقف الدواء مراقبة الطبيب للتأكد من عدم وجود آثار جانبية ضارة له. أخيرًا ، تجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية لا تستهدف الصمت بحد ذاته - ولكنها تستهدف  القلق المصاحب له. يجب أن يتعاون الأطباء النفسيون وأولياء الأمور لتحديد مدى ملاءمة الدواء للطفل الصغير الذي يعاني من الصمت الاختياري.

التكهن بسير الحالة
بالتأكيد، كلما كان تشخيص الطفل وانخراطه في خطة علاج الصمت الاختياري أبكر كلما كانت استجابتهم أسرع وكان التنبؤ الشامل بسير الحالة أفضل . ومن الواضح أنه كلما بقي الطفل صامتاً لفترة أطول  كلما تأقلم  أكثر  مع  هذه الاستجابة (الحالة). باختصار، التكهن بسير حالة هذا الاضطراب ممتاز. العديد من الأطفال يتغلبون علي الصمت الاختياري تماما بالعلاج المناسب.

ما هي  وظيفة الوالدين تجاه الصمت الاختياري  
يجب أن تعترف عائلات الأطفال الذين لديهم صمت اختياري أولاً بأن أطفالهم قد يظهرون مستوى غير عادي من القلق الاجتماعي. بعد ذلك ، على الوالدين السعي للحصول على رعاية طبية لإجراء تشخيص مناسب  وتطوير خطة علاج. الأهم من ذلك ، هو أن على العوائل  أن تتبنى العلاج وتلعب دوراً استباقياً في علاج أطفالها.

مصادر من داخل النص
American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th ed.). Arlington, VA: American Psychiatric Publishing.
Dombrowski, S.; Gischlar K.; & Mrazik, M. (2011). Assessing and Treating Low Incidence/High Severity Psychological Disorders of Childhood. Springer, New York.
McKay, D.:& Storch, E.(eds) (2011). Handbook of Child and Adolescent Anxiety Disorders.Springer: N.Y.
Viana, A.; Beidel, D. & Rabian, B. (2009). Selective Mutism: A review and integration of the last 15 years. Clinical Psychology Review: Vol. 29; Iss. 1,
Wassom,M (2010).“Selective Mutism”. Journal of Developmental and Behavioral Pediatric.Vol. 31, Iss. 8.

المصدر الرئيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق