السبت، 27 فبراير 2021

دراسة تثبت أن ظاهرة "تأثير المتفرجين" ليست مقصورةً على البشر

 

نُشر في: 08 يوليو 2020

 

 

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

 

المقالة رقم 58 لسنة 2021

 

 

Study Shows ‘Bystander Effect’ Not Exclusive to Humans

 

 

Published on: 08 July 2020

 

 

 


ليس من المرجح أن يساعد فأر رفيقًا له محبوسًا لو كان هذا الفأر الأول متواجدًا مع غيره من فئران لا أبالية، وفقًا لبحث جديد من جامعة شيكاغو الذي أثبت أن نطرية 'تأثير المتفرج' النفسية الاجتماعية(1) لدى البشر هي موجودة أيضًا في القوارض طويلة الذيل هذه. 

 

الدراسة(2)، التي نشرت تحت عنوان 'تأثير المتفرج عند الفئران'،  أثبتت أيضًا أنه في وجود فئران أخرى مهتمة وتقدم  يد المساعدة، فستكون هذه الفئران أكثر احتمالًا لأن تقوم بالمساعدة أيضًا. سواء أكانت المساعدة ميسرة [في وجود آخرى تقوم بالمساعدة ] أو معطلة [في وجود فئران لا أبالية - لا تقوم بالمساعدة] يعتمد ذلك على الظروف وليس على المزاج الشخصي أو الأخلاقيات، وهي نتائج  لها تبعات على المجتمع البشري. 

 

البحث المنشور في عدد 8 يوليو 2020 من مجلة تقدم العلوم(2) Science Advances  استند على البحوث السابقة بشأن التقمص الوجداني للفئران . في عام 2011، الدكتورة بيغي ماسون Peggy Mason  برفسورة علم الأعصاب وكبيرة مؤلفي الدراسة، وفريقها البحثي من جامعة شيكاغو، وجدوا أن الفئران كانت منهمكة في تحرير رفاقها من الفئران المحبوسة، حتى أنها تقوم بحفظ  قليل من الشوكولاته لها، وكان هذا السلوك مدفوع بالتقمص الوجداني للفأر. دراسة لاحقة أثبتت أن الفئران المعالجة بدواء مضاد للقلق كانت أقل احتمالًا في تحرير قرينها المحبوس لأنها لا تشعر بالقلق الذي يعاني منه الفأر المحبوس. في دراسة أخرى، وجد الباحثون أن الفئران فقط تقوم بتحرير سلالات الفئران التي كانت لديها ألفة  / تجربة اجتماعية سابقة معها.

 

تعود جذور ظاهرة تأثير المتفرج الكلاسيكي إلى عام 1964، عندما قُتلت كاترين "كيتي" جينوفيز [كيتي هو الاسم المختصر لها] Catherine ‘Kitty’ Genovese في حي سكني مزدحم في حي كوينز، مدينة نيويورك. وذكر تقرير نشر في صحيفة نيويورك تايمز أن 38 من المارة شاهدوا الجريمة لكنهم لم يتدخلوا. على الرغم من أنه ثبت لاحقًا أن هذه القصة غير دقيقة، فقد ألهمت باحثين في علم النفس هما بيب لاتاني  Bibb Latané وجون دارلي John Darley لدراسة سبب اخفاق العديد من هؤلاء المتفرجين في مد يد المساعدة لهذه السيدة.

 

أجرى الباحثان اختبارات على مشاركين من البشر مرة بمفردهم (بدون حضور أشخاص حولهم) ومرة أخرى بحضور جماعة من المتفرجين - الأشخاص المشاركون الذين كانوا جزءًا من فريق البحث استلموا تعليمات بعدم التدخل والمساعدة - وهم يواجهون مجموعة متنوعة من السيناريوهات التجريبية مع شخص (يمثل المشهد) وهو في مأزق. لاحظ لاتاني Latané ودارلي Darley باستمرار أن المشاركين في التجربة كانوا أقل احتمالًا لمد يد المساعدة في وجود مجموعة من متفرجين لا أبالييين لا يمدون يد المساعدة مما كان المشاركون عليه عند اختبارهم بمفردهم. هذه الظاهرة، التي يشار إليها بظاهرة 'تأثير المتفرج'، أصبحت الآن ركيزة من ركائز علم النفس، ومدرجة في كل كتاب دراسي تمهيدي وفي كل صف دراسي. يُعتقد أن آلية تأثير المتفرج الكلاسيكي هي توزيع / تشر المسؤولية(3) حيث يعلل الناس ذلك بأنهم لا يحتاجون إلى التدخل والمساعدة لأن الآخرين في المجموعة سيقومون بما يلزم.

 

المؤلف الأول جون هاڤليك  Havlik كان طالبًا جامعيًا في جامعة شيكاغو في مختبر مانسون  Mason، عندما أُثير موضوع تأثير المتفرج خلال اجتماع من اجتماعات المختبر.

 

"طلابي كانوا يلحون على لإجراء هذه التجربة منذ سنوات". "ولكن لم نبدأ في التجربة حتى التحق بنا جون ولم يترك الفكرة حتى جعلنا نأخذ بزمام المبادرة."

 

هاڤليك، هو الآن طالب في كلية الطب بجامعة ييل ، قاد تجارب لدراسة ما إذا كانت الفئران، والتي تفتقر إلى مهارات التفكير المنطقي (التفكير النقدي(4، 5)) المعقدة، من شأنها أن تُظهر تأثير المتفرج الكلاسيكي.

 

 استخدم فريق البحث نموذج الفأر المحبوس مع فئران مجعولة في تجمعات بحقنها بدواء مضاد للقلق جعلها غير مبالية بمأزق يمر به فأر آخر، مما يضمن أنها لن تقوم بالمساعدة. وجد الفريق أن الفئران التي تم اختبارها في وجود مجاميع من فئران أخرى كانت أقل احتمالًا للمساعدة من تلك التي اختبرت بمفردها - تأثير المتفرج في الفئران. وبالتعمق أكثر، رأى الفريق أن وجود فئران أخرى ثبطت تعزيز مساعدة تلك التي تمر بمأزق.

 


"الأمر يصبح أسوأ حين يكون هناك جمهور غير مستجيب (لا يساعد) من أن تكون لوحدك"، كما تقول ماسون. "الفئران حاولت المساعدة، لكن المساعدة  لم تكن مجزية لها لأن الفئران الأخرى يبدو أنها كانت غير مبالية. الأمر يبدو كما لو أن الفأر كان يقول لنفسه، "بالأمس قدمت مساعدة ولكن لم يهتم أحد. لن أفعل ذلك مرة أخرى."

 

أرادت ماسون وفريقها بعد ذلك معرفة كيف أثر وجود الفئران غير المعالجة بدواء مضاد للقلق في سلوك المساعدة. وعلى عكس ما تنبأت به ظاهرة تأثير المتفرج، كان من المرجح  أن يقوم الفأران والثلاثة في الواقع بالمساعدة بشكل  أكثر من الفئران المنفردة.

 

"في البداية، اعتقدت أن التجربة قد فشلت"، كما قال هاڤليك،  "ولكن بعد إجراء المزيد من البحث في الدراسات التي أجريت على البشر، أدركنا أن السلوك يماثل بالفعل سلوك الناس أيضًا".

 

في بحث نُشر العام الماضي، كشف تحليل لمقاطع فيديو الكاميرات المستخدمة للمراقبة أن مجموعات من المارة / المتفرجين  ساعدت في أكثر من 90٪ من المواجهات العنيفة بين الناس.

 

إن سبب ملاحظتنا لأنساق المساعدة هذه هي أعمق من الدروس التي تعلمناها في رياض الأطفال عن كوننا لطيفين مع بعضنا البعض. كما قالت المؤلفة الأولى المشاركة في الدراسة الدكتورة مورا جاكوبي Maura Jacob، خريجة عام 2020 من كلية بريتزكر Pritzker للطب بجامعة شيكاغو ،  "هذه ظاهرة لا تقتصر على البشر."


ڤيديو


https://youtu.be/Ufs8cKyzLvg






مصادر من داخل وخارج النص 

1- "تأثير المتفرج أو لامبالاة المتفرج هي ظاهرة نفسية اجتماعية تشير إلى امتناع الشخص عن تقديم أي مساعدة للضحية إذا كان هناك حاضرون آخرون. احتمال المساعدة يرتبط عكسياً مع عدد المتفرجين. أي أنه كلما زاد عدد المتفرجين، كلما نقص احتمال أن يقدم أحدهم المساعدة. هناك عدة عوامل لتفسير ظاهرة لامبالاة المتفرج ومنها: الغموض." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

 https://ar.wikipedia.org/wiki/تأثير_المتفرج

 

2- https://www.science.org/doi/10.1126/sciadv.abb4205


3- توزيع / تشر  المسؤولية هي ظاهرة اجتماعية نفسية تشير إلى شخص لا يتحمل المسوؤلية في أفعاله أو كسله عندما يكون أشخاص أخرين موجودين. تعتبر هذه الحالة شكلاً من نظرية العزو،  والتي بحسبها يفترض الشخص بأن الأخرين مسوؤلون عن القيام بالأعمال المطلوبة. تحدث هذه الظاهرة في جماعات فيها عدد محدد من الناس وعندما تكون المسوؤلية غير محددة بوضوح. نادراً ما تقع هذه الظاهرة عندما يكون الشخص وحده والانتشار يتزايد في المجموعات المتكونة من ثلاثة أشخاص أو أكثر" مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

 https://ar.wikipedia.org/wiki/انتشار_المسوؤلية

 

 4 - https://www.twinkl.com/teaching-wiki/reasoning-skills

 

5-  التفكير النقدي (critical thinking)‏هو التحليل الموضوعيّ للحقائق لصياغة حُكم. للموضوع.   العديد من التعريفات تتفق جميعها في أنه تحليل عقلانيّ شكوكيّ غير متحيّز، أو هو تقييم الأدلة والحقائق. التفكير النقديّ هو عملية موجهة ومنظّمة ومتابَعة ذاتيًا وتصحح نفسها بنفسها. إنه يفترض التوافق بشأن معايير معينة والاستخدام اليقظ لها. كما يتضمن التواصل الفعّال والقدرة على حل المشكلات، والالتزام بالتغلب على الأنانية الفطريّة والأعراف المجتمعيّة" مقتبس من نص ورد على  هذا العنوان .

https://ar.wikipedia.org/wiki/تفكير_نقدي

 

المصدر الرئيس

https://www.psychreg.org/bystander-effect-rats/

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق