الخميس، 25 مارس 2021

دراسة: قد يؤدي خفض التحيزات ضد التوحد إلى زيادة الإدماج الاجتماعي


 

بقلم ستيفن فونتينوت

 


5 فبراير 2021

 


المترجم: عدنان أحمد الحاجي 


 

المقالة رقم 85 لسنة 2021

 

 

Study: Reducing Biases About Autism May Increase Social Inclusion

 

By Stephen Fontenot 

 

Feb. 5, 2021

 

 



غالبًا ما تُركز الجهود المبذولة لتحسين النجاح الاجتماعي [وهو بناء علاقات اجتماعيّة لتحقيق النجاح الدائم على المستوى الشخصي والمهني] للمراهقين والبالغين الذين لديهم توحد على تعليمهم طرقًا للتفكير والتصرف تصرفًا يشبه إلى حد كبير تصرف أقرانهم ممن ليس لديهم توحد وإخفاء الخصائص التي تميزهم على أنهم يعانون من التوحد. ولكن باحثو علم النفس في جامعة تكساس في دالاس ركزوا على مقاربة أخرى تتمثل في تعزيز فهم  وقبول من يعانون من التوحد اجتماعيًا بين الطبيعيين ممن ليس لديهم توحد.

 

نشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها على الشبكة العنكبوتية في 20 يناير 2021 في مجلة التوحد Autism (انظر1). أثبتت الدراسة أن تعريف (مؤالفة) الذين لا يعانون من التوحد بالصعوبات التي يواجهها من لديهم توحد ونقاط القوة التي يمتلكونها قد يساعد في تقليل وصمة العار (الوصمة، 2) والمفاهيم الخاطئة التي يحملونها عن التوحد، ولكن من الصعوبة التغلب على تحيزاتهم الضمنية (3) ضد من لديهم  توحد.

 

ديزيريه جونز Desiree Jones، طالبة دكتوراه في علم النفس في كلية العلوم السلوكية والدماغية (BBS) في جامعة تكساس في دلاس، هي المؤلفة المراسلَة للورقة، والدكتور نوح ساسون Noah Sasson، الأستاذ المشارك في علم النفس في نفس الكلية، هو المؤلف الرئيس للورقة.

 

يتميز التوحد باختلافات في التفكير والاحساس والتواصل والتي يمكن أن تجعل التفاعل والتواصل مع من لا يعانون من التوحد أمرًا صعبًا. بعض ممن لديهم توحد لا يتكلمون ويحتاجون إلى الكثير من الدعم في حياتهم اليومية، في حين أن البعض الآخر مهذار (يتكلم كثيرًا) ويحتاج إلى دعم أقل. يركز عمل الطالبة جونز بشكل خاص على ممارسات البالغين الذين لديهم  توحد ولا يعانون من إعاقة ذهنية.

 

"أثبت البحث السابق في مختبرنا أن الذين لديهم توحد غالبًا ما يتم تنميطهم على أنهم غير لبقين وغير محبوبين اجتماعيًا،" كما قالت جونز . "قد يعتقد البعض أن الذين لديهم توحد لا يرغبون في أصدقاء أو لا يريدون التفاعل مع الناس. نحن نريد محاربة تلك الأفكار".

 

الترويج  لمعرفة التوحد والتوعية به [المترجم: خذ مثالًا على ذلك هذه التجربة التي أجرتها  جامعة الملك سعود، 4]  بين البالغين ممن لا يعانون من التوحد يمثل تحولًا في الفلسفة بشأن كيف يتم تحسين الممارسات الاجتماعية للأشخاص الذين لديهم توحد. أوضحت جونز أن هذا التكتيك مستوحىً من البحث على العرق والأثنية (الفرق بين المصطلحين في 5).

 

"استهداف سلوك التوحد يضع عبء الاستبعاد الاجتماعي (6) على الأشخاص الذين لديهم توحد، في الوقت الذي يجب فيه أن نتحدى المواقف والاتجاهات التي تجعل الآخرين يوصمون (2) سلوكيات التوحد [بالعار] ". "تشير الأبحاث المتعلقة بالعرق إلى أن الأشخاص الذين لديهم تحيزات عنصرية يميلون إلى النظر إلى هذا العرق على أنه مجتمع متجانس، ويعطون كل عضو فيه نفس الخصائص / السمات. بفضح هؤلاء العنصريين لدى مختلف الناس في  المجموعة، نتمكن من تحدي ذلك التنميط (الصور النمطية). نعتقد أن نفس المبدأ ينطبق على التوحد أيضًا".

 

اختبار التحيزات

تم تقسيم المشاركين في الدراسة - 238 شخصًا بالغًا ليس لديه توحد - إلى ثلاث مجموعات. إحدى هذه المجموعات شاهدت مقطع فيديو عن قبول التوحد اجتماعيًا تم تطويره في الأصل كشرائح  بور بوينت PowerPoint قدمه باحثون في جامعة سايمون فريزر Simon Fraser في بريتش كولومبيا بالتعاون مع بالغين لديهم توحد. قامت جونز بتحديث هذا المقطع  وأضافت اليه سرديةً صوتيةً. المجموعة الثانية شاهدت محاضرة عن تدريب على الصحة النفسية العامة التي لم تذكر التوحد، والمجموعة الثالثة لم تتلق أي تدريب على الإطلاق. ثم تم اختبار المشاركين على تحيزاتهم الصريحة والضمنية بشأن التوحد.

 

"فيديو التوحد يعرض حقائق عن التوحد ويعزز القبول الاجتماعي لمن يعانون منه.  ويعطي نصائح عن  كيف يمكن للمرء أن يكون صديقًا مع شخص لديه توحد ويتحدث معه بشأن اهتماماته، "كما قالت جونز. "كما يناقش الفيديو أيضًا الأشياء التي يجب تجنبها، مثل الحمل الحسي الزائد sensory overload [ وهو ما يحدث حين يتلقى دماغ الشخص معلومات في شكل منبهات تفوق قدرته على معالجتها] والضغط عليهم للانخراط في تفاعلات اجتماعية."


يتضمن الاختبار اللاحق للتحيزات الصريحة تسجيل الانطباعات الأولى للبالغين الذين لديهم توحد في مقاطع فيديو، وقياس معرفة المشاركين (الذين لا يعانون من التوحد) بالتوحد ووصمة العار، وقياس مستوي ما،يعتقدونه بشأن القدرات الوظيفية [القدرات الوظيفية هي القدرة على القيام بالانشطة التي تتطلبها المعيشة اليومية من الاستحمام وارتداء الملابس والقيام بمهارات أخرى معتمدين على أنفسهم، كالتسوق والأعمال المنزلية] لمن لديه توحد. كما فحصت التحيزات الضمنية، وقياس ما إذا كان المشاركون يقرنون، لا شعوريًا، بين التوحد والسمات الشخصية السلبية.

 

كما كان متوقعًا، أظهرت مجموعة التدريب على قبول التوحد اجتماعيًا قدرًا أكبر من الفهم والقبول للتوحد على قياسات المواقف / الأراء الصريحة [القياسات الصريحة تعني ان الشخص الذي يتم تقييم رأيه / موقفه تجاه شيء ما أو شخص ما مدرك  وواعي لهذا التقييم، بحسب 7]  ، بما في ذلك التعبير عن المزيد من الاهتمام الاجتماعي بالبالغين الذين لديهم توحد،  مما أدى إلى ظهور انطباعات أولى إيجابية. ولكن، استمر المشاركون في ربط التوحد ضمنيًا بالسمات الشخصية الكريهة / البغيضة [المتصورة عن من لديهم توحد] بغض النظر عن برنامج التدريب الذي تدربوا عليه.

 

أوضح ساسون أن "التحيزات الصريحة يُعتقد بها بشكل ارادي وتتطور بسرعة وخاضعة للمقبولية الاجتماعية (انظر 8  للتعريف)". أما "التحيز الضمني يعكس معتقدات أساسية أكثر ديمومة - وهذه الاقترانات [بين الأشياء وميزاتها السلبية / الايجابية] تتعزز بمرور الزمن وتكون أكثر مقاومة للتغيير".

 

العديد من الصور النمطية (التنميط) عن التوحد المقاوم للتغيير تتعزز من خلال عرض صوره في وسائل الإعلام ، سواء من البرامج التلفزيونية مثل برنامج "The Good Doctor" (انظر 8) أو أفلام مثل "Rain Man".

 

"توجد هناك صور بلاغية (الاستعارات المجازية) شائعة عن الذكور البيض الذين يعانون من التوحد من ذوي القدرات العلمية". "هم أذكياء بالفعل لكنهم غيز لبقين اجتماعياً، كما قالت جونز. يمكن تصويرهم على أنهم بدون مشاعر أو عواطف. يمكن أن تكون هذه المعتقدات ضارة ولا تعكس مدى تقلب / تباين هذه السمات بين الذين لديهم توحد. لا يعترفون بنطاق الصعوبات والمهارات الفريدة التي قد يتمتع بها الذين لديهم توحد.

 

"هناك قول مأثور مفاده أنك لو قابلت شخصًا لديه توحد  فقد قابلت شخصًا واحدًا لديه توحد [المترجم: للدلالة على التباين الشاسع في السمات بين الواحد والآخر ممن لديهم توحد]. فمجتمع التوحد يتباين كثيرًا في احتياجاتهم الفردية وفي نقاط القوة والصعوبات بحيث لا تجد نموذجًا مفيدًا للغاية [لإجراء أبحاث عليه]. وعليه التعرف على الأشخاص الفعليين والابتعاد عن الأفكار المسبقة نأمل أن يساعدنا ذلك في تحسين المخرحات الاجتماعية لمجتمع التوحد ".

 

ماذا بعد

قالت جونز من لديهم توحد هم أنفسهم جزء لا يتجزأ من نجاح  هذه البرامج في المستقبل.

 

"يشعر الذين لديهم توحد في كثير من الأحيان أنهم ببساطة لا يُستمع إليهم، أو يشعرون أنهم مرفوضون اجتماعيًا أو لا يُعتنى بهم" كما قالت جونز. "جزء كبير من الترحيب هو ببساطة اقرار بما يخبرونا به من لديهم توحد بشأن ما يرغبون فيه بالفعل وماذا يريدون من الأبحاث. في مختبرنا، لدينا العديد من طلاب الماجستير والطلاب الجامعيين الذين لديهم توحد ممن يلعبون دورًا كبيرًا في دراساتنا البحثية ، وقد تعلمت منهم الشيء الكثير ".

 

وصف ساسون النتائج بأنها واعدة وتدل على وعد بتدريب نُفذ بشكل جيد، على الرغم من أن قوة البقاء لمثل هذه الآثار التي خلفها هذا التدريب لا تزال غير واضحة.

 

ما إذا كانت الآثار لهذه البرامج ستستمر بمرور الزمن هو سؤال آخر. قد تكون الفوائد عابرة، مما سيحد بشكل كبير من وعود برامج تدريب كهذه ".

 

في الابحاث المستقبلية، تأمل جونز وساسون في اثبات رابط بين الادماج includion (انظر 9) والقبول الاجتماعيين والصحة العقلية ورفاهية الأشخاص الذين لديهم توحد، ممن يعانون من مستويات عالية من الاكتئاب والقلق والانتحار مقارنة بعامة المجتمع التوحدي.

 

قال ساسون: "ليس سهلًا أن تكون واحدًا ممن لديهم  توحد في عالم يغلب عليه من ليس لديهم توحد، جعل العالم الاجتماعي أكثر استيعابًا وترحيباً بالاختلافات التي بين من لديهم توحد يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً نحو تحسين المخرجات الشخصية والمهنية للأشخاص الذين يعانون من التوحد".

 

 

 

مصادر من داخل وخارج النص

1.    https://journals.sagepub.com/doi/full/10.1177/1362361320984896

 

2.   الوصمة أو السمة  هي الرفض الاجتماعي الشديد لشخص أو مجموعة من الناس وذلك لأسباب اجتماعية مميزة مقبولة عند الغالبية، بحيث أن فاعل الأمر المسبب للوصمة يكون موسوماً بها، ومميزاً عن باقي أفراد المجتمع." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/وصمة

 

3.   "يُعرّف الانحياز اللاواعي بأنه مجموعة الأنماط والمواقف والأفكار التي تخزنها أدمغتنا وتؤثر بطريقة لا واعية على تصرفاتنا، وحكمنا على الأشخاص وقراراتنا اليومية. ويعرف كذلك بمصطلح implicit bias أو implicit prejudice. هذه الأنماط التي قد تكون الديانة التي يعتنقها الشخص، لون البشرة، الجنس، البُنية الجسدية، وحتى أمورًا صغيرة مختلفة من شخصٍ لآخر، لكنها تعني نمطًا ذا معنى ستعمل أدمغتنا عند الحكم عليها بطريقة انحيازية بعيدة كل البعد عن المصداقية عندما تواجه شخصًا أو حتى فكرة بنفس النمط" مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://mshmri.com/?p=210




5.   "معظم الناس تفهم العرق race على أنه مزيج من السمات البدنية والسلوكية والثقافية. أما الأثنية  ethnicity فهي تخص بالاختلافات بين الناس في الغالب على أساس اللغة والثقافة المشتركة " ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://www.livescience.com/difference-between-race-ethnicity.html

 

6.   "الاستبعاد الاجتماعي كما يُعرف باسم التهميش الاجتماعي، وهو الحرمان الاجتماعي والإبعاد على هامش المجتمع. وهو مصطلح يستخدم على نطاق واسع في أوروبا واستخدم للمرة الأولى في فرنسا. ويتم استخدامه في مختلف التخصصات بما في ذلك التعليم وعلم الاجتماع وعلم النفس والسياسة والاقتصاد.  كما يمكن تعريفه بأنه عملية منع الأفراد بشكل منهجي من (أو رفض الوصول الكامل إلى) مختلف الحقوق والفرص والموارد التي تتوفر عادة لأعضاء مجموعة مختلفة، والتي هي أساسية لتحقيق التكامل الاجتماعي ضمن تلك المجموعة المعينة (على سبيل المثال السكن، والعمل، والرعاية الصحية، والمشاركة المدنية، والمشاركة الديمقراطية، والإجراءات القانونية الواجبة). نتائج الاستبعاد الاجتماعي هي أن الأفراد أو المجتمعات المتضررة يمنعون من المشاركة الكاملة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والسياسية للمجتمع الذي يعيشون فيه" مقتبس من نص ورد على هذا العنوان :

 https://ar.wikipedia.org/wiki/استبعاد_اجتماعي


7.

.    7- https://dictionary.apa.org/explicit-attitude-measure



8- https://ar.wikipedia.org/wiki/إدماج_اجتماعي


9. "الانحياز للمقبول اجتماعيًا هو مصطلح في أبحاث عِلم الاجتماع يصِف ميل الخاضعين لاستطلاع الرأي إلى إجابة الأسئلة بطريقة تُعتبر لائِقة مِن مَنظور الآخرين. يُمكِن أن يحدث ذلك في صورة مُبالغة المدح "سلوك جيد" أو تقليل الشأن "سلوك سيء"، أو غير مرغوب فيه." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

 https://ar.wikipedia.org/wiki/انحياز_للمقبول_اجتماعيا

 

9.   "الإدماج الاجتماعي (ومطاوعه الاندماج) هو علاقات المودة والعطف وحب الآخرين والتعاون واحترام حقوق الآخرين وتعلم العقائد والأفكار والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين" .مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: 

https://ar.wikipedia.org/wiki/إدماج_اجتماعي

 

 

المصدر الرئيس

https://news.utdallas.edu/health-medicine/autism-biases-study-2021/

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق