الخميس، 1 أبريل 2021

نحن بحاجة إلى إعادة تسمية اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD

 



بقلم برانكو فان هولست  وساندر ويركهوفن وسارة دورستون 

 


8 مارس 2021

 



المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 



المقالة رقم 91 لسنة 2021

 

 

We Need to Rename ADHD

 

Branko van HulstSander WerkhovenSarah Durston

 

March 8, 2021

 





تسمية الحالة خطأً على أنها اضطراب تعني ضمنيًا أننا نعرف سببًا موجودًا في أدمغة الأشخاص الذين شُخصوا بالاضطراب ، لكننا لا نعرف 


"الوردة بأي اسم سميتها ستبقي رائحتها طيبة." إنه اقتباس شائع الاستخدام وله سبب وجيه. فقد استهانت جولييت تراجيديًا بمدي تأثير اسم عائلة روميو (في مسرحية شكسبير) مونتاج Montague. لم تكن جوليت أول ولم تكن آخر من قلل من قوة الأسماء التي نمنحها.

 


في الطب النفسي، الكتيبات الارشادية تحدد أي المسميات (أو التصنيفات) التي نعطيها للصعوبات التي يواجهها الناس. ونستخدم هذه المسميات / التصنيفات  بحيث عندما نذكر اضطراب نقص الانتباه فرط الحركة  ADHD أو الفصام أو الاكتئاب، يكون لدى الناس فكرة متسقة إلى حد ما عما نعنيه. علاوة على ذلك، هذه المسميات أو التصنيفات تمكننا من دراسة مجموعات الأشخاص الذين يقعون تحت نفس التصنيف ونعرف العلاجات والتنبؤ بمآل المرض (1).

 

ومع ذلك، فإن الآثار الجانبية الشديدة والتي غالبًا لا يًلتفت لهذه الممارسة هي أن هذه المسميات توحي ضمنيًا بالسببية. تشير المصطلحات التصنيفية التي نستخدمها جميعًا إلى الاضطرابات التي تسبب الأعراض، وبالتالي توحي إلى أننا نفهم أسباب هذه المشكلات. والتي لا نعرف مدى التداخل بينها ولا أصلها البيولوجي ولا الخط الفاصل بين أنواعها (2). على أقل تقدير، يشير مصطلح الاضطراب إلى هيكل سببية مشترك، والذي يتعارض مع كل ما نعرفه حاليًا عن عدم التجانس السببي (3، 4) في الطب النفسي. علاوة على ذلك، هذه التصنيفات تُطبق على الأفراد، وبالتالي توحي بأن الأسباب تكمن أساسًا في الشخص المصاب.

 

كتيبات الطب النفسي الارشادية الأكثر شيوعًا (DSM-5 و ICD-11) واضحة بشأن وضعية تصنيفاتها القانونية: فهي ذات طبيعة وصفية بحتة ولا تستند إلى الأسباب الكامنة وراء هذه الاضطرابات. ومع ذلك، في الممارسة العملية، نذكر أشياء مثل "الطفل غير منتبه في المدرسة لأن لديه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة." هذه العبارة فيها دور [المترجم : والدور باطل كما يقولون, لمعرفة معني العبارة، انظر مثلا 5] : الطفل غير منتبه بسبب قلة انتباهه. عندما نقول أن شخصًا يعاني من نقص في الانتباه، فإننا نميل إلى البحث عن سبب المشكلة. ولكن عندما نقول أن شخصًا يعاني من اضطراب نقص الانتباه ، فقد نفترض خطأً أننا وجدنا السبب بالفعل. أو ، في صيغة أخف وطأةً ، نفترض أن السبب يقع في مكان ما في (دماغ) الذي لديه الاضطراب.

 

سطحيًا، قد يبدو هذا كخطأ سخيف وبريء. ومع ذلك، فقد أثبت باحثو الاجتماع المرةً تلو الأخرى (6) أن هذا يحصر المشكلة في الشخص ويحوّل تركيزنا بعيدًا عن السياق / الإطار (مثل الأسرة / المدرسة / العمل) عندما تؤدي السمات إلى مشاكل.

 

أحد الأمثلة الواضحة هو تأثير العمر النسبي في [تشخيص] اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.  الطلاب الأصغر سنًا في الفصل يًشخصون باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في أحايين أكثر من زملائهم الأكبر سنًا (7) ويتلقون أدوية أكثر لهذا الاضطراب (8). إنها صورة طبق الأصل عن تأثير العمر النسبي المعروف في الألعاب الرياضية الاحترافية، حيث يُشتبه بين البلوغ النسبي وبين الموهبة في الرياضيين الشباب. يبدو أنه في تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، قد يُشتبه بين عدم البلوغ النسبي واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة؛ وهذه نتيجة لمقارنة هؤلاء الأطفال بزملائهم الأكبر سنًا بنحوٍ غير منصف أو مواتٍ.

 

كيف يحوّل نظام تصنيف الطب النفسي انتباهنا بعيدًا عن إطار الطفل ومشكلات هذا الإطار؟ عندما يعاني طفل صغير نسبيًا من مشاكل في الانتباه، فتصنيف اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة متاح ليطلق على هذا الطفل بسهولة . إنه إذن اسم مفهوم لدى الأطباء وأولياء الأمور والمعلمين على حد سواء.

 

علاوة على ذلك، نظرًا لأن مصطلح نقص الانتباه وفرط الحركة يشير ضمنيًا إلى سبب معروف،  يبدو أن هذا الاسم يقدم تفسيرًا مميزًا (ليس صحيحًا quod non، انظر 9) ومنظورًا واضحًا للعلاج. نتيجة لذلك، أحد عناصر اطار الطفل، كونه شابًا مقارنة بزملائه في الفصل، لا يُنتبه إليه / يُتغاضى عنه. وعلى هذا النحو، تفوتنا نقطة البداية المحتملة للتدخلات. سؤال "كيف يمكننا التعامل بشكل أفضل مع الصعوبات التي يواجهها هذا الطفل في هذا السياق المحدد؟" اسُتبدل ب "كيف يمكننا معالجة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل أفضل؟"

 

علاوة على ذلك، فإن الإطار الفردي له نظير أكثر مواربةً: الإطار المجتمعي. على سبيل المثال، يبدو أن الأنظمة المدرسية التي تتمتع بقدر أكبر من المرونة للالتحاق المتأخر بالمدارس (إذا كان ذلك يناسب نمو الطفل بشكل أفضل) لديها معدلات أقل من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (10).

 

عناصر الإطار الفردي للطفل والتي قد لا يُنتبه إلى آثارها المترتبة عليها تشمل الطلاق أو مشاكل النوم أو الفقر. ومع ذلك، الأطباء مدربون على النظر في الاطارات الفردية، وبالتالي فهم مستعدون لتفادي بعض احتماليات السببية الخاطئة (باستثناء تأثير العمر النسبي). وعلى النقيض من ذلك ، فإن الإطار المجتمعي للطفل (على سبيل المثال، لوائح الدولة بشأن حجم الصف الدراسي أو تنفيذ برنامج الإعفاء من الديون) بعيدة عن نظر اختصاصيي الصحة العقلية. نود أن نناقش بأن الاحتمالية الأكبر تكمن هنا: من خلال تقديم التصنيفات النفسية - اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في هذه الحالة - كتفسيرات وليست كوصفات، فإننا نجازف بإغفال مجموعة متنوعة من الخيارات المجتمعية لصالح زيادة رفاهية / عافية الأطفال.

 

على أي حال، لا يسبب اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة مشاكل في الانتباه أكثر مما تسسبه الحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة التي تسبب الفقر. مشاكل الانتباه لا تتعدا ذلك،  المشاكل هي جانب من جوانب تعريف اضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة.

 

نقترح تعديلًا بسيطًا جدًا لنظامنا الحالي لتصنيف الأمراض النفسية والذي سيكون له القدرة على تحقيق التوازن بين قوة التصنيفات الوصفية ومخاطر افتراض سبب معروف وشائع بشكل خاطئ. التعديل الذي سنجريه على هذه التصنيفات بسيط بقدر ما هو فعال: احذف مصطلح الاضطراب من جميع التصنيفات. فقط احذفها. في حالة اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، سمه نقص الانتباه (و / أو) فرط النشاط. لا يُفقد أي شيء من حيث التعريف أو سهولة التواصل أو إمكانية الوصول إلى نتائج / بيانات الدراسات؛ ولا يصرف عن أهمية المشاكل التي يواجهها الناس. الشيء الوحيد الذي قد نفقده هو الاقتراح الخاطئ بأنه عندما نستخدم اسمًا نفسيًا، فإننا نفهم أننا نعرف أسباب المشكلة المعنية. لو بقيت كلمة الاضطراب في مكانها من غير حذف، سنكتسب حافزًا لنرى الطفل في إطاره الكامل ونستكشف جميع خيارات التدخلات التحسينية.

 

هل يمكن أن يكون الأمر بهذه البساطة؟ هل يمكن أن يؤدي حذف كلمة واحدة إلى تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع الأطفال وأولياء أمورهم الذين يحتاجون إلى مساعدتنا؟ نود أن نعود إلى الدرس الذي تعلمته جولييت من واقع الحياة بالتجربة : لا تقلل أبدًا من قوة الأسماء. المسميات التي نعطيها - ليس لما هي هي ، ولكن لما تمثله.

 



مصادر من داخل وخارج النص

1- https://ar.wikipedia.org/wiki/مآل_(طب)

 


2-

https://www.nature.com/articles/d41586-020-00922-8

 


3-" عدم التجانس السببي يوجد عندما يتفاعل العلاج ليعطي نتائج مختلفة مع كثافات مختلفة  من الناس (عدد الأشخاص في الميل المربع /  إو في الكيلو متر المربع، بحسب 4)، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: http://www.statlit.org/pdf/2012Schield-ASA.pdf   


 4-

https://study.com/academy/answer/what-is-the-unit-for-population-density.html

 


5-  https://ar.wikipedia.org/wiki/استدلال_دائري



6-

https://www.apadivisions.org/division-32/leadership/task-forces/diagnostic-alternatives

 


7- https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0890856719314327 

 


8-  https://link.springer.com/article/10.1007/s00787-018-1229-6


 

9- https://science.sciencemag.org/content/360/6395/eaap8757

 


10-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4277337/

 

المصدر الرئيس

https://www.scientificamerican.com/article/we-need-to-rename-adhd/?utm_source=newsletter&utm_medium=email&utm_campaign=week-in-science&utm_content=link&utm_term=2021-03-12_top-stories&spMailingID=69806463&spUserID=NDEwNTQ3NDAwMzI1S0&spJobID=2081410294&spReportId=MjA4MTQxMDI5NAS2

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق