الاثنين، 10 أكتوبر 2022

اكتشاف ضريح تمارس فيه طقوس لم يُعرف أنها كانت تمارس من قبل في المعابد المصرية


6 أكتوبر 2022

 

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 278 لسنة 2022

 

Shrine discovered with rituals never seen to take place before in an Egyptian temple

6 October 2022

نصب إله الصقر والرأس ؛ مقياس الرسم  = 30 سم 

 

فريق بحث مشروع سكيت Sikait، بإشراف البروفسور جون أولر غوزمان  Joan Oller Guzmán   من قسم دراسات العصور القديمة والعصور الوسطى في جامعة برشلونة الحرة UAB، بدعم مالي من مؤسسة  PALARQ وبعد الحصول على التصاريح اللازمة من وزارة الآثار المصرية، نشر مؤخرًا في المجلة الأمريكية لعلم الآثار النتائج التي حصلوا عليها خلال موسم التنقيب في يناير 2019 في ميناء برينيقي Berenike البحري القديم، الواقع في الصحراء الشرقية المصرية.

موقع  برينيقي على البحر الأحمر حيث موقع للتنقيب - المعبد المصري

تصف هذه الورقة(1) التنقيب الأثري لمجمع ديني من العصر الروماني المتأخر (القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادي(2)) أطلق عليه الباحثون اسم "ضريح الصقر Falcon Shrine"، ويقع داخل المجمع الشمالي، أحد أهم المباني في مدينة برينيق (برينيكي Berenike) في ذلك الزمن.

كان الموقع، الذي جرى التنقيب فيه من قبل المركز البولندي لآثار البحر الأبيض المتوسط وجامعة ديلاوير Delaware، عبارة عن مرفأ على البحر الأحمر أسسه بطليموس الثاني فيلادلفوس(3) (القرن الثالث قبل الميلاد) واستمر في العمل في الفترتين الرومانية والبيزنطية، عندما حُوِّل إلى نقطة الدخول الرئيسة للتجارة القادمة من رأس هورن في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية، ومن الجزيرة العربية، ومن الهند.  خلال هذه الفترة الزمنية، كانت إحدى المراحل التي أسفرت عن أكثر الاكتشافات الجديدة هي تلك التي تتزامن مع العصر الروماني المتأخر(2)، من القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادي، وهي الفترة التي بدت فيها المدينة يحتلها جزئيًا ويسيطر عليها البليميون Blemmyes(4)، وهم مجموعة من البدو الرحل من المنطقة النوبية الذين كانوا في تلك الفترة يوسعون من سيطرتهم على الأراضي في الجزء الأكبر من الصحراء الشرقية المصرية.  بهذا المعنى، يُعتبر المجمع الشمالي أساسيٌ في التدليل بشكل لا لبس فيه على علاقته بشعب البليميين، وذلك بفضل اكتشاف النقوش التي ترجع لبعض ملوكهم أو ضريح الصقر المذكور أعلاه.

منظر باتجاه الشمال الشرقي يُظهر أصدافًا في الركن الشمالي الشرقي من الردهة (الخندق 130)؛
مقياس الرسم = 10 سم.

تمكن الباحثون من التعرف على معبد مصري تقليدي صغير، غيره البليميون بعد القرن الرابع ليتلاءم مع معتقداتهم الدينية. "تعتبر الاكتشافات المادية رائعة بشكل خاص وتتضمن قرابين، كالحراب والتماثيل المكعبة الشكل، والنصب عليه أمارات تتعلق بالشعائر الدينية، والتي اختيرت لغلاف العدد الحالي للمجلة الأمريكية للآثار،" كما ذكر الباحث في الجامعة الحرة في برشلونة UAB، جوان أولر.

المجلة الأمريكية لعلوم الآثار، حيث يبدو النصب  وعليه أمارات تتعلق بالشعائر الدينية

كان العنصر الأكثر قداسةً الذي عُثر عليه هو نسق يضم ما يصل إلى 15 صقرًا داخل الضريح، معظمها مقطوعة الرأس.  على الرغم من أن مدافن الصقور لأغراض دينية قد لوحظت بالفعل في وادي النيل، وكذلك لوحظت عبادة بعض أفراد من هذه الطيور، فهذه هي المرة الأولى التي اكتشف فيها الباحثون صقورًا مدفونة داخل معبد، مصحوبة بـ بيض، وهو اكتشاف غير مسبوق البتة.  في مواقع أخرى، وجد الباحثون صقورًا مقطوعة الرأس ومحنطة، ولكن دائمًا ما وجدت بشكل فردي فقط ، ولم توجد ضمن مجموعة كما في حالة برينيقي Berenike.  وُجد على النصب نقش غريب، ونصه: "من غير اللائق أن يُغلى رأس هنا،" وهو بعيد كل البعد عن كونه نوع عبادة أو أمارة على الشكر كما يتوافق عادةً مع النقوش، وهو عبارة عن رسالة تمنع كل من يدخل المعبد من غلي رؤوس الحيوانات داخله، وهي ممارسة لو حدثت  تعتبر تدنيسيًا وانتهاكًا  لحرمات المعبد.

هيكل عظمي كامل لصقر شاهين في الركن الجنوبي الشرقي من الغرفة الداخلية  مقياس  الرسم = 10 سم.

وفقًا لجوان أولر، "تشير كل هذه الآثار إلى شعائر طقسية مكثفة تجمع بين التقاليد المصرية  وموروثات من البليميين، مدعومة بأساس لاهوتي ربما تتعلق بعبادة الإله خونسو [وهو إله القمر في الديانة المصرية القديمة(5)]". ويمضي جوان أولر قائلاً: "هذه الاكتشافات توسع معرفتنا بهؤلاء البليميين شبه الرحل، الذين كانوا يعيشون في الصحراء الشرقية أثناء انهيار الإمبراطورية الرومانية".

 

خونسو في هيئته البشرية 

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://www.journals.uchicago.edu/doi/10.1086/720806

 

2- https://ar.wikipedia.org/wiki/الإمبراطورية_الرومانية_المتأخرة

 

3- "بطليموس الثاني فيلادلفوس، والاسم يعني بطليموس المحب لأخيه 309-308 ق.م.- يناير 246  ق م ثاني ملوك الدولة البلطمية الذي حكم مصر من سنة 283 ق.م. إلى سنة 246 ق.م. وهو ابن بطليموس الأول أحد قادة الإسكندر الأكبر ومؤسس الدولة البطلمية في مصر التي انفصل بها عن الإمبراطورية المقدونية بعد وفاة الإسكندر الأكبر، وأم بطليموس الثاني هي الملكة برنيكي الأولى ذات الأصول المقدونية أيضًا."  مفقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/بطليموس_الثاني

 

4- " البليميون هو الاسم الذي أطلقته الآثار الفرعونية والكوشية والمصادر اليونانية والرومانية على سكان منطقة النيل الواقعة جنوبي أسوان.  وبالرغم من أن بعض الآراء أرجعت استقرار البليميين في هذه المنطقة إلى الفترة التي واكبت ضعف وانهيار دولة مروي في القرون الميلادية الأولى إلا أن نتائج الأبحاث اللاحقة أرجعت وجود البليميين إلى القرون السابقة للميلاد وأمدتنا ببعض المعلومات عنهم حتى القرن السادس الميلادي.  ومن أهم تلك المصادر: أعمال كلايدي ونترز عالم اللغة المروية المشهور والذي نشر نص نقش كلابشة المري وترجمه المرحوم د أسامة عبد الرحمن النور في مجلة الآثارالسودانية العدد الخامس مارس 2004 بعنوان:” بينة مروية عن الامبراطورية اللبليمية،” وأعمال هانس بَرنارد الذي اعتمد على الآثار والوثائق التي جمعت عن منطقة شمال السودان ما بين القرنين الثامن قبل الميلاد وحتى القرن السادس الميلادي ونشرتها جامعة بيرقن (Eide et a, (eds) Fontes Historiae Nubiorum 4 volumes, University of Bergen 1994-2000) ووثائق الجبلين المنشورة في كتاب مصطفى محمد مسعد “الاسلام والنوبة في العصور الوسطى” في الملحق رقم 3 وغيرها من المصادر الكلاسيكية.  أرجع الباحثون اسم البليميز Blemmes في شكله الديموطيقي (المصري القديم) إلى Blhn أو Blh.w وشكله القبطي Belehmu بلهمو بفتح الباء وكسرها.  (كراوفورد The Fung Kingdom of Sennar p 109) ويرى أوبديجراف (كلايدي ونترز، “بينة مروية عن الأمبراطورية البليمية” أن اسم البليميين ربما ورد ذكره في قائمة أسماء الجماعات أوالقبائل التي دونتها كتابات الدولة المصرية الحديثة (1552 - 1069 ق. م.). ويعني ذلك أن البليميين كانوا ضمن سكان منطقة جنوب أسوان منذ أكثر من ثلاثة ألف سنة.  وبدأت الآثار المصرية والكوشية تشير إلى وجود البليميين في مناطق جنوبي اسوان منذ القرن السابع قبل الميلاد، فقد ورد في نقش في معبد الكوة أن الملك الكوشي أنلامانى شنَّ في القرن السابع قبل الميلاد حروبًا على منطقة البُلهاو Bulahau وقد عُرِّفت البُلهاو بمنطقة البليميين، كما ورد أن البُلهاو في اللغة المصرية القديمة تعني البليميين كما عند هانز وأن البلهمو في اللغة القبطية القديمة تعني البليميين كما ذكر كراوفورد."  مقتبس من نص ورد علي هذا العنوان:  

 https://www.alrakoba.net/416152/من-هو-شعب-البَلو-البلويت-العظيم-5/

 

5- https://ar.wikipedia.org/wiki/خونسو

 

المصدر الرئيس

https://www.uab.cat/web/newsroom/news-detail/shrine-discovered-with-rituals-never-seen-to-take-place-before-in-an-egyptian-temple-1345830290613.html?detid=1345870351966

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق