المترجم:
عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 279 لسنة 2022
How genetics influences our body weight beyond the genes
10.10.2022
by Fabio Bergamin
الجينات الكلاسيكية ليست وحدها هي
التي تفسر قابليتنا للسمنة. أثبت باحثون في المعهد
الفدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ ETH
Zurich أن جزيئات الـ رنا الميكروي microRNA تلعب دورًا رئيسًا في تنظيم وزن الجسم.
![]() |
بالمقارنة مع الجينات الكلاسيكية، فإن جزيئات الرنا الميكروي دقيقة جدًا: يحتوي الرنا الميكروي - 7 على 21 نيوكليوتيدات ومع ذلك ، فإن الرنا الميكروي له أيضًا تأثير في وزن الجسم. |
تلعب الوراثة دورًا في مدى قوة
قابليتنا للسمنة. في السنوات الأخيرة، درس الباحثون بشكل مكثف الجينات والمتحورات
الجينية التي تلعب دورًا في تلك الزيادة في الوزن، وتعرفوا على ما يقرب من مائة
جين تلعب دورًا في قابلية الشخص للسمنة. بيد
أن دراسات الترابط الجينومي الكامل (GWAS(1) أثبتت أن أقل من نصف جميع حالات
السمنة الوراثية يمكن تفسيرها بهذه الجينات. النصف الآخر من هذه الحالات هو عبارة
عن نتيجة عوامل ، على الرغم من أنها جزء من حمضنا النووي ، إلا أنها ليست جينات
بالمعنى الكلاسيكي. فقد تكون معلومات فوق الجينية epigenetic(2) أحد الأمثلة على ذلك العامل.
مجموعة من الباحثين بقيادة البروفسور ماركوس ستوفيل Markus
Stoffel من قسم علم الأحياء في المعهد
الفدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ تعرفوا على عامل احتمال وراثي
آخرغير كلاسيكي للسمنة الوراثية: وهو جزيء الـ رنا الميكروي microRNA ذاتي النشوء (من داخل الانسان نفسه أو أحد أنسجته أو خلاياه(3))
يُعرف بـالـ رنا الميكروي-7 (microRNA- 7).
![]() |
دور الـ رنا الميكروي - 7 في عصبونات الـ Sim1 لتنظيم توازن الطاقة والغدد الصم العصبية لدى الثديات |
على غرار الجينات ، تعد وحيدات
النوى لجزيئات الرنا الميكروي جزءًا من كروموسوماتنا. ولكن بينما تعمل الجينات
كتعليمات لتكوين البروتينات ، فإن المعلومات الموجودة في الرنا الميكروي لا تترجم
إلى شكل بروتين. ولكن، جزيئات الرنا الميكروي في خلايانا تعمل على شكل رنا.
يقول ستوفيل: "إن الـ رنا الميكروي-7 أو MicroRNA-
7(4) هو أول
رنا ميكروي تمكنا من إثبات صلته بالسمنة".
التأثير في الفئران والبشر
البروفسور ماركوس ستوفيل Markus
Stoffel مع فريقه ربوا فئران منزوعة الـ رنا
الميكروي-7 (microRNA- 7) في بعض الخلايا
العصبية في منطقة ما تحت المهاد ، وهو مركز التحكم بين جهاز الغدد الصماء والجهاز
العصبي. ظهرت على هذه الفئران فرط الشهية المرضي(5) وأصبحت بدينة.
تمكن باحثو المعهد الفدرالي للتكنولوجيا في
زيوريخ أيضًا من إثبات مثل هذه العلاقة لدى البشر. بالاشتراك مع باحثين من
جامعة كامبريدج ، قاموا بتحليل البيانات الجينومية والطبية ، بما فيها بيانات
مخفية المصدر محفوظة في قاعدة البيانات البريطانية تنتمي لـ 500 ألف شخص. وهذا
أعطً ستوفل وزملائه فرصة لإثبات أن الذين لديهم تباينات جينية في
كروموسوماتهم بالقرب من وحيدات النوى monocytes لـ رنا الميكروي-7 هم
أثقل وزنًا وأضخم جسمًا من المتوسط. نتيجة هذه الاختلافات الجينية هي أن الخلايا
العصبية المذكورة أعلاه لدى المصابين بالسمنة تنتج كميات أقل من الـ رنا
الميكروي-7.
تمكن الباحثون أيضًا من اثبات أن
الـ رنا الميكروي-7 في هذه الخلايا يؤثر في أحد المسارات الكيميائية البيولوجية
معروف بفعاليته في الحفاظ على توازن طاقة الجسم، وتنظيم الشهية، والتحكم في إنتاج
هرمونات النمو. يعمل الـ رنا المايكروي في
هذه الخلايا على تنظيم إنتاج البروتينات.
لم يكن اكتشاف أن هذا التأثير موجود في كل من الفئران والبشر بالنسبة لـ سوفتل، مفاجئًا. وكما أشار، فإن الـ رنا الميكروي-7 هو جزيء برز مبكرًا جدًا في التاريخ التطوري للمملكة الحيوانية واستمر حتى يومنا هذا. وبقي دون تغيير في العديد من أنواع الحيوانات - من الديدان الخيطية إلى جميع الفقاريات والبشر.
القدرة العلاجية الواعدة
"حتى وقتنا الحالي، لم يكن واضحًا لماذا كانت التباينات الجينية قادرة فقط على تقديم تفسير لما يقل عن نصف أسباب السمنة الوراثية،" كما يقول ستوفيل. "تُظهر دراستنا الآن أنه لا يكفي البحث عن الإجابة فقط في الجينات التي تشفر المعلومات للبروتينات. أجزاء الحمض النووي خارج الجينات الكلاسيكية، مثل تلك المناطق التي تحتوي على وحيدات نوى للحمض النووي الريبي الميكروي".
من الناحية النظرية، على الأقل،
يمكن أيضًا توظيف هذه النتائج الجديدة في الطب. توجد بالفعل عقاقير تعتمد
على الحمض النووي الريبي تستخدم آليات عمل جزيئات الرنا الميكروي في الجسم. قد يكون من الممكن يومًا ما تطوير علاج للذين
يعانون من السمنة المفرطة بسبب إنتاج ما تحت المهاد لكميات غير كافية من الـ رنا
الميكروي-7 . يمكن أيضًا تصور علاج الحالة
المعاكسة - أي للذين لديهم قابلية ليكون لديهم الـ رنا الميكروي-7 المسبب
لوزن جسم منخفض مرضي [أي أقل بـ 10 - 20 من الوزن المتوقع(6)] .
لكن ستوفيل يقول إنه من المرجح أن
صيغ العلاج بالحمض النووي الريبي الذي لا تزال جديدة تمامًا ستُستخدم مبدئيًا في
حالات التنكس العصبي. مثل مرض الزهايمر. على الأمد الطويل ، نظرًا لأن سلامة العلاج
بالحمض النووي الريبي في الجهاز العصبي المركزي مؤكدة ، يعتقد أنه من الممكن أيضًا
علاج الاضطرابات الأيضية مثل السمنة وفقدان الوزن غير المتعمد بهذه الطريقة
العلاجية.
مصادر من داخل وخارج النص
1- "التأثيرات الجينية
هي تلك التي تسببها الطفرات في أي خلية من خلايا الحيوانات المنوية أو البويضات) ،
مما يؤدي إلى تغيرات دائمة في المادة الجينية التي تُورث لاحقًا إلى نسل الشخص
المعرض لهذه التأثيرات." ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.sciencedirect.com/topics/earth-and-planetary-sciences/genetic-effect
2- "علم
ما فوق الجينات (epigenetics) أو علمُ التَّخَلُّق
أو علم التخلق المتعاقب أو علم التخلق المتوالي
هو دراسة التغيرات التي تحدث لنمط ظاهري وراثي لأسباب لا تتعلق بتغير تسلسل الدنا. الأسس الجينية التقليدية للوراثة.لعلم ما فوق الجينات عادة دور في
التغيُّرات التي تؤثر في نشاط الجين والتعبير الجيني،
لكن يمكن استخدام المصطلح كذلك لوصف أي تغيرٍ وراثي في نمط
ظاهري. يمكن أن تَنتج هذه التأثيرات في السمات الظاهرية الفيسيولوجية والخلوية من عوامل
خارجية أو بيئية، أو تكون جزءًا من النمو الطبيعي.
التعريف النموذجي لعلم ما فوق الجينات يتطلب أن تكون هذه التغيرات في الأنماط
الظاهرية وراثيةً في نسل كلٍ من الخلايا أو
الكائنات." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/علم_التخلق.
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/تنشؤ_داخلي
4- "الرنا
الميكروي أو ميكرو آر أن إيه أو ميكرو حمض نووي ريبوزي أو ميكرو رنا (microRNA) هو جزيء رنا مسؤول عن ضبط التعبير الجيني. ينشأ في النواة عن طريق
عملية النسخ الإنزيمي للجينات المسؤولة عن إنتاجه. يحتوي جينوم الأنسان على المئات من هذة الجينات.
الرنا الميكروي (MicroRNA
(miRNA عبارة عن جزيئات ميكروية من الرنا غير
المرمز اكتشفت لأول مرة في ديدان ربداء رشيقة ولاحقاُ في الإنسان." مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/حمض_ريبوزي_نووي_ميكروي
5- https://altibbi.com/مصطلحات-طبية/تغذية/فرط-الشهية-المرضي
6- https://www.nestle.in/nhw/healthy-living/weight-management/are-you-too-thin
المصدر الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق