الأربعاء، 16 نوفمبر 2022

هل تؤدي "التربية القاسية" إلى حجم دماغ أصغر؟


22 مارس 2021

 

المترجم:عدنان أحمد الحاجي

 

المقالة رقم 315 لسنة 2022

 

Does ‘harsh parenting’ lead to smaller brains?

 

March 22, 2021

 

أثبتت دراسة أن الممارسات التربوية القاسية في مرحلة الطفولة لها تداعيات طويلة الأمد على تطور ونمو دماغ الأطفال.

ممارسات الغضب المتكرر على الطفل أو ضربه أو هزه أو الصراخ عليه لها علاقة سلبية بحجم دماغ أصغر في مرحلة المراهقة، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Development and Psychopathology(1). أجرته سابرينا سوفرين Sabrina Suffren، من جامعة مونتريال ومركز مستشفى جامعة سانت جوستين بالتعاون مع باحثين من جامعة ستانفورد.


انواع التربية القاسية: هز الجسم والتهديد 

الممارسات التربوية القاسية التي تغطيها الدراسة شائعة وحتى تعتبر مقبولة اجتماعيًا من قبل معظم الناس في كندا وحول العالم.

"الآثار المترتبة على ذلك تتجاوز التغييرات في الدماغ.  "أعتقد أنه من المهم أن يفهم أولياء الأمور والمجتمع أن الاستخدام المتكرر للممارسات التربوية القاسية يمكن أن تضر بتطور ونمو الطفل،" حسبما قالت سوفرين، المؤلفة الرئيسة للدراسة.  "نحن نتحدث عن نموهم من الناحية الاجتماعية العاطفية(2 - 9)، بالإضافة إلى تطور ونمو أدمغتهم."

المشاعر وحجم الدماغ

 إساءة معاملة الأطفال(10) الشديدة (كالاعتداء الجنسي والجسدي والعاطفي(11)) والإهمال وحتى إيداعهم في مؤسسات [مثل دار أيتام أو دار رعاية جماعي، عادة يقطنه عدد كبير من الأطفال وعدد قليل من مقدمي الرعاية(12)] قد رُبط بالقلق والاكتئاب في مرحلة المراهقة وما بعدها.

أثبتت الدراسات السابقة بالفعل أن الأطفال الذين عانوا من سوء المعاملة الشديدة أصبح حجم قشرتهم أمام جبهية وكذلك حجم لوزتهم الدماغية أصغر، وهاتان هما بنيويتان دماغيتان تلعبان دورًا رئيسًا في تنظيم المشاعر(13) وإخفاء القلق والاكتئاب.

في هذه الدراسة، لاحظ الباحثون أن منطقتي الدماغ هاتين كان حجمهما أصغر لدى المراهقين الذين تعرضوا لممارسات تربوية قاسية متكررة في مرحلة الطفولة، على الرغم من أن هؤلاء الأطفال لم يتعرضوا لسوء معاملة خطرة(10).

"هذه النتائج مهمة وفي نفس الوقت جديدة. "حيث هي المرة الأولى التي يُربط بين الممارسات التربوية القاسية، التي لم تصل إلى حد سوء المعاملة(10)، وبين انخفاض حجم بنية الدماغ، على غرار ما نراه في ضحايا سوء المعاملة الخطيرة من الأطفال(10).  كما قالت سوفرين، التي أكملت البحث كجزء من أطروحة الدكتوراه التي كانت تعمل عليها في قسم علم النفس بجامعة مونتريال، تحت إشراف البرفسورة فرانسواز ميهو Françoise Maheu  والبرفسور فرانكو ليبور Franco Lepore.

التصوير بالرنين المغناطيسي لمنطقة اللوزة الدماغية (يمين الصورة) ولمنطقة القشرة الجبهية الحجاجية OFC وهي منطقة  القشرة أمام جبهية  (يسار الصورة) 

وأضافت أن دراسة نُشرت في عام 2019(14)" أثبتت أن الممارسات التربوية القاسية يمكن أن تسبب تغيرات في وظائف الدماغ(15) بين الأطفال، لكننا نعلم الآن أنها تؤثر أيضًا في بنية أدمغة الأطفال ذاتها [من حيث حجم الدماغ].

مراقبة الأطفال منذ الولادة في مركز مستشفى جامعة سانت جوستين 

تتمثل إحدى نقاط القوة في هذه الدراسة في أنها استخدمت بيانات من أطفال وضعوا تحت الرصد والمراقبة منذ ولادتهم في مركز مستشفى جامعة سانت جوستين في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من قبل وحدة أبحاث جامعة مونتريال الخاصة بعدم التكيف النفسي الاجتماعي(16) للأطفال (GRIP) والمعهد الإحصائي في مقاطعة كيبيك الكندية. 

كجزء من هذا الرصد، قُيِّمت الممارسات التربوية ومستويات قلق الأطفال سنويًا حينما كانت أعمار الأطفال تتراوح ما بين الثانية والتاسعة.  ثم استخدمت هذه البيانات لتصنيف الأطفال إلى مجموعتين بناءً على تعرضهم لمستويات من الممارسات التربوية القاسية المستمرة (مستويات منخفضة أو مرتفعة).

"ضع في الاعتبار أن هؤلاء الأطفال تعرضوا باستمرار لممارسات تربوية قاسية حينما كانوا ما بين الثانية و التاسعة من العمر.  وهذا يعني أن الفروقات في أدمغتهم كانت متعلقة بالتعرض المتكرر لممارسات تربوية قاسية أثناء مرحلة الطفولة،" كما قالت سوفرين التي عملت مع زملائها لتقييم مستويات قلق الأطفال، وعمل التصوير بالرنين المغناطيسي التشريحي عليهم حينما كانت أعمارهم تتراوح بين 12 و 16 عامًا.

هذه الدراسة هي الأولى التي تحاول التعرف على العلاقة بين الممارسات التربوية القاسية وقلق الأطفال وحجم أدمغتهم.

 

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://www.cambridge.org/core/journals/development-and-psychopathology/article/abs/prefrontal-cortex-and-amygdala-anatomy-in-youth-with-persistent-levels-of-harsh-parenting-practices-and-subclinical-anxiety-symptoms-over-time-during-childhood/BD319B470C7D2DD990FB184E0728B5DA

 

-2 "يمثل التطور العاطفي الاجتماعي مجالًا خاصًا في تطور ونمو الطفل [التطور والنمو: التغيرات البيولوجية والنفسية والعاطفية لدى الانسان منذ ولادته وحتى نهاية مرحلة مراهقته]، . التطور العاطفي الاجتماعي هو عملية تدريجية وتكاملية يكتسب عبرها الطفل القدرة على فهم المشاعر والاحساس بها والتعبير عنها وإدارتها وتطويرعلاقات ذات مغزىً مع الغير. وبهذا، ينطوي التطور العاطفي الاجتماعي على مجموعة كبيرة من المهارات والمفاهيم، تتضمن ما يلي ولا تنحصر به: الادراك الذاتي(3) والانتباه المشترك(4) واللعب ونظرية العقل(5) (أو فهم وجهات نظر الآخرين) وتقدير الذات(6) والتنظيم الانفعالي الذاتي (العاطفي)(7) وتكوين علاقات الصداقة(8) وبناء وتطوير الهوية(9).  التطور العاطفي الاجتماعي يضع الأساس الذي يتيح للطفل الانخراط في الوظائف التطورية الأخرى.  فقد يحتاج الطفل إلى القدرة على السيطرة على مشاعر الإحباط والبحث عن مساعدة من أحد أقرانه ليستطيع إتمام مهمة مدرسية صعبة، مثلًاوقد يحتاج المراهق إلى التعبير عن مشاعره وأخذ وجهة نظر قرينه العاطفية لتسوية الخلافات بينهما.  التطور العاطفي الاجتماعي يتعلق أيضًا بمجالات تطورية وتنموية أخرى ويعتمد عليها.  إذ ترتبط حالات التأخر لللغوي أو العجز اللغوي بالاضطرابات العاطفية الاجتماعية."  مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تطور_عاطفي_اجتماعي

 

3- https://ar.wikipedia.org/wiki/إدراك_ذاتي

 

4- https://ar.wikipedia.org/wiki/انتباه_مشترك

 

5- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_العقل

 

6- https://ar.wikipedia.org/wiki/تقدير_الذات

 

 

7- https://ar.wikipedia.org/wiki/تنظيم_انفعالي_ذاتي

 

 

8- https://ar.wikipedia.org/wiki/صداقة

 

 

9- https://ar.wikipedia.org/wiki/تكوين_الهوية

 

 

10- "الإساءة للأطفال أو انتهاك الأطفال أو الاعتداء على الأطفال هو أي اعتداء جسدي، أو جنسي، أو سوء معاملة، أو إهمال يتعرض له الطفل.  مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة عرف سوء معاملة الطفل بأنها فعل أو مجموعة أفعال تمارس من طرف أحد الوالدين أو من يقوم برعاية الطفل والتي تسببت في إيذاء مادي أو معنوي للطفل، أو تهديد بإيذائه.  الاعتداء على الطفل قد يمارس في البيت، أو في المدارس، أو في أي من المجتمعات التي يتفاعل فيها الطفل.  هناك أربع فئات رئيسية للاعتداء على الأطفال: الإهمال والاعتداء الجسدي والاعتداء النفسي أو المعنوي."  مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: 

https://ar.wikipedia.org/wiki/إساءة_للأطفال

 

11- الإساءة النفسية أو الإساءة الانفعالية: psychological abuse) شكل من أشكال الاساءة وسوء المعاملة يوسم به الشخص الذي يُخضِع غيره الى سلوك قد يسبب له صدمات نفسية، بما فيها القلق، أو الاكتئاب التفسي أو اضطراب الكرب التالي للصدمة أو يكون سبباً في تعريضه لذلك.  وكثيراً ما يرتبط هذا العنف مع حالات من اختلال توازن القوى، مثل العلاقة المسيئة، والتنمر والاعتداء على الأطفال ."  مقتبس مع بعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/عنف_نفسي

 

 

12- https://www.bcadoption.com/resources/articles/institutionalization

 

13- "تنظيم المشاعر هو القدرة على ممارسة السيطرة على الحالة العاطفية / الانفعالية للفرد.  قد ينطوي على سلوكيات مثل إعادة التفكير في موقف صعب للحد من حدة الغضب أو القلق، أو إخفاء تعابير الوجه من جراء الحزن أو الخوف، أو التركيز على أسباب الشعور بالسعادة أو بالهدوء والسكينة."  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان"

https://www.psychologytoday.com/us/basics/emotion-regulation

 

14- https://nouvelles.umontreal.ca/en/article/2019/07/16/harsh-parenting-might-alter-kids-brains/

 

 

15- https://altibbi.com/مصطلحات-طبية/علم-التشريح/مخ#mcetoc_1f7bi9ku423d

 

 

16- عدم التكيف النفسي psychological maladjustment  هو عدم قدرة الشخص على الاستجابة بنجاح وبشكل مرضٍ لمتطلبات بيئته.  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان"

https://adc.bmj.com/content/102/3/268

 

 

 

المصدر الرئيس

https://nouvelles.umontreal.ca/en/article/2021/03/22/does-harsh-parenting-lead-to-smaller-brains/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق