الخميس، 3 نوفمبر 2022

معلومات جديدة عن العلاقة بين العدوى أثناء الحمل والتوحد


تاريخ النشر: 8 سبتمبر 2022 

 

المترجم:عدنان أحمد الحاجي

 

المقالة رقم  303  لسنة 2022

 

New knowledge about the link between infection during pregnancy and autism

 

Published: 08-09-2022 

 


العدوى(1) التي تصيب النساء الحوامل قد رُبطت بزيادة احتمال الإصابة باضطرابات النمو العصبي(2)، مثل اضطراب التوحد، لدى الطفل في وقت لاحق من عمره.  أثبت باحثون من معهد كارولينسكا Karolinska Institute  في دراسة نشرت في دورية The Lancet Psychiatry(3) أن العدوى نفسها لا تبدو أنها هي التي تسبب التوحد.

"يمكن أن تُطمئن نتائجنا الأمهات الحوامل وذلك بالإشارة إلى أن العدوى أثناء الحمل قد لا تشكل خطرًا كبيرًا على دماغ الطفل كما كان يُعتقد سابقًا،" كما يقول هاكان كارلسون Håkan Karlsson، الباحث في قسم علم الأعصاب في معهد كارولينسكا والمؤلف الرئيس للدراسة.

بينت الدراسات السابقة وجود علاقة بين العدوى التي تصيب الأم الحامل أثناء الحمل وزيادة احتمال الإصابة باضطرابات النمو العصبي(2)، مثل اضطراب التوحد أو الإعاقة الذهنية(4)، عندما يكبر الطفل.

لكنهم لم يتمكنوا من أن يقولوا ما إذا كان تعرض الأم للعدوى هو بالفعل السبب، أو ما إذا كانت هناك عوامل أخرى وراء هذه العلاقة.  لقد درس باحثون من معهد كارولينسكا هذه العلاقة المحتملة بمزيد من التفصيل.

لا يبدو أن هناك علاقة سببية بين العدوى أثناء الحمل واصابة الطفل بالتوحد وفقًا لدراسة جديدة

بيانات من أكثر من 500 ألف طفل

تستند الدراسة الحالية إلى بيانات من أكثر من 500 ألف طفل ولدوا بين عامي 1987 و 2010. وكان الهدف هو التحقق مما إذا كانت هناك علاقة سببية بين العدوى في المرأة أثناء حملها واضطراب التوحد أو الإعاقة الذهنية عند طفلها.  أُدرجت العدوى في هذه الدراسة فقط إذا كانت شديدة بما يكفي بحيث تتطلب رعاية اختصاصية، وقد تم التعرف على هذا المستوى من العدوى باستخدام رموز تشخيصية من سجلات المرضى وسجلات الولادة.

على غرار الدراسات السابقة، تمكن الباحثون من أن يلاحظوا أن العدوى التي تتطلب رعاية اختصاصية أثناء الحمل كانت لها علاقة بزيادة احتمال الإصابة بالتوحد والإعاقة الذهنية لدى الأطفال.

لكن عندما درس الباحثون مجموعة من الأشقاء، كانت النتيجة مختلفة. عندما قارن الباحثون بين مجاميع من أطفال أشقاء، كل مجموعة منها مؤلفة من شقيقين، حيث كانت الأم مصابة بالعدوى أثناء الحمل بأحد الشقيقين، ولكن لم تكن مصابة بها عند حملها بالشقيق الآخر، لم يتمكنوا من أن يجدوا أي علاقة بين العدوى واحتمال إصابة الطفل بالتوحد.  بالنسبة للإعاقة الذهنية، عندما قارن الباحثون مجاميع من أطفال أشقاء، كل مجموعة منها مؤلفة من شقيقين،  كانت العلاقة بين العدوى واحتمال الاصابة بالتوحد أضعف من العلاقة في حالة كون الأطفال غير مرتبطين نسبيًا.

كما درس الباحثون احتمال اصابة الطفلين بالتوحد والإعاقة الذهنية لو شُخصت والدتهما بالإصابة،بالعدوى خلال العام الذي سبق حملها بهما.  كانت الفكرة هي أن العدوى قبل الحمل ليس من شأنها أن يكون لها علاقة بزيادة احتمال الإصابة بالتوحد والإعاقة الذهنية لو كانت العدوى أثناء الحمل هي ما تسبب بالفعل في الاضطرابات النفسية العصبية [ومنها التوحد] .

هنا، تمكن الباحثون من أن يلاحظوا أن العدوى التي أصابت الأم خلال العام السابق على حملها كانت لها علاقة باحتمال اصابة طفلها بالتوحد بنفس درجة  الاحتمال مثل لو كانت مصابة،بالعدوى أثناء حملها، ولكن ليس لتلك العدوى علاقة باحتمال اصابة الطفل بالإعاقة الذهنية.

العوامل البيئية الأخرى والاختلافات الوراثية

"لا يبدو أن العلاقة بين العدوى عند النساء الحوامل وزيادة احتمال الإصابة بالتوحد لدى أطفالهن هي علاقة سببية.  نتائجنا تفيد بأنه من المرجح أن الزيادة في احتمال الإصابة بالتوحد  تُقسر بالعوامل المشتركة بين أفراد الأسرة ، مثل الاختلافات الجينية / الوراثية(5) أو جوانب معينة من العوامل البيئية المشتركة(6)، "كما يقول مارتن برينج Martin Brynge، طالب دكتوراه في قسم الصحة العامة الشاملة في معهد كارولينسكا، وأحد مؤلفي الدراسة .

نظرًا لأن النتائج لم تكن واضحة بشكل كافٍ بالنسبة للإعاقة الذهنية، فلا يمكن استبعاد أن العدوى أثناء الحمل قد تؤثر في احتمال إصابة الأطفال بهذه الحالة.  على أي حال، فإن العدوى أثناء الحمل قد لا تؤثر في احتمال الاصابة بالإعاقة الذهنية بنفس القدر كما كان يعتقد سابقًا، وفقًا للباحثين.

يؤكد الباحثون أنهم أخذوا في الاعتبار فقط التشخيص بالعدوى بشكل عام.  لا تتعارض هذه الدراسة مع أهمية العلاقات الثابتة،بين بعض أنواع العدوى الفيروسية المعينة، أثناء الحمل، مثل عدوى الفيروس المضخم للخلايا(7) والحصبة الألمانية، واحتمال الإصابة باضطرابات نمائية(8) حادة لدى الطفل. أشار الباحثون أيضًا إلى أن العدوى من الاصابة بالفيروس المسبب لـ كوفيد-19 لم تُدرج في دراستهم. من الأهمية بمكان بالنسبة للنساء الحوامل اتباع نصيحة القوابل فيما يتعلق بمكافحة العدوى(9).

 

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://ar.wikipedia.org/wiki/عدوى


2- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_النمو_العصبي

 

3- https://www.thelancet.com/journals/lanpsy/article/PIIS2215-0366(22)00264-4/fulltext

 

 

4- https://ar.wikipedia.org/wiki/إعاقة_ذهنية

 

5- "الاختلافات الوراثية (الجينية) genetic variation  وهي حدوث اختلافات في السمات أو الصفات في الأعضاء من نفس النوع، أو ذات قرابة فيما بينها، وذلك نتيجة وجود اختلاف في الأليل allel، أي أشكال المورثات، وذلك كنتيجة لاختلاف في البنية الكيميائية للمورثة.  يشار إلى هذا الاختلاف باسم الطفرة الوراثية."  مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اختلاف_وراثي

 

6- بيئة مشتركة shared environment: في التحليلات الجينية للسلوك، هي تلك الجوانب من البيئة التي يعيش فيها أشخاص معًا (على سبيل المثال، الذين بينهم علاقة نسبية - أخوان وأخوات - في بيت العائلة) والتي تجعلهم أكثر تشابهًا مع بعضهم البعض مما هو متوقع من التأثيرات الجينية وحدها.  الأمثلة على العوامل البيئية المشتركة تشمل التالي:  أسلوب التربية التي يزاولها الولدان أو طلاق بين الأب والأم أو دخل الأسرة والمتغيرات ذات العلاقة."  ترجمناه ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://dictionary.apa.org/shared-environment

 

7- https://ar.wikipedia.org/wiki/فيروس_مضخم_للخلايا

 

8- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_نمائي

 

9- https://ar.wikipedia.org/wiki/مكافحة_العدوى

 

 

 

المصدر الرئيس

https://news.ki.se/new-knowledge-about-the-link-between-infection-during-pregnancy-and-autism

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق