بقلم كارمن فيجو أستاذ مشارك في علم
النفس التطوري والتربوي. باحثة في مختبر دراسات التعايش والوقاية من العنف (LAECOVI) ، جامعة قرطبة
نعومي توليدانو فرنانديز دكتوراه
في علم النفس التطبيقي ، جامعة قرطبة
26 أكتوبر 2022
ترجمه ببعض التصرف: عدنان أحمد
الحاجي
المقالة رقم 304 لسنة
2022
Teenage brains: what is happening
and why it leads to more risky behaviours
Carmen Viejo Profesora
Titular de Psicología Evolutiva y de la Educación. Investigadora del Laboratorio de Estudios sobre
Convivencia y Prevención de la Violencia (LAECOVI), Universidad de
Córdoba
Noemí Toledano Fernández Phd en Psicología Aplicada, Universidad de Córdoba
October
26, 2022
مرحلة المراهقة(1) ليست
مرحلة سهلة [لا على المراهق نفسه ولا على ولي أمره]. تعلم (اكتساب) مهارات جديدة، مثل إدارة
المشاعر (ضبط النفس) ، واكتساب المزيد من الاستقلالية عن الوالدين وتحمل مسؤولية
اتخاذ القرارات بمجرد أن يبلغ الشخص سن المراهقة يجعل من هذه المرحلة مرحلة صعبة. خلالها سيخوض الفتيان والفتيات تجارب، وسيغامرون
وسيرتكبون أخطاءً، قبل أن يبلغوا في نهاية المطاف مرحلة الرشد (أي 20 سنة وأكبر). وعندما نفكر في مرحلة المراهقة، فإن بعض
المشكلات المتعلقة بهذه المرحلة التي تتبادر إلى الذهن تتمثل في تقلب المزاج
وانخراط كثير منهم في التدخين وإساءة استخدام التقنيات الرقمية والشبكات
الاجتماعية والشجار والعلاقات والممارسات المحرمة. تعتبر هذه المرحلة مرحلة معقدة في الحياة،
وبمجرد أن نصبح راشدين، نجد صعوبة في تذكر أحداث تلك المرحلة وغالبًا لا نفهمها [حتى
نستفيد منها في نقلها للجيل الجديد من المراهقين].
بالنسبة للراشدين الذين يعيشون [أولياء أمور،
مثلًا] أو يعملون مع المراهقين [زملاء عمل]، يواجهون أيضًا نوعًا من الصعوبة. لكن فهم [أو تفهم] كيف يرى المراهقون العالم من
حولهم أو ما الذي يجعلهم يتصرفون كما يتصرفون يُعد من الأمور المهمة. وجانب من هذا الفهم هو فهم قرائن التطور والنمو
التي تساعدهم على تحديد هويتهم الشخصية(2)، وتعلم كيف يكونوا أعضاءً في
جماعة الأقران / الرفاق(3).
السعي وراء الملذات
التقدم العلمي في علم الأعصاب
يساعدنا على فهم عملية اتخاذ القرار عند المراهقين [المترجم: انظر ملخص كتاب علم
أعصاب مرحلة المراهقة(4)] . ولعل أهم النتائج هو أن المراهقين يفعلون
ما يفعلون لأن أدمغتهم لا تزال في مرحلة التطور والنمو(5) لذلك لم
تُكتسب بعد جميع القدرات بالكامل، وهذا قد يؤدي بهم إلى ارتكاب أخطاء.
خلال فترة المراهقة، هناك الكثير من الحالات التي تتطلب اتخاذ قرارات: مثلًا، رغبة المراهق في تجربة شيء جديد، أو رغبته في الاقتراب من شخص آخر يجده جذابًا أو مخالفة قانون وضعته العائلة. منطقتان في الدماغ معنيتان بكل هذه القرارات لكنهما لا تصلان الى مرحلة النضج (البلوغ) إلّا في فترات عمرية مختلفة جدًا(6).
هذا الخلل في التوازن، والذي يسمى
في الأدبيات العلمية بنموذج الأنظمة المزدوجة(8)، هو مفتاح لفهم لماذا
يتخذ المراهقون أحيانًا القرارات التي يتخذونها. في أدمغتهم، جهاز البحث عن اللذة [جهاز
المكافأة المسؤول عن الدافع والرغبة في السعي وراء المكافأة(9)] النشط
جدًا مع نظام التحكم / التنظيم السلوكي الواعي [المترجم: والذي يُفترض أنه يحد من
السلوكيات السلبية ويعزز من السلوكيات الايجابية].
باختصار، هذا المزيج بين الجهازين يُعتبر مزيجًا مثاليًا للمراهقين للانخراط في سلوكيات يعتبرها الكبار سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
شعور المراهق بأنه جزء من الجماعة
بالإضافة إلى التطور والنمو على
المستوى الفردي، فإن عالم المراهقين الاجتماعي يُعتبر أيضًا مفتاحًا لفهم هذه
المرحلة العمرية.
في هذه السنوات، يصبح الأقران جزءً
أساسيًا من التنشئة الاجتماعية(10) والتعلم (الاكتساب). لا ينفصل الفتيان والفتيات انفصالًا تامًا عن
الأسرة، لكنهم يوسعون من دائرة علاقاتهم الاجتماعية(11) ويبحثون بشكل
مضطرد عن الثقة والدعم والأمان لدى أصدقائهم.
تكييف وملائمة الفرد لسلوكه حتى يكون
عضوًا فاعلًا من أعضاء الجماعة وشعوره بالاندماج فيها يمثل كل ذلك أولوية بالنسبة
له. ومعايير الجماعة ستنظم هذا
السلوك الفردي وتتحكم فيه إلى حد كبير. ما يراه الآخرون إيجابيًا ومقبولًا سيكون مرغوبًا
وسيصبح عادةً (سلوكًا متكررًا). بينما ما هو خاضع للرقابة أو ينظر إليه على أنه سلبي
سيُكبت وسيُقمع وبالتالي سيُترك.
بهذا الأسلوب، سيحاول المراهقون الامتثال لما يفترضون أن الجماعة تتوقعه منهم أثناء مواجهة عوامل معينة، كعامل ضغط الأقران - أي التأثير الذي يمكن للجماعة الاجتماعية أن تمارسه على الشخص - أو حتى "التوهم بالشعور بأنه مراقب وحركاته مرصودة من قبل الآخرين(12)"، وهي سمة من سمات التطور المعرفي لدى المراهقين تجعلهم يعتقدون أنهم دائمًا تحت مراقبة الآخرين الذين يقيِّمون أفعالهم ويحكمون عليها.
دور أولياء الأمور
تعد عملية تطور ونمو أدمغة المراهقين
عملية معقدة ذات سمات خاصة جدًا(13). ولا يمكن اعتبارهم راشدين بعد، بيد أنهم قد
تركوا وراءهم بعض التصرفات الطفولية التي كانوا يمارسونها في مرحلة الطفولة. إلَّا
أن المجازفة (القيام بتصرفات محفوفة بالمخاطر) لا تزال سمة مميزة من سمات مرحلة
المراهقة.
بيد أنه لا ينبغي أن يشوب هذه
المرحلة الكثير من الاضطرابات والخلافات والشجار، لا بالنسبة للمراهقين ولا
لأولياء أمورهم في حياتهم، لو عرفنا ما يدور في أدمغتهم ولماذا يتصرفون كما
يتصرفون. كما أن إدارة الأوضاع الصعبة
التي يواجهونها ستكون أسهل أيضًا لو تمكنا من تزويدهم بأدوات معينه وشفعنا ذلك
بدعم ومساندة. فيما يلي ثلاث نصائح مستقاة
من الدراسات العلمية:
1.
يُعد ارتكاب الأخطاء والمجازفة
من طبيعة مرحلة المراهقة: الشيء المهم هو أن يتعلم المراهقون منها.
2.
تطور الدماغ ونموه لهذه الفئة
العمرية يعني أن لذة تجربة بعض السلوكيات المحفوفة بالمخاطر تمنعهم من التقييم
الصحيح لتبعات هذه السلوكيات. من الضروري
أن يبين أولياء الأمور بعناية وبروح من التفاهم ما هي هذه التبعات.
3.
يحتاج المراهقون إلى أن يشعروا
بالحرية في أن يجربوا ويخطأوا (التجربة والخطأ)، لكنهم بحاجة أيضًا إلى معرفة حدود
ذلك وتبعاته. على الرغم من أنهم يرغبون في
أن يكونوا مستقلين، إلا أنهم لا يزالون بحاجة إلى الشعور برعاية أولياء أمورهم.
وجهة نظر المراهقين تختلف اختلافًا
كبيرًا عن وجهة نظر أولياء أمورهم. ويُعتبر فهم وجهة نظرهم وتقييمها على هذا النحو
أمرًا أساسيًا، إلاَّ أنهم بحاجة إلى الشعور بأنهم مُستمع اليهم، وقبل كل شيء، يُفهمون / تُتفهم
تصرفاتهم، أثناء بحثهم عن مخرج من مأزق ما.
![]() |
يصل الدماغ إلى أكبر حجم له في سنوات المراهقة المبكرة ، لكنه يستمر في النضج (البلوغ) جيدًا حتى العشرينات من العمر(14) |
مصادر من داخل وخارج النص
1- "المراهقة هي العمر الفاصل بين مرحلة الطفولة ومرحلة الرشد، وذلك في الفترة العمرية المُمتدة من سن 13 إلى 25 قد تختلف في بدايتها ونهايتها من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر وعلى حسب الجنس فالانثى تبلغ قبل الذكر وترشد قبله، وذلك حسب البيئة والظروف المحيطة بالشخص. فقد تبدأ مرحلة المراهقة من سن 13 وقد تنتهي في سن 19، ولربما تبدأ اساسا من سن 15 وتنتهي في سن 25 تقريبا، كحد أقصى. لكن هناك مجتمعات قد تعتبر الاشخاص من هم اقل من سن 18 أطفالًا بينما الأشخاص الأكبر سنًا لا يزالون فعليُا مراهقين شباب، وهناك مجتمعات تؤمن بأن الأشخاص في سن العشرات والعشرينات لا زالوا مراهقين باختلاف بداية المرحلة ونهايتها، لأن البعض لا يؤمن بمصطلح المراهقة فيعد من هم في مرحلة الشباب بجميع أنواعهم مراهقين مالم يبلغوا سن الرشد وهو الأربعين كما ذكر أيضا في القرآن، ولكن قسم العلماء سن المراهقة ثلاثة أقسام هي المراهقة المبكرة، المراهقة المتوسطة، والمراهقة المتأخرة، وهي فترة متقلبة وصعبة تمر على الانسان، وتكون بمثابة الاختبار الأول له في حياته الممتدة، حيث أن مستقبل الإنسان وحضارة الأمم تتأثر بمراهقة أفرادها." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/مراهقة
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/هوية_شخصية
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/جماعة_الرفاق
4- "مع تقدم البحث العلمي والاهتمام العام
بدماغ المراهق، تزداد أيضًا الحاجة إلى كتاب دراسي جامعي متاح ينقل الأبحاث المتنامية
حول هذا الموضوع إلى الطلاب. يعد علم
الأعصاب مرحلة المراهقة أداة تعليمية شاملة لطلاب علم الأعصاب المعرفي التطوري في
جميع المستويات حيث أنه يفصِّل العوامل المختلفة التي تؤثر في دماغ المراهق. ركزت المفاهيم التاريخية لمرحلة المراهقة على
أهمية التغيرات الهرمونية التي تحدث عندما ينتقل الطفل من مرحلة الطفولة ويدخل
مرحلة المراهقة، لكن بحثًا جديدًا كشف عن صورة أكثر دقة تساعد في فهمنا لكيف يعمل
الدماغ عبر مراحل الحياة. من خلال التأكيد
على التغيرات البيولوجية والبيولوجية العصبية التي تحدث خلال فترة المراهقة، يوفر
هذا الكتاب الجامعي للطلاب معرفةً شاملةً بهذه النافذة التطورية ويناقش بشكل فريد التبعات
السياسية (التشريعات) العامة في هذه المرحلة التي لأبحاث علم الأعصاب دور في فهم حياة
الشباب." ترجمناه من نص ورد على هذا
العنوان:
https://psycnet.apa.org/record/2017-32517-000
5- https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0273229707000494?via%3Dihub
6-
"عادة ما توفر المنبهات المنفرة والتبعات السلبية اشارات على ظروف خطيرة،
بحسب الاستجابة الحساسة من مناطق مختلفة في جميع أنحاء الدماغ لمثل هذه المنبهات. غالبًا ما يبدو المراهقون أقل "تجنبًا
للأذى / للضرر" من الراشدين عند قياسها بالاستجابة العصبية للمنبهات
والتهديدات والعقوبات المنفرة. على سبيل
المثال، مستوى نشاط اللوزة الدماغية لدى المراهقين أقل من مستوى نشاطها لدى
الراشدين، وذلك استجابةً لمخرجات منفرة / غير مرغوبة (مثل الغاء المكافأة). وبالمثل، منطقة القشرة الأمامية من الدماغ التي
تراقب العقوبات والخلافات تُنشط بالتهديد بمستويات عقوبات خفيفة وشديدة في
الراشدين، بينما تنشط فقط بالتهديد بعقوبة شديدة في المراهقين، مما يفيد بأن هذه
المنطقة أقل حساسية للعقوبات عند المراهقين منها عند الراشدين. تتسق هذه المعطيات مع الأدلة الجديدة الأخرى على
أن الاستجابات العصبية للتغذية الارتجاعية السلبية قد لا تصل إلى حد النضج (البلوغ)
إلّا بمدة زمنية بعد نضوج الاستجابات العصبية للتغذية الارتجاعية
الإيجابية." ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.jahonline.org/article/S1054-139X(12)00207-8/fulltext
7- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8456011/
8- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/dev.20445
9- "نظام / جهاز المكافأة في الدماغ
(brain reward system): مسار عصبي يتضمن عدة مناطق في الدماغ
البشري، ويتم تحفيزه عند الحصول على ما يعتبره الدماغ مكافأة ويُسمى"محفز
المكافأة"، وقد يكون هذا المحفز قطعة من الشوكولاته، أو طعاماً مفضلاً أو
مشاهدة برنامج ممتع. يؤدي تنشيط هذا
النظام إلى إفراز مادة الدوبامين كاستجابة تلقائية، مما يعطي شعوراً بالانتشاء
والسعادة. تطوّر علم الأعصاب كثيرًا خلال
العقود الماضية، مما مكننا من فهم كيف يعمل نظام المكافأة، وتغيّرت نظرة العلماء
له إذ بات يُعرف على أنه مجموعة معقدة ودقيقة التصميم من الشبكات التي تقع في
منتصف الدماغ تماماً، والتي تعمل على إخبار الشخص، من خلال اتصالها مع كل الشبكات
العصبية الأخرى بكل ما يحدث له بشكل لحظي، بالإضافة إلى تصفيتها عن طريق ترسانة
واسعة من تجاربه السابقة. تتصل الخلية
العصبية العادية بما يقارب الـ 10,000 خلية أخرى، وتملك أجزاء من "جهاز المكافأة" خلايا قادرة على تكوين اتصالات أكثر بخمسين مرة من الخلايا
العادية" مقتبس من نص ورد على هذا
العنوان:
https://hbrarabic.com/المفاهيم-الإدارية/نظام-المكافأة-في-الدماغ/
10- "التنشئة الاجتماعية هي الاهتمام
بالإنسان وتطوره في محيطه الاجتماعي وبيئته اليومية، ومن شأنها أن تحوِّل - أي تلك
المادة العضوية - الانسان إلى فرد اجتماعي قادر على التفاعل
والاندماج بسهولة مع أفراد المجتمع. وهي عملية يكتسب الأطفال بفضلها الحكم الخلقي والضبط الذاتي اللازم لهم حتى
يصبحوا أعضاءً راشدين مسؤولين في مجتمعهم.
فالتنشئة الاجتماعية حسب المفهوم الاجتماعي ما هي إلا تدريب للأفراد على
أدوارهم المستقبلية ليكونوا أعضاءً فاعلين في المجتمع ، وتَلقينهم للقيم الاجتماعية والعادات
والتقاليد والعرف السائد في المجتمع لتحقيق الانسجام بين الأفراد، وبين
المعايير والقوانين الاجتماعية، مما يؤدي إلى خلق نوع من التضامن والتماسك في المجتمع." مقتبس من نص ورد على هذا
العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/تنشئة_اجتماعية
11- https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/14616734.2018.1466182
12- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1002/j.2164-4918.1980.tb00413.x
13- https://www.jahonline.org/article/S1054-139X(12)00207-8/fulltext
المصدر الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق