العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء: يعد التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتغيب عن المدرسة عوامل احتمال لإيذاء النفس: بحث جديد

بقلم إميلي ويدنال، كبيرة باحثين، مركز علوم صحة السكان، كلية الطب، جامعة بريستول، وجوني داونز استاذ مشارك، علوم اكلينيكية، جامعة كينجز كوليدج لندن

30 أبريل 2022

المترجم:عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 337 لسنة 2022

Autism, ADHD and school absence are risk factors for self-harm: new research

Emily Widnall Senior Research Associate, Population Health Sciences, University of Bristol , and Johnny Downs Senior Clinical Lecturer King's College London

April 30, 2022

إيذاء النفس⁽¹⁾ - أي اقدام المرء على ايذاء نفسه ماديًا - أمر شائع بين الشباب، ويؤثر في واحد من كل خمسة مراهقين ببلوغهم سن الـ 18 عامًا⁽²⁾.

تُعاين حالة واحدة من كل ثماني حالات إيذاء النفس لدى المراهقين في أقسام الطوارئ بالمستشفيات. ومع ذلك، فإن الذهاب إلى المستشفى للعلاج بعد إيذاء النفس يُعد أحد أقوى قرائن احتمال الاقدام على الانتحار في المستقبل.

عوامل الصحة النفسية والسيسيواقتصادية تزيد من احتمال قيام المراهقين بإيذاء النفس . المصدر : بيتر لوبمان / علمي ألبوم الصور

في دراستنا المنشورة حديثًا⁽³⁾، تعرفنا على بعض عوامل احتمال إيذاء النفس، وذلك من خلال ضم معلومات من تقييمات المستشفيات مع معلومات من مصادر أخرى، مثل سجل حضور المدارس والاحتياجات التعليمية الخاصة [التي يحتاجها ذوي الاعاقات البدنية أو التعلمية]. جمع مصادر المعلومات، التي تتعلق بنفس الطالب، معًا بهذه الطريقة تُسمى ربط البيانات. وتعتبر أداة قوية لتعظيم قيمة بيانات الصحة العامة.

الفتيات يواجهن احتمالات أعلى للإقدام على ايذاء النفس

إيذاء النفس يعود إلى أي فعل من أفعال إيذاء النفس يقوم به أي شخص، بغض النظر عن دوافعه. ومن ضمن هذه التصرفات عادةً تناول الأدوية بغرض تسميم النفس أو الاقدام على جرح جانب من جوانب البدن بأداة حادة

النتائج التي توصلنا إليها تثبت أن احتمال الإقدام على إيذاء النفس كان أعلى بثلاث مرات تقريبًا بالنسبة للفتيان المشخصين باضطراب طيف التوحد مقارنةً بأولئك الذين ليس لديهم اضطراب طيف التوحد. بينما ليس هناك أي احتمال معتبر لتأثير اضطراب طيف التوحد للإقدام في اقدام الفتيات على إيذاء النفس ، على الرغم من أن هذا قد يرجع إلى نقص التشخيص underdiagnosis [نقص التشخيص يعني إما الفشل في التعرف علي الحالة أو تشخيصها بشكل خاطيء] عند الفتيات⁽⁴⁾. ولكن، بشكل عام، احتمال اقدام الفتيات على إيذاء النفس أعلى (1.5٪) منه لدى الفتيان (0.3٪)، وهو ما يتوافق مع ما أثبته بحث سابق⁽⁵⁾.

على الرغم من أن الأدلة تشير إلى أن اضطراب طيف التوحد يعد عامل احتمال لإقدام الراشدين على إيذاء النفس. [مرحلة الرشد تبدأ ببلوغ العشرين من العمر]، إلا أنه لم يُجرَ إلَّا القليل من الدرسات تُعنى باحتمال اقدام المراهقين على ايذاء النفس. أغلب الأبحاث المنشورة كانت مقتصرة فقط على دراسات انتقائية صغيرة الحجم، استخدمت عينات إكلينيكية، ولم تستخدم عينات مأخوذة من المجموعة المستهدفة بأكملها.

على النقيض من ذلك، ربط البيانات سمح لنا بدراسة كمية هائلة من المعلومات. فقد قمنا بتقييم بيانات أكثر من 113 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 11 و 17 سنةً من أربعة أحياء في جنوب لندن، جُمعت ما بين الأعوام 2009 - 2013. النتائج التي توصلنا إليها بشأن ارتفاع احتمالات إيذاء النفس لدى الفتيان المشخصين بالتوحد مهمة في الاهتمام بهذه الفجوة البحثية.

وجدنا أيضًا أن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة كان مؤشرًا قويًا على الاقدام على إيذاء النفس لدى كل من الفتيان والفتيات. احتمال اقدام الشباب المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على إيذاء النفس يعادل أربعة أضعاف احتمال قيام أولئك الذين ليس لديهم هذا الاضطراب. واحتمال اقدام المراهقين، الذين سبق لهم مراجعة عيادات الصحة العقلية بسبب اصابتهم باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، على إيذاء أنفسهم يعادل أربعة أضعاف احتمال قيام أولئك الذين لم يراجعوا هذه العيادات بسبب اصابتهم بهذا الاضطراب. هذه نتائج مهمة بسبب وجود هذه الفجوة في الأدلة: كان هناك عدد قليل جدًا من الدراسات التي جرت في المملكة المتحدة لاستكشاف العلاقة بين اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والاقدام على إيذاء النفس، خاصة لدى الفتيات⁽⁶⁾.

عوامل الـ سيسيواقتصادبة socio-economic⁽⁷⁾ لاحتمال الاقدام على ايذاء النفس

اكتشفنا أيضًا أن الشباب الذين يتغيبون عن المدارس، إما بسبب طردهم أو تغيبهم عنها لظرف ما، كانوا أكثر احتمالًا للاقدام على إيذاء أنفسهم. بالنسبة لأولئك الذين تقل نسبة حضورهم المدارس عن 80 في المائة من الأوقات، كان احتمال قيامهم بإيذاء أنفسهم أكبر بثلاث مرات من أولئك الذين تفوق نسبة حضورهم 80 في المائة. هذه النتائج لم تثبت أن الغياب عن المدرسة كان بسبب إيذاء النفس. بيد أن،الباحثين يقترحون أن مجموعة الشباب هذه مهمة لكي تُستهدف بالتدخلات العلاجية الوقائية.

ربط البيانات يسمح بدراسة المجموعات المستهدفة بأكملها. ويعتبر أقل ارباكًا من مطالبة أشخاص بإكمال الاجابة على أسئلة المسح الاستقصائي وتسليمها. ويسمح للباحثين بتضمين الذين قد لا يبادرون للمشاركة في الدراسات التقليدية. لقد تمكنا أيضًا من النظر في عوامل الاحتمال الكامنة وراء اقدام الشباب على إيذاء النفس والتعرف على الفئات الأكثر احتمالًا للاقدام على ايذاء النفس. هذه النتائج هي خطوة مهمة في تطوير استراتيجيات لمنع إيذاء النفس واثبات قوة ربط البيانات لمعالجة مشكلات الصحة العامة.

مصادر من داخل وخارج النص

1- "إيذاء النفس أو جرح الذات هو إصابة مباشرة متعمدة لأنسجة الجلد الخاصة بالمرء عادة دون قصد الانتحار. استُخدمت مصطلحات أخرى مثل الجرح وتشويه الجسم لأي سلوك يُضر بالنفس بغض النظر عن النية بالانتحار. الشكل الأكثر شيوعًا لإيذاء النفس هو استخدام أداة حادة لجرح الجسم. والأشكال الأخرى منه يشمل الخدش والضرب أو عض و حرق أجزاء من الجسم. على الرغم من أن إيذاء النفس كان يتضمن سابقًا شد أو قرص الجلد بشكل مفرط وشد الشعر وابتلاع السموم، فإن الاستعمال الحالي يميِّز هذه التصرفات عن ايذاء النفس. وبالمثل، فإن تلف الأنسجة الناجم عن تعاطي المخدرات او اضطرابات الأكل لا يعتبر إيذاءً للنفس لأنه عادةً ما يكون من الآثار الجانبية غير المقصودة. على الرغم من أن إيذاء النفس عمل لا يصل الى حد الانتحار، إلا أنه يبقى مهددًا للحياة. ولذلك، الذين يؤذون أنفسهم هم أكثر عرضة للانتحار، كما أن إيذاء النفس يوجد في 40-60% من حالات الانتحار. ومع ذلك، لا ينتحر سوى أقلية من الذين يؤذون أنفسهم." مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا العنوان: