الجمعة، 3 فبراير 2023

برنامج التدخل التربوي التنبؤي يحسن سلوك الأطفال المصابين بالتوحد ويقلل من الضائقة النفسية التي يشعر بها أولياء الأمور بسبب عدم قدرتهم على تلبية المطالب التربوية


12 يناير 2023

 

المترجم: عدنان أحمد الخاجي 

 

المقالة رقم 34 لسنة 2023

 

Parenting intervention improves behaviour in autistic children and reduces parental stress

 

12 January 2023

 

 

مقدمة(1)

يتميز التوحد بصعوبات في التواصل الاجتماعي المتبادل و سلوكيات مقيدة [تركز على شيء واحد فقط] ومتكررة واضطرابات حسية.  الاضطرابات النفسية تتزامن في كثير من الأحيان مع التوحد بمعدلات أعلى من معدلاتها في عامة الناس، حيث تظهر على ما يصل إلى 80٪ إلى 90٪ من الأطفال الصغار المصابين بالتوحد مشاكل انفعالية أو سلوكية.  اضطرابات القلق(2) واضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة (ADHD)(3)  واضطراب المعارض المتحدي(4) هي الاضطرابات الأكثر شيوعًا وتبدو أنها دائمة.  هذه الاضطرابات المتزامنة (المتصاحبة) مقترنة بضغوطات نفسية كبيرة يعاني منها  أولياء الأمور بسبب المطالب التربوية التي تفوق تحملهم.

تدخلات التربية السلوكية (BPIs) القائمة على الاشراط الاستثابي(5) [الاقتران بين السلوك وبين التبعات الايجابية أو السلبية له] ونظريات التعلم الاجتماعي(6) هي مقاربات سايكولوجية واجتماعية معتمدة لتحسين المشكلات السلوكية لدى الأطفال غير المصابين بالتوحد.  هناك أدلة على فعاليتها عندما قُدمت في نمادج على المستوى الفردي و / أو الجماعي، وقد كُيفت هذه التدخلات لأولياء أمور الأطفال الصغار المصابين بالتوحد، وهناك أدلة مستجدة على فعاليتها

نتائج البحث

يُبين بحث جديد من معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب (IoPPN) في جامعة كينغز لندن King's College London أن برنامج  "التربية التنبؤية" الجماعية، وهو برنامج مستند الى تدخلات تربوية سلوكية جماعية لأولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد، تقلل من الصعوبات الانفعالية والسلوكية التي يعاني منها لأطفال وكذلك الضائقة النفسية التي يتعرض لها أولياء الأمور بسبب عدم قدرتهم على تلبية المطالب التربوية على الأمد الطويل. [هذه الضائقة النفسية تعتبر جانبًا طبيعيًا من جوانب التربية وتحدث حين تتجاوز مطالب التربية الموارد المتوقعة والفعلية المتاحة للوالدين والتي من  شأنها لو توفرت أن تجعلهما ناجحين كوالدين في دورهما التربوي(7)]

الدراسة، التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين(1)، تابعت أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد أثناء إغلاق جائحة كوفيد-19 في عام 2020 لدراسة الآثار الطويلة الأمد لبرنامج التدخل الذي قُدم لأول مرة قبل الجائحة.

التربية التنبؤية تزود أولياء الأمور بمعلومات عن التوحد وتدمجها  مع التدريب العملي على مهارات التصرف [التي تتطلب مبادرة عملية] لمساعدتهم على فهم وإدارة المشاعر والسلوكيات الشائعة، والتي كانوا يواجهون في إدارتها معاناة،شديدة جدًا.

أجرى الباحثون استبيانات متابعة ومقابلات مع 49 من أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد الذين شاركوا في تجربة علاج طيف التوحد والمرونة النفسية (ASTAR) التي أُجريت بين عامي 2017 - 2018(1).  تم توزيع أولياء الأمور هؤلاء على مجموعتين بشكل عشوائي لتتلقى إحداهما إما برنامج تدخل التربية التنبؤية والأخرى برنامج التثقيف النفسي أو العكس، (ينطوي التثقيف النفسي فقط على تزويدهم بمعلومات عن التوحد ولافتات على الموارد المتوفرة بدون توجيه محدد بخصوص إدارة المشاعر أو السلوك ).

أولياء الأمور الذين تلقوا برنامج التربية التنبؤية أفادوا عن انخفاض كبير في التهيجية (الاستثارية) التي يعاني منها الأطفال وفي الضغط النفسي الذي يواحهه أولياء الأمور بسبب متطلبات التربية التي تفوق تحملهم(7) أثناء جائحة كوفيد-19، بعد عامين من التدخل. وعلى النقيض من ذلك، فإن التهييج الذي يعاني منه الأطفال والضغوط النفسية التي يواجهها أولياء الأمور بسبب المطالب التربوية التي أبلغ عنها أولياء الأمور الذين تلقوا برنامج التثقيف النفسي قد عادوا إلى مستويات ما قبل برنامج التدخل بعد ذلك بعامين.  تظهر النتائج أن برنامج التربية التنبؤية قد يكون برنامجًا تدخليًا قابلاً للتطبيق لدعم الأطفال المصابين بالتوحد وعائلاتهم.


"جائحة كوفيد-19 والإغلاق الناتج عنها قد وفرا ظروفًا مضطربة بشكل فريد لمعرفة كيف تتكيف العائلات التي لديها أطفال مصابون بالتوحد بعد التغيير في روتينهم.  لقد أعدنا الاتصال بأولياء الأمور الذين شاركوا في دراستنا التجريبية السابقة على الجائحة لتقييم التبعات طويلة الأمد لبرنامج التدخل التربوي التنبؤي، ومعرفة كيف تكيفت هذه العائلات أثناء الجائحة". - الدكتورة ميلاني بالمر Melanie Palmer، باحثة مساعدة في البرنامج التابع لجامعة كينغز كوليدج IoPPN والمؤلفة الأولى للدراسة بالاشتراك مع الدكتورة فيرجينيا كارتر لينونون Virginia Carter Lenonone.

قالت الدكتورة ميلاني بالمر، باحثة مشاركة في جامعة كينغز كوليدج والمؤلفة الأولى للدراسة بالاشتراك مع لينونون Lenonone.  "تُظهر دراستنا أن التربية التنبؤية زودت العائلات بأدوات مفيدة لا زالت فعالة بعد عامين من تطبيقها، لا سيما أثناء الظروف غير المسبوقة للجائحة."

في استبيانات ومقابلات المتابعة، شارك أولياء الأمور بملاحظات إيجابية عن كل من برنامجي التدخل وأفادوا عن استخدامهم استراتيجيات من برنامج التربية التنبؤية في حالة الإغلاق أثناء جائحة كوفيد-19.

تشير النتائج إلى أن برنامج التربية التنبؤية قد يكون له تأثير إيجابي في سلوك الطفل وفي الضغوط النفسية التي يتعرض لها أولياء الأمور بسبب المتطلبات التربوية التي تفوق تحملهم على الأمد الطويل.  قد تكون الاستراتيجيات التي تُدرَّس  في برنامج التربية التنبؤية مفيدة بشكل خاص خلال فترات الريب والضغط النفسي كما هب الحالة أثناء جائحة كوفيد-19، حيث تهدف إلى مساعدة أولياء الأمور على تعزيز القدرة على التنبؤ.   وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه خلال حالات الإغلاق أثناء جائحة كوفيد-19، يقضي أولياء الأمور والأطفال وقتًا أطول معًا، لذلك قد يكون لاستخدام الاستراتيجيات خلال هذه الفترة تأثيرات كبيرة.

قالت البروفيسورة إميلي سيمونوف Emily Simonoff، المديرة المؤقتة لشراكة بين أمانة هيئة مودسلي وجامعة كينغز كوليدج King's Maudsley للصحة العقلية للأطفال والشباب وكبيرة مؤلفي الورقة: "أظهرت ناائج دراستنا التجريبية الأولية، التي اكتملت قبل عامين من بدء الجائحة، نتائج إيجابية ولكنها ليست ذات دلالة إحصائية لأولياء الأمور المشاركين في برنامج التربية التنبؤية مقارنة بالمشاركين في برنامج التعليم النفسي فور اكتمال التدخل.  نتائج دراسة المتابعة هذه كان موضع ترحيب لأن أي تأثيرات مفيدة للعديد من التدخلات تبدو أنها تتلاشى بمرور الزمن.  لكنا وجدنا هنا فوائد متزايدة في دراسة المتابعة مما يشير إلى أن بعض العائلات تحتاج إلى وقت لإدراج استراتيجيات جديدة في روتينها المنزلي حتى يمكن أن تترجم إلى تحسن في سلوك الطفل.  يعد هذا تدخلاً واعدًا لبعض المشكلات المتزامنة الأكثر شيوعًا التي يعاني منها أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد.  حاليًا، نريد تأكيد النتائج التي توصلنا إليها في تجربة سريرية واسعة النطاق ".

قال أحد أولياء الأمور الذين شاركوا في الدراسة: "محاولة تحليل لماذا يتصرف طفلي ببعض التصرفات تعتبر محاولة مفيدة جدًا.  كنت أشعر في السابق بالتوتر والقلق لأنني لم أفهم [سلوك الطفل]. حاليًا لو عدت وتأملت في كيف كان يتصرف في السابق سأتفهم ذلك؟". ولذا سأتمكن من أن أتفاعل مع تصرفاته بشكل أفضل قليلاً؛ وأصبح لدي المزيد من التحلي بالصبر مما يمكنني من معرفة سبب تصرفاته،  فأذا كانت المشكلة تتعلقب قلة الاهتمام به؟"، أسعى لقضاء بعض الوقت معه.  وهذه المقاربة ساعدت كثيرًا في حل المشكلات التي يعانون منها."

قال مشارك آخر من أولياء الأمور: "كانت ابنتي لا تسلك إلّا طريقًا واحدًا فقط [إلى المدرسة]. إحدى الفوائد من هذا البرنامج كانت بالنسبة لي هو أنني بدأت في إدخال تغيرات طفيفة في الطرق التي تسلكها إلى المدرسة وقد نجحت في ذلك.  عندما كنا في البيت أثناء الإغلاق بسبب الجائحة وحتى بعد ذلك ، اعتدت وإياها أن نتمشى وكان من الجيد أنها داومت على قول "دعنا نستكشف طريقًا جديدًا". لذلك كان هذا تصرفًا إيجابيًا جدًا".

قاد الدراسة باحثون في IoPPN وشارك فيها عدة جهات من مستشفيات وهيئة الخدمات الصحية الوطنية.  

 

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://parentingscience.com/parenting-stress/

 

2- https://www.msdmanuals.com/ar/home/اضطرابات-الصحَّة-النفسيَّة/القلقُ-والاضطرابات-المرتبطة-بالكَرب-أو-الشدَّة/لمحةٌ-عامَّة-حولَ-اضطرابات-القلق


3- https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/adhd/symptoms-causes/syc-20350889

4- https://www.msdmanuals.com/ar/home/قضايا-صحَّة-الأطفال/اضطرابات-الصحَّة-النفسية-عندَ-الأطفال-والمراهقين/اضطراب-المُعار%D9%90ض-المتحد%D9%90ّي


5- https://ar.wikipedia.org/wiki/إشراط_استثابي


6- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_التعلم_الاجتماعي


7- https://www.jaacap.org/article/S0890-8567(21)00298-7/fulltext

 

المصدر الزئيس

https://www.kcl.ac.uk/news/parenting-intervention-improves-behaviour-in-autistic-children-and-reduces-parental-stress

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق