14 سبتمبر 2022
بقلم أندرياس تورنيهولم
المترجم؛ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 209 لسنة 2023
Moral illusions may alter our behaviour
14 September 2022
Anders Törneholm
اطروحة الدكتوراه: الوهم الأخلافي |
"يبدو أننا نوظف ما يمكن أن نطلق عليه" هامش المناورة الأخلاقية "لنبرر قراراتنا الأنانية. هذا يعني أنه يمكننا التصرف بأنانية في حالات ومواقف معينة ، دون أن نشعر بأن أفعالنا منافية للأخلاق، "كما تقول هاجسا هانسون Kajsa Hansson، خريجة دكتورا في الاقتصاد من جامعة لينشوبينغ Linköping، التي كان عنوان أطروحتها للدكتوراه: الوهم الأخلاقي(1).
في أطروحتها درست كاسجا عدة جوانب لما تسميه بـ "الوهم الأخلاقي" قارنته بالوهم (الخداع) البصري [الخدع البصرية أو الوهم البصري الذي يصور للناظر دائما الصورة المرئية على غير حقيقتها(2)] وتخلص كاسجا إلى أنه يمكننا تعديل أخلاقنا بعض الشيء في بعض المواقف لزيادة المنفعة (المصلحة) الذاتية.
"العدالة تكمن في عين الرائي". لكني استخدمت تعريفًا فضفاضًا للأخلاق، ولم أحكم على ما إذا كان نوع معين من العدالة جيد أم غير جيد. لكني أستخدمت فكرة ما إذا كان الشخص يشعر أنه لا يلتزم بمفهومه الخاص عن الأخلاق الحميدة ، كما قالت كاجسا هانسون.
على غرار الخداع البصري
يتبثق الوهم الأخلاقي بشكل أساسي في المواقف التنافسية (التزاحم) عندما يتنافس (يكون هناك تزاحم بين) الكثير من الناس للحصول على نفس المكافآت (المنافع). هذا نتيجة للآليات النفسية(3) التي تجعلنا نقيَّم العدالة بشكل مختلف، اعتمادًا على ما إذا كنا ناجحين أم لا. هذا هو الحال بشكل خاص عندما نفتقر إلى معلومات عن عدالة الحالة / الموقف. عندما يحاول الدماغ اكمال المعلومات المفقودة ، فإنه قد يخلق صورة لا تتطابق مع الواقع - على غرار الخداع البصري.
أحد الأمثلة هو كيف ننظر إلى الخسارة. إذا خسرنا ، فإننا نلقي باللوم على عدم استواء أرضية الملعب، أو أن اللعبة كانت مزورة / مغشوشة / مفبركة. على النقيض من ذلك، حين نفوز، فإننا نعزو ذلك الفوز الى مهاراتنا الممتازة التي وظفناها في اللعب. قد يصف هذا الاتجاه سبب اعتقاد الناجحين أن العالم يعتمد الـ ميريتوقراطية(4) meritocracy في تصرفاته، وبالتالي فإن عدم المساواة الاقتصادية عادلة.
بحثت كاجسا هانسون أيضًا في كيف نتفاعل مع القرارات عندما نتمكن من تجنب المعلومات التي قد تشجع على السلوك غير الأناني. في هذه الحالة، مرة أخرى ، يمكن تغيير أخلاقنا، لأننا مترددون في البحث عن المزيد من المعلومات التي قد تسبب لنا شعورَا سيئًا. قد تجبرنا هذه المعلومات على التصرف بشكل غير أناني.
لا لانتشار المسؤولية
ومع ذلك، هناك حالة واحدة لا يلعب فيه الوهم الأخلاقي دورًا - عندما تتخذ القرارات بشكل ديمقراطي. قد يكون هذا هو الحال بالنسبة للقرارات التي يتخذها البرلمان الوطني ، ولكنه ينطبق أيضًا على لجان الأندية والشركات، وما إلى ذلك، حيث يشارك العديد من الأعضاء ويتخذون قرارات بشكل جماعي. تتعارض هذه النتيجة مع النظرية المقبولة حاليًا، والتي تقول إننا نصبح غير أخلاقيين عندما تُلقى المسؤولية عن اتخاذ القرارات على عدة أعضاء. تُعرف هذه الظاهرة باسم "انتشار المسؤولية". [المترجم: انتشار المسؤلية هي حينما يكون الشخص مُحاطًا بأشخاصٍ آخرين عند حصول موقفٍ ما، فإنه يفترض أنّ شخصًا آخر غيره سيتحمل المسؤولية وتعني أيضإا تأثير المتفرج(5)]
عندما تُتخذ القرارات بشكل ديمقراطي ، هناك دائمًا شخص آخر يمكننا إلقاء اللوم عليه ، وقد أظهرت الدراسات السابقة أننا نصبح أكثر أنانية حين تنتشر المسؤولية عن القرار بين عدة أشخاص(5). ومع ذلك ، فإن نتائجنا لا تدعم فكرة أن الناس يصبحون غير أخلاقيين عندما يتخذون مثل هذه القرارات. تقول كاجسا هانسون: "في الواقع ، ما يحدث هو العكس تمامًا".
أكثر سخاءً
في هذه الدراسة، أجرت كاجسا هانسون وزملاؤها ثلاث تجارب كان على المشاركين فيها إمّا أن يختاروا بين أن يتبرعوا بالمال أو أن يحتفظوا به. في بعض التجارب كان القرار ديمقراطياً بين عدة مشاركين. وفي حالات أخرى ، تصرف المشاركون بشكل فردي. أثبتت النتائج أنه لم يكن من الممكن ملاحظة أي سلوك أناني. في الواقع ، أثبت الباحثون أن الناس أصبحوا أكثر سخاءً في هذا السيناريو.
"نتائجنا في الواقع تبشر بخير. وهي تشير الى أننا نمتلك البصيرة حين نتخذ قرارات عن آخرين ، ونتصرف بشكل جماعي. تقول كاجسا هانسون: "بإمكاننا التكهن بأن الناس يدركون أنه يمكننا المساهمة بشكل أكبر في الصالح العام عندما يساهم كل منا في ذلك أيضًآ".
تتناول الأطروحة عملية اتخاذ القرار من منظور واسع ، وتنظر في كيف تؤثر الأخلاق في اتخاذ القرار. تعتقد كاجسا هانسون أن الأخلاق يمكن أن تساعدنا في فهم بعضنا بعض بشكل أفضل. "قد لا نتفق دائمًا مع كيف يفسر كل منا الواقع ، ولكن يمكننا أن نتفهم وجهة نظره."
أطروحة الدكتوره بعنوان: الوهم الأخلاقي ، (أطروحة دكتوراه ، المطبعة الإلكترونية بجامعة لينشوبينغ) ، هانسون كاسجا. (2022)(1).
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://liu.diva-portal.org/smash/record.jsf?pid=diva2%3A1688469&dswid=6139
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/خداع_بصري
3- "يمكن تعريف الآليات النفسية على أنها عمليات أو أحداث / عوامل مسؤولة عن احداث تغييرات معينة في المخرجات النفسية،" ترجمناه مم نص ورد على هذا العنوان:
3- حكم الجدارة أو مجتمع الجدارة أو حكم الأخيار أو الـ ميريتوقراطية (meritocracy) هو نظام سياسي تُسنَد فيه السلعُ الاقتصادية و / أو السلطة السياسية إلى الأفراد على أساس كفاءتهم، والجهد المبذول، والإنجازات المتحقّقة، بدلاً من اعتبارات تعتمد الثروة أو الطبقة الاجتماعية. يقوم مبدأ التقدم في هذا النظام على مقدار الفاعليّة، التي تُقاس بالإخضاع للاختبار أو من خلال تقييم الإنجازات التي تحقّقت. بالرغم من أنّ الجدارة كمفهومٍ وُجِدَ منذ قرون، إلا أن المصطلح نفسَه لم يظهر إلا على يدِ عالم الاجتماع مايكل دانلوب يونغ في العام 1958 في مقاله الساخر بعنوان: «صعود حُكم الجدارة»." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/حكم_الجدارة
4- "تأثير المتفرج أو لامبالاة المتفرج هي ظاهرة نفسية اجتماعية تشير إلى امتناع الشخص عن تقديم أي مساعدة للضحية إذا كان هناك حاضرون آخرون. احتمال المساعدة يرتبط عكسياً مع عدد المتفرجين. أي أنه كلما زاد عدد المتفرجين، كلما نقصت نسبة احتمال أن يُقدم أحدهم المساعدة. هناك عدة عوامل لتفسير ظاهرة لامبالاة المتفرج ومنها: الغموض." مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/تأثير_المتفرج
المصدر الرئيس
https://liu.se/en/news-item/moraliska-illusioner-kan-andra-vart-beteende
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق