14 سبتمبر 2023
المترجم : عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 304 لسنة 2023
Take the money now or later? Financial scarcity doesn’t lead to poor decision making
September 14, 2023
مصدر الصورة : البنك الفدرالي الأمريكي |
عندما يشعر الناس بأن مواردهم شحيحة - أي أنهم لا يملكون ما يكفي من المال أو الوقت لتلبية احتياجاتهم - فإنهم غالبًا ما يتخذون قرارات تفضل المكاسب الآنية على العوائد المستقبلية. ولهذا السبب، يرى الباحثون أن الشعور بالندرة(1) تدفع الناس إلى اتخاذ قرارات متهورة وقصيرة النظر ومتسرعة. لكن دراسة نشرتها جمعية علم النفس الأمريكية تدعم وجهة نظر مختلفة لكنها غير سائدة: فالذين يواجهون مشكلة الشعور بالندرة يتخذون قرارات عقلانية بناءً على ظروفهم، ويعطون الأولوية فقط للمكاسب الآنية على العوائد المستقبلية عندما تصبح مشكلة الشعور بالندرة مهددة لاحتياجاتهم الأكثر إلحاحًا (الآنية).
"تطعن هذه الدراسة في وجهة النظر السائدة القائلة بأنه عندما يشعر الناس بالفقر أو يعيشون الفقر، فإنهم يصبحون غير صبورين وقصيري النظر ولا يستطيعون التفكير أو لا يفكرون في المستقبل،" كما قالت إيشا شارما Eesha Sharma، المؤلفة المشاركة في الدراسة، من جامعة سان دييغو الحكومية. "هذه الدراسة تطرح إطارًا كبديل لفهم أنه عندما يشعر الناس بالندرة المالية(1)، فإنهم يحاولون اتخاذ أفضل قرار ممكن، في ضوء الظروف التي يعيشون فيها".
الدراسة نشرت في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي(2) Journal of Personality and Social Psychology .
شارما والمؤلفان المشاركان ستيفاني تولي Stephanie Tully، من جامعة جنوب كاليفورنيا، وشيانغ وانغ Xiang Wang، من جامعة لينغنان Lingnan في هونغ كونغ، أرادوا التمييز بين فكرتين متناقضتين: هل تفضيل الناس للمكاسب الآنية يعكس نفاد الصبر والاندفاعية، أو أنه يعكس اتخاذ قرارات متروية [مدروسة] ومقصودة. وحتى يكتشفوا أيًا منها، قاموا بدراسة كيف تتغير قرارات الناس بناءً على الخط الزمني (البعد الزمني) للاحتياجات التي يشعرون أنهم لا يملكون ما يكفي من المال لتلبيتها.
"الاحتياجات موجودة على طول خط زمني ممتد " كما قالت تولي. "كثيرًا ما نفكر في الاحتياجات العاجلة (الملحة) مثل الغذاء أو السكن، ولكن يمكن أن يواجه الناس الندرة المرتبطة بالاحتياجات المستقبلية أيضًا، مثل استبدال سيارة متهالكة قبل أن تتوقف نهائيًا، أو شراء منزل أو دفع تكاليف الدراسة الجامعية. ومع ذلك، فقد ركزت الأبحاث حول الندرة على الاحتياجات الملحة بشكل شبه حصري.
في الدراسة الحالية، أجرى الباحثون خمس تجارب قاموا فيها بقياس الشعور بالندرة أو استحثاثها لدى(اقناع) المشاركين، ودرسوا مدى تغير الاختيارات التي اتخذها الناس بناءً على ما إذا كان الشعور بالندرة مرتبطة بالاحتياجات الآنية أم المستقبلية.
بشكل عام، وجدوا أنه عندما يشعر الناس أنهم لا يملكون ما يكفي من الموارد لتلبية حاجة ملحة، مثل الغذاء أو السكن، فمن المرجح أن يتخذوا قرارات تمنح مبالغ نقدية فورية، حتى لو كان ذلك على حساب استلام مبالغ أكبر بعد فترة زمنية. ولكن عندما تصبح الندرة مهددة لحاجة مستقبلية، مثل استبدال سيارة متهالكة، فإن الذين يشعرون بالندرة غير مستعدين للانتظار للحصول على مبالغ مالية أكبر في المستقبل - وفي بعض الحالات يكونون أكثر استعدادًا للانتظار - مقارنة بالذين لا يشعرون بالندرة .
في إحدى التجارب، على سبيل المثال، اختار الباحثون أكثر من 1000 مشارك عن طريق إعلانات على الفيسبوك كانوا يخططون لحفل زفاف. بالنسبة للبعض، فقد استطاعوا التأثير فيهم للإحساس بالندرة وذلك بسؤالهم عما إذا كان التخطيط لحفل الزفاف قد جعلهم يشعرون كما لو أنهم لا يملكون ما يكفي من المال، وما هو الجانب من تكاليف الزفاف الذي شعروا بقلق بالغ حياله. طُلب من مجموعة ضابطة التأمل في الجانب الذي كان أكثر اثارة من حفل زفافهم.
بعد ذلك، أُخبروا المشاركين أنهم سيدخلون في مسابقة للفوز بجائزة نقدية بمبلغ 200 دولار فورية أو 300 دولار بعد عدة شهور. ووجد الباحثون أنه في المتوسط، لم يكن احتمال اختيار المشاركين في مجموعة الندرة المبلغ المالي الفوري أكثر (بشكل معتبر) من احتمال اختيار المجموعة الضابطة للمبلغ، مما يفيد بأن الاحساس بالندرة، في حد ذاته، لم يؤدي إلى نفاد الصبر بشكل معتبر . ولكن عندما درسوا خيارات المشاركين بناءً على مواعيد الزفاف، وجدوا أن الندرة تؤثر بالفعل في تفضيلاتهم. عندما كانت تواريخ زفاف المشاركين قبل تاريخ دفع المبلغ المالي الكبير (أفق زمني أقصر)، كان من المرجح أن يختار المشاركون المبلغ المالي الصغير والفوري، ولكن عندما كانت تواريخ زفاف المشاركين بعد دفع المبلغ الكبير ( أفق زمني أطول)، كانوا أكثر احتمالًا لاختيار المبلغ الكبير بعد عدة شهور.
وفي تجربة متابعة، وجد الباحثون أن تأثير الأفق الزمني لم يؤثر إلا على اختيارات المشاركين عندما كان الدفع ذا صلة بالحاجة الملحة، مما يشير إلى أن القرارات تعكس محاولات المشاركين المدروسة لتلبية الحاجة الملحة. وبعبارة أخرى، عندما شعر المشاركون بنقص في المال الذي يحتاجوه لتلبية حاجة ملحة، كانوا أكثر احتمالًا لاختيار المبلغ الأصغر والأسرع، مقارنة عندما شعروا بنقص المال لتلبية حاجة يحتاجونها في المستقبل. ولكن عندما تم اقناعهم بأن الوقت ضيق مقابل اقناعهم بشحة في المال، فبغض النظر عما إذا كانت الحاجة ملحة أو مطلوبة بعد فترة لم تؤثر فيما إذا ما كانوا يختارون استلام مبلغ المال الأقل والسريع (الفوري) أو يختارون استلام المبلغ الأكبر في المستقبل.
البحث له علاقة بعملية اتخاذ القرار بالنسبة لكل شخص تقريبًا، وليس فقط لأولئك الذين يعيشون الفقر، وفقًا لشارما. وقالت: "يتحدث الكثير من الناس عن الندرة المالية كما لو أنها مرادفة لحالة الفقر". "لكن الشعور بأن الموارد غير كافية تكاد تكون شمولية لا تخص فردًا أو جماعة أو أهل بلد بعينه - بل هي مشكلة قد تعرض لأي شخص، لأنه في مرحلة ما من حياته، ربما يشعر بأنه لا يجد ما يكفيه من المال."
النتائج لها أيضًا تبعات على أنواع التدخلات التي من المحتمل أن تساعد الناس على اتخاذ قرارات أفضل في الأمد الطويل بشأن كل شيء بدءًا من الشؤون المالية الشخصية وحتى تغير المناخ، وفقًا لـ وانغ.
وقالت: "إن فهم الشعور بالندرة أمر بالغ الأهمية، لا سيما وأن العوامل في المجتمع - مثل تغير المناخ الذي يؤثر في إمدادات الماء والغذاء والتضخم الذي يؤثر في تكلفة المعيشة، وأشكال الإعلانات المستهدفة لخلق احتياجات متصورة لدى الناس - كلها تخلق مثيرات للشعور بندرة متصورة لا نهاية لها".
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/ندرة_(اقتصاد)
2- https://www.apa.org/pubs/journals/releases/psp-pspa0000353.pdf
المصدر الرئيس
https://www.apa.org/news/press/releases/2023/09/financial-scarcity-decision-making
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق