الاثنين، 23 يناير 2017

باحثة تبحث في العلم الذي وراء الحب

كتبه جيمي هيرش

٢٠ يناير ٢٠١٧ 

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

Researcher investigates the science behind love

January 20, 2017 
by Jami Hirsch
المقالة  رقم ٣٧  لسنة ٢٠١٧


مقدمة المترجم 
لا نكشف عن جديد حينما  نجد لكل فكرة جديدة مهما صغر  مقدارها وأهميتها معارضين او مؤيدين او من هم على الحياد - وكأن هذه هي سنة الحياة- بعض الاشياءالتي لا تبدو قابلة للبحث والدراسة كالمُجرَّدات والتي  دائماً تقبل كما هي كجزئية من الحياة  بلا نقاش في اكثر الأحيان وذلك  ربما من باب مغالطة التهيئة   ولذلك نرى في الاعم الأغلب تختار الناس عدم الخوض فيها او وصف من يخوض فيها بالجنون. ولعل ذلك بدافع من التنافر المعرفي.          

---النص--



عندما تقول عضو الكادر التدريسي في السايكلوجيا في جامعة ميسوري في سانت لويس    ساندرا لانقسلانق  Langeslag  للناس أنها تعمل أبحاثاً في  الحب، كانت  ردود  افعالهم   مختلفة.

الطلاب وافقوا على الفور . الأساتذة الزملاء والباحثون وحتى الغرباء الذين كانو يتحدثون في مجموعات صغيرة  فتنوا بالدراسة. محرّرو  المجلات كانوا في الجهة الاخرى معارضين للفكرة، بينما كان الممولون  مشككين.
"حصلتُ على ردود مستقطبة تماما"، تقول الباحثة وهي مبتسمة من مكتبها في الطابق الرابع في قاعة ستادلر. وقالت "الناس إما يحبون ذلك   أو  يكرهونه  ويعتقدون أنني مجنونة."
لماذا هذه الردود القوية؟
الجميع لديه ما يقوله - والكثير من الأفكار المسبقة - عن تجربة عالمية تقريبية عن الحب.
والآن كل شخص لديه شيء ليقوله عن  بحوث علم النفس التي يقوم بها البرفسور.
وقد لفتت الدراسة التي نشرتها في أغسطس بالتزامن مع يان فان ستايرن Strien من جامعة ايراسموس في روتردام نظر عدة نشرات أخبار في وسائل الإعلام بما في ذلك صحيفة وول ستريت جورنال، وهافينغتون بوست كندا، كوزموبوليتان المملكة المتحدة  والكثير  غيرها.
بإختصار، الدراسة تبحث مفهوم قانون  الحب من خلال النظر في كيفية تأثير المعرفة على الحب. وبعبارة أخرى، البحث يسأل: هل يمكن ان يغير الشخص  علاقات الحب  فقط من خلال التفكير؟ هل يمكن للتفكير في الأفكار الإيجابية نحو الحبيب (مثلا  : انه ذكي جدا، لطيف وجيد) ان يجعل   المشاعر الإيجابية للحب تزداد؟ وبالمثل: هل يمكن للتفكير في الأفكار السلبية (مثلاً: انها فوضوية دائما، ليس لنا مستقبل معا) ان يجعل مشاعر الحب تنخفض؟
البيانات التي جمعتها لانقسلاق Langeslag،  وهي مزيج من ردود المشاركين القابلة للقياس وتحليل موجات الدماغ، تشير إلى الجواب بالإيجاب على كل هذه الأسئلة.
نعم فعلا. الحب - شعور كثير من الناس يقولون انهم ببساطة لا يستطيعون  التحكم فيه - قد يكون قابل للتحكم فيه  على كل حال.
لماذا هذا مثير جدا؟
هناك العديد من الحالات في الحياة عندما تكون  قادراً على تغيير  مشاعر الحب لدى شخص فهذا  بكون  مفيداً، بل ومفيد للصحة النفسية والعامة.
"تخيل لو كنت تحب شخصا لا يحبك بالمقابل،" قدمت الباحثة هذا كمثال. "أو ربما انت متزوج سعيد في حياتك الزوجية  والآن  اصبحت معجباً بشخص آخر، ولكنك لا ترغب في تطوير هذا الإعجاب  بسبب زواجك السعيد." والعكس صحيح. 
واوضحت الباحثة  "هناك أيضا حالات حيث يمكن ان  يكون فيها الناس  أقل في علاقات الحب مما   يريدون ". "ونحن نعلم أن في علاقات الحب الطويلة الأمد  يمكن للمشاعر أن تنخفض  بمرور الوقت، والتي قد تؤدي الى الانفصال أو الطلاق حيث يقول الناس أشياء مثل:" نحن لا نكره بعضنا وليس هناك خيانة من احد ، ولكن  اصبحنا لا نحب بعضنا بعد الآن.'"
الباحثة أوضحت   أنه في حين أن النتائج مثيرة بالتأكيد، فهي ليست بسيطة كما قد يبدو لأول وهلة.
"القضية  هي ليست كمفتاح تشغيل / إطفاء  و حين تفكر  في الأشياء السلبية  فأنت الآن   لست واقعاً في الحب  بعد."
هنا في الجامعة ، ومن مختبرها للادراك العصبي والعاطفة والاثارة   الباحثة وطلابها   مشغولون بالتحقيق في هذا السؤال وغيره الكثير.
فقد درسوا  كيف يحسّن  الحبُ  المعرفة.
"في عملي السابق،" قالت الباحثة  ، "لقد أظهرت أن الناس لديهم المزيد من الاهتمام بأي معلومات لها علاقة بأحبائهم. على سبيل المثال، إذا كان  حبيبك  هو من محبي براد بيت،  فستلاحظ ملصقات فيلم  براد بيت عليهم حتى ولو كانوا  لا يهتمون  ببراد بيت. الناس يتذكرون الأشياء التي لها علاقة بمحبوبهم  أكثر مما مع شخص آخر ".
وقام ايضاً  بدراسة العكس - كيف يضر الحب  بالمعرفة.
"فكر في الناس الذين يقولون،" أنا  لا يمكنني التركيز على عملي أو واجبي، وأنا أفكر في هذا الشخص طوال الوقت. " هل  هذا المعرفة الزائدة بالأشياء التي لها علاقة بحبيب مكلف؟ هل يجعلك أسوأ في المهام التي ينبغي عليك أن تفعلها؟ " امكانية  تطبيقات هذه المطالَب في الواقع هو الجزء  الذي شجع الباحثة في جعل الحب موضوع تركيز بحثها في المقام الاول. عندما كانت طالبة بكالريوس .
وهذا ايضاً احد الاشياء التي جذبها الى هذا المجال من البايوسايكلوجيا ( السايكلوجيا البايلوجية) - وهو التخصص فرعي تحت  تخصص السايكلوجيا الأعرض  والذي تتقاطع فيه البايلوجيا والعمليات العصبية ومثيلاتها بالدراسات السلوكية البشرية ،. وهو المنهج العلمي الذي لا يعرف الناس بوجوده .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق