كيف يسلك النمل طريقه الى مسكنه - الى الامام او الى الخلف او على جنب

١٩ يناير ٢٠١٧

ترجم بعضه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

How ants navigate homeward - forward, backward, or sideward

19 january 2017

المقالة  رقم ٤٠ لسنة ٢٠١٧

مقدمة المترجم

النمل مملكة مذهلة استرعت انتباه نبي الله سليمان عليه السلام   ووصفها  أمير المؤمنين علي بن ابي  طالب عليه السلام  فيما ورد عنه:"انْظُرُوا إِلَى الَّنمْلَةِ فِي صِغَرِ جُثَّتِهَا، وَلَطَافَةِ هَيْئَتِهَا، لاَ تَكَادُ تُنَالُ بِلَحْظِ الْبَصَرِ، وَلاَ بِمُسْتَدْرَكِ الْفِكَرِ، كَيْفَ دَبَّتْ عَلَى أَرْضِهَا، وَصَبَتْ عَلَى رِزْقِهَا، تَنْقُلُ الْحَبَّةَ إِلَى جُحْرِهَا، وَتُعِدُّهَا فِي مُسْتَقَرِّهَا. تَجْمَعُ فِي حَرِّهَا لِبَرْدِهَا، وَفِي وِرْدِهَا لِصَدَرِهَا ، مَكْفُولٌ بِرِزْقِهَا، مَرْزُوقَةٌ بِوِفْقِهَا ، لاَ يُغْفِلُهَا الْمَنَّانُ، وَلاَ يَحْرِمُهَا الدَّيَّانُ، وَلَوْ فِي الصَّفَا اليابس ، وَالْحَجَرِ الْجَامِسِ! وَلَوْ فَكَّرْتَ فِي مَجَارِي أُكْلِهَا، وَفِي عُلْوهَا وَسُفْلِهَا، وَمَا فِي الجَوْفِ مِنْ شَرَاسِيفِ بَطْنِهَا، وَمَا فِي الرَّأسِ مِنْ عَيْنِهَا وَأُذُنِهَا، لَقَضَيْتَ مِنْ خَلْقِهَا عَجَباً، وَلَقِيتَ مِنْ وَصْفِهَا تَعَباً! فَتَعَالَى الَّذِي أَقَامَهَا عَلَى قَوَائِمِهَا، وَبَنَاهَا عَلَى دَعَائِمِهَا! لَمْ يَشْرَكْهُ فِي فِطْرَتِهَا فَاطِرٌ. وَلَمْ يُعِنْهُ عَلَى خَلْقِهَا قَادِرٌ. وَلَوْ ضَرَبْتَ فِي مَذَاهِبِ فِكْرِكَ لِتَبْلُغَ غَايَاتِهِ، مَا دَلَّتْكَ الدَّلاَلَةُ إِلاَّ عَلَى أَنَّ فَاطِرَ الَّنمْلَةِ هُوَ فَاطِرُ النَّخْلَةِ، لِدَقِيقِ تَفْصِيلِ كُلِّ شَيْءٍ، وَغَامِضِ اخْتِلاَفِ كُلِّ حَيٍّ. وَمَا الْجَلِيلُ وَاللَّطِيفُ، وَالثَّقِيلُ والخَفِيفُ، وَالْقَوِيُّ وَالضَّعِيفُ، فِي خَلْقِهِ إِلاَّ سَوَاءٌ

 هذا وقد  استرعت ايضااً اهتمام  الباحثين منذ فترة وكانت موضوعاً متشعباً لدراساتهم المختلفة ( انظر مثلاً :https://www.facebook.com/adnan.ahmed.9404362/posts/1031442620270435 و https://www.facebook.com/adnan.ahmed.9404362/posts/949250065156358، فمنهم من استهلم هندسة شبكات الخدمات للمدن الكبيرة ومنهم من ركز على قدرة النمل الملاحية المذهلة للنمل وهذا ما سنقرأه وبلأخص في ملخص قولهم :"عالم الحشرات   أكثر تعقيدا بكثير مما كان يعتقد سابقا". وهذا ما نوه عنه أمير المؤمنين عليه السلام كما أسلفنا .

-- النص--

أظهر فريق دولي من بينهم باحثون من جامعة أدنبرة، وأنطوان وايستراش من مركز ابحاث  الإدراك الحيواني (CNRS / جامعة تولوز الثالث-بول ساباتتيه) أن النمل يمكنها ان تجد اتجاهاتها  مهما كان تموضع جسمها. قد تكون أدمغتها أصغر من رأس الدبوس، ولكن النمل ملاّح ممتاز  تستخدم الإشارات الجوية والأرضية لحفظ المسارات الخاصة بها. وللقيام بذلك، فإنها تستخدم عدة مناطق من الدماغ في وقت واحد، مما يثبت مرة أخرى أن دماغ  الحشرات هو أكثر تعقيدا مما كان يعتقد. نشرت النتائج التي توصل إليها الباحثون في مجلة Current Biology
 في ١٩ يناير ٢٠١٧.

حتى الآن، اشار بحث علم السلوك أن النمل يحفظ المشهد المنظور  على طول طريقه   والواقع  على شبكية عينيه المتعددة الأوجه باستخدام إطار مرجعي متمركز نحو الجسم،  ومن خلال هذه الفرضية،  وللتعرف على  المناطق المحيطة بها تحفظ  وتتبع المسار الذي استخدمته سابقاً، سوف تحتاج النمل لتوجيه جسمها بنفس الطريقة في كل مرة. ولكنها تحتاج في بعض الأحيان إلى السير إلى الوراء أيضا، وهذا لا يمنعها من إيجاد طريقها إلى عشها. 

هل يمكن أن يكون ذلك ان النمل يمكن ان يتعرف  على المسار عندما يكون في  الاتجاه المعاكس؟ هل هي قادرة على خلق نموذج بصري لبيئتها مستقل عن تموضع  جسمها ؟

للإجابة على هذه الأسئلة، درس الباحثون نمل  كاتاقليفيس ڤيلوكس Cataglyphis VELOX، وهو نمل  الصحراء الأندلسية المعروف بقدرته على الملاحة منفردا. 

وتشير هذه النتائج الجديدة أن التموضع  المكاني للنمل يعتمد على التمثيل  الذهني المتعدد المنسوج معا من خلال تدفق المعلومات بين عدة مناطق في الدماغ. وهذا يقدم وجهة نظر جديدة تماما في عالم الحشرات، التي هي أكثر تعقيدا بكثير مما كان يعتقد سابقا.