٢٣ يناير ٢٠١٧
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
Where belief in free will is linked to happiness
٢٣-يناير ٢٠١٧
المقالة رقم ٤٢ لسنة ٢٠١٧
مقدمة المترجم
كما ورد فإن الدراسات التي خلصت الى نتائج متشابهة بغض النظر عن ثقافات من اجريت عليه هذه الدراسة سواء أكان من الثقافة التي تتمحور حول الانجاز الفردي كما في الغرب او تلك الثقافات التي تركز على الانجاز الجماعي كما في الصين. وبما ان المعني هنا هم الصينيون إلاّ ان نتائج الدراسة تصلح ان تسقط على المجتمعات الشرق اوسطية لما لها من ثقافت تجمع بين الفردانية والجماعية.
ولذا يجب ان نقف طويلاً عندالاثار المترتبة لهذه النتائج على وضعنا الاجتماعي وما يجب علينا فعله اتجاه ذلك سيما مع خيارات الأبناء والبنات وبالخصوص المتعلقة بمستقبلهم ومنها التخصص الأكاديمي والزواج وطريقة الحياة ضمن الحدود الدينية، ومن اللطيف ما ورد عن أمير المؤمنين علي عليه السلام مضمون قوله :لا تكرهوا أولادكم على أخلاقكم فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم.
---النص---
تنزع الثقافات الغربية والآسيوية الى ان تكون لديها معتقدات أساسية مختلفة حول الإرادة الحرة. في دراسة حديثة نشرت في مجلة فرنتير في السايكلوجياFrontiers in Psychology، فقد اوضح البروفيسور جينجوانج لي، من جامعة دالي، وفريق بحثه ان هناك صلة بين الاعتقاد في الإرادة الحرة و السعادة في المراهقين الصينيين.
ووجد الباحثون أن ٨٥٪ من المراهقين الصينيين أعربوا عن الاعتقاد في الإرادة الحرة، وأن هذا الاعتقاد قد تساوق إيجابيا مع السعادة. الإرادة الحرة هي القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة، حيث لا نتأثر نتائج هذا الاختيار بالأحداث السابقة. وجود الإرادة الحرة هو موضوع نقاش بين علماء النفس وعلماء الأعصاب والفلاسفة.
الدعوى التي ضد الإرادة الحرة هي أن كل قرار نتخذه يتأثر تماما بتجاربنا السابقة في الحياة ، بحيث في حال وجود خيار معين هذه التجربة تجعلنا نستجيب بطريقة معينة، وهذه ليست حرية اختيار.
وجهات نظر مختلفة عن الإرادة الحرة يمكنها ان تصبغ اعتقادنا في المفاهيم كالمسؤولية الشخصية والشعور بالذنب والطموح والتخطيط للمستقبل.
ومن المثير للاهتمام، فقد أظهرت دراسات سابقة على متطوعين غربيين أن الناس الذين يؤمنون في الإرادة الحرة سوف ينزعون إلى أن يكونوا أكثر سعادة. الدكتور لي وفريقه مهتمون بمعرفة ما إذا كان الاعتقاد في الإرادة الحرة يمكن أن يؤثر على السعادة في الصينيين.
لماذا هذه الظاهرة مختلفة في الصين؟ حسنا، تظهر أبحاث علم النفس أن الثقافات الغربية والآسيوية تبدو أن لديها معتقدات أساسية مختلفة حول الإرادة الحرة. تُوصف الثقافة الغربية بالفردانية، حيث تركز الناس إلى حد كبير على الإنجازات الشخصية بدلا من أهداف المجموعة والمنافسة كنتيجة هي الشائعة. ومع ذلك، في حين ان الثقافات الجماعية، كتلك التي في الصين واليابان، تميل إلى التركيز أكثر على أهداف المجموعة، كتلك التي تتمثل في مجموعة العمل أو الأسرة، وهناك تركيز أقل على الحرية الشخصية.
وقد ربطت دراسات سابقة الإيمان بالإرادة الحرة في الناس من الدول الغربية مع الزيادة في السعادة وفِي أداء العمل بشكل أفضل وفي الإنجازات الأكاديمية ، مع سلوكيات أقل سلبية كالغش. وفِي المقابل، إعطاء المتطوعين ( الخاضعين للدراسة) الغربيين مواد تثبط من الاعتقاد في الإرادة الحرة ارتبط مع زيادة لاحقة في سلوك الغش والعدوان وانخفاض في ضبط النفس
لمعالجة هذه المسألة أعطى فريق البحث كل واحد في عينة من المراهقين الصينيين سلسلة من الأسئلة حول إيمانهم في الإرادة الحرة ومستواهم من السعادة. النتائج اشارت الى أن الاعتقاد في الإرادة الحرة قد يكون مرتبطاً بتأثير مفيد على السعادة، بغض النظر عن التأثيرات الثقافية الفردية أو الجماعية .
في الوقت الحاضر، فقد وجد الباحثون علاقة بين الاعتقاد في الإرادة الحرة والسعادة ولكنهم خططوا للتحقيق في ما إذا كان الاعتقاد في الإرادة الحرة يؤدي مباشرة الى السعادة في الصينيين . التحقيقات المستقبلية في مثل هذه الروابط السببية ستنطوي على تقييم السلوك بعد احداث تغيير في الاعتقاد في الإرادة الحرة.
"إننا نجري حاليا أبحاثاً بشأن إمكانية السببية بين هذين المتغيرين"، كما يقول الدكتور لي. "نحن نخطط لتغيير اعتقاد المتطوعين ( الخاضعين للدراسة) في الإرادة الحرة في المختبر بتعريضهم للمواد التي إما تدعم أو تدحض وجود إرادة حرة، ومن ثم نراقب ما إذا كانت مستويات سعادتهم تغيرت"، .
لو تمكنا من العثور على وجود علاقة سببية ل لماذا يساعد الإيمان بالإرادة الحرة شخصاً ما ليكون أكثر سعادة؟ الاعتقاد بأن شخصا ما يمكن أن يعمل بحرية لتحقيق أهدافه ورغباته قد تزيد من مستويات الحرية الذاتية المتصورة وتساعد على ضبط النفس والسعي المدروس لتحقيق الأهداف، مما يؤدي إلى نتائج ناجحة. لو امكن إثبات أن تعزيز الاعتقاد في الإرادة الحرة يمكن أن يساعد الناس على تحقيق السعادة، إذاً لأمكن علماء النفس من أن يضعوا برامج تدريبية مع اخذ هذا في الاعتبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق