الاثنين، 27 فبراير 2017

هل دماغ الانسان مجبول على تذوق الشعر؟

١٨ فبراير ٢٠١٧

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 


February 18, 2017

المقالة رقم ٩١ لسنة ٢٠١٧

ملخص: تفيد دراسة جديدة  ان  الدماغ يظهر ان لديه تذوقاً  لاشعورياً  للتأليف الشعري.

في عام ١٩٣٢ تى اس  إليوت كان يقول  وبشكل مشهور ان  "الشعر الحقيقي يمكنه التواصل ( مع سامعيه )  حتى  قبل أن يفهموه."

في مقال نشر مؤخرا في مجلة آفاق في علم النفس،  أثبت برفسور غيوم تيري وزملاؤه من جامعة بانجور أننا  في الواقع نتذوق  البناء الشعري بشكل لاشعوري على ما يبدو

"الشعر"، كما يوضح البروفيسور تيري "هو نوع معين من التعبير الأدبي الذي ينقل المشاعر والأفكار والآراء عن طريق إبراز قيود مترية، وقافية وجناس."

ومع ذلك، هل يمكننا أن نتذوق  الصوت الموسيقي للشعر بشكل مستقل  عن  معناه الأدبي؟

عندما تقرأ قصيدة، إذا كنت تشعر بشيئ خاص ولكن لا يمكن
تحديد حقيقة ما هي ماهيته، تأكد ان  دماغك يحب ذلك حتى لو
كنت  في الواقع  لا تعرف لماذا.


لمعالجة هذه المسألة قام  المؤلفان بتأليف نماذج من جمل إما أن تتفق أو تخالف  قواعد بناء الشعري  الويلزي Cynghanedd - الشكل التقليدي لشعر مقاطعة ويلز. وقدمت هذه الجمل عشوائيا لدراسة المشاركين. حيث كانوا من المتحدثين  باللغة الويلزية الأصليين   ولكن ليس لديهم علم مسبق بشكل  الشعر الويلزي Cynghanedd الشعري.

في البداية طلب من المشاركين تقييم الجمل إما ب "جيدة" أو "ليست جيدة" اعتمادا على ما إذا كانوا  وجدوها ممتعة بشكل جمالي إلى الأذن. وكشفت الدراسة أن أدمغة المشاركين صنفت  صوت جمل الشعر الويلزي الأرثوذكسي   بال"جيدة" بالمقارنة مع الجمل التي خالفت  قواعد بنائه.

قام الباحثان  أيضا بمسح  الجهد الدماغي المتصل  بالحدث  (ERP) في  المشتركين  جزء من الثانية   بعد ان سمعوا الكلمة النهائية في البناء الشعري. وتكشف هذه النتائج الأنيقة الاستجابة الكهربائية الفسيولوجية في الدماغ عندما عُرض المشاركون إلى تكرار متناغم  وأنماط نبرات متوافقة مع  سمات  الشعر الويلزي Cynghanedd، ولكن ليس عندما كانت مخالفة  لهذه الأنماط.

ومن المثير للأهمية ان الردود الإيجابية من الدماغ إلى قواعد الشعر الويلزي Cynghanedd كانت موجودة  على الرغم من أن المشاركين لم يتمكنوا صراحة من الأخبار  أياً من الجمل  كانت صحيحة او أياً  منها فيها  أخطاء في إيقاع او صوت التكرار.

ويخلص البروفيسور تيري " الى القول، ان هذه هي المرة الأولى التي نظهر فيها المعالجة  الاواعية  للتأليفات الشعرية من قبل الدماغ، وبطبيعة الحال، فإنه من المثير للغاية الاعتقاد  أن أحداً  يستطيع أن يلهب العقل البشري دون أن يلحظ ذلك!"

لذلك عندما تقرأ قصيدة، إذا كنت تشعر بشيئ خاص ولكن لا يمكن تحديد حقيقة ما هي ماهيته، تأكد ان  دماغك يحب ذلك حتى لو كنت في الواقع  لا تعرف لماذا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق