الأحد، 26 فبراير 2017

البيتزا والبارغر وما شابه : وجبة عالية الدهون واحدة يمكن ان تتلف الأيض

١٥ فبراير ٢٠١٧ 

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 


Pizza, burgers and the like: A single high-fat meal can damage the metabolism 

15 February 2017

المقالة رقم ٩٠ لسنة ٣٠١٧

كثيرا ما ترتبط  الزيادة في عدد الناس الذين  يعانون من  الوزن الزائد والسمنة ومرضى السكري من النوع ٢  باستهلاك الدهون المشبعة. فقد وجد العلماء في المركز الألماني لداء السكري ( DDZ) ومركز هيلمهولتز في ميونخ (HMGU) أنه حتى استهلاك   أكبر كمية من زيت النخيل لمرة  واحدة يقلل من حساسية الجسم للأنسولين ويسبب زيادة في مخزون الدهون في الجسم  فضلا عن التغيرات في استقلاب الطاقة للكبد. وتقدم نتائج هذه الدراسة معلومات عن ابكر تغيرات في عملية الأيض في الكبد  والتي على المدى الطويل تؤدي الى مرض الكبد الدهني في الأشخاص ذوي الوزن الزائد، وكذلك في مرضى السكري من النوع ٢.

تأثير الوجبة الغنية بالدهون على الأيض 


في العدد الحالي من مجلة الابحاث الإكلينيكية قام باحثون من مركز DZD ومركز هيلمولتز في ميونيخ وزملاء لهم من البرتغال بنشر  ورقة علمية لنتائج ابحاث أجروها على رجال سليمين ونحيلين والذين أُعطوا شراباً بنكهة زيت النخيل او كأس ماء صاف في تجربة محكمة.  شراب زيت النخيل فيه كمية من الدهون المشبعة مشابهة  لما في  فطيرتي شيزبارغر باللحم المقدد وحصة  كبيرة من البطاطس المقلية أو اثنين من بيتزا  السلامي. أظهر العلماء أن هذه  الوجبة العالية الدهون تكفي للحد من عمل الانسولين، 

على سبيل المثال، تسبب مقاومة الأنسولين وتزيد مر  نسبة الدهون في الكبد. وبالإضافة إلى ذلك، تم إثبات  التغييرات في توازن الطاقة في الكبد.  

وكانت التغيرات الأيضية الملحوظة  مشابهة  للتغيرات الملحوظة في الأشخاص الذين يعانون من داء السكري من النوع ٢ أو مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD. (NAFLD هو مرض الكبد الأكثر شيوعا في الدول الصناعية والمرتبط بالسمنة، وما يسمى ب "متلازمة الأيض"، والذي له علاقة بزيادة خطر  تطورر داء السكري من النوع ٢. وعلاوة على ذلك، يمكن ل NAFLD في مراحل متقدمة ان يؤدي إلى تلف الكبد الحاد.

وكانت المفاجأة أن جرعة واحدة من زيت النخيل لديها مثل هذا التأثير السريع والمباشر على كبد  شخص سليم وأن كمية الدهون التي حقنت  بدأت  مقاومة  الأنسولين  بالفعل "، كما أوضح البرفسور الدكتور مايكل رودن، الباحث  و والمدير العام والرئيس في DDZ والمركز الألماني لأبحاث مرض السكري " الميزة الخاصة من دراستنا هي أننا رصدنا الأيض في كبد  الناس باستخدام  التكنولوجيا غير الباضعة في الغالب ، على سبيل المثال، باستخدام  طيف الرنين المغناطيسي

وهذا يسمح لنا بتعقب مخزون السكر والدهون وكذلك استقلاب الطاقة في الميتوكوندريا (معامل الطاقة في الخلية) ". وبفضل أساليب ابحاث جديدة ، اصبح  العلماء قادرين على التحقق من أن تناول كمية من زيت النخيل يؤثر على النشاط الأيضي للعضلات والكبد والأنسجة الدهنية. مقاومة الانسولين الناجمة من ذلك  تؤدي إلى زيادة في تشكيل جديد من السكر في الكبد مع ما يصاحب ذلك من انخفاض في امتصاص السكر في العضلات والهيكل العظمي - الآلية التي تتسبب في ارتفاع مستوى الجلوكوز في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع ٢ والمراحل التي قبله.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن مقاومة الأنسولين في الأنسجة الدهنية تتسبب في إفراز زيادة في الدهون في مجرى الدم، والتي  استمر بدورها  في تعزيز مقاومة الأنسولين. وحود زيادة في الدهون يؤدي إلى زيادة عبء العمل على الميتوكوندريا، والذي يمكن على المدى الطويل ان يرهق معامل الطاقة الخلوية هذه وتساهم في ظهور أمراض الكبد.


فريق البرفسور  رودن يشتبه  في أن الأشخاص الأصحاء، وهذا يتوقف على الاستعداد الوراثي، يمكنهم  بسهولة إدارة هذا التأثير المباشر للأغذية الدهنية على عملية التمثيل الغذائي. يمكن أن تكون  الآثار الطويلة المدى  للذين يتناولون هذه الوجبات الغنية بالدهون بانتظام  أكثر صعوبة بكثير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق