٢٨ ابريل ٢٠١٧
كتبته أليسا ماكاب
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
How parents can help autistic children make sense of their world
جلين البالغ مو العمر السابعة عشرة عالي الأداء ومصاب باضطراب طيف التوحد (ASD)، يأتي الى البيت من المدرسة و مشتكياً لوالدته اثناء العشاء، عن سوء معاملة احد زملائه والدته تفكر في ما ذا يجب عليها القيام به. هل ينبغي عليها أن تطلب المزيد من التفاصيل أو تترك الموضوع حتى ينتهي لوحده؟ تعرف أن ابنها جلين ليس من النوع القاص ( يسرد قصة).
الروايات الشخصية مألوفة، وكثير من الناس لا يدركون مدى أهميتها. ماذا حدث حقا عندما اصطدمنا بتلك الشاحنة؟ كيف شعرنا عندما حدثت؟ الروايات الشخصية ذكريات يجب ان نتشاركها عن تجاربنا التي قمنا بها، والطريقة الأساسية التي نمنطق بها تلك التجارب.
وبصفتي باحثا، درست العديد من الجوانب التي يطور بها الأطفال المهارات السردية، واكتشفت أن السرد الشخصي هو حجر عثرة مشترك للأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.
لحسن الحظ، أبوا ( ام وأب) الأطفال المصابين بالتوحد يمكن أن يساعدانهم على تحسين هذه المهارات، حتى يصبحوا ساردي قصص أفضل ومساعدتهم على فهم ما يدور حولهم.
السرد الشخصي في مجال التعليم
السرد الشخصي هو جزء حيوي من نمو الطفل. قدرة الطفل على سرد قصة عند دخول رياض الأطفال تتنبأ بقدرة الطفل على القراءة وهو في سن الرايعة والسابعة والعاشرة . عندما يتفاعل الأطفال مع أطباء الأطفال الذين يريدون أن يعرفوا كيف اضر الاطفال بأنفسهم،. كما انها هي الطريقة التي بخبر بها الأطفال والديهم وغيرهم من أشخِاص مسؤلين عندما يزعجهم شيء.
البحوث السابقة وجدت أن سرد الأطفال لقصصهم قد تشكّل في حديثهم مع والديهم. على سبيل المثال، لو سأل الوالدان ( الأب والأم ) طفلهم الذي هو في مرحلة ما قبل المدرسة الكثير من الأسئلة عن افعالهم (ما حدث ومتى)، عادة ما ينتهي بهما المطاف الى سماع سرديات مشحونة بالاحداث ، ولو كان الأبوان مهتمين بمن قال ماذا ولمن قال، لأنتهى أطفالهم الى قول سردية مليئة بالحوار.
في حين ان معظم الأطفال يطورون السرد دون وعي خاص إلى تلك المهارات، بعض الأطفال متخلفون عن نظرائهم و يمكن أن يستفيدون من المساعدة.، منذ سنوات مضت عملت مع الباحثة في علم النفس البرفسورة كارول بيترسون لوضع برنامج تدخل لتحسين السرد عند الاطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الذين يعانون من ضعف التحصيل الأكاديمي بسبب الفقر .
قمنا عشوائيا بتكليف أولياء الامور ببرنامج حيث تحدثنا لهم عن مدى أهمية السرد وكيفية تحسين القدرات السردية لدى اطفالهم. المجموعة لأخرى من أولياء الامور أمرناهم بالتحدث فقط مع أطفالهم كالعادة . بعد سنة ، الأطفال الذين كان أولياء امورهم في برنامج التدخل كان لديهم مفردات أعلى بكثير من الأطفال في مجموعة التحكم. وفي عامين، مجموعة أطفال برنامج التدخل استطاعت من سرد قصص أفضل بكثير من سرد أقرانهم في المجموعة الاخرى .
السرد الشخصي و التوحد
الأطفال العاديون ( غير المصابين بالتوحد) يستطيعون من أن يتحدثوا بسردية شخصية كاملة، وحيّة ومثيرة للاهتمام عندما يكونون في عمر السادسة. مرض التوحد، في الجهة الاخرى، يؤثر على مدى قدرة الناس على السرد القصصي .
في بحثي مع المتخصصة النفسانية اشلي هيلير، وجدنا أن مقدرة الأشخاص المصابين بالتوحد - حتى أولئك الذين اداؤهم في مستوى عال - على السرد الشخصي أقل بكثير جدا من أقرانهم الغير مصابين بالتوحد. في الواقع، مهارات السرد لدى الأشخاص المصابين بالتوحد غالبا ما تكون متخلفة بسنوات بالمقارنة مع أقرانهم الغير مصابين، حتى عند دخولهم العشرين وما بعدها من اعمارهم .
بعض المصابين بالتوحد يستطيعون القيام بالسرد القصصي في حده الأدنى جدا - مثل جلين، أعلاه. الآخرون المصابون بالتوحد يعانون من التشتت وعدم التناسق في السرد القصصي والتي غالبا ما تنطوي على رغباتهم الخاصة، وهي غير محببة من غيرهم . هيلير وأنا وضعت برنامج تدخل من أجل تحسين السرد في الشباب المصابين بالتوحد ،متبنياً العمل الذي قمت به مع اطفال ما قبل المدرسة مع أولياء امور الشباب المصابين بإضطراب طيف التوحد،
فقد دعونا ٢٠ عائلة مع ابنائهم الباغين ١٥- ٢٥ عاما من عالي الأداء والمصابين بالتوحد للمشاركة في البرنامج التجريبي. نصف منهم تم اختيارهم عشوائيا في برنامج التدخل، ونصف اخر جعلوا في قائمة الانتظار للمقارنة مع المجموعة الاخرى. وقمنا بجمع الروايات السردية من الشباب في كل من الفئتين ، وكذلك تقييم والديهم عن قدرة الطفل السردية .و خلال دورة تدريبية استمرت ٣ ساعات ،استلم من في برنامج التدخل مجموعة من التعليمات التالية:
١- في أكثر الأحيان تحدث مع ابنك / ابنتك وبإتساق عن ممارساتهم السابقة.
٢- اقضي الكثير من الوقت بالتحدث معهم عن كل موضوع. وامنحهم الكثير من الوقت للجواب، لا تعجلهم.
٣- تأكد دائما من ان تسأل ابنك / ابنتك ان يوصف كيف كان شعوره او شعورها عن الممارسة التي قام او قامت بها.
٤- اسأل الكثير -أسئلة (من وما وكيف ولماذا، وما إلى ذلك)، و بعضاً من اسئلة التي إجابتها "نعم / لا" .أسأل عن سياق الاحداث وخصوصاً اين ومتى وقعت.
٥- دائما اسأل ابنك / ابنتك عما انتهت له الاحداث
٦- استمع بعناية إلى ما يقوله ابنك / ابنتك ، وقم بتشجيع تفصيل الكلام أو عن طريق تكرار ما قاله ابنك / ابنتك للتو .
٧-تتبع اثر ابنك / ابنتك ، ولكن تجنب الأسئلة التي تعرقل السرد لصالح مصالح ابنك / ابنتك الاجتماعية،
السرد القصصي يمكن تعلمه
البحث التجريبي نجح: معظم الآباء في مجموعة برنامج التدخل نجحوا إلى حد كبير في تحسين طريقتهم في التحدث عن التجارب السابقة مع أطفالهم. وبعد شهر واحد، الشباب الذين شارك آباءهم في برنامج التدخل أنتجوا سرديات أكثر تفصيلا ، مع مضاعفة بعض الآباء طول التحدث مع أطفالهم. هؤلاء الآباء افادوا عن تحسن كبير في مقدرة الطفل السردية وكانوا أيضا مندهشين من الفرق المحرز في قدراتهم على التواصل مع أبناءهم وبناتهم المصابين بالتوحد .
السرديات الشخصية مهمة للطفل، ولكنها تصبح أكثر أهمية والأطفال يكبرون. فهي المفتاح للناس لتكوين علاقات - أو حتى للشهادة في المحكمة ضد أولئك الذين ظلموهم.
لا يوجد شيء من قبيل ان الشخص يولد متحدثاٌ، لكن مع الاستراتيجيات الصحيحة يمكن مساعدة المصابين بالتوحد على سرد قصص أفضل ، نحن نتطلع إلى توسيع مشروعنا إلى كيف نوثق تحسينات السرد التي تؤثر إيجابيا على العلاقات بين الوالدين وأطفالهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق