الخميس، 1 يونيو 2017

خرافة التعلم: لماذا لن اقول بتاتاً لولدي انه ذكي

كتبه سلمان خان 


ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

The learning myth: Why I'll never tell my son he's smart

Sal Khan

المقالة رقم  ٢٢٣ لسنة ٢٠١٧

 ابني البالغ من العمر ٥ سنوات بدأ للتو  القراءة. كل ليلة، نستلقي  على سريره ويقرأ لي كتابا قصيرا . حتما، انه   سيأتي على  كلمة يجد فيها  صعوبة: والكلمة في الليلة الماضية كانت  "بإمتنان ". وأخيرا استطاع ان يفهمها  بعد دقيقة  صعبة الى حد ما. و قال: "بابا، الستَ سعيداً حين  حاولت مع تلك الكلمة؟ . أظن   أني احس  ان عقليتي تنمو "ابتسمتُ: ابني الآن يتلفظ بالعلامات الدلالية " للذهنية النامية  "ولكن هذا لم يكن عن طريق الصدفة. 



في الآونة الأخيرة، قمت  بوضع الابحاث   التي   قرأتها  في السنوات القليلة الماضية قيد الممارسة: قررت أن امدح ابني ليس حين ينجح في أشياء  كان بالفعل جيداً  فيها، ولكن حينما يواظب  على أشياء  يجد صعوبة فيها. وأكدت له أنه بالجد والاجتهاد ينمو الدماغ. بين التص العميق للبحوث في مجال ذهنيات التعلم وهذه التجربة الشخصية مع ابني، وأنا أكثر اقتناعا من أي وقت مضى أن الذهنيات  نحو التعلم يمكن أن تكون مهمة  أكثر من أي شيء آخر نقوم بتعليمه.

فقد عرف الباحثون منذ فترة أن الدماغ هو كالعضلات. كلما  كثر استخدامه، كلما زاد نموه. لقد وجدوا أن الوصلات العصبية تتشكل وتتعمق أكثر حينما  نخطئ ونحن نقوم  بمهام صعبة بدلا من ان ننجح  بشكل متكرر في الاشياء السهلة .
ما يعنيه هذا هو أن ذكاءنا  ليس ثابتاً، وأفضل وسيلة  لنستطيع  أن ننمي به  ذكاءنا  هي ان نتبنى  مهام  حيث نجد فيها مشقة  ونفشل .
ومع ذلك، ليس كل واحد  يدرك هذا. ما زالت الدكتورة كارول دويك  من جامعة ستانفورد تقوم بدراسة  ذهنية الناس اتجاه  التعلم على مدى عقود. وقد وجدت أن معظم الناس تلتزم احدى  ذهنيتين: ثابتة أو نامية. الذهنيات  الثابتة تعتقد خطأ أن الناس إما اذكياء  او ليسوا كذلك،   وان الذكاء هو ثابت من حيث  الجينات. الناس من ذوي  الذهنيات  النامية يجزمون أن القدرة والذكاء يمكن تنميتها  من خلال الجهد والاجتهاد  والفشل. 

وجدت الدكتورة دويك أن أولئك الذين بالذهنية الثابتة يميلون  الى تركيز الجهود على المهام التي فيها احتمال عنصر النجاح كبير وتجنب المهام التي  يضطرون  فيها الى مواجهة صعوبة، مما يحد من تعلمهم. الأشخاص الذين لديهم ذهنية نامية، في الجانب الاخر ، يتبنون التحديات، ويتفهمون ان الاصرار والجهد يمكن أن يغير نتائج تعلمهم. وكما  تتخيل، فهذا يتساوق مع فكرة ان المجموعة  الأخيرة تدفع نفسها بنشاط أكثر  وينمون  فكريا.

والخبر السار هو أن الذهنيات  يمكن أن تدرس. فهي  متغيرة. ما هو رائع حقا هو أن الدكتورة دويك  وغيرها قد وضعت تقنيات  يسمونها "تدخلات الذهنية النامية"، والتي بينت أنه حتى التغيرات الصغيرة في التواصل  أو التعليقات غير المؤذية ( تغذية استرجاعية)  على ما يبدو يمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد نسبيا لذهنية الشخص.
على سبيل المثال، الاشادة  بعمل  شخص ما ( مثلاً : "أنا فعلاً أحب الجهود التي بذلتها لحل هذه المسألة") مقابل الإشادة  بسمة فطرية أو موهبة ( "أنت ذكي جدا!") هي أحدى السبل لتعزيز ذهنية  النمو لشخص ما. الإشادة  بالعملية  هي ثناء على الجهود؛ اما الإشادة بالموهبة تعزز فكرة أن الواحد اما ينجح او لا ينجح  على أساس السمة الثابتة. وقد رأينا هذا في  أكاديمية خان أيضا: الطلاب يقضون المزيد من الوقت للتعلم في  أكاديمية خان بعد ان أخضعوا  لرسائل الثناء على المثابرة والعزم  والتي تؤكد أن الدماغ هو مثل العضلات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق