٣١ مايو ٢٠١٧
ترجمه ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
Take control to become a better parent
معظم أولياء الأمور ( الأب والأم) يتفقون على أن الأطفال يمثلون سلسلة لا تنتهي من التحديات السلوكية. وغالبا ما يشار إلى نوبات الغضب والتشرط في الأكل والسلوك السيء للنوم باعتبارها الجزء الأكثر إرهاقا من تربية الطفل. كيفية تعامل أولياء الأمور مع هذه التحديات يحدد التطور البدني والنفسي والعاطفي للطفل. ولكن هل يمكن لشيء بسيط كنظرتك للحياة أن يحدد كيف تتعامل مع هذه التحديات في تربية الأطفال وتتغلب عليها؟
وقد طرح هذا السؤال دراسة جديدة نشرت في مجلة "فرونتيرز" في علم النفس، ووجدت أن نظرة الوالدين للحياة يمكن أن يكون لها تأثير عميق على سلوك طفلهم.
"ووجدنا أنه كلما ازدادت الدرجة الخارجية (الاعتقاد بأن هناك علاقة ضعيفة أو ليس هناك اي علاقة بين ما نقوم به وما يحدث لنا) لا الدرجة الداخلية (الاعتقاد بأن ما يحدث لنا يرتبط بما نقوم به) من الوالدين قبل أن يولد الأطفال، ازداد احتمال مواجهة الأطفال لصعوبات أكبر في التصرف والنوم والأكل خلال السنوات الخمس الأولى من حياتهم "، كما يقول ستيفن نويكي، أستاذ علم النفس في جامعة إيموري، أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية. "يمكن تفسير ذلك من خلال سلوك الوالدين المسيطر عليهم داخليا، والتي تتميز بما يسمى بالخمسة الكبار؛ وهي (1) الإصرار ، (٢) الشعور بالمسؤولية، (٣) السعي للحصول على المعلومات، (٤) القدرة على تحمل تأخير أطول للإشباع، و (٦) مقاومة الإكراه ( الاجبار على الطاعة)".
استفادت هذه الدراسة من المعلومات التفصيلية التي تم جمعها من أكثر من عشرة آلاف طفل في مرحلة ما قبل المدرسة ووالديهم الذين يشاركون في دراسة ال ALSPAC في المملكة المتحدة، والمعروفة أيضا باسم "أطفال التسعينات". وأرسلت البروفسورة جان جولدينغ، المؤلفة المشاركة في الدراسة وفريقها من جامعة بريستول في المملكة المتحدة، استبيانات لآلاف النساء الحوامل للحصول على معلومات عن شخصياتهن ومواقفهن.
وتابعوا ذلك عن طريق سؤال هؤلاء النساء عن تحضيراتهن قبل الولادة وسلوك الطفل ما بين ٦ و ٥٧ شهرا من العمر. ويقر فريق البروفسورة غولدينغ بأن هذا البحث لم يكن ممكنا دون التعاون الطوعي من جميع المشاركين والتمويل من مؤسسة جون تمبلتون.
في البداية وجد الباحثون أن النساء اللواتي لديهن سمات خارجية، ممن يعتقدن أن هناك علاقة ضعيفة أو ليس هناك اي علاقة بين ما يفعلن وما يحدث لهن، أقل احتمالا لحضور فصول في التربية، وأقل احتمالاً للقيام بالارضاع الطبيعي لأطفالهن ، وأقل احتمالا في التأكد من أن طفلهن قد تم تطعيمهم كاملاً باللقاحات قبل ان يصلوا ٦ أشهر من العمر.
وبالإضافة إلى ذلك، فحص الباحثون شخصية وموقف الأب، لمعرفة ما إذا كان هذا له أي تأثير. واوضح البروفيسور نويكي: "إن القدرة على تقييم تأثير الدرجة الداخلية والخارجية لكل من الأب والام يساعد على تحديد الأثر النسبي والمساهمة التي يقدمها مكانة سيطرة الأب والأم ما قبل الولادة في تعديل مستقبل أطفالهم ". "من الواضح من النتائج التي توصلنا إليها أنه لا يهم من من الوالدين له سمة داخلية ، لو كان أحدهم، الأب أو الأم، داخلي ، اذاً هذا يزيد من التأثير الإيجابي على السلوك الاجتماعي والأكل و / أو النوم للأطفال."
ومن المأمول أن ترشد هذه النتائج البرامج الرامية إلى الحد من الدرجة الخارجية وزيادة مستوى الوعي لدى الوالدين، وتمكينهم من التفاعل بشكل أكثر إيجابية مع أطفالهم والحد من مشاكل السلوك والأكل والنوم. "نحن نعتقد أن برامج التعليم قبل الولادة تحتاج إلى تثقيف الوالدين حول كيف يزيدون من درجتهم الداخلية قبل ولادة الطفل" يقول البروفيسور نويكي.
يؤمل ان يكون هناك المزيد من البحوث في دراسة ما إذا كانت هذه الآثار تنطبق على الأطفال الأكبر سنا. "الخطوة المنطقية التالية هي معرفة ما إذا كان مكان الوالدين قبل الولادة لا يزال يؤثر على حياة الأطفال عندما يبدأون في الذهاب إلى المدرسة، وإذا وجدنا أن درجة الوالدة الخارجية قبل الولادة مرتبطة بالتكيف الاجتماعي والأكاديمي للأطفال، فإنه يشير الى ان التدخل في مرحلة المدرسة قد يكون مفيدا لتغيير الأطفال نحو حياة ذات درجة داخلية، وهو أمر معروف للحماية من الضغوط النفسية، كما يمكن أن يوفر للمعلمين برامج منظمة للتدريب والتي وجد ان الخارجين يعملون بشكل أكثر فعالية "، كما استنتج البروفيسور نويكي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق