٣٠ مايو ٢٠١٧
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
تحت المجهر ، لسانك منظر غريب مرصع ببراعم مهدبة وغير مستوية والتي تحس بخمسة أذواق أساسية: مالحة وحامضة وحلوة ومرة،وأومامية. ولكن قد يكون لبراعم التذوق لدى الثدييات حاسة سادسة إضافية للمياه، وفقا لدراسة جديدة. يمكن أن تساعد هذه النتيجة في تفسير كيف يمكن للحيوانات أن تميز بين المياه و السوائل الأخرى، وتضيف طعماً جديدا إلى نقاش يعود إلى قرون: هل الماء له طعم خاص به، أم أنه مجرد وسيلة لنكهات أخرى؟
منذ العصور القديمة، ادعى الفلاسفة أن الماء ليس له طعم. حتى أرسطو أشار إليه بأنه "لا طعم له" حوالي ٣٣٠ قبل الميلاد. غير أن الحشرات والبرمائيات لديها خلايا عصبية تعمل على استشعار المياه، وهناك أدلة متزايدة على وجود خلايا مماثلة في الثدييات، حسبما تقول باتريشيا دي لورينزو، عالمة أعصاب سلوكية في جامعة ولاية نيويورك في بينغهامتون. كما تشير بعض الدراسات الحديثة التي أجريت على مسح الدماغ إلى أن منطقة من القشرة البشرية تستجيب بشكل خاص للمياه، كما تقول. ومع ذلك، يجادل النقاد بأن أي نكهة مدركة هي مجرد تأثير لما قد تذوقناه في وقت سابق، كحلاوة الماء بعد أن نأكل الطعام المالح.
يقول زاكاري نايت، عالم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو "لا شيء معروف تقريبا" عن الآلية الجزيئية والخلوية التي يتم من خلالها الإحساس بالماء في الفم والحلق، والطريق العصبي الذي تنتقل به تلك الإشارة إلى الدماغ وفي دراسات سابقة، وجد زاكاري نايت وباحثون آخرون مجموعات متميزة من الخلايا العصبية داخل منطقة من الدماغ تسمى تحت المهاد التي يمكنها أن تؤدي الى العطش وتعطي إشارة متى يحب ان يبدأ ويتوقف الحيوان عن الشرب. لكن الدماغ يجب أن يتلقى معلومات عن الماء من الفم واللسان، لأن الحيوانات تتوقف عن الشرب بفترة طويلة قبل ان تصل اشارة من القناة الهضمية أو الدم الى الدماغ وتخبره بأن الجسم قد تم ملؤه بالماء، كما يقول.
في محاولة لتسوية النقاش، بحث يوكي أوكا، عالم الأعصاب في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا، وزملاؤه عن خلايا مستقبلات استشعار تذوق المياه في لسان الفأر TRCs. حيث وجد العلماء ان الخلايا المختصة باستشعار الحوامض هي التي تستشعر بالماء
تشير الدراسة انه على الرغم من ان TRCs تؤدي الى الشرب إلا انها لا تلعب دوراً في اخبار الدماغ بالتوقف عن الشرب
هناك حاجة إلى مزيد من الابحاث لتحديد بدقة كيف تستجيب براعم التّذوق الحساسة الى الحامض الى الماء، ، يقول أوكا. لكنه يشتبه في أنه عندما يزيل الماء اللعاب، وهو ، المخاط الملحي الحامض، فإنه يغير الرقم الهيدروجيني داخل الخلايا، مما يجعلها أكثر عرضة للإثارة .
إن الفكرة القائلة بأن إحدى الطرق التي تستشعر بها الحيوانات بالمياه هي بإزالة اللعاب "هي فكرة منطقية". لكنها لا تزال واحدة فقط من العديد من الطرق المحتملة للاستشعار بالمياه، بما في ذلك درجة الحرارة والضغط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق