الأربعاء، 7 يونيو 2017

كيف يتطور الخوف من جراء الصدمات التي يتعرض لها الآخرون

٢٥ مايو ٢٠١٧ 

ترجمه ابو طه/ عدنان احمد الحاجي 

How fear can develop out of others' traumas

Karolinska Institutet

المقالة رقم ٢٣١ لسنة ٢٠١٧



ماذا يحدث في الدماغ عندما نرى أشخاصا آخرين يعانون من صدمة أو يتعرضون الى ألم؟ حسنا، نفس المناطق التي لها علاقة عندما نشعر  أنفسنابالألم يتم تفعيلها أيضا عندما نلاحظ اخرين  يبدون انهم  يمرون ببعض التجارب  المؤلمة. يظهر هذا في دراسة من معهد كارولينسكا في السويد والتي نُشرت نتائجها  في مجلة ناتشر كومونيكاشين. ولكننا حساسون بدرجات مختلفة في اكتساب  الخوف من الآخرين، ويبدو أن أحد التفسيرات وجدت في نظام الأفيونيات الذاتية ( الموجودة طبيعياً في الانسان).
رؤية الآخرين يعبّرون  عن الألم أو القلق يمكن أن يعطينا معلومات هامة عن الأشياء فيما حولنا والتي هي خطيرة ويجب تجنبها. إلا أننا في بعض الأحيان يمكن ان  يكون  عندنا خوف  من حالات  لا تشكل خطرا من الناحية المنطقية. ومن المفترض أن يخفف نظام الأفيونيات الذاتية (الموجودة طبيعياً في الجسم)  من الألم والخوف ولكنه لا تعمل بشكل فعال في كل واحد منا، وهو ما قد يكون أحد الأسباب التي تجعل بعض الناس يعانون من متلازمة القلق فقط من خلال رؤية الآخرين الذين  يعانون من صدمة
"بعض الناس أكثر حساسية لهذا الشكل من الاكتئاب  الاجتماعي.وتظهر دراستنا أن نظام الأفيونيات الذاتية يؤثر على مدى حساسيتنا  وقد يفسر لماذا بعض الناس يظهرون  اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) فقط من خلال ملاحظة الآخرين الذين يعانون من الصدمة بعد وقوع هجمات إرهابية، قد يشعر الأشخاص الحساسون بالخوف حتى لو لم يكونوا موجودين ". يقول المؤلف الرئيسي جان هاكر، الباحث المشارك في قسم علم الأعصاب السريري في معهد كارولينسكا .
في دراسة تعمية مزدوجة ، غير الباحثون الكيمياء الداخلية في الدماغ ل ٢٢ شخصا سليمين باستخدام مادة صيدلانية لحجب نظام الأفيونيات. تم إعطاء ٢١ شخصا دواءاً وهميا غير نشط. ثم شاهد الخاضعون للتجربة  شريط فيديو يتعرض فيه أشخاص آخرون لصدمات كهربائية.
عادة ما يقوم الدماغ بتحديث معرفته بالخطر على أساس ما إذا كنا مفاجئين، ولكن عندما تم حجب نظام الأفيونيات، استمر الناس في الاستجابة كما لو أنهم فوجئوا على الرغم من أنهم يعرفون أن الصدمة الكهربائية ستأتي.  وتضخمت الاستجابة حتى عندما واصلوا مشاهدة أشخاص آخرين يتعرضون لصدمات. وازدادت الاستجابة في مناطق الدماغ كاللوزة، والرمادية  المحيطة  بالمَسَال  والمهاد، الذي يبدو أنه يشير إلى أن نفس الوظائف التي في الألم المتصور الذاتي كان لها دخل. كما ازداد التواصل بين هذه المناطق وغيرها من مناطق الدماغ التي كانت مرتبطة في السابق بالقدرة على فهم تجارب وأفكار الأفراد الآخرين.
"عندما يُعرض   الناس المشاركون  في التجربة  انفسهم  لمؤثرات التهديد التي  ربطوها  في السابق بألآم الآخرين، فإنهم  يتسككون عرقاً  أكثر ويظهرون  خوفاً اكثر  من أولئك الذين أعطوا  علاجاً وهمياً، وكان هذا الاكتساب المعزز  ظاهراً حتى  بعد ثلاثة أيام من حلقة التعلم الاجتماعي "، كما يقول رئيس فريق البحث أندرياس أولسون، المحاضر الكبير في معهد كارولينسكا  للعلوم العصبية السريرية.


وتسهم الدراسة في زيادة فهم السايكلوجيا التي وراء الخوف. ويأمل الباحثون أن النتائج الجديدة سوف تعني في نهاية المطاف أن الناس الذين يعانون من ظروف القلق سوف يكونون قادرين على أن يُعطوا مساعدة سريرية أفضل واكثر ملائمة للفرد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق