الخميس، 13 يوليو 2017

قد تكشف يداك عن المعاناة في الحفاظ على ضبط النفس

وتبين الدراسة صنع القرار في الوقت الحقيقي

٦ يوليو ٢٠١٧

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

Your hands may reveal the struggle to maintain self-control

Study shows decision-making in real time







Published on July 06, 2017







المقالة رقم ٢٨٣ لسنة ٢٠١٧

مقدمة المترجم 
وردت الايات الكريمة  والروايات الشريفة التي تحث الانسان على ضبط النفس لما له من الفوائد  الأخروية والدنيوية على النفس والصحة والعلاقات الاسرية والاجتماعية والسلم الاجتماعي والأمن الوظيفي   بل وحتى الرفاه والغنى المالي كما  بينتها  العديد من الابحاث العلمية التي اجرتها العديد من الجامعات الامريكية والاوروبية والنيوزلندية والاسترالية  ( كدراسة الدكتور والآر ميشيل من جامعة استانفورد والمعروفة بحلوى مارشمالو في ستينات القرن الماضي ودراسات الدكتورة انجيلا داكورث من جامعة بنسلفانيا على تأخير الإشباع ) . معرفة آثار ولوازم ضبط التفس قد  يساعدك على فهم بعض الآيات القرانية الكريمة التي ربما تشير من قريب او بعيد الى هذا المعنى ( مثلاً:  فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ... الآية )

--- التص ---
لا يستغرق الأمر سوى بضع ثوان لتختار  قطعة الكيك  بدل  ان تختار  تفاحة  حتى تفسد نظام  غذائك لهذا اليوم.


ولكن ما الذي يحدث خلال تلك الثواني القليلة أثناء اتخاذ القرار؟
في دراسة جديدة، شاهد الباحثون في الوقت الحقيقي كما كشفت  أيدي الناس الصراع  الذي يعانوه  لاختيار هدف  المدى الطويل على مغريات  المدى القصير. ويمثل هذا البحث نهجا جديدا لدراسة ضبط النفس.
في احدى التجارب  الرئيسية ، شاهد المشاركون صوراً لملهيات  طعام صحي وغير صحي على جانبين متقابلين في أعلى شاشة كمبيوتر وحركوا  المؤشر من متصف أسفل  الشاشة  ليختاروا  واحداً  من هذه الأطعمة.
الناس الذين حركوا المؤشر أقرب إلى الوجبة غير الصحية (حتى ولو اختاروا في النهاية  الخيار الصحي) فقد أظهروا  ضبط نفس أقل في وقت لاحق من أولئك الذين اختاروا مباشرة  الوجبة الخفيفة الصحية.
يقول بول ستيلمان المؤلف المشارك في الدراسة وطالب ما بعد الدكتوراه في علم النفس في جامعة ولاية أوهايو: "حركات أيدينا  تكشف عن عملية ممارسة ضبط النفس".
"يمكنك أن ترى الصراع كما يحدث. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ضبط نفس منخفض، المغري  في الواقع يسحب  أيديهم أقرب إلى الخيار الأقل صحياً ".
نتائج البحث قد تسلط  الضوء على نقاش علمي حول ما يحدث في الدماغ عندما يستغل البشر قوة الإرادة.

أجرى ستيلمان الدراسة مع ميليسا فيرغسون، أستاذة علم النفس، ودانيلا ميدفيديف، طالبة جامعية سابقة، وكلتيهما من جامعة كورنيل. وسوف تظهر نتائج أبحاثهم في مجلة العلوم النفسية Psychological Science..
وشملت الدراسة عدة تجارب. وفي واحدة منها ، اتخذ ٨١ طالباً جامعياً  ١٠٠ قرار  انطوت على خيارات غذائية صحية مقابل خيارات غذائية غير صحية.
في كل محاولة، نقر المشاركون في التجربة  على زر "ابدأ" في الجزء السفلي من الشاشة. وبمجرد قيامهم بذلك، ظهرت صورتان في الزاوية العلوية اليسرى والعلوية اليمنى من الشاشة، واحدة للطعام الصحي (مثلاً، كرنب بروكسل) والآخر غير صحي ( مثلاً.  الكعك).

وقيل لهم أن يختاروا بأسرع وقت ممكن أياً من الطعامين ( الصحي وغير الصحي)  الذي من شأنه أن يساعد معظمهم على تحقيق أهدافهم الصحية واللياقة البدنية. لذلك كان هناك إجابة "صحيحة"، حتى لو  اُغروا  بوجبة أقل صحية .
قبل بدء التجربة، قيل للمشاركين أنه بعد الانتهاء منها سوف يعطون  واحداً من الأطعمة التي اختاروها في التجربة. ومع ذلك، في نهاية المطاف، كان بإمكانهم  أن بختاروا بحرية ما إذا كانوا يريدون التفاح أو قالب الحلوى.
وأظهرت النتائج أن أولئك الذين اختاروا قالب الحلوى في نهاية التجربة - وهم أولئك الذين يعانون من انخفاض في ضبط النفس - قد مالوا    إلى الأطعمة غير الصحية على الشاشة.

وقال ستيلمان: "كلما زاد انجذابهم  نحو المغريات التي على  شاشة الكمبيوتر، كلما زاد اختيارهم  فعلا لها  وفشلوا في ضبط النفس".
ولكن بالنسبة لأولئك الذين لديهم مستويات أعلى من ضبط النفس، كان الطريق إلى الغذاء الصحي مباشراً أكثر، مشيراً   إلى أنهم يعانون من تضارب أقل.
في دراستين أخريتين، حدثت نتائج مماثلة في سيناريو مختلف تماما، حيث كان بمقدور طلاب الجامعات أن يقرروا ما إذا كانوا يفضلون قبول ٢٥ دولارا اليوم أو ٤٥ دولارا بعد ١٨٠ يوم. أولئك الذين لديهم مستويات أقل في ضبط النفس كانت  مسارات فأرة الكومبيوتر مختلفة بشكل واضح عن تلك التي لدى الذين عندهم  مستوى أعلى من ضبط النفس، مما يشير إلى الاختلافات في كيفية التعامل مع القرارات.
وقال "ان مقياس تتبع الفأرة هذا قد يكون أداة جديدة قوية للبحث  فى التضارب فى الوقت الحقيقى عندما يتعين على الناس اتخاذ قرارات تتعلق بضبط النفس".
وقال ستيلمان ان النتائج تقدم ايضا دليلا جديدا فى النقاش حول كيف يتكشف  صنع القرار فى حالات ضبط النفس.
لماذا هذا مهم؟
وقد قال بعض الباحثين بأن هناك نظامين في دماغنا يشتركان في قرار ضبط النفس: أحدهما مندفع/ نزواني والثاني يتغلب على الدوافع ليمارس قوة الإرادة. ولكن إذا كان هذا هو الحال، فإنه ينبغي ان تبدو المسارات المنظور إليها في هذه الدراسة مختلفة عما هي عليه، كما قال ستيلمان.
إذا كانت النظم المزدوجة وراء هذه الخيارات، يجب أن يكون هناك خط مستقيم نسبيا تجاه الغذاء الغير الصحي عندما يكون الناس تحت تأثير النظام الأول الاندفاعي ثم  يكون تغيير مفاجئ نحو الغذاء الصحي حيث  يأخذ النظام المسؤول عن  ضبط النفس دوره.
وقال ستيلمان "هذا ليس ما وجدناه". "تشير نتائجنا إلى عملية أكثر ديناميكية تتنافس فيها الخيارات الصحية وغير الصحية منذ البداية في أدمغتنا، وليس هناك تغيير مفاجئ في التفكير. لهذا السبب حصلنا على هذه المسارات  ".
وقال ستيلمان أن هذه النتائج يجب أن تساعد في التوصل إلى رؤية أكثر دقة لكيف تتكشف عملياتنا  الادراكية للسماح لنا بمقاومة الإغراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق