١٢ يوليو ٢٠١٧
المصدر : جامعة تيو يورك
ترجمه ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
Memory Takes Time, Researchers Conclude
المقالة رقم ٣١٢ لسنة ٢٠١٧
كيف تتحول الذكريات القصيرة الأمد الى ذكريات طويلة الأمد. وفي حين أن الإجابة النهائية لا تزال بعيدة المنال، يخلص باحثان من جامعة نيويورك توماس كاريو ونيكولاي كوكوشكين إلى أن هذا التحول يفسر على أفضل وجه "التسلسل الهرمي الزمني" للنوافذ الزمنية التي تغير بشكل جماعي حالة الدماغ.
ويضيف الباحثان في تحليلهما، الذي يظهر في مجلة نيورون، أن الطريقة التي تتطور بها الذكريات قصيرة الأمد إلى ذكريات طويلة الأجل هي أقرب إلى الطريقة التي نعامل بها الصوت.
"كالصوت يتم تقسيمه من قبل النظام السمعي الى العديد من الخانات المنفصلة بترددات متصورة تزامنياً، والخبرة ككل يتم تحليلها من قبل الدماغ الى العديد من" النوافذ الزمنية "التي تمثل الماضي.بشكل جماعي"، كما يقول كارو، أستاذ من مركز جامعة نيويورك للعلوم العصبية وعميد كلية الآداب والعلوم، وكوكوشكين، زميل ما بعد الدكتوراه في علم الأعصاب.
معظم الذكريات تبقى ثوانٍ قبل أن تُنسى، ولكن بعضها تبقى الى آخر العمر، كما لاحظ الباحثان، ولكن في كل لحظة نوعا الذاكرة يتعايشان مع الممارسات الجارية بنفس الشروط. على سبيل المثال، تُمارس قطعة موسيقية مألوفة تزامنياً من خلال الذاكرة قصيرة الأمد للنوتات القليلة التي سمعت للتو والذاكرة طويلة الأمد من الاستماع إلى قطعة موسيقية في الماضي. كلاهما يحتفظ بالمعلومات عن الماضي، كما كتب الباحثان ، وكلاهما يشكلان تصوراً في الوقت الحاضر.
ما هو أقل فهماً بين علماء الأعصاب هو كيف وأين ومتى تتحول الذاكرة قصيرة الأمد الى طويلة الأمد، وهذه مسألة تثير عدة اعتبارات: هل تتحرك الذاكرة من خانة في الدماغ إلى آخرى؟ هل الذاكرة قصيرة الأمد تتحول إلى ذاكرة طويلة الأمد بمرور الوقت؟ هل الذاكرة طويلة الأمد نسخة معدلة من ذاكرة قصيرة الأمد، أم أنهما مستقلتان عن بعضهما؟
في تحليلهما، لاحظ كاريو وكوكوشكين أن أدمغة الكائنات الدقيقة الحية - بما هي متنوعة كتنوع الرخويات البحرية والبشر - لديها القدرة على تمثيل الخبرة على العديد من المقاييس الزمانية، تتذكر بشكل تزامني أحداثاً حدثت على مدى سنوات وساعات ومليثانية. كل مقياس زمني يقابل انحرافات محددة من التوازن بين عناصر الكائن الحي المختلفة ( homeostasis) ولكل منها حدود زمنية خاصة بها. الاضطراب في حالة الكائن الحي يؤدي إلى فتح "نافذة زمنية" تغلق في نهاية المطاف عندما تعود الحالة إلى التوازن. تتكون الذاكرة العصبية ككل من مخزون واسع من نوافذ زمنية متفاعلة.
يشرح المؤلفان: "التغييرات التي تحدث على أسرع المقاييس الزمنية تتحد مع تغييرات أخرى لإنتاج تغييرات بارزة وأكثر ديمومة، مستحدثةً" تسلسلاً زمنياً مؤقتاً "لنوافذ زمنية تغير بشكل جماعي حالة الدماغ في كل لحظة معينة".
وبالتالي، لا يمكن أن تُقتصر الذاكرة على كائن أو حالة محددة؛ وبدلا من ذلك، هي مهيكلة بشكل أساسي في المجال الزمني.
"في الواقع، الوقت هو المتغير المادي الوحيد الذي" ورثه " الدماغ من العالم الخارجي"، كما خلص اليه الباحثان. "وهكذا، يجب أن تكون الذكريات" معمولة من الوقت "، أو، على نحو أدق، من العلاقات الزمنية بين المحفزات الخارجية.
"في الواقع، فإن الفائدة البيولوجية للذاكرة بأكملها تعتمد على وجود العديد من أبعاد التوازن بين عناصر الكائن الحي، فالبعض قصير الأمد والبعض طويل الأمد. وتمثل المقاييس الزمنية للذاكرة العديد من المقاييس الزمنية للخبرات السابقة ويجب أن تكون متاحة بشكل تزامني للكائن الحي الدقيق ليكون مفيدا ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق