الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

تتزامن أدمغتنا خلال المحادثة ( البينية)

١٨ يوليو ٢٠١٧

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي  

Our brains synchronise during a conversation

July 18 2017 

المقالة رقم ٣٢٣ لسنة ٢٠١٧


إيقاعات الموجات الدماغية بين شخصين يتحدثان  تبدأ بالتماثل مع  بعضها البعض. هذا هو استنتاج دراسة نشرت في مجلة "التقارير العلمية"، بقيادة مركز الباسك للبحوث . ووفقا للعلماء، فقد يكون هذا التزامن  بين الدماغين    عاملاً رئيسياً في فهم اللغة والتواصل  بين الأشخاص.
قاس العلماء حركة موجاتهم الدماغية  بشكل متزامن، وأكدوا أن تذبذبات أدمغتهم  كانت متزامنة.

شيء بسيط كالمحادثة اليومية تدفع بأدمغة المشاركين في ان تبدأ العمل في وقت واحد. هذا هو استنتاج الدراسة التي قام بها مركز الباسك على الإدراك والدماغ واللغة (BCBL)، التي نشرت مؤخرا في مجلة "التقارير العلمية".
حتى الآن،  معظم البحوث التقليدية تشير الى فرضية أن الدماغ "يتزامن" وفقاً لما يسمع، ويعدل تبعا لذلك إيقاعاته مع المثيرات السمعية.
الآن، خبراء من  مركز ابحاث  دونوستيا هذا قد تقدموا  خطوة الى الامام  وقاموا بتحليل  النشاط العصبي المعقد بشكل متزامن  لاثنين من  الغرباء  اثناء  قيامهما بالحوار  لأول مرة.

وقد أكد الفريق الذي يقوده ألياندرو بيريز ومانويل كاريراس وجون أندوني دونابيتيا - من خلال   تسجيل النشاط الكهربائي الدماغي -  كان نشاط الخلايا العصبية للشخصين منهمكين  في حوار   "متزامنا." ليسمح  "بالارتباط" بين كليهما..
صرح  جون أندوني دونابيتيا الى  SINC (   -  الشبكات الاستراتيجية لمعلومات المؤتمرات): "إنها تنطوي على التواصل بين الأدمغة  وتتجاوز اللغة نفسها وقد تشكل عاملاً رئيسياً في العلاقات بين الأشخاص وفهم اللغة".

وهكذا، فإن إيقاعات الموجات الدماغية المنسوبة  الى المتكلم والمستمع تنضبط وفقا للخصائص الفيزيائية لصوت  الرسائل اللفظية المعبر عنها في المحادثة. وهذا يحدث  اتصالاً بين الدماغين والتي تبدأ في العمل معاً نحو هدف مشترك: التواصل.
وقال الباحث من مركز الباسك للأبحاث: "إن دماغي الشخصين  جُمعا معاً بفضل اللغة،  والتواصل يؤدي إلى إقامة روابط بين الناس  يتجاوز بكثير ما يمكن أن نتصوره من الخارج". واضاف "يمكننا معرفة ما اذا كان الشخصان يتحدثان فقط عن طريق تحليل امواج الدماغ".

ما هي المزامنة العصبية؟
لأغراض الدراسة، استخدم الباحثون  ١٥ مجموعة و في كل مجموعة شخصان  ( ١٥ زوجاً - كل زوج فيه رجلان او امرأتان مثلاً))  من الناس من نفس الجنس  وغرباء تماماً عن بعضهم  البعض ومفصولان بستارة قابلة للطي. وهذا يضمن أن الارتباط   الناتج   كان واقعياً بفضل التواصل  الذي وقع.
بعد السيناريو، عقدت  الأزواج  ( كل شخصين) محادثة عامة وتناوبوا  لعب الأدوار بين المتكلم والمستمع.

من خلال تخطيط  الدماغ الكهربائي  (EEG) - وهي عملية  غير باضعة  تقوم  بتحليل النشاط الكهربائي في الدماغ - قاس العلماء حركة الموجات الدماغية بشكل تزامني، وأكدوا  أن التذبذبات حدثت في نفس الوقت.
"لكي نكون قادرين على معرفة ما إذا كان هناك شخصان يتحدثان فيما بينهما، وحتى ما يتحدثان عنه، استناداً  فقط الى نشاط  دماغيهما هو شيء رائع حقا، والآن يمكننا استكشاف تطبيقات جديدة، مفيدة للغاية في سياقات التواصل الخاصة، كالحال بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التواصل "، كما أشار اليه دونابيتيا.

في المستقبل، فإن تفهم هذا  التفاعل بين دماغين من شأنه أن يسمح لفهم وتحليل الجوانب المعقدة جدا في مجالات علم النفس وعلم الاجتماع والطب النفسي، والتعليم، وذلك باستخدام الصور العصبية في السياق البيئي أو في العالم الحقيقي.
وقال الياندرو بيريز "ان اثبات وجود تزامن عصبي بين شخصين منهمكين في محادثة لم يكن سوى الخطوة الاولى". واضاف "هناك العديد من الاسئلة والتحديات التي لم يتم الرد عليها".

كما يؤكد بيريز أن الإمكانيات العملية للدراسة هائلة. " تقع مشاكل في التواصل كل يوم. ونحن نخطط لتحقيق أقصى استفادة من هذا الاكتشاف عن  التزامن بين الأدمغة  بهدف تحسين التواصل ".

الخطوة التالية للباحثين سيكون للتعلم بتطبيق نفس التقنية والربط  الديناميكي، لو تزامن دماغا شخصين بنفس الطريقة عندما تقع  المحادثة بلغتهما غير الأصلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق