الأربعاء، 2 أغسطس 2017

لماذا بعض الناس متيقنون أنهم على حق، حتى عندما لا يكونون كذلك: التأمل يقترح طرق تواصل مع الناس الذين يتجاهلون البراهين التي تتناقض مع معتقداتهم العزيزة

٢٦ يوليو ٢٠١٧

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي

Why some people are so sure they're right, even when they are not: Insight suggests ways to communicate with people who ignore evidence that contradicts cherished beliefs 

Case Western Reserve University

26 July 2017
المقالة رقم ٣٢٥ لسنة ٢٠١٧

تعريف من خارج النص 
ورد في النص عبارة الدوغماتية وقد ورد معناها في بعض المصادر بما يلي : الدوغماتية طريقة تفكير تتسم بها أي فرقة أو مذهب أو فلسفة تزعم امتلاك الحقيقة المطلقة بشكل شامل، ولا تقر بأنها قد تحتمل شيئا من الخطأ أو النقص، وتقطع بأن ما تحوزه من معارف ومعتقدات لا يقبل النقاش ولا التغيير، حتى وإن تغيرت الظروف التاريخية، أو السياقات المكانية والاجتماعية؛ 

-- النص--


دراستان لمعرفة  الخصائص الشخصية التي  وراء الدوغماتية في المتدين  وغير المتدين. هاتان  الدرساتان اظهرتا  أن هناك أوجه تشابه واختلاف هامة في ما يسبب الدوغماتية في هاتين المجموعتين.

في كلا المجموعتين، ارتبطت مهارات التفكير النقدي  العليا مع مستويات أقل من الدوغماتية. وَلَكِنْ  هاتان المجموعتان تتباعدان في كيفية تأثير الأهتمام  الأخلاقي على التفكير العقائدي.

يقول جاريد فريدمان، وهو طالب دكتوراه في السلوك التنظيمي ومؤلف مشارك في الدراستين: " انها تشير الى أن المتدينين قد يتشبثون بمعتقدات معينة، لا سيما تلك التي تبدو على خلاف مع التفكير التحليلي، لأن تلك المعتقدات تتناغم  مع مشاعرهم الأخلاقية".

يقول أنتوني جاك، الأستاذ المشارك في الفلسفة والمؤلف المشارك في البحث: "إن التناغم العاطفي يساعد  المتدينين  على الشعور بمزيد من الإطمئنان  - كلما زاد التصويب الأخلاقي الذي يرونه في شيء ما  كلما  أيد  ذلك  تفكيرهم". "وفي المقابل،  المخاوف الأخلاقية تجعل الناس غير المتدينين يشعرون بقدر أقل من الإطمئنان".
وقد يقترح   هذا الفهم   وسيلة للتواصل الفعال مع المتطرفين كما يقول الباحثون. إن الاستجابة للشعوربالمخاوف الأخلاقية  للمتدين الدوغماتي  وكذلك المنطق الا تعاطفي لدومغاتي الغير متدين   قد يرفع من  فرص توصيل  الرسالة  - أو على الأقل بعض الاعتبار منها.

مواقف متطرفة
في حين أن المزيد من التعاطف قد يبدو مرغوباً فيه، قد يكون التعاطف غير المخفف خطراً، كما قال جاك. واضاف "ان الارهابيين في اطار فقاعتهم يعتقدون ان ما يعملونه هو  شيء اخلاقي  للغاية.  ويعتقدون انهم يصححون الأخطاء ويحمون شيئا مقدسا".

وقال جاك فى  السياسة اليوم "مع كل هذا الحديث عن الأخبار المزيفة، فان ادارة ترامب، ومن خلال التناغم  العاطفى مع الناس، تستميل اعضاء قاعدتها بينما تتجاهل الحقائق". قاعدة ترامب تضم نسبة كبيرة من الرجال والنساء   الذين أعلنوا عن أنفسهم انهم متدينون .

وعلى الجانب الآخر، على الرغم من تنظيم حياتهم حول التفكير النقدي، فإن الملحدين المتشددين، "قد يفتقرون إلى البصيرة لرؤية أي شيء إيجابي عن الدين، ولا يمكنهم إلا أن يروا أنه يتناقض مع تفكيرهم العلمي والتحليلي".
كما وجدت الدراسات، استنادا إلى دراسات استقصائية لأكثر من ٩٠٠ شخص، بعض أوجه التشابه بين الناس المتدينين  وغير المتدينين. في كلتا المجموعتين  أن أكثر الدوغماتيين هم أقل مهارة في التفكير التحليلي، وأيضا أقل احتمالاً  للنظر في القضايا من وجهات نظر الآخرين.

وفي الدراسة الأولى، أكمل  ٢٠٩ من المشاركين المسيحيين ( المتدينين)، و ١٥٣ شخصا من غير المتدينين، و ٩  يهود وخمسة بوذيين وأربعة هندوس، ومسلم واحد و ٢٥ من دين  آخر. كلهم  خضعوا لاختبارات لتقييم مستوى دوغماتيهم، والاهتمام التعاطفي وجوانب التفكير التحليلي، والنوايا الإجتماعية.
وأظهرت النتائج أن المشاركين المتدينين  ككل كان لديهم مستوى أعلى من الدوغماتية، والاهتمام التعاطفي والنوايا الإجتماعية، في حين كان اداء  غير المتدينين أفضل على مقياس التفكير التحليلي. انخفاض التعاطف بين غير المتدينين يتوافق مع زيادة في الدوغماتية.

الدراسة الثانية والتي شملت ٢١٠ مشارك  مسيحي  و ٢٠٢ غير ديني، و٦٣ هندوسياً و ١٢ من البوذيين و ١١ من اليهود  و ١٠ من المسلمين و ١٩ من  ديانات أخرى  حيث قاموا  بتكرار  الكثير من الاجراءات الاولى وبالإضافة  الى النظر الى الحالة من منظور شخص آخر و الأصولية الدينية.
فكلما كان الفرد أكثر صلابة، سواء أكان دينيا أم لا، كلما كان احتمال النظر   من منظور  الآخرين أقل احتمالا. كانت الأصولية الدينية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقلق التعاطف بين المتدينين.

شبكتا الدماغ
ويقول الباحثون إن نتائج الدراسات الاستقصائية تقدم المزيد من المساندة لبحثهم  السابق وتبين أن الناس لديهم شبكتا دماغ - واحدة للتعاطف والأخرى للتفكير التحليلي -  وهما في حالة توتر مع بعضها . وفي الأشخاص الأصحاء، دورات عملية التفكير بين الشبكتين تختار  الشبكة المناسبة لمختلف القضايا التي تحت الإعتبار من قبلهم.

ولكن في عقول الدوغماتيين المتدينين، يبدو أن الشبكة التعاطفية مهيمنة بينما في عقول الدوغماتيين غير المتدينين، يبدو أن الشبكة التحليلية مسيطرة.
في حين أن الدراسات بحثت مدى الاختلافات في النظرة العالمية للنفوذ الدوغماتي. للمتدينين  مقابل   غير المتدينين ، ونتائج البحث ينطبق بشكل واسع (على الحالتين) ، كما يقول الباحثون.  الدوغماتية تنطبق على أي معتقدات أساسية من عادات الأكل - سواء أكان أكلاً غير حيواني  أو نباتياً أو من آكلة اللحوم والنبات - إلى الآراء والمعتقدات السياسية حول التطور وتغير المناخ. ويأمل المؤلفون أن يساعد ذلك في إجراء مزيد من البحوث لتحسين الانقسام  بين الآراء التي تبدو انها طاغية على نحو متزايد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق