الكاتب : كايلي ستيل
المترجم :ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٣٦٨ لسنة ٢٠١٧
Friend or foe? Just look at the way a person moves
هل شعرت يوماً ما ان هناك شيئاً غريباً من شخص لا تعرفه يقترب منك؟ هل هناك شيء عنه يجعلك تشعر بعدم الارتياح أو تظن أنه قد يسبب لك ضرراً؟
البرهان العلمي يشير إلى أن هذا أكثر من مجرد سلوك مكتسب: انها استراتيجية البقاء، وهي شيء ولدنا بها .
ولكن هل يمكن لهذا أن يساعد على الشعور بالأمن والمراقبة في الأماكن العامة؟ يقول بعض الباحثين نعم: يمكن استخدام قياسات موضوعية للأجسام البشرية المتحركة للتنبؤ بالجندر والهوية والنوايا، وقد تكون مفيدة للتطبيق في حالات الطب الشرعي.
هناك بعض القيود: يمكنك ان تعطي رسالة كاذبة من خلال حركة الجسم أيضا.
الحركة البيولوجية
إن أنماط الحركة التي تقوم بها الكائنات الحية كالبشر والحيوانات يشار إليها مجتمعة بالحركة البيولوجية. وهذا مجال لا يزال موضع اهتمام الابحاث بشكل متزايد على مدى السنوات المائة الماضية.
وتتعلق معظم هذا الأبحاث بالمعلومات المفيدة التي يمكن أن نأخذها من ملاحظتنا لأنماط الحركات المختلفة، كالمشي والجري والرمي والتلقف.
ويعتقد الباحثون أن هذا يساعدنا على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين بطريقة مفيدة ومناسبة. وتركز العديد من الدراسات على التعرف على شخص ما بالطريقة التي يتحرك بها لا من مجرد ملامح وجه. إنهم ينظرون إلى ما يمكننا تحديده عن مشاعر الناس ونواياهم وأفعالهم.
على سبيل المثال، عندما يتحرك الناس بشكل مبالغ فيه كثيراً فقد يشير إلى أنهم قد يكونون غاضبين ولذالك نرغب في الالبتعاد عن هذا الشخص. فلو كنت ضابط شرطة فستقترب من هذا الشخص ولكن بمزيد من الحذر.
هذا الاعتراف يمكن أن يساعدنا على تحديد نية شخص ما في تنفيذ مهمة أو نشاط معين.
على سبيل المثال، قد تعني حركة شخص ما إحداث ضرر لشخص آخر في وضع اجتماعي ما. وهذا أمر ذو أهمية خاصة بالنظر إلى الانشغال العالمي بلإرهاب المحلي والدولي.
إذا تمكنا من اكتشاف هذه النية الضارة، يمكننا حينها أن نقرر ما إذا كنا سنبقى في مكاننا، أو نبتعد عن هذا الشخص، أو حتى نبلغ عن السلوك الذي يبدو غير مألوف.
لقد ولدنا على هذا النحو
معظم الباحثين يشيرون إلى القدرة على أخذ المعلومات ذات المغزى من الحركة البيولوجية انها شيء نحن ولدنا بها، وخاصة انه لا يبدو اننا في حاجة إلى أي تدريب واضح لاستخدامها بشكل فعال.
ويستند هذا الرأي على الأدلة التي تبين أن لدى البشر نظاماً عصبياً مخصصاً يعالج المعلومات البصرية ذات الصلة مما يتيح اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة.
وتقترح احدى النظريات أن هذه القدرة قد تطورت على مدى آلاف السنين كآلية للبقاء وذلك بالكشف المبكر عن الخطر المتوقع من الآخرين ونواياهم، وتوفير الوقت للفرد للمقاومة أو الفرار.
الطريقة السائدة المستخدمة لدراسة القدرة على معالجة معلومات الحركة البيولوجية تعتمد على تقنية تسمى "العرض بالنقاط point-light displays"، انظر اليوتيوب على العنوان التالي للتعرف على بعض انواع الحركات :
هذا الأسلوب يزيل الملامح الفيزيائية الأكثر وضوحا، كالوجه والجسم، من شخص من خلال إظهار سلسلة من النقاط فقط المتعلقة ببعض مفاصل الجسم.
وقد وجد العلماء أن بعض المعلومات الأكثر فائدة يمكن أن تؤخذ من مشاهدة التفاعل بين مفاصل الكاحل والورك والكتف عند تحديد نوع الجندر والهوية والنوايا.
وقد وسع علماء الحاسوب الطريقة التي نجمع بها هذه المعلومات باستخدام برامج حاسوبية مختلفة تتضمن صوراً لكاميرات المراقبة لتحديد هوية الأفراد ومقاصدهم.
جزء من دافع علماء الكمبيوتر للنظر في صور كاميرات المراقبة هو أن الكثير من الأبحاث تبين ان أحد الأسباب التي يجعلنا نتمكن من التعرف على الناس من المشي هو لكون المشي فريد من نوعها، يشبه الى حد ما بصمات الأصابع .
استخدام صور المراقبة التي التقطتها كاميرات المراقبة (التي غالبا ما تكون ذات جودة متوسطة) والتي تظهر مناظر للناس وهم يتحركون، تُعتبر بنحو متزايد أداة شرعية صالحة للاستخدام في قضايا الجريمة
ولكن ينبغي توخي الحذر في هذا الأسلوب حيث اقترح الباحثون أيضا استخدام المشي والجري باعتبارهما تقنية قياس حيوي - بايومتريك (سمة مميزة فريدة من ؟؟نوعها)، قد تمثل مشكلة. ويمكن أن تتأثر بعوامل كالثمالة وحمل الأثقال ونوع الحذاء والأرضية التي يمشى عليها أو حتى التعب.
هل بإمكاننا التظاهر به؟
معرفة أننا قادرون على قراءة الكثير عن شخص من مراقبة حركته فقط يثير مسألة ما إذا كنا نستطيع استخدام هذه المعرفة لإخفاء نوايانا.
وتوحي بعض الأدلة انه عندما يحاول شخص ما أن يتظاهر بأنه أعرج، على سبيل المثال، يمكن للناس ان يتعرفوا على هذه الخدعة. الغرض مبالغ فيه واكثر سهولة للكشف، ولكن يمكننا أيضا استخدام هذا لصالحنا.
على وجه التحديد، أولئك الذين يسعون إلى الإضرار بشخص آخر قد يختارون شخصاً يبدو انه أقل اطمئناناً، والذي يمكن كشففه من طريقة مشيه. لذلك طلب الباحثون من المشاركين في الدراسة الانخراط في مهام، كبعض دروس فنون الدفاع عن النفس، مما نتج عنه انهم كانوا يمشون بمزيد من الثقة.
وأظهرت الدراسة أنه يمكن أن تقلل من فرص وقوع الناس ضحية وذلك بتغيير طريقة مشيهم بشكل مقنع.
وعليه هل يمكننا أن نتعلم كيف نتظاهر بشكل مقنع لخداع الآخرين بإستخدام الحركات في التعرف على الضحية؟ والأهم من ذلك هل يمكننا تحسين قدرتنا على كشف الناس الذين يسعون إلى الإضرار بنا حتى نتمكن من إبلاغ أفراد الأمن عن الخطر المحتمل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق