كتبه الدكتور براد سبيلبيرغ
رئيس الأطباء في اقليم لوس انجليس والمركز الطبي لجامعة جنوب كالفورنيا في لوس انجليس
١ أغسطس ٢٠١٧
Brad Spellberg
Chief Medical Officer, Los Angeles County+USC Medical Center, University of Southern California
August 1, 2017
المقالة رقم ٣٣٣ لسنة ٢٠١٧
مقدمة المترجم
هذا الموضوع مرتبط بموضوع قد ترجمناه سابقا. وقد اثار ضجة في أوساط الناس والأطباء. الموضوع السابق مجود على العنوان التالي للمراجعة :
http://adnan-alhajji.blogspot.com/2017/07/blog-post_90.html?m=1
---- النص---
المقالة التي تشرت حديثاً في المجلة الطبية البريطانية أطلقت عاصفة بادعائها أن "دورة المضادات الحيوية قد استنفذت وقتها". تحدى المؤلفون الاعتقاد الواسع الانتشار على أنه يجب أن تستمر حتى الجرعة الأخيرة من المضادات الحيوية الموصوفة لك من قبل الطبيب المعالج حتى بعد أن تشعر بالتحسن. وقد ادعت هذه النصيحة منذ فترة طويلة أنها أساسية لمنع مقاومة المضادات الحيوية.
الصورة : مستعمرات خضراء لفطريات البنسيليوم المسبب للحساسية من أبواغ الهواء في طبق بتري. البنسلين هو أول مضاد حيوي. Satirus / Shutterstock.com
|
وقد أثار تحدي هذا الادعاء ردود فعل عنيفة، حيث أعرب الأطباء ومسؤولو الصحة العامة عن قلقهم إزاء الرسالة المفرطة في التعقيد والتي يمكن أن تؤدي إلى تشجيع المرضى على التهرب وتجاهل الوصفات الطبية من أطبائهم.
كل هذا كان مسلياً بعض الشيء للخبراء مثلي، الذين كانوا يعارضون هذه المبدأ السخيف لفترة طويلة، ولكن من دون ان يحوزالأخير على اهتمام وسائل الإعلام . لذلك اسمحوا لي أن أحاول تقديم بعض الإيضاحات عن هذا الجدل ، والذي هو في الحقيقة ليس معقداً، حتى تتمكن من معرفة ما يجب عليك القيام به عندما يعطيك طبيبك وصفة طبية للمضادات الحيوية.
لماذا تناول كميات كثيرة من المضادات الحيوية يعتبر سوء استخدام للأدوية
سأبدأ بالنتيجة النهائية أولا. من الخطأ تماما الاستمرار في تناول المضادات الحيوية بعد أن تشعر بالتحسن التام سوف يقلل من ظهور المقاومة للمضادات الحيوية. وعلى العكس من ذلك، فإنه من المرجح جداً ان يؤدي ذلك الى ظهور مقاومة للمضادات الحيوية!
كيف وصلنا إلى هذه النقطة، مع هكذا فجوة هائلة بين الواقع والمبدأ (الوضعي)؟ وكيف يمكن للكثيرين في المجتمع الطبي ان يكونوا خاطئين جدا لفترة طويلة؟
دعونا نجعل شيئاً واحداً واضحاً بشكل صريح. تاريخيا، كان كل من الأطباء والمرضى على حد سواء مرعوبين جدا حول استخدام المضادات الحيوية بشكل مناسب. لقد كنّا ولفترة طويلة نوصف المضادات الحيوية من جراء الخوف والعادة، وليس اعتماداً على العلم.
في الواقع، منذ عام ١٩٤٥، ألكسندر فليمينغ، الرجل الذي اكتشف البنسلين في عام ١٩٢٨، حذر الناس الذين يتناولون البنسلين لعلاج الأمراض التي لا تسببها البكتيريا، وأن هذا الاستخدام الغير الضروري للبنسلين يولد المقاومة للمضادات الحيوية. وحذر من ان الذين اساءوا استخدام البنسلين سيكونون "مسؤولين من الناحية الأخلاقية" عن الوفيات الناجمة عن الالتهاب المقاوم للبنسلين.
انه كان على حق.
الشيء المحزن هو أن المجتمع لم يسمع أبدا. وتؤكد البيانات الحديثة أن استخدامنا للمضادات الحيوية لم تتحسن في العصر الحديث.
وتشير التقديرات إلى أن ٣٠ إلى ٥٠ في المئة من استخدام المضادات الحيوية في الولايات المتحدة لا لزوم لها. في رأيي، هذه الأرقام منخفضة إلى حد ما بشكل جذل. وأود أن اقول ان التقدير ان ٧٥ في المئة أو أكثر من استخدام المضادات الحيوية لا لزوم له. وكما ترى، أنا، وخبراء مثلي، لديهم تعريف أكثر صرامة متى يكون استخدام المضادات الحيوية مناسباً او غير مناسب، والذي يتضمن إعطاء فترة دورة أطول كثيراً من اللازم من المضادات الحيوية للمرضى الذين يحتاجون إليها.
والحقيقة هي أننا لا نعرف كم من الوقت من تناول المضادات الحيوية ضروري لعلاج معظم أنواع الالتهابات. حتى في العصر العلمي الحديث، الأساس لمدة معظم دورات المضادات الحيوية هو مرسوم قسطنطين الكبير الذي صدر في سنة ٣٢١ ميلادي حيث جعل الأسبوع من سبعة أيام. وهذا هو السبب في ان الطبيب يصف لك سبعة أو ١٤ يوماً من المضادات الحيوية!
لو كان قسطنطين القديم قد قرر أربعة أيام في الأسبوع، فإن الأطباء سيصفون دورات من أربعة أو ثمانية أيام من المضادات الحيوية ، بدلا من سبعة أو ١٤ يوما من الدورات. وهنا انا أشير إلى دورات المضادات الحيوية لمدة سبعة أو ١٤ يوما ك "وحدة قسطنطين أو وحدتين" للتأكيد على سخافة الأساس لهذه الفترات.
ولكن في العقدين الماضيين، كان لدينا بالفعل عشرات التجارب السريرية التي نشرت مما يدل على أن دورات أقصر من المضادات الحيوية هي فعالة بالفعل كالدورات الأطول
وعلاوة على ذلك، أدت نظم الدورات الأقصر بالطبع إلى انخفاض معدلات المقاومة للمضادات الحيوية.
الدكتور لويس رايس، رئيس الطب في جامعة براون. رايس والذي كان ومنذ فترة طويلة رائداً عالميا في استخدام المضادات الحيوية والمقاومة. وقبل عشر سنوات، ألقى محاضرة في اجتماع وطني للالتهابات ، حيث حث الأطباء على الانتقال إلى نظم المضادات الحيوية قصيرة الأمد المستندة إلى الأدلة.
ثم ذهب خطوة أبعد وأصبح أول خبير يتحدى علناً الهراء في أن الاستمرار في تناول المضادات الحيوية بعد أن تشعر بالتحسن من شأنه أن يمنع بطريقة ما ظهور المقاومة.
رايس هو الرجل الذي دعا أولاً إلى أن الإمبراطور ليس لديه ملابس. وتتبع أصل هذه الأسطورة غير الصحيحة عبر الزمن. اكتشف أن الأسطورة يبدو أنها نشأت بسبب سوء فهم عام للنتائج التي نشرت في مقالة في عام ١٩٤٥، وهي واحدة من الأوصاف الأولى للعلاج بالبنسلين للالتهاب الرئوي.
وانتشر سوء الفهم هذا في الأسطورة الحضرية الشديدة السخرية والخاطئة، التي تفيد بأن تناول المضادات الحيوية المستمر بعد تحسن الأعراض قد يساعد بطريقة أو بأخرى على الحد من مقاومة المضادات الحيوية.
ليس فقط لا يوجد أي دليل على أن أخذ المضادات الحيوية بعد ان تشعر بنحو من التحسن سوف يقلل من مقاومة المضادات الحيوية، فإنه حتى بكون غير منطقي . والحقيقة هي أنه كلما طال تناولك للمضادات الحيوية، زادت فرصة ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في جسمك وفي البيئة المحيطة بك.
هناك بعض الإلتهابات المزمنة، كالسل، حيث عليك بالفعل تناول دورات طويلة من المضادات الحيوية، ليس لمنع المقاومة، ولكن لعلاج الالتهاب. ولكن بالنسبة لمعظم الالتهابات البكتيرية الحادة، فإن الدورات القصيرة الأمد من المضادات الحيوية تؤدي إلى معدلات علاجية مكافئة، وبفرصة أقل للتسبب في ظهور مقاومة للمضادات الحيوية بين البكتيريا في وعلى جسمك.
منظمة الصحة العالمية توافق على أن هناك أدلة ضئيلة، إن وجدت، لدورات طويلة من المضادات الحيوية، قائلة إن "العلاجات الأقصر تبدو أكثر منطقية - فإنه من المرجح أن الدورة تستكمل بشكل صحيح، ويكون لها آثار جانبية أقل، وتكون على الأرجح أرخص ".
كيف تكون ذكياً في استخدام المضادات الحيوية
لذلك، ماذا ينبغي علينا أن نفعله حيال دورات المضادات الحيوية؟
طب القرن ال ٢١ هو فريق رياضي. أنت وطبيبك بحاجة إلى أن تكونا شريكين في اتخاذ القرار. لو كنت مريضاً وذكر طبيبك المضادات الحيوية لك، أول شيء يجب عليك قوله هو "يا دكتور ، هل انا حقا بحاجة إلى المضادات الحيوية؟"
قد يوصف الأطباء المضادات الحيوية حتى إذا لم تكن بحاجة إلى اي منها، خوفا من أنك سوف تكون غير راض بدون وصفة طبية. ولكن اقلب السيناريو عليهم. وساعدهم على فهم أنك تفضل عدم اخذ المضادات الحيوية إلا إذا كان ذلك ضروريا حقا.
إذا قال طبيبك: "نعم، أعتقد أن لديك التهاباً بكتيرياٌ وتحتاج إلى المضادات الحيوية"، بكون سؤالك التالي ، "حسناً، هل يمكن أن تكون الدورة قصيرة؟"
ثالثا، بعد البدء في أخذ المضادات الحيوية، إذا كنت تشعر بالتحسن قبل إكمال الدورة، هاتف الطبيب واسأله ما إذا كان يمكنك إيقاف العلاج بأمان .
لذلك، وخلاصة القول هو، يجب أن يصف الأطباء دورة قصيرة الأمد من المضادات الحيوية قدر الإمكان لعلاج الالتهابات البكتيرية.و لو شعرت بالتحسن قبل الانتهاء من هذه الدورة، يجب ان تتشجع على مهاتفة الطبيب لمناقشة ما إذا كان بإمكانك بشكل آمن أن تتوقف عن العلاج في وقت مبكر.
https://theconversation.com/why-you-may-not-need-all-those-days-of-antibiotics-81820?utm_medium=email&utm_campaign=Latest%20from%20The%20Conversation%20for%20July%2031%202017%20-%2079886394&utm_content=Latest%20from%20The%20Conversation%20for%20July%2031%202017%20-%2079886394+Version+B+CID_1594b9f2d23d36cf3e009bd1e38ae129&utm_source=campaign_monitor_us&utm_term=Why%20you%20may%20not%20need%20all%20those%20days%20of%20antibiotics
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق