السبت، 23 سبتمبر 2017

هل السماء زرقاء واقعاً؟ بعض الصيادين-الجامعين لا يصفون الألوان بنفس الطريقة التي يصفها معظم الناس




الكاتب:  زاك زوريشس

١٨ سبتمبر ٢٠١٧ 

المترجم : ابو طه/ عدنان احمد الحاجي


المقالة رقم ٤٠٤ لسنة ٢٠١٧

Is the sky really blue? Some hunter-gatherers don’t describe colors the same way most people do 


---- النص--

ولإجراء هذه الدراسة، قام إدوارد جيبسون، وهو باحث في علم ادراك  في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج، بقطر ( سحب) صندوق انوار يعمل ببطارية سيارة و ٨٠ رقاقة لون  معايرة بشكل  موحد في نهر الأمازون. أراد التواصل مع التسيمان "، وهي مجموعة من الصيادين-والجامعين الذين يعيشون في قلب   أدغال أمريكا الجنوبية وقد طوروا لغتهم بمعزل عن الجماعات الأخرى المجاورة.

التسيمان لديهم "كلمات أقل للألوان من المتحدثين باللغة الإنجليزية الأمريكية والمتحدثين بالإسبانية البوليفية، و لديهم  صعوبة في  الاتفاق على تسمية   كل لون، وكتب فريق تقريرهم عن ذلك في (١٨ سبتمبر ٢٠١٧ل  في مجلة الوقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
ولكن ليس كل الألوان متساوية. عندما تأتي  إلى الأسود والأبيض والأحمر، فالتسيمان كانوا   كنظرائهم الأجانب في التعرف على اللون. (كما أظهرت دراسة أجريت في عام ٢٠١٥ لجماعات الصيادين في منطقة هادزا في أفريقيا نتائج مماثلة).  كلمات "اسود" و "أبيض" تنزع  إلى انها مستنتجة من كلمات "نور" و "ظلمة"، وهي مفاهيم عالمية، و "أحمر" تم التعرف عليه بسهولة لأنه  لون الدم. قد يكون هذا مبدأ عاماً واحدا  في الطريقة التي تتناقل  اللغات بها اللون، كما يقول رئيس الدراسة بيفيل كونواي، عالم الأعصاب في المعاهد الوطنية للصحة في بيثيسدا، ميريلاند.

ما هو أكثر من ذلك،  جميع اللغات الثلاث في الدراسة كانت أفضل في وصف الألوان "الدافئة" مثل الأصفر والبرتقالي. لكنها كانت أقل دقة في وصف الألوان ال"باردة" مثل الأزرق والأخضر. حتى مع مفردات اللون الأقل تطورا عندهم، فقد كان التسيمان "أفضل في وصف الألوان الدافئة من الألوان الباردة. وأظهرت الدراسة أن نفس المبدأ صحيح في اللغتين الإنجليزية والإسبانية. ويبدو أن هذا سمة أخرى من سمات الألوان التي تتقاطع بين الثقافات.

لمعرفة السبب، فحص جيبسون وكونواي أيضا مجموعة البيانات التي جمعتها مايكروسوفت من عشرين الف صورة. في تلك الصور، كانت البكسلات pixels  الملونة بالألوان الباردة  أكثر احتمالا لتسجيل خلفية الصور (الأشجار، السماء، الخ)، وكانت البكسلات الملونة بالألوان الدافئة أكثر احتمالا لتمثيل الجسم "ذي الصلة بالسلوك"  كالطعام أو الملابس.

يقول جيبسون: "الأشياء التي نريد أن نتحدث عنها هي ألوان دافئة. ما إذا كان الشخص يعيش في مجتمع الصيادين-الجامعين أو مجتمع ااصناعيبن، الأشياء التي تحتاج إلى الوصف تميل إلى أن تكون دافئة التلوين، لذلك  طورت اللغات المزيد من الكلمات لتلك الألوان. "لدينا كلمة للون عندما يكون لدينا شيئين متطابقين باستثناء لونهما"، واستمر في الحديث وقال : "نعم، السماء زرقاء، ولكن ليس هناك سماءان ."

الاختلافات بين اللغة التسيمانية والإسبانية أو الإنجليزية تأتي من حقيقة أن التسيمان "وغيرهم من الصيادين والجامعين لا يحتاجون إلى وصف العديد من الألوان في سياق الروتين اليومي. لغات الثقافات الصناعية لديها اشياء متطابقة أكثر ليصفوها: نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التمييز بين فنجان القهوة الأزرق من الأخضر، أو السيارة الحمراء من السيارة الصفراء. ولذلك فإن مفردات اللون أكثر توسعية مما رأينا مطوراً في ثقافات الصيادين والجامعين، وفقا لكونواي وجيبسون.

لا يختلف وصف الألوان بين اللغات لأن الناس يرون أشياء مختلفة، كما يوضح جيبسون. مفردات اللون مختلفة عبر الثقافات لأن تلك الثقافات تحتاج أشياء مختلفة من اللغة. "نحن نرى نفس الألوان كما يراه الصيادون -الجامعون"، كما يقول، "لكنهم لا يحتاجون  إلى تسمية تلك الألوان."

سبب آخر هو أن الناس في الثقافات الصناعية لديهم لغة أكثر تقدما للون لها علاقة بالقدرة على اتخاذ الخيارات، وتقول ديبي روبرسون، وهي باحثة في علم النفس المعرفي في جامعة إسكس في المملكة المتحدة التي  درست مفردات اللون بين السكان الأصليين في ناميبيا وفي بابوا غينيا الجديدة. "نحن نعيش في بيئة صناعية حيث يمكننا ذلك من اختيار  لون ملابسنا، أو أي شيء آخر، " كما قالت. "لو كنت تعيش في بيئة طبيعية،  فليس لديك أي سيطرة مطلقة على اللون على الإطلاق."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق