الأحد، 10 سبتمبر 2017

الألم والعواطف وتأثير العلاج الوهمي


٢٤ اغسطس ٢٠١٧

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي


المقالة رقم ٣٨١ لسنة ٢٠١٧

 

Pain, emotions and the placebo effect

Published on Thursday, 24 August 2017


في دراسة رائدة، استخدم باحثون من جامعة لوكسمبورغ تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي لإظهار أن قدرة الشخص على إعادة تفسير الأحداث السلبية والتحكم في المشاعر تؤثر على مدى قوة عمل تأثير علاج الغفل (علاج الوهم،  البلاسيبو)  على تخفيف الألم. أعطانا الدكتور ماريان فان دير ميولن مدخلات إضافية.

يقول الدكتور ماريان فان دير ميولين، أخصائي علم النفس العصبي في جامعة لوكسمبورغ: "بينت عمليات مسح الدماغ للباحثين أن مناطق معينة في المخ تتفاعل عندما يتلقى شخص علاجاً  وهمياً ( البلاسيبو)، ونتيجة لذلك يشعربألم أخف". "المناطق في الدماغ التي تعالج الألم تصبح أقل نشاطا، مما يدل على أن تأثير العلاج الوهمي  حقيقي. ولكن الآلية النفسية لا تزال مفهومة بشكل قليل جداً، وليس من الواضح لماذا بعض الناس يظهرون  استجابة أقوى تجاه العلاج الوهمي  من غيرهم. نشك  في أن الطريقة التي يمكننا بها تنظيم مشاعرنا تلعب دورا ولذلك عزمنا  ان نتحقق  من ذلك ".


لماذا يكون من المهم أن نفهم تأثير العلاج الوهمي بشكل أفضل؟

"من المهم أن نفهم أن تأثير العلاج الوهمي ليس فقط تحسن متخيل عندما نعتقد أننا حصلنا على الدواء.

كان لتأثير العلاج الوهمي  سمعة سلبية تقليدياً. خلال العقد الماضي، فقد درس باحثون تأثير العلاج الوهمي نفسه. وقد بينوا أن العلاج  الوهمي  يمكن أن يؤدي إلى تغييرات بيولوجية حقيقية في الجسم، بما في ذلك الدماغ، وأن تأثير العلاج الوهمي يلعب دورا في كل مرة نتلقى فيها علاجا طبياً. تأثير العلاج الوهمي لا يحدث فقط عند إعطاء  علاج وهمي، ولكن هو جزء من كل إجراء طبي. 

يبدأ التأثير الوهمي  بوجود المعطف الأبيض وغيره من علامات الجهات الطبية، واقتراحات لفظية للتحسن منه وخبرات العلاج السابقة . قد يكون الأطباء الممارسون أو الأطباء النفسانيون قادرين على تحسين نتائج التدخل الطبي من خلال تحسين  تأثير العلاج الوهمي. "

كيف أجريت الدراسة وما هي النتائج الرئيسية؟
"أجريت الدراسة بالتعاون مع زيثاكلينيك ZithaKlinik وبإستخدام  الرنين المغناطيسي الوظيفي لدماغ لتبيين  العلاقة بين المناطق في الدماغ التي تستجيب إلى العلاج  الوهمي والقدرة على تنظيم العواطف.
أولا، قمنا بتقييم قدرة المشاركين على "إعادة التقييم الادراكي "، مما يعني مدى إمكانية إعادة تفسير المشاعر السلبية. نظر المشاركون إلى الصور التي تخلق مشاعر سلبية لديهم. وكانت مهمتهم التوصل إلى أفكار أو تفسيرات تجعلهم يشعرون بأكثر إيجابية عن الصورة وقمنا بقياس مدى تمكنهم من القيام بذلك. في زيثاكلينيك، تم  وضع المشاركين تحت  ماسح  التصوير بالرنين المغناطيسي وتلقوا مؤثرات حرارية مؤلمة  على أذرعهم. ثم قيل لهم أنهم تلقوا كريم قوي لتخفيف الآلام، وهو في الواقع مجرد مرطب بشرة بسيط.

وأفاد جميع المشاركين عن آلام أخف: تأثير العلاج  الوهمي اخذ فعله. ومن المثير للاهتمام، أن أولئك الذين لديهم قدرة أعلى على السيطرة على مشاعرهم السلبية أظهروا  أكبر استجابة للعلاج بالكريم الوهمي في الدماغ. وكان نشاطهم في  مناطق الدماغ تلك التي تعالج الألم أكثر انخفاضا. وهذا يشير إلى أن قدرتك على تنظيم العواطف ستؤثر على مدى قوة استجابتك للعلاج  الوهمي . "

ما هو الدور الذي يلعبه تصوير الدماغ؟

"عندما تكون منطقة دماغية أكثر نشاطا، فإنها تستهلك المزيد من الأوكسجين وسوف يتدفق المزيد من الدم  إلى هذه المنطقة. ويقيس الرنين المغناطيسي الوظيفي هذا التغيير في تدفق الدم ويكشف عن أي مناطق الدماغ منخرطة  في عملية ذهنية معينة. في بحثنا كنا قادرين على اكتشاف انخفاضات  في التنشيط في مناطق معالجة الألم ولكن أيضا زيادات  في منطقة منخرطة  في تنظيم العواطف.

هذه هي الدراسة الأولى باستخدام التصوير الوظيفي الدماغ التي أجريت في لوكسمبورغ. سوف يستخدم مشروعنا البحثي القادم  الرنين المغناطيسي الوظيفي لتقييم، من بين أمور أخرى، تأثير العلاج الوهمي في كبار السن. ونحن نعلم أن كبار السن يتصورون ويعبرون عن الألم بشكل مختلف عن الشباب، ولكن لماذا يبقى هذا هو الوضع غير المفهوم. ومع تحسن المعرفة، قد يكون الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية  قادرين على تشخيص وعلاج آلام في كبار السن بشكل أفضل ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق