٢٨ أغسطس ٢٠١٧
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٣٨٢ لسنة ٢٠١٧
The Eyes Have It
Monday, August 28, 2017
مقدمة المترجم
ان المتدبر في الاية القرانية الكريمة : " وفِي انفسكم افلا تبصرون" سيما اذا جمع مع هذا التدبر ما توصلت اليها او ما يجري في المختبرات من ابحاث علمية بشأن التخلق العضوي لهو امر محير للعقول ومبهر للألباب من تكون الخلايا وانقسامها وانتقالها وتموضوعها لتشكل احد الأعضاء في الجسم وكل ذاك بتدبير محكم في المكان والزمان الدقيقين.
فتح نافذة على كشف هذه الأسرار التخلقية الغامضة لا ينظر اليها هنا على إرضاء سمة حب الاستطلاع من قبل العلماء فحسب ولكنها باب لفهم المشاكل التخلقية والمؤدبة الى تشوهات خلقية والتي ربما يصبح من الممكن تجنبها.
المتأمل كذلك في الطرق التي تتبعها بعض الأبحاث قد يجد مفاتيح يمكن ان يستفيد منها. ومن ذلك هنا استخدام نموذج بسيط لمعرفة حياة اكثر تعقيداً بكثير .
ربما يكون عنوان الدراسة مختاراً من عنوان كثر استعماله كعنوان لأكثر من رواية وفيلم وهو The Eyes Have it . ويرجع هذا التعبير الى عملية التصويت على امر ما حيث يوجد فريقان: فريق يصوت بنعم ( Aye) وفريق يصوت ب لا ( Nay) فاذا فاز المؤيدون على المعارضين قيل ان اصحاب نعم فازوا في التصويت. ولما كانت aye و eye ينطقان بنفس الطريقة . تداول الناس استخدام الثانية.
--- النص ---
أجسامنا، بكل سماتها المختلفة والمتغيرة، هي نتيجة لعمليات مدبرة تدبيراً جيدا والتي تحدد ما هي الخلايا الداخلة و كيف تتطور في الأعضاء والأنسجة التي تشكل تركيبة الجسم العضوية . الكثير من المعلومات هي وراثية - نتيجة ال DNA - والإشارات البيوكيميائية ( الكيمياء الحيوية) أيضا تلعب دورا. وهناك آلية أخرى لا تزال غامضة إلى حد ما للتطور الجنيني موجودة في القوى الميكانيكية الصغيرة التي تمارسها الخلايا على بعضها البعض في هذه العملية.
"إن نمو الجنين والأعضاء داخله هو عملية متحكم فيها بعناية فائقة. وقالت الدكتورة جورجينا ستوك-فوغان، عالمة الأحياء التنموية في مختبر البرفسور اوتغر كامباس أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة كالفورنيا في سانتا باربرا : " الخلايا التي تشكل الجنين لابد ان تنقسم وتنتقل بطرق محددة جدا وبالتوقيت الصحيح لتغيير شكل الأنسجة". "علماء الأحياء التنموية يعرفون بالفعل الكثير عن الجينات المطلوبة للنمو الجنيني الطبيعي، لكننا لا نفهم تماما كيف تتفاعل الخلايا داخل الجنين مع بيئتها الميكانيكية لتشكيل الأعضاء بشكل صحيح أثناء النمو".
خذ، على سبيل المثال، العين. كيف تعرف الخلايا الجنينية كيف تنقسم وتتحرك وتموضع نفسها لتشكيل أحد أكثر الأعضاء إثارة للاهتمام ومهمة ومعقدة يمكن أن يمتلكها حيوان؟ هياكل العين، وتكيفاتها وقدراتها تساعده في ان يتغذى وبتزاوج ويهرب من الخطر. لذلك، تشكيل العين السوي يعني الفرق بين القوة والضعف والحياة والموت.
وسيكون التشكيل الميكانيكي للعين محور أبحاث الدكتورة ستوك-فوغان في مختبر البرفسور كامباس. وبفضل المنحة من جامعة كالفورنيا في سانتا باربرا لدراسة تنسيق النمو والبيئة الميكانيكية خلال تخلق الأعضاء باستخدام سمك الزبرا.
تقول الدكتورة ستوك-فوغان، التي حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة شيفيلد، وهي باحثة مشاركة في جامعة مانشستر قبل ان تنتقل الى جامعة كاليفورنيا: "بالنسبة لي، فإن الميزة الكبرى لسمك الزبرا zebrafish هي أن الأجنة تتطور بسرعة، حيث تنمو من بيضة إلى يرقات اسماك في ثلاثة أيام" "ميزة كبيرة أخرى هي أنها شفافة تماما خلال اليوم الأول من النمو، مما يسمح لي بمراقبة الجنين الحي وأعضائه باستخدام المجهر. وأعتقد أيضا أن الأجنة جميلة جدا. "
الدكتورة ستوك-فوغان، التي درست تطور الأذن في سمك الزبر اzebrafish ( ويسمى ايضاً بسمك دانيو مخطط وهو نوع من الشبوطيات) خلال مرحلة الدكتوراه. ستستخدم طريقة البرفسور كامباس ' الرائدة للتحقيق في القوى الدقيقة الداخلة في التطور الجنيني. هذه الطريقة تستخدم قطرات صغيرة من سائل دهني أو سوائل مغناطيسية لقياس أو تطبيق ضغط على الخلايا الجنينية داخل الأنسجة والأعضاء النامية.
"إن العين هي واحدة من الأعضاء الأكثر إثارة للإعجاب، من حيث الأداء الوظيفي والهيكل"، كما قال البرفسور كامباس. واضاف "ان معرفة كيف نُحتت العين مادياً خلال مرحلة التخلق الجنيني سيكون تقدما كبيرا في فهمنا لكيفية تشكل الأعضاء، وسوف تطرح طرقا جديدة لمنع العيوب النمائية المؤدية إلى تشوهات في العين".
دراسة كيف تنحت الخلايا نفسها الى أنسجة أمر ضروري لفهم الميكانيكا التي وراء النماء الغير طبيعي.
"هذا العمل مهم لأنه إذا لم يتم التحكم في نمو الأنسجة بعناية خلال التطور، فإنه يمكن أن يسبب عيوباً خلقية"، وقالت الدكتورة ستوك-فوغان. "كما لوحظت تغيرات في البيئة الميكانيكية حول بعض أنواع الأورام السرطانية، وقد تكون هذه التغيرات الميكانيكية متورطة في تكاثر الخلايا غير المنضبطة والمرتبطة بالمرض.
وقالت "أنا محظوظة جدا للعمل في مختبر البروفيسور كامباس". خيث "يجمع المختبر معي علماء بيولوجيا من فيزيائيين ومهندسين، مما يسمح لنا بمعالجة الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عليها من قبل تخصص واحد فقط".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق