١٤ سبتمبر ٢٠١٧
الكاتب: بول برين
المترجم : ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٣٩٤ لسنة ٢٠١٧
Our ability to recognise letters could be hard-wired into our brains
في الستينات من القرن الماضي، ادعى العالم اللغوي والناشط السياسي نعوم تشومسكي أن الدماغ البشري مجبول على المعرفة الفطرية باللغة. وقد أصبح هذا يعرف باسم نظرية القواعد العالمية Universal Grammar theory، وقدمت كشرح للسرعة التي يميل الأطفال إلى تعلم لغتهم الأولى. ووراثيا، العقل البشري مهيأ لفهم الكلمات وترتيبها في تسلسل منطقي ونحن نتغلب على الاضطراب الأولي لتعلم اللغة.
وبطبيعة الحال، لم يتفق الجميع مع نظرية تشومسكي اللغوية، تماما كما لا يتفق الجميع مع مواقفه السياسية التي أصبح يعرف بها مؤخرا. ذهب أحد علماء النفس، هربرت تراس، بعيداً في معارضته لأفكار تشومسكي حتى أنه أجرى تجربة حاول فيها تعليم الشمپانزي لغة الإشارة الأمريكية . في مسرحية على الكلمات، حتى انه سمى المشارك المفروض في بحثه نيم تشيمبسكي Nim Chimpsky.
ولكن البحث الجديد الذي يشير إلى وجود صلة بين اللغة المكتوبة وشيء أساسي أكثر في أدمغتنا يمكن أن يعني أننا بحاجة إلى أن ننظر مرة أخرى في أفكار تشومسكي. ووجدت دراسة، نشرت في مجلة جمعية العلوم الملكية المفتوحة، أن المشاركين يمكن ان يخمنوا أي الأصوات هي ممثلة بحروف من الحروف الهجائية غير المألوفة بمعدلات أفضل مما كنت تتوقع من فرصة بسيطة. لو كان لدينا القدرة الفطرية على فهم الكتابة، اذاً ربما اللغة بشكل عام هي شيء وجدت أعمق بكثير في الأدمغة من غيرها من المهارات المكتسبة.
هل تعرفت على اي شيء؟
البحث الجديد اخذ في الأعتبار كيف تعمل عقولنا عندما نحاول فك تركيبة الصوت، وفقا للحروف، مثلاً عندما نعمل على ايجاد الفرق بين تشومسكيChomsky و تشيمبسكي. Chimpsky ما الذي يدفعنا إلى ربط الحرف K بالصوت الحاد الذي يمثله؟ هل هو بسبب الشكل المادي حيث نقاط حادة تبرز من الساق المستقيم والقائم؟ هل هذا التمثيل البصري يلامس شيئاً متأصلاً في ذكرياتنا على قدم المساواة مع قواعد اللغة العالمية؟ أو، من ناحية أخرى، هل هذه هي الطريقة التي عُـلمنا اياها لتفسير الحرف K؟
قامت عالمة الأعصاب نورا تورومان في سويسرا وعالمة النفس التجريبي سوزي ستايلز في سنغافورة بسلسلة من التجارب لمحاولة فهم ما هو الشيء الذي يجعل الحروف تبدو بالطريقة التي تبدو بها، وما الذي يشكل الفهم البشري للأصوات التي تمثلها. هذه الحروف. وشملت التجارب عرض حروف فردية من أنظمة كتابة قديمة إلى عينة بحثية من ٩٨ طالباً جامعياً سنغافورياً ومجموعة أكبر من ٣٠٠ مستخدم إنترنت دولي.
في كلتا الحالتين، عرض على المشاركين حروف غير مألوفة من مجموعة متنوعة تصل إلى ٥٦ حرفاً هجائياً، والتي تمثل أصوات ال / i / (صوت "ee" في "feet")، و / u / (صوت "oo" في "shoe"). وكانت مهمتهم تخمين أي من الحروف يمثل الصوتين وإفادة الباحثين بذلك.
النتائج الأولية من البحث تشير إلى أنه قد يكون هناك بالفعل علاقة بين بعض الأشكال المكتوبة والأصوات التي تمثلها. عندما قُدمت مع زوج من حروف غير مألوفة، تمكن القراء من تخمين اي منها بمعدلات أعلى مما كان متوقعاً من طريق الصدفة. وهذا يشير إلى أن بعض خصائص الأصوات اللغوية يمكن استخلاصها من أشكال الحروف الفردية عن طريق شيء آخر غير التعلم أو الخبرة السابقة.
النتائج الأولية من البحث تشير إلى أنه قد يكون هناك بالفعل علاقة بين بعض الأشكال المكتوبة والأصوات التي تمثلها. عندما قُدمت مع زوج من حروف غير مألوفة، تمكن القراء من تخمين اي منها بمعدلات أعلى مما كان متوقعاً من طريق الصدفة. وهذا يشير إلى أن بعض خصائص الأصوات اللغوية يمكن استخلاصها من أشكال الحروف الفردية عن طريق شيء آخر غير التعلم أو الخبرة السابقة.
قد يجادل البعض أن القراء قد يكونون مجرد معتمدين على مجموعة من الخصائص الفيزيائية المشتركة في جميع اللغات. ولكن هذا لن يكون إلا إذا كانت الخصائص الفيزيائية لجميع الحروف الهجائية هي نفسها، ولكنها ليست كذلك. اليابانية، على سبيل المثال، تختلف كثيرا عن العربية أو اللاتينية. ويبدو إذاً أن شيئا قد يحدث على مستوى أعمق بكثير في أدمغتنا عندما نفك رموز أصوات الحروف الفردية.
ويعتقد الباحثون أن الخصائص الأساسية لحواسنا لها دخل في مطابقة أصوات الكلام والأشكال التي تعتبر انها تمثلها. على وجه الخصوص، فإنهم يعتقدون أنه قد يكون هناك صلة بين مدى تفاصيل الحرف من حيث مقدار الحبر المستخدم لكتابته، ونبرة الصوت المرتبطة به. وفي تجاربهم، كلما زادت تفاصيل الحرف، كلما كان من الأرجح ان يخمن المشاركون أنه يمثل أخفض نبرة صوت / u /.
لماذا هذا مهم؟
دراسة واحدة ليست دليلا قاطعاً، وبطبيعة الحال، نحن بحاجة إلى المزيد من البحوث لمعرفة الواقع. لكنها تشير إلى أنه، في نفس السياق كنظرية تشومسكي للنحو العالمي universal grammar ، يمكن جعل العلاقات بين الأصوات اللغوية والسمات البصرية مرتبطة ارتباطاً مادياً بالدماغ البشري ( جعلها جزء لا يتجزأ منه). وهذا يجعل الدراسة مهمة جداً لعدة أسباب. أولا، إنها تسهم إسهاماً هاماً في مجالات علم النفس اللغوي (العلاقة بين اللغة والعمليات النفسية) وفهم كيفية اكتساب اللغات، لكل من متعلمي اللغة الأصليين وغير الأصليين.
ثانياً، يمكن أن تؤدي إلى طرق جديدة للتفهيم والتعليم من خلال إعطاء القراء فهماً أفضل لكيف رُبطت أصوات الكلام والحروف المكتوبة. ويمكن أن يكون هذا مفيداً بشكل خاص لأولئك الذين لديهم صعوبات في فك رموز الحروف الفردية داخل الكلمات.
وأخيرا، يمكن أن يكون للبحث تأثير على الطريقة التي يتم فيها تسجيل اللغات النادرة التي يتم التحدث بها بشكل رئيسي في الإصدارات المكتوبة. فهم الخصائص المرئية لأصوات الكلام يمكن أن يساعد في تطوير أنظمة كتابية جديدة تمثل عن كثب اللغة المنطوقة.
لو كان الدماغ البشري هو في الواقع متأصلاً بطرق معينة لفك الكلمات نفسها، وليس فقط ترتيبها النحوي، إذاً قوة الحروف الفردية يمكن أن تكون أكبر بكثير مما كنا نتخيله في أي وقت مضى. وقد أعطت هذه الدراسة لنا طريقة جديدة كاملة للنظر في كلمتي "تشيمبسكي وتشومسكي"، والعلاقات التي لدينا ليس فقط مع الأسماء ولكن مع الحروف التي تعطيها الشكل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق