الكاتب : اليكسيس بلو
١٩ سبتمبر ٢٠٢٧
المترجم : ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٤١٧ لسنة ٢٠١٧
Parents: How You Manage Conflict Has an Impact on Your Kids
University Communications
عندما يرى الطفل أن أحد والديه يتشاجر مع الآخر بطريقة هدامة، فإن ذلك يمكن أن يكون له أثر على كيف يشعر الطفل عاطفياً بالإطمئنان .
قليل من الوالدين يريدون ان يسمعوهم أطفالهم وهم يتشاجرون ، ولكن لأن الخلافات هي جزء طبيعي من أي علاقة، فإنه يمكن أن يكون من الصعب حماية الصغار من كل شجار.
لا بأس بذلك طالما يتعامل الوالدان مع الخلافات بطريقة بناءة، كما تقول الباحثة في جامعة أريزونا أولينا كوبيستينسكا.
كوبيستينسكا، الطالبة في الدراسات عليا في كلية نورتون للأسرة وعلوم المستهلك في كلية الزراعة والعلوم الحياتية، اجرت دراسة على الخلافات وحلها. في ورقة جديدة، ستنشر لاحقاً في مجلة علم النفس الأسري، قالت انها تنظر في كيف تؤثر الطريقة التي يتعاطى بها الوالدان مع خلافهما مع بعضهما البعض على أساليب التربية وكيف يطمئنان أطفالهم عاطفياً بعد تعرضهم للنزاع بينه أبويهم .
وتركز دراسة كوبيستينسكا على الأساليب البناءة مقابل تلك الهدامة في إدارة الخلافات بطرق بناءة ، هناك هدوء واحترام، على الرغم من الاختلاف في الرأي؛ يبقى النزاع مركزاً على موضوع واحد؛ وباتجاه إحراز تقدم نحو الحل. وعندما يتم التعامل مع الخلاف بشكل هدام، هناك غضب واستياء، الخلاف غالبا ما يشتت الموضوع إلى أشياء قد تكون حدثت في الماضي.
وجدت كوبيستينسكا وزملاؤها أنه حتى عندما يعالج أحد الوالدين النزاع مع شريك حياته بشكل هدام، فإنه يمكن أن يزيد من شعور الأطفال بعدم الأمن العاطفي في حياتهم المنزلية.
وقالت كوبيستينسكا: "الأطفال جيدون جدا في التعرف على الفروق الدقيقة في كيف يتعاطي الوالدان مع بعضهما البعض، لذلك كيف يعبر ويدير الوالدان تحديات حياتهم اليومية مهم في الواقع لأن ذلك يحدد ثقة الأطفال في استقرار وسلامة أسرهم ". "لو كان الوالدان معاديين لبعضهما البعض، فقد يكون حتى الأطفال الذين لم يبلغوا من العمر ٣ سنوات معرضين للتهديد بأن أسرهم قد تتجه نحو الإنفصال، وقد لا يكون الأطفال بالضرورة قادرين على التعبير عن عدم اطمئنانهم شفهيا، ولكنهم يشعرون به".
الضغوطات قد تغذي النزاعات
وتستند الدراسة التي اجرتها كوبيستينسكا إلى البيانات الوطنية التي تم جمعها لأجل مشروع بناء الأسر القوية، والتي تستهدف الأسر ذات الدخل المنخفض - وهي فئة يمكن أن تكون معرضة لخطر كبير للخلافات، نظرا للعديد من الضغوطات المرتبطة بالخلافات المالية.
ركزت كوبيستينسكا على الموجة الثالثة من البيانات، التي تم جمعها عندما كان الأطفال الذين شملتهم الدراسة في عمر ٣ سنوات. تم استطلاع الأمهات والآباء في هذه المرحلة عن تصوراتهم عن سلوكيات إدارة الخلاف مع بعضهم البعض، وكيف يتفاعل أطفالهم عاطفيا عندما يشهدون الخصام بين والديهم.
وحددت كوبيستينسكا وزملاؤها المؤلفون المشاركون في الورقة أربعة ملامح مختلفة للأزواج الذين شملهم الاستطلاع: الأزواج حيث يتعامل كلا الشريكين مع الخلاف بنحو بناء؛ الأزواج خيث يتعامل كلا الشريكين فيها مع الخلاف بنحو مدمر؛ الأزواج حيث كانت الأم بناءةً أكثر والأب هداماً أكثر ؛ والأزواج حيث كان الأب بناءاً أكثر والأم كانت هدامة أكثر.
كما درس الباحثون سلوكيات التربية الداعمة والقاسية، التي تم قياسها من خلال المالحظات المباشرة لكل من الأب والأم بشكل منفصل مع الطفل. السلوكيات الداعمة قد تشمل عبارات إيجابية، وأن يكون حساساً لاحتياجات الطفل وإشراك الطفل بطرق تحفيز إدراكياً. التربية القاسية قد تشمل سلوكيات قوية أو فضولية أو تعبيراً عن الغضب وعدم الرضا تجاه الطفل.
ووجد الباحثون أن أساليب الأباء التربوية لا يبدو أنها تتأثر بكيفية إدارة الخلاف مع شريكة حياته . وبعبارة أخرى، كان تفاعل الأباء مع أطفالهم على نحو مماثل في جميع الحالات. ومع ذلك، فإن الأمهات في الحالة التي يتعاطى بها الأباء مع الخلاف بصورة بناءة، وتتعامل الأمهات معها بشكل هدام، غالبا ما يكن أكثر قسوة مع أطفالهن من الأمهات اللاتي في حالة حيث يكون كل من الأم والأب يتعامل مع الخلاف بصورة بناءة.
"وفيما يتعلق بالتأثير على شعور الاطفال بعدم الأمن العاطفي ، قالت كوبيستينسكا لقد وجدنا أنه عندما يدير احد الوالدين الخلاف بطريقة هدامة والآخر بطريقة بناءة ،كان شعور الأطفال بعدم الأمن العاطفي اعلى من شعور الاطفال المبلغ عنه حين يدير كل من الوالدين الخلاف بطريقة بناءة
وقالت كوبيستينسكا "لقد وجدنا أنه عندما يستخدم الوالدان إدارة بناءة للخلاف، يكون شعور الأطفال بالإطمئنان عن مناخ أسرهم أقل، وعندما يتشاجر احد الوالدين على الأقل بشكل هدام، هناك بعض مستويات من انعدام الإطمئنان عن العلاقات الأسرية".
التشاجر بشكل بناء "
ومن الجدير بالذكر أن كوبيستينسكا قالت إنه على الرغم من سوء الفهم الشائع بأن معظم الأسر ذات الدخل المنخفض معرضة لخطر السلوكيات الخاطئة، فإن عددا قليلا جدا من الأزواج في الدراسة كانوا هدامين تماما في أساليب إدارة الخلاف. والواقع أن ٣ في المائة فقط من الأزواج في العينة فيهم أزواج تعاطوا مع الخلاف بصورة هدامة، مما يشير إلى أن معظم الأزواج في العينة شاركوا في أساليب نزاعات إيجابية وصحية.
وقالت كوبيستينسكا "غالبا ما يكون هناك اعتقاد بأنك إذا كنت من ذوي الدخل المحدود، فمن المحتمل أن يكون لديك الكثير من المشاكل العائلية، ولكن أكثر من ٥٠ في المائة من الأزواج الذين شملتهم الدراسة كانوا يتشاجرون بشكل بناء". "وبالنظر إلى جميع الضغوطات التي يتعاملون معها، فمعظمهم لا يزال لديه علاقة فعالة حيدة، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالخلاف".
وحقيقة أن المجموعة التي فيها كلا الوالدين يكونا فيها يتشاجران بطرق هدامة كانت صغيرة جدا قد تساعد في تفسير إحدى النتائج المدهشة لدراسة كوبيستينسكا - أن مستويات انعدام الأمن العاطفي كانت الأدنى بالنسبة لأولادهما. وقالت كوبيستينسكا ما يساهم ايضا فى هذا الاستنتاج يمكن ان يكون ان هؤلاء الأزواج قد يكونوا منفصلين او انفصلوا ماديا عن بعضهم البعض وقت جمع البيانات مما يعني ان الاطفال ربما لم يكونوا معرضين بشكل مباشر للخلافات بين والديهم.
وقالت كوبيستينسكا، التي كانت زميلاتاها في الورقة العلمية هم ميلسا بارنيتاند ومليسا كوران من جامعة تكساس: " الوالدان اللذان كانا في المجموعة الهدامة المتماثلة ( الوالد والوالدة متماثلان في طريق تعاطيهم الهدام في الشجار) أقل احتمالا للبقاء معا، ولذلك ربما لا يكونا في نفس المنزل، ولذلك ربما لم يكن الأطفال معرضين لهذا الخصام بين الأبوين"
بشكل عام، قالت كوبيستينسكا، من المهم للوالدين أن يكونا على بينة من كيفية تفاعلهما مع بعضهما البعض، وأن يتذكرا أن الخلاف لا ينبغي بالضرورة تجنبه ولكن التعامل معه بطريقة تجعل الطفل يشعر بأنه مهدد بشكل أقل.
وقالت كوبيستينسكا "ليس كل خلاف سيئا، بل يتعلق بكيفية إدارته". "بالنظر إلى أن الأطفال سيواجهون خلافاً خارج البيت، فإن التعرض لبعض الخلافات يمكن أن يكون مفيدا، ولكن في الحقيقة من المهم أن يعالج الوالدان هذا الخلاف الذي يحدد مدى شعور الأطفال بالأمن، ويمكن أن يزيد من تعزيز إدارة سلوكيات الخلافات المماثلة عندما يواجه الأطفال خلافات تخصهم ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق