السبت، 14 أكتوبر 2017

الحمام افضل من البشر في تعدد المهمات


٢٦ سبتمبر ٢٠١٧

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم ٤٤٦ لسنة ٢٠١٧


Pigeons better at multitasking than humans

26 September 2017


خلافاً لما كان مفترضا حتى الآن، فان القدرة الادراكيةٌ لا تتطلب بالضرورة  قشرة دماغية ثديية (خاصة بالثديات) معقدة. دماغ الطيور الصغيرة كافٍ بالتمام.

الحمام  قادر على التحول بين مهمتين بالسرعة التي يستطيع بها الانسان فعل ذلك - وحتى بسرعة أعلى في بعض الحالات. هذه   ما وجده  علماء النفس البيلوجيون الذين قاموا بنفس التجارب السلوكية لاختبار الطيور والبشر. وافترض المؤلفون أن سبب ميزة تعدد المهام الطفيفة في الطيور هو  ارتفاع كثافة الخلايا العصبية.

الدكتورة سارة ليتسنر والبروفيسور  أونور غونتوركون من  جامعة بوخوم في الرور الألمانية نشرا النتائج في مجلة “Current Biology”" بالتعاون مع البروفسور الدكتور كريستيان بيست من مستشفى جامعة كارل غوستاف كاروس في جامعة  درسدن التكنلوجية.

"لفترة طويلة، كان العلماء يعتقدون أن القشرة الدماغية الثديية هي السبب الهيكلي  للقدرة الادراكية. وهي تتكون من ست طبقات قشرية "، تقول سارة ليتسنر. غير أن مثل هذا الهيكل غير موجود في الطيور. "هذا يعني أن هيكل قشرة الثديي لا يمكن أن يكون حاسمة للوظائف الادراكية  المعقدة مثل تعدد المهام"، كما تقول ليتسنر.

محشوة بكثافة مقدارها ستة أضعاف 

قشرة مخ ( البالة) للطيور لا يوجد فيها أي طبقات مماثلة لتلك الموجودة في القشرة البشرية؛ ولكن خلاياها العصبية محشوة بكثافة اكثر  مما هي عليه في القشرة الدماغية للبشر: الحمام، على سبيل المثال، لديه ستة أضعاف من الخلايا العصبية   لكل ملليمتر مكعب مما لدى البشر  في  الدماغ. وبالتالي، فإن متوسط ​​المسافة بين اثنتين من الخلايا العصبية في الحمام هو ٥٠ في المائة أقصر مما هو عليه في البشر. وبما أن السرعة التي تنتقل بها إشارات الخلايا العصبية هي نفسها في كل من الطيور والثدييات، فقد افترض الباحثون أن المعلومات تتم معالجتها بسرعة أعلى في أدمغة الطيور مقارنة بأدمغة الثدييات.

واختبر الباحثون  هذه الفرضية باستخدام تجربة  تعدد المهام التي قام بها ١٥ شخصاً  و ١٢  حمامة. في التجربة، كان على المشاركين  من الاشخاص  والطيور وقف المهمة قيد التنفيذ والتحول إلى مهمة بديلة في أسرع وقت ممكن. تم تنفيذ التحول إلى المهمة البديلة إما في نفس الوقت التي تم إيقاف المهمة الأولى فيه ، أو بتأخير  مدته  ٣٠٠ ميلي ثانية.

ما الذي يجعل الحمام أسرع
في الحالة الأولى،  تعدد المهام الحقيقي حدث، مما يعني أن هناك عمليتين تعملان في وقت واحد في الدماغ: عملية  وقف المهمة الأولى وعملية التحول إلى المهمة البديلة. كل من الحمام والبشر  تباطأ بنفس المقدار تحت الضغط المزدوج ( للعمليتين).

في الحالة الثانية - التحول إلى المهمة البديلة بعد تأخير قصير - العمليات في الدماغ خضعت للتغيير: العمليتان، وهما وقف المهمة الأولى والتحول إلى المهمة الثانية، تتبدل كلعبة ال بينغ بونغ . ولهذا الغرض، فإن مجموعات الخلايا العصبية التي تتحكم في كلتا العمليتين عليها  أن ترسل إشارا ت ذهابا وإيابا باستمرار . وقد افترض الباحثون أن الحمام يجب أن يكون له ميزة على البشر بسبب امتلاكه  كثافة خلايا  عصبية اكبر . فقد كان الحمام ، في الواقع، أسرع ب ٢٥٠  ميلي ثانية  من البشر.

"يتساءل الباحثون في مجال علم الأعصاب الإدراكي لفترة طويلة كيف كان من الممكن أن بعض الطيور، كالغربان أو الببغاوات، ذكية بما فيه الكفاية لمنافسة الشمبانزي من حيث القدرات الادراكية ، على الرغم من أدمغتها  صغيرة وليس فيها قشرة "، كما تقول ليتسنر. نتائج الدراسة الحالية توفر إجابة جزئية على هذا الغموض: هذا هو بالضبط  بسبب دماغها  الصغير المحشو بكثافة بالخلايا العصبية ممت يجعل  الطيور قادرة على تقليل وقت المعالجة للمهام التي تتطلب التفاعل السريع بين مجموعات مختلفة من الخلايا العصبية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق