مؤلف الكتاب : البرفسور غرانت آدم
المراجع : ستيفان رولاك
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٤٤٧ لسنة ٢٠١٧
تعرفت على كتاب " أَعْط وخذ Give and Take عن طريق الصدفة عندما كنت استمع لمحاضرة للمؤلف الذي كان مدعوا من قبل شركة قوقل . وشدني جداً تقسيمة للناس الى ثلاث فئات:- فئة صنفها ب " المعطين" (وهم الذين يعطون بلا مقابل ( وهذا يذكرنا بما ورد في سورة الانسان) ، وفئة الأخذين الذين يأخذون ولا يعطون، والفئة الثالثة هم الذين يقعون بين الفئة الاولى والثانية - الذين يعاملون بالمثل،
لكن ما هو اهم هو ما تحدث عنه المؤلف حيث قال بحسب الدراسات، فئة المعطين قد تكون على رأس قائمة الناجحين الباهرين وقد تكون في القاع ( فاشلين) ، ولذا لاحظ حتى يكون المعطون ناجحين لا بد ان تتحقق فيهم ثلاث خصال : ان يعرفوا لماذا ومتى ولمن يعطون
لم اقرأ الكتاب بعد ولكن هذه مراجعة لأحد القرّاء اردت ان أترجمها لعل القاريء الكريم يرى فيها فائدة . وهناك مقال اخر على نفس الموضوع يتعمق اكثر في الفئة الاولى سأضعه لاحقاً ان شاء الله
a book review by Stephen Roulac: Give and Take: A Revolutionary Approach to Success
"كتاب مهم، مهيأ ليكون كلاسيكياً"
“An important book, destined to be a classic.”
المؤلف ادام غرانت هو واحد من كبار أساتذة كلية وارتون، للأعمال في جامعة بنسلفانيا وخطيب ( متكلم) مطلوب دائماً ومستشار، وقد لوحظ انه يساعد الآخرين بلا كلل ويجسد نمط المعطي وأيضا ينمذج رسالته، بالامتنان الى ما يقرب من ٣٠٠ شخص بأسمائهم ل "تغذيتهم الاسترجاعية وحكمتهم ، ومعرفتهم وخبرتهم ... وثروتَهم من الأفكار المبتكرة. . . ومساعدتهم . . . وتشجيعهم."
الوفاء بالعطاء- الفكرة هي ان تعطي وتصنع قيمة قبل أن تتوقع ان تعطى مقابل عملك - هو مقدمة مركزية للتسويق الحديث. مبدأ النجاح للمدرسة القديمة الكلاسيكية الموازي هو أن تفعل أكثر مما تتلقاه في المقابل - في مفردات لغة التجارة، ان تعطي أكثر مما تأخذ - وفي بعض الأوقات سيُدفع لك ( يُوفى لك ) أكثر مما فعلت. فكرة 101 للعلاقات الإنسانية الاخرى هي ان تستثمر في بنك الإتمان: افعل الخير الآن، ولا تنقطع عن فعل الخير بمرور الزمن، وفي نهاية المطاف سوف تكافأ حسناتك .
صموئيل جونسون أعلن: "إن المقياس الحقيقي للإنسان هو كيف يعامل شخصاً لا يعمل له اي شيء طيب على الاطلاق ." كتاب آدم غرانت "أَعْط وخذ" يمكن اعتباره استعراضاً وتضخيماً وتفسيراً لحكمة الدكتور جونسون.
كتب آدم غرانت: "الآخذون لهم بصمات مميزة، ويحبون ان يأخذوا أكثر مما يعطون. إنهم يحرفون المعاملة بالمثل لصالحهم، ويضعون مصالحهم قبل احتياجات الآخرين. يعتقد الآخذون أن العالم هو مكان تنافسي، القوي يأكل الضعيف. وعلى النقيض من ذلك، المُعطون. .يحرفون المعاملة بالمثل في اتجاههم، ويفضلون إعطاء أكثر مما يحصلون عليه. بينما يميل الآخذون إلى الأنانية . . والمعطون يؤثرون على انفسهم ".
المؤلف يفرق بشكل حاسم بين الأسلوبين، ويكتب، "المعطون والآخذون يختلفون في مواقفهم وأفعالهم تجاه الآخرين. لو كنت آخذاً، فإنك تساعد الآخرين بشكل استراتيجي، متى تفوق الأرباح التي تحصل عليها على التكاليف الشخصية. اما إذا كنت معطياً، فقد تستخدم تحليلاً مختلفاً لحساب التكلفة والربح : فأنت تساعد مهما تجاوزت فوائد الآخرين التكاليف الشخصية. "
ما بين الطرفين ( بين المعطي والأخذ ) هم المعاملون بالمثل، الذين يسعون لتحقيق التوازن في تفاعلهم من خلال رد الاحسان لمن احسن اليهه ، ويتوقعون من الآخرين المعاملة بالمثل .
كتاب " خذ واعط" يجمع بين الدراسات الرائدة الخاصة بالمؤلف . والتلخيصات للابحاث الجمعية في الحقل، إلى حد كبير في روح كتاب " التفكير السريع والبطيء" لدانيال كانيمان، . ودراسات الحالات لأولئك الذين نجحوا بشكل غير عادي بطرق قد تبدو خلاف الحدس ، بما في ذلك أصحاب رؤوس الأموال، وأبراهام لينكولن ورواد الأعمال والمحامون ومديرو الرياضة التنفيذيون .
وكما اثبتت سوزان كاين في كتابها كوايتQuiet أن هناك من الإنطوائيين أكثر من المعترف بهم عموما، لذلك، أيضا، آدم غرانت أعلن أن المعطين هم أكثر انتشارا بكثير من المفهوم عادة.
ارتقى آدم غرانت بالافتراض الاستفزازي بأن المعطين يتمتعون بميزة نسبية قوية على الأخذين . رسالة غرانت هي أن تكتيكات النجاح مهما كانت التكلفة للآخذين هي خطيرة وفي نهاية المطاف نجاحها منحوس. على وجه الخصوص، كتاب " خذ واعط" هو اتهام محرق لتكتيكات الآخذين من الاستيعاب والمناورة، والتلاعب بالمديرين التنفيذيين للشركات الذين يأخذون حرفياً من زملائهم والعملاء. والذين من خلال سعيهم لسلوك فظيع وغير أخلاقي يأخذ حرفيا الآخذون من زبائن الشركة والزملاء والمساهمين. إن المثال المفترض لهذا النمط غير القابل للاستدامة هو كين لاي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة إنرون، الذي جسد فكرة أن "الآخذين قد يترقون عن طريق التملق ، ولكنهم غالبا ما يسقطون".
والأهم من ذلك أن آدم غرانت ابعد السياسات التي أسيء تصورها والهدامة في نهاية المطاف للمديرين التنفيذيين المتشددين الغير بارعين، ك جاك ويلش، الذين أصروا على أن الموظفين الذين في أسفل ال ١٠ في المائة من قائمة التقييم تُنهى خدماتهم بشكل منتظم. هذه السياسات التي تبعث على الخوف وتثبط الإعطاء، وأيضا تتجاهل بشكل صارخ مبدأ علم النفس الإداري في مكان العمل المثبت الذي يقول أن أداء العمال يتأثر بشدة برؤسائهم.
في الوقت الذي انتقل فيه التسويق من التلاعب الى المعنى، وعندما يسعى المستهلكون الى الأصلي لا الى البلاستيكي، عندما كان الناس أكثر وأكثر بحثا عن فرص عمل يجسد قيمهم وأغراضهم، الآثار المترتبة على رسالة كتاب "اخذ واعط" عميقة، لأن "هناك شيئاً مميزاً يحدث عندما ينجح المعطون : نجاحهم ينتشر افقياً وعامودياً . . ويصنع تأثيرا مضاعفا، ويعزز نجاح الناس الذين من حولهم ".
الكتاب مهم، ومهيأ ليكون كلاسيكياً.
يوتيوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق