السبت، 7 أكتوبر 2017

كشف بحث عن خلايا عصبية تبعث على العطش


الكاتب ؛ ناثان كولينز

١٤ سبتمبر ٢٠١٧

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ٤٢٩ لسنة ٢٠١٧

Research uncovers the neurons that drive thirst


September 14, 2017

مقدمة المترجم 

ورد في النص نظرية تخفيض الدافع Drive Reduction Theory والتي  وضعها العالم النفسي كلارك هال Clark Hull عام ١٩٤٣م وتقوم  هذه النظرية كما ذكرها اكثر من نصدر  على حفاظ الشخص على بقائه  على الحياة وذلك باستجابته الى حاجاته   البيولوجية والفسيولوجية  كحاجته  إلى الطعام والماء والهواء والتزاوج, ونقصها يؤدي إلى اختلال توازنه العضوي وبالتالي يثير لديه دوافع  لإشباع ذلك النقص حتى يعود  توازنه إلى حالته . فتنخفض عند ذاك القوى الدافعة ويعود الشخص إلى توازنه وينتهي عند ذلك الدافع.


—النص-

ما الذي يجعلنا عطاشى؟ على مستوىً ما، الجواب واضح: إذا كنا لا تشرب ما يكفي من الماء، أجسامنا ترسل لنا انذارات غير سارة في شكل جفاف الفم للحاجة الملحة لشرب الماء . أما الجواب الأعمق، وهو فريق من علماء البيولوجيا وعلماء الأعصاب في جامعة ستانفورد كتبوا  في ورقة نشروها في مجلة العلوم، ان ذلك يكمن في مجموعة من الخلايا العصبية في أعماق الدماغ، والتي تتمثل مهمتها في جعل الحياة غير مريحة  لأولئك الذين يتخلفون  عن تناول السوائل.

توفر هذه الإجابة الدعم العصبي البيولوجي لنظرية نفسية قديمة عمرها سبعة عقود تعرف باسم تخفيض الحافز ( الباعث)،  كما أنها تنطبق على العطش في حده  الأقل، ولكن هذا لم يكن بالضبط ما خطط القيام به كل من  طالب الدراسات العليا وليام ألين ومشرفه على بحث درجة الدكتوراة  الدكتور  ليون لوه، وهو  أستاذ علم الأحياء والمحقق في مركز معهد هوارد  هيوز الطبي ، وزملاؤه اذ كانوا يريدون ان يفهموا طبيعة الدافع بشكل أفضل - شيء ما علماء الأعصاب الذين يعملون مع الفئران والجرذان  يتلاعبون به  دائما باستخدام الماء.

يقول لوه، وهو أيضا عضو في معهد ستانفورد Bio-X- ومعهد ستانفورد لعلوم الأعصاب: "إن الغالبية العظمى من التجارب الآي تدرب بها  الحيوانات على القيام بها  هي ان تقيد شربها  الماء  ثم تعطيها  الماء كمكافأة". وبعبارة أخرى، لو  تركت  الفأر عطشاناً جداً، يمكنك ان تجعله ان يفعل  ما تريد مقابل وعده برشفة  من الماء . المشكلة هي، ان ذلك لن يستمر   إلى الأبد. لو شرب الفأر  ما يكفي من الماء، فإنه سيصبح   أقل عطشاً، وستكون  القطرة الواحدة من الماء   أقل دافعاً بكثير .

لوه ألين وغيره من اعضاء مختبر لوه و من مختبر الدكتور كارل ديسيروث أستاذ الهندسة الحيوية والطب النفسي والعلوم السلوكية، أرادوا  أن يعرفوا  كيف تجري هذه العملية.  الخطوة الأولى كانت  القيام بتعديل الفئرانوراثيا باستخدام ما يسمونه TRAP2، وهي تقنية طورتها المؤلفة المشاركة الأولى  طالبة ما بعد الدكتوراة  لورا ديناردو، وهي احدى اعضاء فريق   مختبر لوه، الذي أتاح  للباحثين  وسم  الخلايا العصبية التي تبدأ بالعمل  بنشاط استجابة لمؤثرات محددة، ومن ثم جرى إدخال المزيد من التعديلات الجينية على الخلايا العصبية الموسومة.

في هذه الحالة، استخدم الفريق أولاً TRAP2 لوضع علامة على الخلايا العصبية النشطة في الفئران التي  ستكون  بدون ماء، ثم أضافوا  ابتكار ديسيروث، الجينات الضوئية !أوبتوجينيتيك)، وهي  الجينات الحساسة للضوء التي سمحت للباحثين بإغلاق  وفتح الخلايا العصبية الموسومة   باستخدام الألياف البصرية ضوئية. لو كان ما قاموا به  في تحديد  الخلايا العصبية التي تنظم العطش صحيحاً، سيكون  بإمكان  ألين والفريق على ضبط   مدى شعور الفئران  بالعطش.

وأكدت التجارب اللاحقة ذلك بالضبط . ليس فقط استطاع  الباحثون من  جعل  الفئران المشبعة بالماء تشرب، فقد  تمكنوا ايضاً  من التحكم  بدقة في كم مرة  ذهبت تلك الفئران للشرب، وذلك ، كم مرة ضغطت على الرافعة لتحصل  على الماء، بمجرد    تغيير عدد المرات التي حفزت الخلايا العصبية العطش. في الواقع، ذهب الباحثون خطوة أخرى إلى الأمام وأظهروا أنهم يمكن أن يدربوا  الفئران للضغط على الرافعة، وليس للحصول على الماء، ولكن ببساطة لإيقاف نشاط أوبتوجينيتيك  ( الخلايا العصبية الحساسة للضوء)  من خلايا  العطش العصبية.

وبالجمع   مع عدد قليل من التجارب الأخرى، يشير هذا إلى أن الحيوانات تشرب الماء من أجل "الشعور بأقل أذية "، أي أنها لا تسعى  إلى شيء مكافيء ( يعود عليها بالنفع)  كمحاولتها  للتخفيف من الإحساس غير المريح أو الحد من الدافع المنفر. وقال ألين "قد تكون هناك آليات مماثلة عاملة   لأنواع أخرى من الدوافع  المحفزة  الطبيعية أو المسببة للأمراض"، مثل الحاحات التزاوج  أو إدمان المخدرات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق