الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

أن تنسى أو تتذكر ؟ الذاكرة تعتمد على إشارات دماغية لطيفة كما وجد باحثون

٢١ نوفمبر ٢٠١٧

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ٥١٨ لسنة ٢٠١٧

التصنيف : أبحاث الدماغ  

To forget or to remember? Memory depends on subtle brain signals, scientists find

JUPITER, Fla. 
Nov. 21, 2017 

رائحة  فطيرة البوبر ( اليقطين)  الساخنة يمكن أن يعود بذكريات ممتعة عن العطلات الماضية، في حين أن رائحة مطهر غرفة  المستشفى  قد تسبب القشعريرة. قوة الروائح لتنشيط الذكريات السارة والمنفرة  موجودة في كثير من الحيوانات، من البشر إلى ذبابة الفاكهة الصغيرة.

علماء في مركز  معهد بحوث سكريبس (TSRI) في فلوريدا ، نشروا  في دورية سيل ريبورتسCell Reports، بالتفصيل كيف أن الآلية البيوكيميائية المعقدة لحفظ الذكريات المرتبطة بالرائحة تختلف قليلا عن الآلية  الماحية للذكريات غير الضرورية المفهومة بشكل أقل .

معرفة كيف تمحو الأدمغة الذكريات بشكل فعال قد تفتح معارف جديدة لأسباب فقدان الذاكرة والشيخوخة، وتفتح  إمكانية علاجات جديدة لمرض التنكس العصبي.

وبطرق متعددة، عمليات النسيان والتذكر  متشابهة. في نماذج  التعلم المرتبط بالرائحة في ذبابة الفاكهة، في كل من حفظ الذاكريات  ومحوها ينطوي على تنشيط الدوبامين لخلايا الدماغ. هذه اللمحة في الذباب مهمة لمعرفة الدماغ البشري.

يقول رون ديفيس، رئيس قسم الدراسات العصبية في قسم علوم الأعصاب التابع بد TSRI: "إن أنظمة  الشم  للذباب والبشر هي في الواقع متشابهة تماما من حيث أنواع الخلايا العصبية وترابطها".

أيضا، في كلتا الحالتين، تنشيط الخلايا العصبية  يدفعها  الى صنع  جزيء  ناقل مماثل  أدينوسين أحادي الفسفات Cyclic adenosine monophosphatei  Cyclic AMP مما يؤدي إلى نشاط متتابع داخل الخلية، إما بناء أو محو مخزون الذاكرة، كما أضاف ديفيس.

"إذاً كيف تعرف الخلايا عندما تتلقى  إشارة  نسيان  مقابل  إشارة جمع ( ذكريات)؟ كان هذا هو السؤال الكبير  والمسبب للارتباك ". كما يقول ديفيس

وقد وجد البروفسور كيريل مارتيميانوف   والباحث  الدكتور إيكو ماسوهو،  أن نوعاً من بروتين التشوير في الخلايا العصبية يلعب دوراً. قام ماسوهو ومارتميانوف بفحص لوحة من بروتينات التشوير هذه، تسمى بروتينات G، مقابل الخلايا  المعبرة عن مستقبلين رئيسيين معروفين بأنهما داخلان في التذكر والنسيان.

وجد فريق TSRI واحداً من بروتينات G، يسمى G ألفا S، المتتربس بمستقبلات الدوبامين العصبية التي تسمى ب DDA1، المرتبطة بتشكل الذاكرة. وجدوا بروتين G مختلفاً، يسمى G ألفا Q، ومرتبطاً  بمستقبلات دوبامين بالقرب منها تسمى دامب Damb، والمتعلق بآليات النسيان.

الشكل: معرفة  كيف يمحو الدماغ الذكريات قد تفتح فهماً جديداً لفقدان الذاكرة والشيخوخة، وفتح إمكانية علاجات جديدة لمرض الاعصاب. 


والسؤال التالي هو ما إذا كان  بروتونا G المختلفان    متحكمان بآليات الذاكرة في  دماغ ذبابة الفاكهة. لمعرفة ذلك، أخمد الباحثون الجينات الداخلة  في إنتاج بروتين G ألفا Q في الذباب.  الذباب التي أخمد  البروتين فيها عُرضت  للروائح في حالات منفرة وأرسلت  عبر متاهات لنرى  مدى  تذكر ها في النفور من وجود الرائحة.

وقال ديفيس: "إذا أزلت G ألفا Q، فإن الذباب لا ينبغي أن ينسى، وهذا ما كان  بالفعل". واضاف "انها تذكرت  بشكل افضل".

ويبدو في الذباب أن  مستوىً ما من  النسيان هو عملية ثابتة وصحية.
وقال ديفيس "ان الفكرة هى كلما تعلمنا مغلومات فإن  هناك عملية بطيئة تقلل من الذكريات وتستمر فى التخلص منها ما لم يكن هناك جزء اخر من الدماغ يشير الى ان الذاكرة مهمة وتقوم بتجاوز عملية التقليل (من الذاكرة)".

قد تنحسر  وتتدفق عملية اكتساب ونسيان الذكريات  في حالة من التوازن كما يقول ديفس. ذكريات هامة مثل طعم فطيرة يقطين والدتي قد تبقى  في الذاكرة   إلى الأبد، ولكن الأشياء التي ليست مهمة  مثل ما كنت ترتديه  قبل ١٠ سنوات يمكن أن يتلاشى في غياهب النسيان دون ذكر.

"لو  تتذكر أشياء  كثيرة  من السابق وغير ضرورية، لماذا تبقيها إذاً ؟ لماذا لا يكون لديك نظام للتخلص  منها من أجل  عمل دماغ أمثل ؟ "يسأل ديفيس. "نحن نحصل على كل هذه المعلومات، كل هذا التعلم خلال النهار، والدماغ قد يقول:" لا، لا، أعدني إلى  قاعدتي، وحالتي السعيدة ".

وقال ديفيس ان هناك العديد من الاسئلة التى يتعين حلها. وقال "اننا نحتاج الى معرفة ما بعد ذلك - تتبع المسار للعثور على نظام الاشارات الكامل للنسيان". "نحن في أول  مرحلة  من هذا البحث."


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق