الخميس، 30 نوفمبر 2017

بركان بالي له تاريخ من الثوارانات البركانية وآثار مناخية عالمية

الكاتبة: انجيلا فريتز ، جريدة واشنطون بوست 

٢٨ نوفمبر ٢٠١٧

المترجم: ابو طه/ عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم ٥١٩ لسنة ٢٠١٧

التصنيف : أبحاث مناخ وكوارث طبيعية 


Bali volcano has a history of explosive eruptions and global climate impacts




يعيش اكثر من ١٠٠ الف شخص فى عشرات  القرى حول قاعدة جبل اغونغ الذي ثار  فى اوائل الاسبوع الماضى.  الآلاف من السياح قد احتجزوا في كابوس إجازة  مع  رحلات طيران قادمة ومغادرة ملغاة . تحلق سحابة من الرماد عملاقة وخانقة فوق جزيرة بالي في إندونيسيا، ولا يعرف الجيولوجيون ولا المسؤولون المحليون ما سيفعله الثوران البركاني  بعد ذلك.

وإذا أصبح ثوران بركان أغونغ أكثر حدة، فسيكون كارثياً للجزيرة، حيث يعتمد الاقتصاد على السياحة والزراعة. كما يمكن أن يغير درجة الحرارة العالمية لعدة أشهر - وربما لسنوات. وقد ثار بركان جبل أغونغ بشكل نشط من مدة أسبوع، لكنه بدأ بالزمجرة في أغسطس. ومنذ ذلك الحين فر اكثر من ١٤٠ الف شخص من منازلهم فى المنطقة وفقا لما ذكرته هيئة الاذاعة البريطانية.

في عام ١٩٦٣، عندما ثار البركان السابق، قتل ما يقرب من ١٦٠٠ شخص على مدى بضعة أشهر. وكانت الغالبية العظمى من تلك الوفيات ناجمة عن تدفق الفتات الصخري  البركاني ( ضمن الحمم البركانية) - وهو جدارة من الرماد وفتات الصخور والغاز الساخن عالي السرعة الذي اندفع الى أسفل سفح الجبل. كان، في الأساس، انهيار بركاني.

وقالت هيئة المسح الجيولوجى الامريكية "ان التدفق الفتاتي البركانى سوف يدمر كل شئ تقريبا فى طريقه". "بشظايا صخور  تتراوح في حجمها من رماد إلى جلاميد  تندفع  على الأرض بسرعة عادة أكبر من ٨٠ كيلو متر في الساعة، تدفقات الفتات  الصخري البركاني يهدم ويحطم ويدفن أو يحمل معه  جميع الأشياء والهياكل في طريقه."

بركان بالي سيكلف  شركات الطيران الملايين

كما أجبر  بركان مطار جبل اغونغ  في بالي، الأندونيسي  أن يبقى مغلقاً، وشركات الطيران  خسرت ملايين الدولارات من الإيرادات  وسارعت للحد من الأضرار. (رويترز)

ذكرى هذا الانفجار كانت طازجاً  بما فيه الكفاية يوم الاثنين عندما اقامت الهيئة الوطنية الاندونيسية لإدارة الكوارث منطقة إخلاء تبلغ ٧ أميال حول الجبل - تضم أكثر من ٢٠ قرية وحوالى ١٠٠ ألف شخص - وأدت إلى اعلان أعلى مستوى من الإنذار بالكوارث الطبيعية فى البلاد.

وقالت ديانا رومان،  عالمة جيولوجية في مؤسسة كارنيغي في واشنطن، إن "النشاط الحالي في أغونغ صغير جدا، وإن كان له تأثير كبير على حركة الطيران المحلية والسكان المحليين"، و حذرت من أنه من المستحيل التنبؤ بما سيفعله البركان . واضافت "ليس لدينا اي اساس لمعرفة ما اذا كان هذا الثوران سيكتثف او يستمر على مستواه الحالي او يتوقف".
ومع عدم توافر مثل هذه المعلومات القليلة، لا يقدم المسؤولون على المخاطرة . وفى مساء يوم الثلاثاء، دفعت الهزة التى استمرت ٣٠ دقيقة الى تحذيرات من احتمال وقوع ثوران  واسع النطاق وشيك. وإذا حدث ذلك، فإن التأثير سيمتد إلى ما هو أبعد بكثير من بالي، الى  الجو العالمي.

على المدى القصير، فإن من شأن جزيئات الرماد ان تسبب تبريداً إقليمياً، حيث أن طبقة الغبار تمنع بعضاً من  أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض. على المدى الطويل، يختلط ثاني أكسيد الكبريت مع قطرات الماء في الغلاف الجوي، وينتشر في جميع أنحاء العالم ويعكس ضوء الشمس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. ​​متوسط ​​درجة الحرارة العالمية يمكن ان تنخفض بشكل ملحوظ.

في عام ١٩٩١، ثار جبل بيناتوبو في الفلبين فجأة. وكان هذا الانفجار الأكبر منذ ثوران  نوفاروبتا عام ١٩١٢ في شبه جزيرة ألاسكا. وقد أدى انفجار الحمم البركانية والرماد والصخور إلى حقن سحابة من الهباء الجوي بحامض الكبريتيك في الغلاف الجوي. تنتشر السحابة بسرعة حول الأرض، وتغطي العالم بأسره في أقل من عام، وتخفض  درجات الحرارة بنحو درجة واحدة. وحتى ظاهرة النينيو في الفترة ١٩٩٢-١٩٩٣ لم تتمكن من التغلب على التأثير التبريدي  لثورة بركان بيناتوبو  التي استمرت آثاره لعدة سنوات.


"يمكن لثورات براكين  كبيرة أيضا   ان تبطأ جوانب أخرى من تغير المناخ"، كما لاحظ  براين كاهن من إيرثر Earther . "أظهرت الأبحاث المنشورة في العام الماضي أن ثورة بركان جبل بيناتوبو في الفلبين عام ١٩٩١ برد المحيطات بما يكفي لخفض معدلات ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل مؤقت."

وقالت رومان ان انفجارات بركان مونت اغونغ عام ١٩٦٣ كان "متوسطاً" فى الحجم، ولكن "انبعثت منه كمية كبيرة نسبيا من الغاز الذى كان له تأثير تبريدى على درجة الحرارة العالمية لمدة عام تقريبا".

المشكلة هي أننا لا نعرف ما إذا كان أغونغ  مجرد إحماء  في طريقه إلى الإنفجار الضخم، أو ما إذا كان سيقوم  ببساطة بالزمجرة.

وقالت رومان لصحيفة "واشنطن بوست" انه "اذا ازدادت حدة الثوران، فقد يكون هناك تأثير على درجة الحرارة العالمية، على الرغم من انها ستعتمد على كمية ونوع الغاز المنطلق  منه وكذلك عوامل اخرى". "وبعبارة أخرى، يمكنه أن يفعل ما فعل في الستينات من القرن الماضي ، أو أنه يمكن أن يقوم بفعل  شيئ مختلف تماماً. نحن لا نعلم ".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق